شكراً لهن، شكراً لكفوفهن التي ترسم السعادة على صرح الوطن، شكراً لهن على الصمود على مدى الزمن، يخطبن ود الحياة، ويحطبن في صحراء معشوشبة بالحب، وأحلى الشجن.
اليوم والوطن يرفع راية البيض الصقال القواطع، ويحمي منجزاته، بصون الإنسان، وصيت البيان، اليوم نرى المرأة تتقدم الصفوف بثبات وثقة، لا هوينا بالسير نحو غايات الوطن، بل للخطوات رنين ساعة الفرح، للخطوات رائحة الحناء لحظة الفوز بحب أغلى ما نملك.
اليوم المرأة في الوطن، بوصلة الانتماء، وفاصلة التحدي، ونصل التواصل مع الحقيقة، حقيقة أننا لا نذهب للمستقبل فرادى، بل نحن نمضي والأيدي متشابكة، والعيون تعانق السماء، والأعناق ساريات تلامس الغيمة، والأفئدة صفحات مضاءة بمصابيح الأمل، والأرواح أجنحة منازلها الآفاق، ومناراتها الشمس الطالعة في كبد التاريخ.
نعم للعباءة السوداء رونق الكحل في العيون السود، وللعطر رائحة النخلة السامقة، ولطيات الشعر، رفرفات العلم الأنيق.
شكراً لهن وهن يكتبن للتاريخ رسالة مجللة بالمعنى، فحواها بأن الوطن يكمن بين طلع وشارب، وفي خضم كحل، وعقال، الوطن هو ذاك الذي تحبه المرأة، كروح، وريحان، ورائحة، إنه السكنة. الخفقة، أنه الرفرفة، والتحليق، أنه الحب الكبير والشوق، والتوق، والحدق الأنيق.
شكراً لهن لأنهن لا يتأخرن عن واجب، ولا يترددن في تحقيق طموح، لأنهن من نسل جيل، خب في الصحراء بحثاً عن نبع أمل، وامتطى الصهوات كفاحاً من أجل لقمة منقاة من دون العوز، وعلى ظهر النوق كانت الأبصار تحدق في عين الشمس، وتلامس وجه القمر.
اليوم التاريخ يعيد نفسه، والتاريخ لا يمهل، ولا يهمل، للتاريخ سجل النجباء، للتاريخ وعي بالمراحل، وما ترنو إليه أشجار الغاف، وما تصبو نحوه نخلة في العين، إن في أقصى حالات الوطن خصباً، وخضاباً.
شكراً النجيبات، مخضبات الكفوف بحبر الوطن، مكحلات العيون بأثمد الحلم الكبير، إلا وهو أن تظل الإمارات دوماً النموذج، والقدوة، والمثال، تحتذي بها الأمم، وتسير على منوالها، وتغني بموالها.
شكراً لها، هذه المرأة التي تركت البيت والولد، وأسرعت الخطا لتؤدي واجب الوطن، وتفسح عن صفحة بيضاء طالما نصعت على جبينها، وطالما أيقظت فينا روح التفاني والفداء، والتضحية لأنه لا شيء يساوي ثمن الوطن، ولا شيء يوازي مكانة الوطن، فهو القلعة، وهو الشمعة، وهو الدمعة مدرارة عندما يسرج الفرح خيوله في وجدان المخلصين، عندما تسفر أقماره في عيون العاشقين.
شكراً لها فهي النهر، وهي السحر، هي النحر، وهي البدر، هي كل ذلك، وفي كل ذلك هي مرآة، على محياها تزدهر صورة الوطن، وفي ابتسامتها تزهو الحياة، وتزهر ورود الصحراء، ويتفتح التين، والزيتون، عن ثمرات الأمل، وتفيض البحار بالدر، وأسرار الأعماق الزرقاء.
شكراً لها وهي تحث الخطا، ممتلئة بالفرح، لأنها أصبح اليوم لها صندوق تحفظ فيه جواهر القلب ألا وهي أمنيات وطن، وآمال شعب.
شكراً لها وهي تثب كمهر لها في العالمين تاريخ الفوز ومهارة الانتماء إلى منصات النجاحات المبهرة.
المصدر: الاتحاد