بلد ينعم بالأمان، يقصده النوابغ، بلد له في الحب مآثر، لا بد وأن يكون بين الرموش أثمد، وفي المقل بريق. هكذا هي الإمارات شجرة تحط على أغصانها أجنحة الرفرفة، وعلى قمتها يزهر النوابغ من ثمرات وعبارات ومهارات وبراعة المعطى ورونق الإبداع في كل مجالات الحياة، لأن في الفضاء الرحب، تغني النسائم باسم الحياة، وتفتح الورود أكمامها، والشذا حلم كل من تطلع إلى المجد، وكل من طمح إلى غد يشرق ببلاغة العطاء، ونبوغ الفرادة والاستثنائية.
اليوم الإمارات تقود العالم إلى آفاق التقدم والرقي، وتفتح للتاريخ صفحات، حبرها من عرق وكد، ومن شوق وجد. اليوم الإمارات، تعيد للحضارة الإنسانية سطورها التي لا تمحى، وعمرها المديد، ومجدها السديد، وحلمها القديم الجديد.
اليوم، وفي ظل قيادة رشيدة، لا تدخر وسعاً في تقديم كل ما يلزم، وكل ما هو ضروري لكل من يحمل في جعبته ما يفيد العالم، ويضيف للحضارة رقماً جديداً في الإبداع.
اليوم ونحن في أحضان القرن الحادي والعشرين، نعبر أفظع جائحة، هشمت وهدمت ودمرت ورملت ويتمت وثكلت، نخرج من فوهتها منتصرين، وفي قلوبنا ضوء أخضر، مفاده أن نمر ولا نتوقف، كما خليل جبران «تقدم ولا تتوقف، في التقدم يحدث الكمال»، وها هي الإمارات، تمضي في الركب نحو سهول الإبداع، مؤزرة بإرادة النبلاء، مكللة بعزيمة النجباء، متوجة بمكتسبات أدهشت وأذهلت، صفق العالم لها معتزاً بها، ولم يزل في الأحلام بقية، وبقية الحلم هي طموحات كمدِّ البحر، وتطلعات كأشعة الشمس، وقدرات لا تحدها حدود، ومواهب بعدها وعديدها.
هذه هي الإمارات، ارتوت من معين زايد الخير، طيب الله ثراه، وسارت على النهج، مجللة بتاريخ لا تنضب عيونه، ولا تشحب أشجاره، تاريخ سطوره من ذهب، وحروفه من در وجوهر.
وكم هم نوابغنا في الوطن العربي، نوابغ تحوطهم قلوب تقول لهم تعالوا، هنا مرتع غزلان العطاء، هنا موائل المبدعين، هنا نخلة البذل، فهزوا جذوع المواهب، يتساقط الإبداع ثمرات جنية.. هنا تكتمل الصورة، وهنا تحلق الطيور جذلانة بما تلقاه من رعاية وعناية وحماية، وسؤدد. هنا الأرض التي نبتت فيها الغافة، ولما رأت الركاب قادمة قالت هذا هو الحلم الزاهي، يتلألأ على صهوة صحراء، وجدت لكي تجعل من رمالها قلائد، ومن جبالها حصوناً.
المصدر: الاتحاد