السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣
إذا سمعتهم في اجتماعات «جنيف - 2» يتحدثون عن وقف ملزم لإطلاق النار في سورية، وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، فاعلم أن ثمة جديةً هذه المرة لوضع حد لمأساة الشعب السوري، التي أهملها العالم طويلاً، فكلمة السر هي «وقف إطلاق النار» ثم ليقولوا بعدها ما شاءوا من عبارات تدعو إلى حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، يتمثل فيها النظام والمعارضة، أو حتى انتخابات تُجرى في العام الذي يليه من حق كل الأطراف الترشح لها. ستُتعب المعارضة السورية نفسها، وستختلف في ما بينها، وتتماحك مع حلفائها، لو اندمجت كثيراً في تحليل اللاأخلاقية في ترشح بشار الأسد لرئاسة البلاد مرة أخرى، أو اللامنطقي في حكومة انتقالية تتقاسم فيها المسؤولية مع عناصر ملطخة أيديهم بدماء الشعب، فلا انتخابات ستجري في سورية عام 2014، ولا حكومة انتقالية ستشكل من دون «وقف إطلاق النار». في «جنيف - 2»، هذا إن عقد في منتصف الشهر الجاري، ستتركز الأنظار ليس على وفدي الحكومة والمعارضة، بل على وزيري الخارجية الأميركي والروسي، فالتفاوض الحقيقي يجري بينهما، أو بالأحرى أنه مسعى أميركي- سعودي دولي، لجر الروس إلى مجلس الأمن، وهو ما ظل الروس يقاومونه طوال سنتي ذبح الشعب السوري الأخيرتين، فيصرخون في العالم، ومن ورائهم الإيرانيون «لا حل إلا الحل السلمي» ويذكّرون باتفاق جنيف الأول الذي نصّ على وقف إطلاق النار…
السبت ١٨ مايو ٢٠١٣
لم تنتصر السعودية على الإرهاب بعد، طالما أن الأسوار العالية والأسلاك الشائكة لا تزال تحيط بكل المجمعات السكنية التي يقطنها الأوروبيون والأميركيون وبعض من العرب الذين يعملون في المملكة، مع حراسة مشددة ومدججة بالسلاح تستقبل كل من يقترب من بواباتها. قبل عشرة أعوام، وبعد منتصف الليل، فجعت الرياض، بل كل المملكة بأصوات انفجارات مدوية استهدفت أربعة مجمعات سكنية، قتل فيها 26 مدنياً وجرح 170 من القاطنين فيها من مختلف الجنسيات، تبيّن لاحقاً أن هدف المهاجمين كان حصد أكبر عدد من القتلى. عرفنا لاحقاً أن المهاجمين كانوا شباناً سعوديين غرقوا في لجّة من التطرف والغلو والكراهية. كان فعلهم تلك الليلة «بياناً سياسياً» يختصر رؤيتهم هم ومن خلفهم من شيوخ ومحرضين على المملكة العربية السعودية ومستقبلها، فكان الرد غير المباشر في كلمة ملك البلاد يومذاك الراحل فهد بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى بعد أيام قليلة، وألقاها العاهل الحالي الملك عبدالله، وحملت بصماته، وشكلت سيرته بعدما أصبح ملكاً بعيد ذلك بعامين هو: «الانفتاح والإصلاح»، وكان أوضح ما قاله يومها مخاطباً الشعب السعودي: «نحن أيها الإخوة جزء من هذا العالم ولا نستطيع الانفصام عنه». بالطبع كان الخطاب موجهاً أيضاً لأولئك الذين يحملون أفكار انتحاريي المحيا والحمراء، ولكن لا يحملون سلاحهم. كان اختيار الانتحاريين والذين اتفق على نسبتهم إلى «القاعدة»، واختارت الدولة أن تسميهم «الفئة…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
«الفاتحة» دعانا نائب رئيس الوزراء التركي بولنت إيرلنج إلى تلاوتها وقد رفع يديه عالياً على تلك الطريقة التركية التقليدية لمباركة أي عمل يرون فيه خيراً، وذلك بعدما ألقى فينا كلمة نحن جمع من الصحافيين العرب، وقد دعتنا وكالة الإعلام برئاسة الوزراء ووكالة أنباء الأناضول إلى العاصمة التركية حيث أمضينا أياماً عدة نلتقي بساسة الحزب والمقربين منه. كلمة السيد إيرلنج كانت عاطفية متحمسة. «تعالوا إلينا فنحن نشترك معكم في القيم والتطلعات نفسها»، ثم أخذ يكرر جملة «تعالوا إلينا» ويعدد أسباباً أخرى للتعاون العربي - التركي. كان الإسلام حاضراً بقوة في كلمته، مطعّماً بعبارات الربيع العربي «الكرامة.. العدالة.. الحرية»، ثم إشارة واضحة إلى ميدان التحرير في مصر بكل ما يحمله من رمزية جلية، عندما قال: «سنجلس جميعاً يوماً قريباً في ميدان التحرير». مال على رئيس تحرير سابق وكاتب عربي معروف وقال مبتسماً : «شو؟ هل يفتكرنا جميعاً إخوان مسلمين؟» رددت عليه: «إنه زمانهم.. استعد للقادم». لم أشهد وأسمع رجال «العدالة والتنمية» صريحين في إعلان هواهم «الإسلامي» مثلما رأيت وسمعت خلال زيارتي الأخيرة، وقد تابعت صعودهم السياسي منذ أيام حزب «السلامة» الوطني وزعيمه الراحل نجم الدين أربكان، الذي حُلّ مرات عدة من الدولة الأتاتوركية العميقة، ليعود بإصرار، حتى كان خروجه الأخير والحاسم عام 2001 بتأسيس حزب «العدالة والتنمية» الذي وصل إلى الحكم بفوز…
السبت ٠٤ مايو ٢٠١٣
عندما تستقر الأوضاع في مصر لمصلحة حكومة «مفاصلة» للنظام السابق ودولته العميقة، ربما يزاح الستار عن بعض محتويات صندوق أسرار «الأعمال القذرة» التي تورطت فيها استخبارات النظام القديم، وهي أعمال قذرة بكل ما تعنيه الكلمة، إنه نظام شمولي عميق يعود إلى الوراء إلى نصف قرن أو أكثر، منذ زمن الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان مولعاً بالأمن والتجسس، كان يريد أن يعرف كل شيء في مصر وغير مصر، وبالتالي ساهم في تشكيل جهاز استخبارات خارجي قوي لم يكن عدوه إسرائيل فقط، بل كل من يهدد النظام والزعيم من مصريين وعرب. يتغير الأعداء والأصدقاء، بتغير الزمان والحكام، من عبدالناصر إلى السادات ثم مبارك، ولكن بقيت لجهاز الاستخبارات المصرية قوته وهيبته، ومنذ صِدام عبدالناصر مع «الإخوان» الذين انتشروا حول العالم، أصبح ضمن «عقيدة» الجهاز تتبع الإسلاميين ومحاربتهم. عزز ذلك اغتيال الرئيس السادات على يد مجموعات إسلامية متطرفة، ثم انتشار أفراد هذه المجموعة هي الأخرى حول العالم، فانشغل الجهاز متعاوناً مع أجهزة دولية وإقليمية في تتبعهم ومحاربتهم والكيد لهم، في العالم السري للاستخبارات يتعاون حتى الأعداء إذا ما كان عدوهم واحداً. إسرائيل كانت يومها تستهدف «حماس». مصر تتابع الجماعات الإسلامية وحركة الجهاد و «الإخوان»، تونس تحاول أن تحاصر حركة النهضة، ليبيا في حرب مفتوحة مع الجماعة الليبية المسلحة، والجزائر في بداية عشريتها السوداء، وقلقة…
السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٣
كتبت الأسبوع الماضي عن دراسة الباحث السعودي نواف عبيد الغارقة في التشاؤم حيال الربيع العربي، التي نشرها بيلفر سنتر في جامعة هارفارد حيث يعمل عبيد باحثاً. اخترت دراسته وطرحتها هنا للنقاش لأنه يعبّر عن كثيرين قلقين حيال الربيع العربي، بعضهم قلق خشية أن تؤدي حال التخبط التي تمر بها دول الربيع إلى خسارة فرصة أخرى لنهضة العرب، والبعض الآخر يفضل أن يقرأ «الفشل» في ارتدادات الربيع لأنه يرى فيه تهديداً لمصالحه. دراسة نواف عبيد التي عنونها «صيف عربي ساخن» تحوم حول فكرة «أن التفاؤل حول ثورات الصحوة العربية يجب أن يقاس بنحس الأوضاع السياسية التي يمكن أن تحبط نظام الدولة الوطنية في شكل لا يتكامل مع نهوض عالم عربي جديد»، وبالتالي تدور دراسته حول ما سمّاه «النحس» الذي يحيط بمختلف الدول العربية التي تعاني بالفعل من صعوبات حادة بعضها أمني كـ(سورية)، وبعضها الآخر عميق يهدد حتى هويتها كـ(العراق)، والبعض الآخر يمر بمجرد مكايدات سياسية عبثية كـ(مصر)، فإن هناك من يرى في ذلك «النحس» مجرد مخاض صعب لثورات مستحقة وولادة عالم عربي جديد، ولكن لننظر في أشكال «النحس» المحيطة بشتى الدول العربية، بغية تحليلها واتقاء شرّها. «لقد فشل اليمن في أن يتحد في دولة وطنية واحدة بإخاء ومساواة بين كل أبنائه»، ولذلك كانت الثورة، بل ربما بعد أن تكتمل دورة تأسيس…
السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣
في واحد من أشهر وأوثق الأحاديث النبوية يروي الصحابي حذيفة بن اليمان حواراً بينه وبين رسول الله - عليه الصلاة والسلام - «كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، مخافةَ أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهليةٍ وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم)، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن)، قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، قلت: يا رسول الله، صفْهم لنا قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تَلزم جماعة المسلمين، وإمامهم)، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)». إذ نقتدي بفعل ذلك الصحابي الجليل، ونبحث، هل من شر في هذا الربيع العربي؟ كتبت كثيراً متفائلاً، أن هذا الربيع هو قوة التاريخ، وأنه نهضة العرب الثانية أو الثالثة التي لا بد من أن تنجح، متبعةً سنن الأمم التي تتحرك مع التاريخ نحو نهايته، أي الديموقراطية والمشاركة الشعبية والحريات السياسية والاقتصادية، لست المتفائل الوحيد على رغم…
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٣
بينما ينشغل بعض العرب بإعادة بناء دولهم من جديد، يفعل السعوديون مثلهم، ولكن بهدوء، أو هكذا أتمنى، فثمة قرارات اتخذها مجلس الوزراء السعودي أخيراً تشير إلى ذلك، ليست ثورية، ولكن لها تأثير ثوري، ويمكن أن تعيد تشكيل المجتمع السعودي من جديد لو تم تنفيذها بحذافيرها، ولم يتم التراجع عنها. آخرها تعديل مجلس الوزراء نظام العمل، يمنع عمل العامل لدى غير كفيله، ويمنع صاحب العمل من السماح لعملائه بذلك، ما يلغي فوراً مئات آلاف أو ملايينها من التأشيرات التي حصل عليها أصحاب الحظوة، وأغرقوا السوق بعمالة، ما شوّه اقتصاد السوق السعودية، ودمر ثقافة العمل، وانعكس على بطالة مئات آلاف من السعوديين. وفور ما شرعت الجوازات السعودية وأجهزة وزارة العمل في تنفيذ القرار، حتى انتشرت الإشاعات، واختفى كثير من العمالة الأجنبية غير النظامية من مقار عملهم، أو من الشارع حيث يبحثون عن عمل يومي أو شهري، وبالتالي تعطلت بعض الأعمال، أغلقت ورش، وأقفلت مدارس، وجأر البعض بالشكوى، بين قائل إنهم يعترفون بحق الدولة في تطبيق النظام ولكنهم يدعون إلى التدرج حتى لا تتعطل الأعمال، وآخر يقول افتحوا باب التأشيرات حتى لا نلجأ إلى العمالة غير النظامية (أي أغرقوا البلد بمزيد من العمالة)، وثالث يرى إلغاء نظام الكفالة حتى لا تتعطل الأعمال، ويسود الأفضل، وتتساوى الكلفة، ولعل هذا الحل يرضي قطاع الأعمال السعودي،…
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
تعودت منذ الصغر أن أقرأ قبل النوم حتى تبدأ الجمل تتداخل، وأجد نفسي أقرأ من دون أن أفهم، حينها أعلم أن النعاس تغلب عليّ، فأمد يدي لزر الضوء أطفئه، وأتمتم بدعاء النوم وأستسلم لأحلامي السعيدة، إذا لم يحصل ذلك فمعناه أن ثمة أرقاً تمكّن مني، لأن البال مشغول ببعض من بقايا العمل أو هموم الأسرة، فأمل حينها من القراءة وألجأ إلى حلول استثنائية مثل بنادول نايت وغيرها من تشكيلة الأدوية التي تساعد على النوم والتي أشتريها عادة من أمريكا. هناك سوق هائل للأدوية المساعدة للنوم في أمريكا تجدها في رفوف خاصة بالصيدليات متاحة للمستهلك من دون وصفات طبية، من عقاقير جادة إلى مستخلصات من الأعشاب، الزناكس الذي يخيفنا يعتبر هناك دواءً طبيعياً، ولكنه بالطبع يُصرف بمقتضى وصفة من الطبيب، من الطبيعي أن يذهب الأمريكي أو الأمريكية إلى أخصائي نفسي لعلاج أرقه، والناتج من ضغوط العمل أو من حياة عاطفية مضطربة، أو ديون، أو حتى شعوره أنه أدنى من غيره، فالمجتمع الأمريكي تنافسي بطبعه، من الواضح أن الشعب الأمريكي الذي يفترض أن يكون سعيداً، غير سعيد، فالأرق أول دلالات عدم السعادة. التمارين الرياضية واحدة من علاجات الأرق، أعرف أصدقاءً سعوديين يحرصون على المشي بسرعة رتيبة بعد العشاء من باب الرياضة لحرق الدهون وهي أيضاً تساعد على النوم، شخصياً أفضل ممارسة زوجية…
السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣
بالطبع لم تناقش قمة الدوحة قضية ارتفاع أسعار الأسمنت في العالم العربي وشح الكميات المنتجة منه، ولا حاجة العرب المتزايدة من القمح بعدما عجزت أراضيهم الشاسعة، بما في ذلك الغنية بالمياه، عن توفيره، لقد ناقشت قضايا الأمة العربية المصيرية «في هذا الظرف الدقيق والمنعطف الخطير الذي تمر به» كالعادة، وعلى رأسها اليوم القضية السورية، وبالتالي كان من المفيد لو طرح أحدهم سؤالاً: من سيبني سورية من جديد؟ وهل ما تنتجه المصانع العربية من الأسمنت كافٍ؟ وكيف نوفّر أطناناً من القمح لإطعام أفواه جائعة في ظل اضطرابات سياسية خطرة؟ من هنا تأتي أهمية مناقشة قضية الأسمنت والقمح في العالم العربي. قد يبدو من غير اللائق طرح سؤال: «من سيبني سورية الجديدة؟» ولما يجد العرب بعدُ سبيلاً لوقف التدمير والقتل الجاري كل يوم في سورية القديمة، و «من سيطعم المصريين في جمهوريتهم الثانية 250 مليون رغيف يحتاجونها كل يوم؟» بينما يختصم ساستها حول شرعية النائب العام؟ من المفيد أن نقسي قلوبنا، ونتعامل مع المستقبل ببرود، ونشكل لجاناً لتطرح هذه الأسئلة! في نهاية العام الماضي اجتمع في برلين نحو 45 سورياً يمثلون مختلف التيارات المعارضة، بعضهم كان ممن خدم في الحكومة وانشق عنها، لوضع خطة سمّيت «مشروع اليوم التالي في سورية» برعاية ودعم من معهد أميركي وآخر ألماني. لقد وضعوا أفكاراً رائعة شكلت…
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
والحق أن ثلاثة احداث حصلت خلال أشهُر قليلة اثرت في حياتي هي الثورة الاسلامية في ايران التي لفتت انتباهي إلى “الصحوة الاسلامية” وحادثة إقتحام الحرم المكي أو ما اصطلح على تسميتها «حادثة جيهمان» التي هي الاخرى اثرت على كل السعوديين وأنا منهم بشكل أو بأخر وأخيرا الغزو السوفيتي لأفغانستان الذي حولني لصحفي ميداني . كل ذلك حصل في نهاية 79 وبداية 1980 بينما كنا طلبة نستمع للأغنية الرائجة « اهلا بكم في فندق كاليفورنيا « ونجتمع في بيت احدنا لطبخ افضل « كبسة « وعلى رأس كل منا كتلة هائلة من الشعر . لم نكن ندرك كيف أن تلك الاحداث الثلاث ستغير وجه الشرق الاوسط . احداث فيلم ارجو تبدأ في 4 نوفمبر 1979 عندما اقتحم «الطلبة» الايرانيون الثائرون على كل شيء السفارة الامريكية في طهران مع سكوت بدا انه تواطئ من قبل الحكومة الايرانية التي كان يقودها الخميني محدثين ازمة امريكية داخلية عنيفة ، واحتجزوا اكثر من 60 امريكيا رهائن ، غير ان 6 دبلوماسيين ينجحوا بالفرار من السفارة واللجوء لمنزل السفير الكندي ، حينها تبدأ احداث الفيلم المختلف عليها ، فالكنديون نالوا كل الثناء بعدها على حمايتهم لمواطني جيرانهم الجنوبيين حتى نبش بن افليك بطل الفيلم وكاتبه عن قصة كانت « سرية « حتى كشف عنها الرئيس بيل…
السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣
زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل كانت زيارة لـ «اسرائيل» وليست للمنطقة، حتى وإن عرج على الضفة والأردن، هكذا تعامل الإعلام الأميركي، بل حتى العربي مع الزيارة. كل التركيز والتحليلات كانت حول العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، أو لنكن أكثر تحديداً، علاقة أوباما بإسرائيل، لقد اختفت «المنطقة». بل إنها ستختفي أكثر، ثمة قليل تبقى من «القضايا الإقليمية الراهنة التي تباحث فيها الزعيمان»، وفق ما اعتاد كاتب البيانات الرسمية ذكره في البيان الختامي للزيارة، مثل الوضع السوري، والملف النووي الإيراني، وبالطبع القضية الفلسطينية، ولكن التاريخ يسرع الخطى لحسم هذه الملفات إما بالحسم أو التجاهل. عندما يعود أوباما أو أي رئيس أميركي قادم للمنطقة، لن يناقش «القضايا الإقليمية الراهنة»، وإنما «العلاقات الثنائية» بين البلدين كالاقتصاد مثلاً، ومعه كتلة حرجة من القضايا الداخلية للدولة المضيفة، ما يجري فيها حراك سياسي وإصلاحات، وما اشتد عوده حتى أصبح أزمة تستدعي الاهتمام، وما تعارض فيها مع قيم حقوق الإنسان وفق معايير القوى، إنه موضوع غير محبب ولكنه قادم لا محالة. في أعوام الحرب الباردة، وانقسام دول المنطقة بين أحلاف، كان هناك دوماً قدر من «قضايا المنطقة الراهنة» يستغرق معظم الزيارات الرسمية والاجتماعات، مثل التمدد الناصري القومي في الستينات الذي قسم المنطقة بين محورين، أو أعوام ما بعد الثورة الإيرانية، التي أعادت رسم المحاور، ثم غزو صدام للكويت.…
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
بينما كانت تشتعل حرب البوسنة، التي امتدت طوال أربع سنوات قاسية، بكل ما كان فيها من قتل وقصف ومذابح واغتصاب ممنهج للنساء ودمار لمدن تاريخية وتطهير عرقي وتهجير (والمقاربة هنا جلية مع الحرب في سورية)، لم تتوقف لحظةً العملية الديبلوماسية المملة والمسوفة، التي سعت لحلٍّ سلمي بين المتقاتلين، اجتماعات ومفاوضات بين الأميركيين والأوروبيين من جهة، والروس الذين كانوا يدعمون الجانب الصربي المعتدي ويقدمون له شتى المبررات (تاريخ يعيد نفسه في سورية). في الوقت نفسه وعبر قنوات سرية، كان السعوديون والأتراك والماليزيون والسودانيون، بل والإيرانيون أيضاً يُرسلون الأسلحة لإخوانهم في البوسنة. كل يوم كانت ثمة قصة للإعلام: مذبحة سوق سراييفو الشهيرة.. حصار موستار.. تدمير جسرها الشهير.. اجتماع في واشنطن أو فيينا.. تهديد بإحالة القيادات الصربية إلى محكمة الجنايات الدولية.. قرار بحظر السلاح عن كل الأطراف.. مجاهدون عرب يغرون كتّاب أعمدة في الصحف الأوروبية للتحذير من قيام جمهورية إسلامية أصولية في قلب أوروبا، في مقابلهم النازيون الجدد من ألمانيا والسويد ينضمون إلى الكروات في حربهم ضد المسلمين في بداية الحرب، ويعترفون لاحقاً بأنهم شاركوا في مذابح (مقاربة هنا مع مشاركة «حزب الله» والأصوليين الشيعة مع النظام ضد الثورة). أحياناً كانت تلوح في الأفق لحظات توحي بأن ثمة مخرجاً للأزمة بعد اجتماع بين وزيري خارجية روسيا الاتحادية الناشئة وقتذاك والولايات المتحدة، ولكن سرعان…