أن تحوز الإمارات على الدرجات الكاملة في التربية والتعليم، وأن تتبوأ مكان النجوم، وأن تصافح الغيمة في نثها، وبثها، وحثها، فتلك الشامة، والعلامة على البصمة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم على جبين الوجود، تلك الوسامة الوضاءة على وجنة المسيرة التعليمية، وهي تقود مرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها العالم، وقد أثبتت وزارة التربية والتعليم في ظل الجائحة أن هناك جنوداً أوفياء في الميدان يخوضون معارك الشرف من أجل وطن يستحق التضحية، ومن أجل شعب له تاريخ في الالتزام الأخلاقي تجاه المعطى التربوي.
وجود الإمارات تربوياً ضمن العشرين الكبار، يؤكد مدى ما لهذا البلد من قيمة إبداعية، ومهارات فنية، وقدرات فائقة تضعه في الصفوف الأولى، وعند هامات الكواكب والنجوم، بلد سيطر على زمام الطبيعة، ودفع بالجياد كي ترفع الصهيل عالياً، وتمضي في الدنا تواقة للظفر، مشتاقة لتحقيق أعلى معايير الجودة التعليمية وهي ترفع من سعرات الحرارة في جسم العملية التعليمية، وتضخ في الجسد التربوي حزمة من نظم أخلاقية، وقيمية، إيماناً من قيادة هذه المؤسسة الشابة، بأن العلم والتربية صنوان لا يفترقان، وضلعان في جسد واحد، وهما الوتدان اللذان يقيمان سقف خيمة الوعي، وهما اللذان يمنعان ترهل سياج الخيمة. صورة وافية، وكافية، تضعها وزارة التربية والتعليم أمام الطالب والمعلم ليسيرا معاً صوب المستقبل، متسلحين بالحب قبل كل شيء، يجمعهما الوعي بأن التعليم سبورة بلا حروف، المعلم والطالب هما اللذان يضعان على صفحتها الجملة الأولى بدايتها مبتدأ التربية، ونهايتها خبر العلم، وفي هذا النهر التعليمي تسبح طيور المعرفة، وتتجلى، وتزهر، وتثمر، وعند أغصانها يرفع الطير النشيد، ويغني للوطن، للعالم، للكون، للوجود، لحياة زاهية بالمعرفة، ذاهبة إلى المستقبل، بوسم حضاري، يكتبه التاريخ بحروف من ذهب، ويسجل لهذه المؤسسة التعليمية دورها الريادي في بناء البيت المجتمعي من خيط الحرير، وأهداب الشمس.
عندما يحتفي العالم بمنجزنا التعليمي، والتربوي، فهذا شعاع من وهج خطة ساعة النطاق، استطاعت وزارة التربية أن تقدمها للوطن، ومنه إلى العالم. هذه شهادة تليق ببلد بنت معطياتها على أسس ومبادئ، متينة وراسخة، هي العلامة الفارقة في زمن الرهانات على العلم، كلقاح ضد أمراض العقل، والتربية كدواء ضد التقيح الاجتماعي.
المصدر: الاتحاد