عبد الواحد نور، سوداني من دار فور، يعلن نبوءته، في زمن الهلوسات، زمن اللاعقل زمن «داعش»، و«النصرة» وأخوتهما، في عالم يتدحرج، باتجاه اللاوعي، ونحو الخربشة على جدران القيم، والشيم، والنعم، بأصوات نشاز، تشمئز منها النفس، ومن جهلها وغيها، وسعيها إلى التشويه، والتشويش، والنبش في القبور، والمزابل والنفايات.
يقول هذا المعتوه، إنه مرسل من السماء، لهداية البشر، وكأن العالم ينقصه المجانين ليأتي هذا المتخلف عقلياً، ويطرح نفسه كمصلح سماوي، بعد أن ضجت الأرض بأمثاله، ومادت الجبال من فوضى العقل وعشوائية الكون البشري.
ويبدو أن الأخ وجد التربة صالحة لأمثاله، ومهيأة لامتصاص مثل هذه الترهات، بعدما أصبحت التنظيمات الإرهابية، تصول، وتجول، في العالم، مدعومة من دول، خدعت العالم بشعارات جوفاء، وروجت للديمقراطية، المفصلة على مقاس القرضاوي، وعزمي بشارة، وما انكشف الغطاء، حتى فاحت رائحة الخبث والحنث، وبان المستور، وعرف العالم كيف تدار هذه الدول، وكيف تحاك من داخلها، الأساليب الخبيثة من أجل إشاعة، الدمار في العالم ونشر أدواء العنف في كل مكان.
نعم سينبت أمثال عبد الواحد نور، وسوف تعم مثل هذه الجراثيم طالما هناك من يقتنع بجماعات اتخذت من الدين ستاراً، وطالما هناك دول تخفت خلف عقد النقص، ومركبات الدونية، ونصبت نفسها حارساً لتهشيم البنيان العالمي تحت ذرائع وحجج ومسوغات زائفة وطموحات وهمية لا تتناسب مع حجم هذه الدول وموقعها في العالم.
ستنبت أعشاب شوكية وخازة، مثل عبد الواحد نور، وسوف تدمي الجسد البشري بخرافاتها وقيحها، وسوف يعاني العالم من مثل هذا الطفح، إذا لم يصحُ الضمير الإنساني، ويتكاتف، الجميع لدرء الخطر، ومواجهة نتائجه المدمرة، وكبح جماحه، فلا عذر اليوم لأحد، ولا حياد في هذه القضية الكونية، فالكل مسؤول، والكل تقع على عاتقه المساءلة الأخلاقية والحضارية، ومن يختبئ وراء الصمت لتجنب التعب سوف يجد نفسه في مواجهة الطوفان في يوم قريب، ولا أحد محصنا من درن الإرهاب وأسباب الخراب طالما فكرة المتطرفين وأعوانهم قائمة على الدمار الشامل للعالم أجمع.
فأمثال عبدالواحد سوف يستنسخون، وكذلك أمثال «داعش» طالما استوطن الشر في نفوس عصابات، ورؤساء دول، وأدعياء الدين.
فاليوم وليس غداً واجب الجميع دولاً ومؤسسات ومثقفين أن يكونوا بقلب رجل واحد ضد أعداء الإنسانية.
المصدر: الاتحاد