ارتفع عدد القتلى جراء الزلزال القوي الذي ضرب الحدود الإيرانية العراقية مساء أول من أمس إلى 450 قتيلاً، و7160 جريحاً، جراء زلزال قوته 7.3 درجات ضرب المنطقة، في الوقت الذي تواصلت فيه جهود الإنقاذ للبحث عن مئات المحاصرين تحت الأنقاض في المنطقة الجبلية.
وذكر التلفزيون الحكومي أن أكثر من 398 شخصاً قتلوا في إيران وأصيب 3950 على الأقل بجروح. كما قتل 9 أشخاص في العراق وأصيب 2150 بجروح وقال مسؤولون محليون إن عدد الوفيات سيرتفع مع وصول فرق البحث والإنقاذ إلى مناطق نائية في إيران.
وشعر الناس بالزلزال في العديد من الأقاليم الغربية في إيران لكن إقليم كرمانشاه كان الأكثر تضرراً وأعلن الحداد ثلاثة أيام. وسقط أكثر من 236 من الضحايا في منطقة سرب الذهب في كرمانشاه على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود العراقية.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الزلزال ألحق أضراراً بالغة ببعض القرى المؤلفة من بيوت مبنية بالطوب اللبن. وتسعى فرق جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. وقال مسؤولون للتلفزيون الحكومي إن الزلزال تسبب كذلك في انهيارات أرضية تعوق جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام أن 14 إقليماً على الأقل في إيران تضررت من الزلزال. وصباح أمس ضربت هزة أرضية جديدة المناطق الواقعة بين الحدود العراقية الإيرانية بقوة 4.4 على مقياس ريختر، على بعد 44 كيلومتراً من مدينة كفري بشمال العراق و96 كيلومتراً عن السليمانية و179 عن بغداد.
المباني تتأرجح
وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن قوة زلزال أول من أمس بلغت 7.3 درجات، وذكر مسؤول في الأرصاد الجوية العراقية أن قوة الزلزال بلغت 6.5 درجات، وأن مركزه كان في بنجوين بمحافظة السليمانية في منطقة كردستان قرب المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران. وقال مسؤولو صحة أكراد إن ما لا يقل عن 9 أشخاص قُتلوا في العراق كما أصيب نحو 2150. وشعر الناس بالزلزال حتى العاصمة العراقية بغداد التي خرج كثير من سكانها من منازلهم ومن الأبنية المرتفعة وهم في حالة من الذعر.
أضرار جسيمة
وعلى الجانب العراقي وقعت أشد الأضرار في بلدة دربندخان التي تقع على بعد 75 كيلومتراً شرقي مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق. وقال ريكوت حمه رشيد وزير الصحة بكردستان إن أكثر من 30 شخصاً أصيبوا في البلدة. واضاف لرويترز «الوضع حرج للغاية».وان أضراراً بالغة لحقت بالمستشفى الرئيسي بالمنطقة ولا توجد كهرباء، ولذلك يجري نقل الجرحى إلى السليمانية للعلاج. ولحقت أضرار كبيرة بمبانٍ ومنازل.
طقس بارد
وانقطعت الكهرباء في عدة مدن إيرانية وعراقية ودفع الخوف من توابع الزلزال آلاف الأشخاص في البلدين إلى البقاء في الشوارع والحدائق في البرد الشديد.
وسجل مركز رصد الزلازل الإيراني نحو 118 من توابع الزلزال وتوقع المزيد. وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون لأماكن لإيوائهم بصورة عاجلة.
الشعور بالهزة
أبلغ سكان بمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا عن شعورهم بهزة أرضية قوية لكن لم ترد تقارير عن أضرار أو ضحايا في المدينة.
وفي الكويت شعر السكان بالزلزال وهرع بعضهم إلى الشوارع وسط حالة من القلق. لكن مسؤولين كويتيين أكدوا بشكل سريع على التلفزيون الحكومي أنه لم تقع حوادث تذكر نتيجة الهزة الأرضية.
وقالت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية إن الهزة الأرضية التي شعر بها سكان البلاد بلغت قوتها ما بين أربع وخمس درجات، وهي هزة ارتدادية للزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية. وأعلنت السلطات الكويتية، أمس إخلاء مبنى سكانياً لساعات في منطقة صباح السالم بعد بلاغ بحدوث شرخ فيه، مشيرة إلى احتمال أن يكون ذلك ناتجاً عن الهزة الأرضية التي تأثرت بها البلاد الأحد.
وذكرت الإدارة العامة للإطفاء أن أحد سكان المبنى بلغ عن الشرخ، فسارعت فرق الإنقاذ إلى المكان وأخلت المبنى فجر أمس، وأوضحت أن عملية الإخلاء لساعات جاءت لأسباب احترازية وشملت فقط ساكني الجزء الذي يحتوي على الشرخ.
العبادي يوجه بمراقبة أوضاع السدود
ترأس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتماعاً للجنة الوطنية العليا للمياه تمت خلاله مناقشة تأثير الزلزال على السدود المائية، وقدّم دراسة كاملة عن هذه التأثيرات، حيث تم التأكيد على أن وضع السدود آمن ولا يوجد خطر عليها، ووجهت اللجنة بالاستمرار بمراقبة سد دربندخان لضمان سلامة بناه الأساسية.
كما جرت مناقشة وضع الخزين المائي والسياسة المائية للمرحلة المقبلة، إضافة إلى مناقشة الاستراتيجية الإروائية للخطة الزراعية والتجاوزات المائية وأهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات لإيقافها لما لها من تأثير سلبي على الحصص المائية لبقية المحافظات.
ومن جانبه، أفاد وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي أن سد حمرين شمال شرق بغداد بحالة جيدة فيما تأثر سد دربندخان قرب السليمانية شمال العراق بالهزة وانهارت بعض المنازل المجاورة له.
المصدر: البيان