رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
كل الشكر والتقدير والاحترام لوزارة التربية والتعليم على اهتمامها وتفاعلها إيجاباً مع حملة «المدواخ»، التي أثارتها «الإمارات اليوم» خلال الأسابيع الماضية، والشكر والتقدير هنا لأن الوزارة لم تدفن رأسها في التراب، ولم تسعَ لإنكار القضية، أو نفي انتشار «الدوخة» وإدمان بعض الطلبة عليها، ولم تتصرف من منظور المدافع عن نفسه تهمة التقصير، بل أخذت الموضوع من زاوية أشمل وأهم، وتصرفت بناءً على مصلحة عامة، وللقضاء على ظاهرة سلبية مقلقة.
وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، وجّه بوضع خطة لمحاربة «المدواخ» والتدخين بصفة عامة في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة، والوزارة تعكف حالياً على إجراء دراسة داخلية لمشكلة «المدواخ» والتدخين في المدارس، لوضع آلية مشددة للتعامل معها بقوة، والقضاء عليها نهائياً في أسرع وقت، كما أن الوزارة قررت التعاون مع الجريدة في حملتها، ودعمها بإجراءات مشددة، تصدر مباشرة من الوزير، وتعمم على كل المدارس، ليتسنّى القضاء على التدخين عموماً، و«المدواخ» خصوصاً، بين الطلبة نهائياً.
والأهم من ذلك أن الفترة الحالية ستشهد تنسيقاً وتعاوناً بين الوزارة وجهات شريكة لها، للإسهام بقوة في حملة محاربة ومكافحة كل مظاهر التدخين بين الطلبة، في القطاعين الحكومي والخاص، وكل تربوي سيلعب دوراً في هذه الحملة، بدءاً من القيادات التربوية، وانتهاء بالمعلم داخل الصف، وذلك لإحكام السيطرة على المشكلة والقضاء عليها.
ليس المطلوب أكثر من ذلك، وكل ما نهدف إليه في الصحيفة من تسليط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية السلبية هو الوصول إلى هذا الاهتمام والتنسيق والجهود السريعة من المؤسسات والجهات الحكومية لمحاصرة الظاهرة ومكافحتها، لا نهدف إلى تقصّد أحد معين، أو انتقاده دون داعٍ، وليس لنا أي مصلحة شخصية، وآخر همّنا اتهام أحد بالتقصير أو التعدّي على صلاحيات أو نطاق عمل أحد، هو دورنا الاجتماعي الذي رسمته لنا حكومتنا وقادتنا، نفرح بالمشاركة في بناء المجتمع، ونفرح عند القضاء على سلبياتٍ وتحويلها إلى إيجابيات، ولا نملك أية صلاحيات لتغيير شيء ما لم تتحرك الجهات المعنية لتغييره.
تحركات وزارة التربية الإيجابية هي البداية، وهي ليست كل شيء، ولايزال المطلوب أكثر بكثير من حملات تفتيشية لمنع دخول «المدواخ» إلى المدارس والفصول التعليمية، وإذا سمح لي وزير التربية والتعليم، بعد تثمين موقفه ودوره، فإن الموضوع يحتاج إلى ثلاثة محاور يجب أن تعمل عليها الوزارة بالتساوي:
المحور الأول هو الإجراءات الفورية السريعة لمكافحة التدخين، وهذا ما أشار إليه الوزير، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية، والمحور الثاني هو العمل على حملات توعوية تثقيفية، لزرع الوازع النفسي في نفوس الطلبة، وهو الأهم، إضافة إلى العمل على محاصرة الظاهرة ومنع انتقالها إلى طلبة جدد، والمحور الثالث، وهو الأهم، العمل على إعادة هيبة المعلم ومكانته، رادعاً ومعلماً وقدوةً، ليس من أجل دفع الطلبة إلى ترك «المدواخ» فقط، بل من أجل العمل طوعاً أو كرهاً لإرجاع مكانته وهيبته في كل شيء، فغيابها في السنوات الأخيرة تسبب في كثير من مشكلات الطلاب، وظهور الظواهر السلبية في المدارس، خصوصاً أن وسائل التواصل الحالية كشفت هذا الخلل الخطر، وكشفت تحول المعلم في الفصل إلى مجرد صورة مكملة لشكل الفصل الدراسي لا أكثر، فهل نتدارك هذه المشكلة للقضاء على بقية المشكلات؟!
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-04-23-1.777735