السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
لا أعرف لماذا شعرت بالضحك للوهلة الأولى عندما سمعت بقطع رأس التمثال في معرة النعمان. وازداد ضحكي عندما قرأت هنا في هذه الصحيفة قبل حوالي أسبوعين مقال سوسن الأبطح: «معركة جز رؤوس التماثيل». العنوان بحد ذاته أدخلني في نوبة من الضحك والانشراح. يخيل إليّ أن سوسن بارعة في فن التهكم المبطن أو السخرية المرة. وهل هناك من طريقة أخرى لـ«فشّ الخلق» أمام هذه التفاهات؟ هل هناك من سلاح آخر في الوقت الراهن؟ في الواقع أن المعري كان مستهدفا على مدار التاريخ. ولا أعرف لماذا لم يغتالوه حيا! كيف نجا بجلده؟ ربما لأنه كان ضريرا أعمى رهين المحبسين.. أقول ذلك على الرغم من أن عصره كان بداية الدخول في عصر الانحطاط. ولكن يبدو أن أنوار العصر الذهبي لم تكن قد انطفأت كليا بعد. بل وحتى قبل ثلاثين أو أربعين سنة كنا أكثر استنارة مما نحن عليه الآن. والدليل على ذلك القصة التالية. عندما كنت طالبا في ثانوية «جبلة» بسوريا دخل علينا في أحد الأيام أستاذ التربية الدينية محمد أديب قسام. وكنت أحب درسه وأنتظره بفارغ الصبر كل أسبوع لأنه كان أزهريا فصيحا وذا منهجية تربوية رائعة في شرح الدين. لم يكن يشعرك بالملل إطلاقا على عكس المشايخ الآخرين. كان ذا حضور مهيب وحقيقي. في إحدى المرات وقبل أن يبتدئ الدرس بدقائق…
الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٣
دشن المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية في الرباط نشاطاته لأول مرة بندوة عنوانها: «آفاق الدولة المدنية في العالم العربي». ومعلوم أنه موضوع الساعة الآن. وقد أسهم فيها كل من المفكر المعروف محمد سبيلا الذي ترأس الجلسة الأولى، ونوح الهرموزي أستاذ علم الاقتصاد في جامعة ابن الطفيل الذي افتتحها وترأس الجلسة الثانية. ثم تحدث محمد المالكي، أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، عن الدولة المدنية في الخطاب الحقوقي والسياسي العربي. وتلاه عبد السلام الطويل رئيس تحرير مجلة «الإحياء» الذي تحدث عن الدولة المدنية وسؤال المرجعية. وقال هذه العبارة المهمة: «لا دولة مدنية من دون ثقافة مدنية». ثم أضاف: «ميزة الدولة المدنية أنها تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة من دون أي تمييز». وهذا ما اتفق عليه معظم المتدخلين والمناقشين. ثم جاء دوري لكي أطرح السؤال التالي: الربيع العربي إلى أين.. نحو دولة مدنية أم دولة دينية؟ وبعدئذ تحدث عز الدين العلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عن علاقة الديني بالسياسي في النظام السياسي المغربي. وقدم لنا صورة دقيقة عن تاريخ العلاقات بين الدين والسياسة في تاريخنا العربي الإسلامي ماضيا وحاضرا. وأخيرا تحدث شفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عن الحرية في ظل التغيير العربي: المدخل لمدنية الدولة. أعتذر جدا عن عدم ذكر…