كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
توجد سلوكيات تنتشر بين بعض الناس، وباتت طبيعة واعتيادية، بينما أثرها وأضرارها جسيمة على العقل والصحة الجسدية والنفسية، مثل السهر، وعدم الانتظام في النوم، لقد تخلى البعض عن الاستيقاظ في الصباح الباكر، أمام موجة من مواصلة السهر وعدم النوم، لذا نرى من يستيقظ في الوقت، الذي يسبق بداية عمله بقليل، فإذا كان العمل يبدأ الساعة الـ 8 صباحاً، تجده يستيقظ نحو الساعة الـ 7 أو الـ 7.30، وساعة واحدة مدة قصيرة أمام متطلبات المسافة إلى مقر العمل والتجهيز، بعد الاستيقاظ من النوم، ولا تنسى تلك الفترة الزمنية، التي يميل البعض فيها للاستيقاظ خلال اللحظات الأخيرة، ثم يهرع مسرعاً إلى عمله، ناهيك عما يسببه الاعتياد على الروتين في السهر أيام الإجازات، وعند العودة إلى الاستيقاظ الصباحي يكون الكسل والحاجة الماسة للنوم، ما يسبب الإرهاق والإجهاد، الذي لا تخفى أضراره، بينما الساعات الأولى من الصباح ثمينة جداً، فهي أوقات غير صاخبة ومناسبة للشعور بالهدوء، وبدء اليوم بممارسات صحية، وفقاً لدراسة نشرت من قبل مجلة «نيتشر كوميونيكيشينز» للعلوم الأمريكية، تم خلالها متابعة بيانات نحو 700 ألف شخص، وجد أنه هنالك أكثر من 350 عاملاً وراثياً يؤثر في النشاط الطبيعي للناس بالنسبة للتوقيت، لذلك من المرجح أن الأشخاص الذين لا يستغلون الصباح الباكر يقومون بإهدار أكثر أوقات نشاطهم وتركيزهم خلال اليوم. وفي العموم الاستيقاظ باكراً لا يعني التوجه مباشرة إلى الأعمال، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل لا يعتبرون قدوة جيدة. إن ما أحث عليه من خلال هذه الكلمات تخصيص وقت للنفس والروح في الصباح الباكر، سواء كان لممارسة الرياضة أو الاسترخاء والتأمل أو حتى قراءة جزء من كتاب أو مقالة عابرة مفيدة مع احتساء كوب من القهوة أو إعداد فطور صحي قبل بدء اليوم المجهد، وبطبيعة الحال لن يتحقق هذا إلا بالنوم المبكر، وإعطاء الجسد الساعات التي يحتاج إليها للنوم والراحة.
المصدر: البيان