وطن التمكين

آراء

وطن التمكين يضع الإمارات بين أيدٍ أمنية، أضلاعها أب وأم وأبناء، ورابعهما ثقافة الانتساب إلى تاريخ مؤدلج بالحب، والانتماء إلى البيت المتوحد، والمشاعر التي تستلهم بسوقها من ذلك الإرث القويم الممتد من رمال الصحراء حتى موجة البحر ناصعة البياض.

وزارة تمكين الأسرة، هي تلك الخلية واسعة المدى، ثرية المداد، فياضة بمشاعر الود، والوعي بأهمية أن تكون الأسرة عمود الخيمة وسماءها، وتحت سقفها تنمو سنابل المستقبل، محتفية بابتسامة لا تنطفئ شعلتها، تطلعات لا تخبئ أقلامها في تسجيل تطورات الوطن، وانثيالات نثات غيمته العذبة.

في الإمارات اليوم الأسرة تقود المرحلة مزملة بقواعد، ونظم، وأسس، وثوابت، وأحلام زاهية كأنها المصابيح معلقة في سقف السماء، في الإمارات اليوم الأسرة هي المبتدأ وهي الخبر، وهي الكلمة الفصل، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة بأنه ما من مجتمع يرتقي ويتطور، ويزدهر، ويثمر، إلا وبين طيات علاقاته أسرة تمسك بزمام البوح، وتعمل على ترتيب الطموحات، وتشذيب الأغصان لتصبح طيعة ناضجة، صارمة، حازمة جازمة، في بناء مجتمع يتطلع أن يكون النخلة التي تدلي بعناقيدها، على النحور، ومن سعفاتها تبني بيوت العز والشرف.

في الإمارات اليوم تمضي الأسرة قدماً في توطيد العلاقة مع الحياة، وتمتين الأواصر مع المستقبل، وتعضيد المجتمع الأكبر بفنيات الإبداع التربوي وبلاغة التنشئة، ونبوغ الفكرة في بناء البيت الكبير.

معجم الإمارات الأسري يفيض بالجمال، ورونق العلاقات الزاهية، منذ أن مدت الصحراء أذرعها واحتضنت أغصان النخلة، ومنحتها حب الفطرة، ووهبتها شفافية التساقي، وحميمية التلاقي، والانسجام ما بين الرمل والجدول، وما بين التربة والغيمة، حتى أصبح للماء مذاق الوجود، وصار للتراب رائحة العطر المضمخ بعرق الأقدام الحافية.

تاريخ الإمارات كنز من العلاقات المزدهرة بعلامات الزهو، والافتخار بأسرة، خاضت العباب، وسرت بين الوهاد، بحثاً عن غصن رطيب، أو درة ثمينة، وما بين الغصن والدر، وشائج سجلها التاريخ أياقين يانعة كأنها الزهر، يافعة كأنها الزمرد في أعناق الفارعات، الباسقات، السامقات، المكتنزات وعياً بالحب، الثريات بالمعاني الجليلات، المترفات حلماً إنسانياً، الباذخات خلقاً في تطويق الأسرة بأحلام أزهى من وجه اللجين، وأندى من صدر السحابات.

تاريخ الإمارات يسترخي على ثراء القبيلة الصحراوية وما جاورها عند السواحل، وبين الهضاب، والشعاب، حيث العلاقات هنا كأنها تعانق النجمة والسماء، وكأنها تدفق المطر بين ثنيات الطين.

واليوم تمضي القيادة الرشيدة باتجاه تعزيز الأواصر، ودعم الطموحات، وتقديم كل ما يجعل الأسرة وطناً، والوطن أسرة، وفي كليهما، تترعرع مشاعر الإنسان، وتكبر مشاريعه الوطنية، وترتاح السماء من نور العيون التي أصبحت مصابيح وعي، وقناديل ضوء، تفتح الطريق شاسعاً من أجل نجاح يأخذ بيد نجاح.

المصدر: الاتحاد