يخطط أحد البنوك بإنجلترا لأتمتة 80% من الوظائف والاستغناء عن 10 آلاف موظف بحلول عام 2020، مثال واحد من آلاف الأمثلة التي تعكس العصر الذي نعيشه وما سيكون عليه المستقبل، وقد قامت الكثير من الفنادق بالفعل بأتمتة 50% من عملياتها، ويحدث ذلك أيضاً في مجال الطب في ما يعرف بالطب الرقمي والطب الذاتي، ناهيك بالسيارات بدون سائق والروبوت المنزلي، كل ذلك في مجال الخدمات التي كان أهم ما يميزها حتى عهد قريب أنها الأكثر استيعاباً للموارد البشرية، واعتماداً على العنصر البشري، أما في الصناعات فقد باتت مصانع كاملة لا تحتاج لعمال وبدأت الثورة الصناعية الرابعة في السيطرة على كل شيء.
لقد فرح البشر وهللوا للماكينة واستحسن الكثيرون الدور الذي باتت الروبوتات تلعبه، لكننا تناسينا الجوانب والآثار الاجتماعية لسيطرة الآلة، ماذا سيفعل الموظفون الـ10 آلاف الذين سيفقدون مصدر دخلهم خلال عامين ومئات الآلاف مثلهم في الكثير من دول العالم؟ ما هي الآثار المترتبة على ذلك؟ وهل هناك خطط لاستيعاب من يفقدون وظائفهم؟ نعم، لقد خلقت التكنولوجيا الكثير من الوظائف المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات وعلوم البيانات والبرمجة، لكن تلك شريحة واحدة من سوق العمل، فلا يمكن أن يعمل الجميع محللي بيانات ونظم معلومات وبرمجة، لا شك أن حل مشكلة البطالة هو حل للكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية، لكن ما يحدث فعلياً هو تضخيم المشكلة وزيادة الفجوة بدلاً من حلها.
يرى «إيلون ماسك» الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا أن الذكاء الاصطناعي سيشكل خطراً حقيقياً على الجنس البشري في غضون 5 إلى 10 أعوام، وبحلول عام 2040 سيسيطر الذكاء الاصطناعي والآلة على البشر تماماً، وقد يظن البعض أن الإنسان بما أنه هو من صنع الآلة سيتمكن في أي وقت من السيطرة عليها، لكن هذا ما لم تتمكن الآلة من الأخذ بزمام الأمور والبدء في إعادة برمجة نفسها واتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات مثلما يحدث في أفلام الخيال العلمي. ماذا لو تم توجيه تلك الثروات المهولة في التكنولوحيا لزراعة الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم وفي استخراج كنوز الأرض من المعادن والثروات، بدلاً من الذهاب للمريخ للبحث عن بيئة صالحة للزراعة؟ ماذا لو تم توجيه تلك الميزانيات الباهظة لمعالجة النفايات وعدم تدمير كوكب الأرض بالملوثات؟ ماذا لو تم توجيهها نحو التعليم في الدول الفقيرة، ما الضرر لوعدنا للأساليب التقليدية في الزراعة وبعض الصناعات من أجل خلق فرص عمل وحياة كريمة لملايين البشر.
المصدر: الإمارات اليوم