يوم توحيد قواتنا المسلحة، يوم تضافر الأنامل كي تمسك بألباب الوطن، وتضع أرضه وسماءه بين الوريد والشريان.
اليوم ونحن نتأمل اللوحة مرسوماً عليها تضاريس الوطن وبين كل حقل وجبل، تكمن قبضة الجندي المهيب، وبين كل هضبة ونجد، هناك عين تحرس وقلب ينبس بالحب، لأرض أعطت وما توانت، وأغدقت وما بخلت، وأجزلت وما شحت، ومنحت وما ضنت، وأهدت وما تقهقرت، وهذه الفسيفساء من نهل وبذل، كان لا بد لها من جدار يسند ظهرها، وسياج يحمي منجزها، وسور يحافظ على مكتسبها، كان لا بد من قوة تصون، العرض والأرض، جاءت فكرة التوحيد مكللة بالحب، مجللة بالود، متوجة بالصدق، محاطة بالثقة، منوطة بوضع الوطن بين الرمش والعين، وبين الوجنة والجبين اللجين.
قواتنا المسلحة، في البر جواد، وفي البحر زناد، وفي الجو جناح يظلل، ويجلجل ويزلزل، في باطنه نسر آمن بأن الوطن عظم الربقة، وأن الدفاع عن حياضه، عقيدة وجهاد، وما الأرواح إلا موجات تزيح عن كاهله قشات العدا، وتمنع عنه كل غضاضة أو رضاضة، وتدفع عنه كل ما يحيق، وكل ما يحدق.
قواتنا المسلحة، وجدت لتكون هي من وحي ذلك النبيل، طيب الله ثراه، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يحض الإنسان على هذه الأرض بالدفاع عن حق الوطن في العمل الجاد والتضحية في سبيل بناء وطن قوي، معافى، مشافى، متماسك، متضامن، كان زايد الخير يحث الأبناء على اعتبار الوطن بيت الجميع، والذود عن مكتسباته واجب مقدس، يفرضه الدين وتقرّه الأعراف الإنسانية، ولهذا كان الاهتمام بتكوين جيش قوي، متسلح بأحدث التقنيات الدفاعية، متأزر بأجود الأسلحة، متحزم بأعظم العتاد، لأن الإمارات اليوم أصبحت دولة في مصاف الدول المتقدمة، وتمتلك إمكانيات هائلة، ما يجعلها عرضة للحسد وكيد الحاقدين، وحتى نحمي بلادنا، نحتاج إلى هذا الجيش المتقن، وإلى العناصر المكتفية بالعلم والفهم، والقدرة على استيعاب ما يستجد من تقنيات في الأسلحة الحديثة.
جيشنا هو جبيننا الذي يواجه الشمس، وهو ذراعنا التي تصد الريح، وهو عيننا التي تحرس جهاتنا الأربع.
واليوم أصبح جيش الإمارات، القوة التي يسمع صداها في العالم فيهابها كل رعديد، ويحسب حسابها كل متربص، ويحترمها كل شريف، ومخلص ومحب للحياة وكاره للعدمية.
المصدر: الاتحاد