بلغ مؤشر البلاغات الجنائية المجهولة، التي سجلتها الإدارة العامة لأمن المطارات صفر%، خلال العام الماضي، من إجمالي 1175 بلاغاً، شملت 216 بلاغاً مقلقاً.
نظام ذكي لفرز المعثورات
أفاد مدير الإدارة العامة لأمن المطارات، العميد علي عتيق بن لاحج، بأن الإدارة طوّرت نظاماً ذكياً يعرف باسم «PDA»، يفرز ويصنّف المعثورات في مطارات دبي، ما يسهم في تحديد مكانها خلال ثوان، وإعادتها إلى أصحابها أو تخزينها لحين اتخاذ إجراء مناسب بحقها، مؤكداً أن هذا النظام أسهم في ارتفاع نسبة إعادة المعثورات بنحو 100%، إذ تجاوزت 30% بعد أن كانت 14% قبل تطبيق النظام. وأوضح أن المعثورات التي سجلتها الإدارة خلال العام الماضي بلغت 169 ألفاً و462 معثوراً، أعيد منها 50 ألفاً و973 إلى أصحابها، فيما سلّم إلى النيابة العامة 5998 معثوراً ثميناً.
إسعاد المسافرين بمبادرات مبتكرة
قال مدير الإدارة العامة لأمن المطارات، العميد علي عتيق بن لاحج، إن مركز دبي لأمن الطيران المدني التابع للإدارة طبق لأول مرة برنامجاً تدريبياً لكيفية التعامل مع أصحاب الهمم يتضمن 14 دورة تدريبية، تشمل جوانب تقنية مهمة في التعامل مع هذه الفئة المهمة لدى الدولة، تصل لدرجة كيفية اكتشاف الإعاقات الخفية، وفن التواصل معهم. وأضاف أن هناك فريقاً متخصصاً لابتكار مبادرات جديدة لإسعاد المسافرين.
شرطة دبي ترد مقتنيات ثمينة، ومبالغ ضخمة نسيها مسافرون.
9500
كاميرا تغطي كل شبر في مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين.
وقال مدير الإدارة، العميد علي عتيق بن لاحج، في حوار مع «الإمارات اليوم»، إن عدد المسافرين عبر مطارات دبي، بلغ 91 مليوناً و200 ألف و261 مسافراً خلال العام الماضي، مشيراً إلى تحقيق معادلة استثنائية باستقبال هذا العدد الهائل من المسافرين، وترسيخ شعور الأمن والسعادة لديهم، دون أن يرصدوا وجود عسكري في المطارات، وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تكون دبي مطاراً للعالم.
وكشف بن لاحج، عن تطبيق تقنيات متطورة، في إطار التحول إلى الذكاء الاصطناعي، سواء في مجال التفتيش، بحيث لا تتجاوز عملية التدقيق دقائق معدودة، أو المراقبة من خلال نحو 9500 كاميرا متطورة تغطي كل شبر في مطاري دبي وآل مكتوم.
وأضاف أن مسافرين نسوا أطفالهم وذويهم ومقتنيات باهظة الثمن، نتيجة الاستعجال وضغوط السفر، واستطاعت الإدارة التعامل بإنسانية مع جميع الحالات، في إطار استراتيجيتها لتحقيق سعادة المسافرين، مشيراً إلى أن من بين هذه الحالات أسرة نسيت طفلتها، في طريقها للمغادرة، وأخرى نسيت طفلتها عند دخولها الدولة ووصولها إلى وجهتها، وكذلك شابة من ذوات الهمم تعاني إعاقة ذهنية لم تلحق برحلتها، وعثر عليها بعد بحث بين عشرات آلاف المسافرين في مطار دبي.
وأكد بن لاحج، أن رجال الشرطة في المطارات يلعبون دوراً رئيساً وإنسانياً في التعامل مع المسافرين، باعتبارهم أول من يستقبلهم، وكونهم يمثلون إحدى الجهات التي تتولى عملية التفتيش، لافتاً إلى أن إخضاعهم لدورات متطورة في مركز دبي لأمن الطيران المدني يؤهلهم للعمل في أي مطار في العالم.
وأشار إلى أن شرطة دبي حريصة على تحديث التقنيات والأنظمة للتخفيف عن المسافرين، سواء في ما يتعلق بعمليات التفتيش أو نظام المعثورات، وتوثيق البلاغات المتعلقة بحيازة المواد المحظورة، ما أسهم في حصول مطارات دبي على المركز الأول عالمياً، وتسجيل نسبة 99.53% غير المسبوقة في الأمن، بعد التدقيق عليها من منظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو)، وهو الإنجاز الذي فرض تحدياً جديداً للحفاظ على المستوى ذاته.
وأوضح أن استقبال أكثر من 91 مليون مسافر سنوياً عبر مطارات دبي يجعلنا نواجه مواقف إنسانية بشكل شبه يومي، إذ يتعرض المسافر لكثير من الضغوط، تجعله ينسى أغراضه، بل يصل في بعض الحالات إلى نسيان ذويه ومرافقيه في السفر.
ولفت إلى أن من الحالات التي سجلت، أخيراً، طفلة عراقية نسيتها أسرتها وهي في طريقها إلى المغادرة عبر مطار دبي، إذ عثر عليها تبكي، وتدخّل رجال أمن المطار خلال دقائق، ودققوا على حركتها، وحددوا ذويها وتمكنوا من اللحاق بهم قبل سفرهم، وشعرت الأسرة بسعادة غامرة بعودتها.
وقال بن لاحج، إن هذه الحالة ليست الأولى، إذ سُجل كذلك بلاغ بالعثور على طفلة أخرى، وتم تسليمها لذويها، كما سجلت الإدارة سابقاً حالة رجل نسي والده في المطار وغادر إلى بلاده، وتم التواصل معه ولمّ شملهما، كما نسي مسافر طفله في سيارة أجرة استقلها إلى مطار دبي، وتذكر بعد أن غادرت السيارة، فأبلغ شرطة المطار، وتم اتخاذ إجراءات سريعة، وتمت إعادة الطفل إلى ذويه.
وأضاف أن نسيان الأغراض الثمينة والتذكارية التي لا تقدر بثمن من الحالات التي تتكرّر كثيراً في مطارات دبي، ومنها حالة امرأة أوروبية نسيت حقيبة تحوي 50 ألف يورو وعملات أخرى ومصوغات ذهبية ووثائق وهواتف وبطاقات بنكية، لافتاً إلى أنه فور العثور على الحقيبة تم تسليمها إلى قسم المعثورات، الذي استطاع الوصول إلى المسافرة في الدولة التي غادرت إليها.
وأشار إلى أن هناك معثورات أخرى ارتبطت بحالات إنسانية، مثل مبلغ 20 ألف دولار عثر عليه في منطقة الترانزيت، وظل موجوداً فترة، ولم ييأس فريق العمل بقسم المعثورات، واستطاع الوصول إلى صاحب النقود، وتبين أنه عامل كان يعمل بالسعودية، وهذه النقود مكافأة نهاية خدمته، واستقر في بلاده، وفقد الأمل كلياً في استعادتها، ما جعله يشعر بسعادة لا توصف حين تلقى اتصالاً من مطار دبي، يخبره بأن نقوده موجودة.
وذكر بن لاحج، أنه تمت إعادة ساعة «روليكس» قيمتها 43 ألف درهم إلى مسافر أوروبي نسيها عند أحد أجهزة التفتيش، ولم يكتشف ذلك إلا بعد إبلاغه بالعثور على ساعته، وشعر بسعادة بالغة، نظراً لقيمتها الشخصية لديه.
المصدر: الإمارات اليوم