التعليم ومستقبل المنطقة
عندما قدم عدد من المثقفين العرب السلسلة الأولى من تقارير التنمية البشرية حول المنطقة عبر برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي في عام 2002، كانت النتائج صادمة. فقد كانت لحظة فاصلة ألقت بظلالها على أوجه القصور الحاصل في المنطقة والتحديات الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة في المستقبل كنتيجة حتمية لها. وشملت التحدّيات أموراً عدةً منها الحاجة للحد من ارتفاع معدّلات البطالة عن طريق خلق فرص عمل جديدة، وضرورة جسر الفجوة لتحقيق المساواة بين الجنسين، والحاجة الملحّة لمعالجة الاختلال المعرفي وتدنّي جودة التعليم، وجاءت جميع هذه التحديات نتيجة لافتقار المنطقة لأنظمة تنمي المعرفة والابتكار التي تعمل على غرس القيم الأساسيّة وتضع الأطر المؤسسيّة لدعم مجتمع المعرفة الذي دعا إليه مثقفو الأمم المتّحدة. وكانت هذه القضايا البارزة، الدافع لثورات الشباب التي هزّت العديد من شوارع العواصم العربيّة لتغيّر مسار المنطقة قبل نحو ست سنواتٍ من الآن؛ فقلة الفرص، وسوء الإدارة والفقر والجهل ساهمت جميعها في تفشّي سرطان التطرّف الذي نشهد تداعياته اليوم. وقد زاد العصر الرقمي وتخلّل التطرف داخل وخارج العالم العربي من الحاجة إلى معالجة هذه الضرورات الاستراتيجية. يؤمن العالم بأن التطلّعات الاقتصاديّة لها ثقلها المهم في العمليّة التنمويّة، لكن تظل المبادرات التي تنتج حلولاً ملموسةً وذات معنى، وتفتح باب حوارٍ معاكسٍ للأيدولوجيات المتطرّفة لا تقل أهميّةً لفعاليتها في الحد من الفقر والجهل، وبالتالي خلق…