نهدر الوقت ونحن نقضيه مع تلك النوعية من «السلبيين» حولنا. لم أعد أطيق حتى حواراً قصيراً مع إنسان سلبي لا يرى في التجربة سوى احتمال واحد هو الفشل. يغمرك بالمحاذير والمخاوف ويبتكر لك ألف صورة تشاؤمية تسقطك في الفشل قبل أن تخطو خطوتك الأولى. ولهذا فإن الناجح بيننا هو عادة من يحيط نفسه بالناجحين المتفائلين الذين يدفعونه للمغامرة المحسوبة.
ما من قصة نجاح بلا قصص فشل. وما من قصة نجاح باهر خلت من مغامرات، بعضها محسوب وكثيرها غير محسوب. أغلب التجارب التي خضتها بنجاح ابتدأت بمغامرة. ندمت كثيراً أنني تأخرت في بعض المحاولات لأنني استسلمت لمحاذير الفشل وسمعت كلام من ينظر للحياة نظرة خوف وتردد وحذر. وصرت اليوم أهرب سريعاً ممن يبدأ حديثه بالمحاذير والمخاوف من الفشل.
أنا أفشل يعني أنني أحاول. أنا أحاول يعني أنني مؤمن بفكرتي. أنا مؤمن بفكرتي يعني أنني –لا محالة- سأصل لأهدافي.
أنا واثق من قدرتي على النجاح، على الرغم من مروري بمحطات فشل، يعني أنني سأنجح. نعم سأنجح. سأنجح. والفرصة التي لا تأتي اليوم سأذهب لها غداً.
الخطأ الذي أقع فيه اليوم سأتجنبه غداً. سأطرق أبواب الناجحين كي أتعلم من مسيرتهم. سأنظر من بعيد لتجارب الفشل كيلا أمر بها. وسأعود يوماً لمن حاول تكسير مجاديف طموحي كي أخبره أنني أبحرت في مغامرتي ووصلت.
سأكتب عن أولئك الرائعين في مسيرتي ممن دفعوني للمغامرة والمحاولة. سأكتب يوماً عن أولئك الذين حينما فشلت قالوا لي أعد المحاولة. وسأروي يوماً قصتي مع أولئك الذين حينما أخبرتهم بأنني فشلت قالوا: لا؛ أنت لم تفشل ولكنك خطوت خطوتك الأولى. وسأروي حكاياتي مع أولئك «الإيجابيين» الذين آمنوا بأن الفشل ليس سوى وجه واحد من أوجه النجاح.
واصل المسيرة!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٦٢) صفحة (٣٥) بتاريخ (١٤-٠٥-٢٠١٢)