العهدة هنا على تويتر! سعوديون يدرسون في مدينة صغيرة بأمريكا اتفقوا فيما بينهم على «جدول» للتسوق. هذه الاتفاقية تنظّم أوقات زيارة «المول» الصغير في مدينتهم الصغيرة تلافياً لأن يذهب أحدهم مع زوجته فيصادف -لا قدّر الله- زميله السعودي في ذات السوق مما يُحدث له حرجاً كبيراً! إذن – يا جماعة- ما فيها شيء لو تفاهم هؤلاء الشباب على جدول يحميهم من الحرج وكل يذهب للسوق مع زوجته واثقاً مطمئناً أن سعودياً آخراً لن يرى زوجته. ولكي لا نظلم الرجل السعودي في هذه القصة فالمسألة هنا هي مما يأتي في باب «الخصوصية السعودية» بدليل أن الرجل السعودي لا يخشى ولا يُحرج إن رأته الملايين من الرجال (غير السعوديين) يمشي مع زوجته.
المشكلة هنا سعودية سعودية! في هذه المسألة، أنا -جاداً- لا ألوم هؤلاء الشباب في تلك المدينة الأمريكية الصغيرة لوحدهم لأنهم -في آخر النهار- نتاج ثقافة «ملخبطة» أسست لكل هذه الفوضى في عقل الرجل السعودي تجاه المرأة. الغريب أنها ثقافة طارئة وإلا لما سمعنا -إلى اليوم- «شيباننا» حفظهم الله يروون قصصاً تعكس جوانب متحضرة في تعاملهم مع المرأة في محيطهم فلا يتحرّجون من ذكر أسماء أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم في المجالس وأمام آخرين من خارج العائلة.
لماذا إذن يرتبك الرجل السعودي «المعاصر» لو مشى مع زوجته في مكان عام -في السعودية أو خارجها- وشاهد صديقاً أو زميلاً من أهل بلده؟ وما الذي يدفع بشباب سافروا لآخر الدنيا للدراسة في جامعة أمريكية لجدولة مشاويرهم التسوقية بطريقة تجنبهم حرج رؤيتهم مع زوجاتهم؟ ولماذا لا ينحرج السعودي من زميله الأجنبي لو رآه مع زوجته لكنه يتمنَّى أن تبلعه الأرض ولا يراه زميله السعودي يمشي أو يتسوق مع زوجته؟
آه منكم يا السعوديين!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٤٦) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٨-٠٤-٢٠١٢)