الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨
لا يزال مستقبل خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ما يعرف بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، غامضا ومتأرجحا، رغم كل التصريحات المناصرة أو المناهضة له. منذ بدء حملته الانتخابية قبل عامين تقريبا يقدم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب الوعود بإلغاء الاتفاق كاملا، ثم تطور الأمر إلى ضرورة إصلاح الاتفاق النووي ليشمل بوضوح وجلاء عدة نقاط مهمة عند الحديث عن النظام الإيراني، من بينها برنامج تطوير الصواريخ الباليستية، والسلوك الإيراني في المنطقة. في هذا الصدد رفض الرئيس الأميركي التصديق على الاتفاق النووي أكثر من مرة، وفي نهاية المطاف أحاله إلى الكونجرس الأميركي ليعاد النظر فيه بعد ستة أشهر. الجانب الأهم الذي صاحب هذا الموقف الأميركي الأخير هو إعلان ترمب صراحة أن المفاوضات المستقبلية حول الاتفاق النووي ستكون مع الشركاء الأوروبيين، وهذا يعني أن تركيز واشنطن في المرحلة القادمة سيكون منصبا على جذب الأوروبيين إلى الموقف الأميركي. ما إن كشف ترمب عن موقفه من الاتفاق النووي مع إيران حتى سارعت الدول الأوروبية إلى إعلان تمسكها بالاتفاق، وإن انسحبت منه واشنطن. أيضا ركز اللوبي الإيراني والشخصيات التي كانت منخرطة في تفاصيل الاتفاق النووي في الغرب على أن الاتفاق ليس بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بل بين إيران ومجموعة 5+1، ومن ثم فإن أي انسحاب أميركي سيجعلها في عزلة دولية، ويسيء إلى صورة أميركا…
الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١٦
بعد أن أعلنت مقاطعتها لموسم الحج هذا العام وحرمان شعبها والشعوب غير الفارسية داخل جغرافية ما يسمى بإيران من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بدأ النظام الإيراني بترويج الإشاعات تارة، واللجوء للتهديدات المباشرة وغير المباشرة تارة أخرى، بهدف إفساد موسم الحج وإرباكه. قررت طهران مقاطعة الحج لأهداف سياسية محضة، فبعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاقية الحج صدرت الأوامر من "الولي الفقيه" برفض التوقيع ومغادرة جدة والعودة إلى طهران فورا. ذلك التغير المفاجئ في المواقف كان يهدف في المقام الأول إلى إرباك موسم الحج والتأثير على بقية الدول والشعوب الإسلامية، من خلال ماكينة إعلامية ضخمة سخرت كافة إمكاناتها وبلغات مختلفة، لهذا الغرض. من هنا، ومع اقتراب موسم الحج، شاهد وتابع الجميع الحملة الإعلامية الشعواء ضد المملكة التي شنها مسؤولو النظام الإيراني وعلى رأسهم الخامنئي وبقية رموز النظام والكتاب والصحفيين بلغة أقل ما يقال عنها إنها تتصف بالبذاءة والوقاحة والسفه. وقد ارتفعت وتيرة هذه الحملة المحمومة مع غرة شهر ذي الحجة لتصل إلى مرحلة أن القارئ لا يجد خبرا أو تقريرا في الصفحات الرئيسية للصحف الإيرانية ووكالات الأنباء التابعة للنظام والحرس الثوري إلا وقد هاجم السعودية وأطلق أبشع الأوصاف والعبارات ضد المملكة. إن هذا الوضع الإعلامي والسياسي المنحدر أخلاقيا ومهنيا ودبلوماسيا من الجانب الإيراني يؤكد على حقيقة…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
مؤخرا نشر موقع "بريتبارت نيوز" مقابلة أجراها مع حاكم ولاية فيرمونت السابق هاورد دين وتمت ترجمة أجزاء منها على موقع مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية. تحدث هاورد دين في تلك المقابلة عن النظام الإيراني الحالي بصورة شفافة ومباشرة. فقد قال دين إن إيران "دولة بعيدة كل البعد عما يعنيه اسم الجمهورية الإسلامية، وأنها ليست دولة إسلامية، بل هي دولة تم اختطافها من قبل البلطجية والقتلة، وأنه لا يعرف من بين المسلمين الذين يُكنّ لهم كل الاحترام من لديه ذات السلوك الذي يبرع به النظام الإيراني". كما وصف إيران بأنها أكبر الدول الراعية للإرهاب على مستوى العالم، وأنها تشكل تهديداً في المنطقة. وفيما يتعلق باستخدام إيران الدّين وسيلة لإعدام مواطنيها، قال هاورد إن إيران في ظل النسب المرتفعة لحالات الإعدام على مستوى العالم، وامتلاكها للسجلّ الأسوأ في مجال حقوق الإنسان وتعذيب السجناء السياسيين، بعيدة كل البعد عما تعنيه عبارة "الجمهورية الإسلامية". الواقع أن هذا الأميركي لم يأتِ بجديد، إلا من حيث إن هناك غربيين أصبحوا يتوافقون وهذه القراءة أيضا. لقد سبق هذا السياسي الأميركي شخصية إيرانية بارزة كانت مقربة من الخميني وهو آية الله حسين علي منتظري الذي كان يشغل منصب قائم مقام (نائب) الخميني خلال الفترة بين 1985 و1987. كان منتظري قد أعرب عن اعتراضه على السياسة التي يتبعها الخميني…
الخميس ١٣ أغسطس ٢٠١٥
كانت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، خلال فترة المفاوضات وبعد التوقيع على الاتفاق النووي، تطالب الصحفيين والإعلاميين بعدم انتقاد الاتفاق والتركيز على إيجابيته، وكيل المديح للفريق المفاوض وعدم نقل أو التطرق لأي انتقادات للاتفاق. لقد تم فضح ذلك بعد تسريب وثيقة تم تداولها بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، صادرة عن هذه الوزارة وموجهة إلى وسائل الإعلام المحلية. من جانب آخر، ركز خطباء الجمعة (مرتبطون بولي الفقيه مباشرة) على ما وصفوه بـ"الانتصار النووي" وحذّروا من الجدل بين التيارات الحزبية والسياسية حول الاتفاق وعواقب ذلك، إلا أن النظرية شيء والواقع شيء آخر تماما. فبعد موجة البهجة والفرح التي ارتسمت على ردود أفعال النظام الإيراني، بكافة أطيافه ومكوناته السياسية وإن كان بدرجات متفاوتة، برز إلى السطح الخلاف بين التيارات السياسية من أصوليين ومعتدلين داخل الدائرة الضيقة التي تحكم البلاد. بدأت التساؤلات والاستفهامات تنطلق من تحت قبة مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني بعد أن قدمت وزارة الخارجية ترجمة -باللغة الفارسية- للاتفاق النووي فتم اكتشاف الكثير من الأخطاء والتجاوزات في الترجمة، فقدمت الخارجية ترجمة ثانية فثالثة وجميعها لا تتطابق مع النص الإنجليزي وتصريحات الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ولا تزال المشكلة قائمة. يقول كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي: يجب أن يدرس البرلمان الإيراني الاتفاق النووي، ومن ثم تعلن إيران رأيها النهائي قبل الجانب الأميركي، حتى…
السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥
صبيحة اليوم الذي من المقرر أن يجتمع فيه وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) مع نظرائه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن ثم الاجتماع الثلاثي الذي يجمع إلى جانب كيري كلاًّ من وزير الخارجية السعودي ونظيره الروسي، حول الاتفاق النووي والأوضاع في سورية واليمن، طالعتنا وسائل الإعلام الإيرانية -والتوقيت ليس مصادفة- بتصريح منسوب لحسين عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية وشمال أفريقيا، قال فيه إنه "من الضروري عودة العلاقات بين الرياض وطهران إلى الحالة الطبيعية". تصريح دبلوماسي وبراغماتي غير مستغرب على الساسة الإيرانيين. إلى جانب هذا التصريح، وفي اليوم ذاته، طالعتنا صحيفة "الشرق" القطرية بمقال مطول لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. عنوان المقال كان جذّاباً، كسجادة أصفهانية من الحرير الخالص والألوان الطبيعية البرّاقة: الجار ثم الدار.. توصية أخلاقية أم ضرورة استراتيجية". في مقدمته، أكد ظريف على أن من أولويات بلاده بناء علاقة طيبة ووطيدة مع جيرانها، مؤكدا على أن جولته بعد توقيع الاتفاق النووي التي شملت الكويت وقطر والعراق تصب في هذا المسار، وتأكيدا لهذه الاستراتيجية على حد وصف ظريف، تحدث أيضا عن أن المنطقة تمر باضطرابات ومخاطر جدية تهدد أسس المجتمع والثقافة فيها! إلا أنه لا يمكن لإيران الوقوف موقف اللامبالاة أمام الدمار الهائل في أطرافها وقد حان الوقت للتفرغ لأعمال أهم من الاتفاق النووي، وفي…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
عندما بدأ المستعمر البريطاني في نهاية ستينيات القرن الماضي بحزم حقائبه ومغادرة منطقة الخليج العربي، ظنت إيران أن البحرين، تلك الجزيرة الصغيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم، ستكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، وتصبح إحدى المحافظات الإيرانية دون أي اعتراض يذكر من الدول العربية، خاصة المملكة. إلا أن موقف ملك المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز كان معاكسا للتوجهات الإيرانية ومفاجئا لها حيث استقبل أمير البحرين حينها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بتاريخ 15 فبراير 1968 مما قاد شاه إيران، وتعبيرا عن امتعاضه من الموقف السعودي، إلى إلغاء زيارة كانت مجدولة بعد يومين من ذلك التاريخ إلى الرياض للقاء العاهل السعودي، وهدد الشاه بضم البحرين لإيران. حينها طلب الصحفيون من الملك فيصل التعليق على ذلك فقال: "إن موقف شاه إيران هذا جاء بسبب "غرور الشباب" وسوف يراجع موقفه"، كما أطلق مقولته الشهيرة: "إن أي اعتداء على البحرين يعد اعتداء على السعودية وسيتم الرد عليه"، وطلب الملك فيصل أن تقام أول دورة خليجية لكرة القدم في البحرين تأكيدا على عروبتها وردا على مزاعم إيران حول البحرين. استمرت التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني بعد ثورة 1979 بشكل متكرر إلا أن أخطر المخططات الإيرانية الغادرة كانت في 2011، عندما دفعت طهران ببعض المغرر بهم من "أبناء البحرين" نحو تنفيذ مشروعها…
الخميس ٠٢ يوليو ٢٠١٥
لعبت الطبقة الوسطى في المجتمع الإيراني دورا بارزا في إنجاح ثورة 1979، فقد تضامنت مع بقية شرائح المجتمع الإيراني خلال سبعينات القرن الماضي وساهمت في قيادة المجتمع نحو الإطاحة بالنظام وتحريك الطبقة المثقفة من أساتذة وطلاب الجامعات والنخب الفكرية. لقد ساهمت طبقة البازار (التجار) في ذلك أيضا من خلال دعم المتظاهرين ورجال الدين بالأموال، وكذلك أعلنوا في أكثر من مناسبة إضرابا شاملا شل الحركة التجارية والحياة العامة في البلاد مما شكّل ضغطا كبيرا على نظام الشاه الأمر الذي ساهم، إضافة إلى عدة جوانب أخرى، في إسقاط النظام الملكي في إيران. بعد الثورة، أدرك النظام الجديد مدى قوة هذه الطبقة وخطورتها والتهديد الذي تشكله على استمرار نظام الجمهورية الإسلامية وبخاصة في ظل عدم الوفاء بالتعهدات والوعود التي قطعها النظام على نفسه خلال الثورة وبعدها. عمل النظام الحاكم بشكل منظم على انحسار وتفتيت هذه الطبقة منذ انتصار الثورة وازداد اليقين بضرورة التخلص منها بعد الأحداث التي أعقبت نتائج انتخابات 2009 التي منحت الرئيس أحمدي نجاد دورة ثانية كرئيس للبلاد على حساب زعيمي الحركة الخضراء مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين لا يزالان يقبعان قيد الإقامة الجبرية، حيث نجح المؤيدون للحركة الخضراء في كسب هذه الطبقة بشكل ملفت ونظم التجار إضرابا عاما خاصة في السوق الكبير (بازار بزرگ) في طهران وسيّروا مظاهرات ومسيرات…
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥
يتسم القرن الحالي بالتركيز على إثبات الوجود والتسويق له بمختلف الوسائل، خاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة التي يشهدها العالم. كل برنامج تلفزيوني، أو مهرجان ثقافي، أو مؤتمر علمي، يبحث عن داعمين وممولين، وفي المقابل يتم إبراز الجهات الداعمة والراعية لهذا النشاط أو ذاك نظير ما تقدمه من دعم. تمتلك دول الخليج العربي المقومات السياسية والاقتصادية كافة لإيصال صوتها وموقفها بقوة إلى دول العالم إلا أن ذلك لم يتحقق بالصورة المأمولة التي تليق بمكانة هذه الدول، وبالتالي تحتاج -من وجهة نظري- إلى رسم استراتيجيات جديدة في هذا الصدد، واستثمار الثورة الإعلامية والتقنية على أكمل وجه. أين نحن، على سبيل المثال، من الإعلام الغربي من صحافة وتلفزيون؟ كم مسؤولا وسياسيا خليجيا يقدم مداخلة في برامج تلك القنوات أو يكتب مقالا يبرز من خلاله الموقف الخليجي تجاه القضايا الساخنة؟ الأمر الذي ينعكس على توجه الرأي الغربي والصورة النمطية لدولنا. من جانب آخر، نحتاج إلى قنوات تلفزيونية إخبارية وحوارية رزينة واحترافية، ناطقة بلغات مختلفة كالإنجليزية والإسبانية والتركية والفارسية، لنقل مواقفنا إلى ذلك "الآخر"، بل حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتويتر على وجه الخصوص، هناك عدد ضئيل جدا من المثقفين والنخب الفكرية الخليجية يغرد باللغات الأجنبية حول قضايانا. نحن في الوقت الراهن نتحدث إلى أنفسنا عبر القنوات الكثيرة والمتنوعة التي تبث باللغة العربية.…
الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥
مثل بقية دول العالم، تفاعلت إيران مع نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما تفاعلت أيضاً مع وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سُدة الحكم في السعودية. هذا التفاعل برز من خلال عدة برقيات تعزية وتهنئة للسعودية قيادة وشعباً. فقد قدم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تعازيه في وفاة الملك عبدالله، كما هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبايعته ملكاً جديداً للمملكة العربية السعودية. وبحسب "إيرنا"، فقد أعرب الرئيس روحاني في رسالته عن أمله بمزيد من تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك نظراً إلى الأواصر الدينية والتاريخية بين إيران والسعودية، كما نعت وزارة الخارجية الإيرانية الملك الراحل وتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرياض لتقديم التعازي للأسرة السعودية المالكة. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإيراني للمملكة العربية السعودية. من جانب آخر، وجه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني رسالة للملك سلمان، أعرب فيها عن تعازيه بوفاة الملك عبدالله، وقال في رسالته: أعزي السعودية حكومة وشعباً بوفاة الملك عبدالله، وأبتهل إلى الله عزَ وجلَ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه والأسرة الكريمة الصبر والسلوان. وتمنى رفسنجاني في رسالة التعزية التوفيق للملك سلمان" لما يعزز من أواصر الوحدة في العالم الإسلامي ويضمن…
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
نجحت دول الخليج العربي والسعودية تحديدا في محاصرة الإرهاب وتجفيف مصادره المالية، عبر تقنين العمل الخيري والتبرعات في الداخل والخارج بعد أن تسرب إليه بعض من استغل تبرعات المحسنين لأعمال تضر بصورة الدين الإسلامي الحنيف خارجيا، وأمن واستقرار البلاد داخليا. وأصدرت دول الخليج العربي أخيرا، قرارات تسعى إلى محاصرة مصادر الدعم المالي لحزب الله اللبناني المصنف إرهابيا في كثير من الدول حول العالم. هذا التقرير، سوف يتطرق إلى مصادر حزب الله المالية على مستوى الاستثمارات والتبرعات، كما يناقش التقرير سبل محاصرة مصادر الحزب في دول الخليج العربي على وجه الخصوص. إيران وحزب الله من المعلوم أن إيران هي الداعم الرئيس لحزب الله منذ تأسيسه. ويصف ماثيو ليفيت مؤلف كتاب “Hezbollah: The Global Footprint of Lebanon’s Party of God”، العلاقة بين إيران وحزب الله بأنها شراكة استراتيجية. فإيران هي الشريك الأساسي للتنظيم، وتقدم ميزانية مستقلة لحزب الله تقدر بنحو 200 مليون دولار سنويا، كما أن هناك مؤسسات إيرانية شبه حكومية مثل “مؤسسة المستضعفين” و”بنياد إمام” وغيرهما، تقدم دعما ماليا سخيا للحزب. إلا أن المستجدات على الساحة السورية ألقت بظلالها على حجم الأموال الإيرانية المقدمة لحزب الله، حيث خفضت طهران دعمها المالي المقدم للحزب بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، إضافة إلى عبء الأزمة السورية الذي كلف الخزانة الإيرانية كثيرا من الأموال،…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
تعيش إيران هذه الأيام الذكرى الأولى لفوز الدكتور حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية وعودة التيار «المعتدل/ الإصلاحي» إلى منصب رئيس الجمهورية بعد ثمانية أعوام من سيطرة التيار المحافظ على المنصب ممثلا في محمود أحمدي نجاد. من المؤكد أن روحاني سعيد بـ«الإنجازات» التي حققها خلال السنة الأولى لرئاسته؛ فقد أخرج إيران من عزلة سياسية وصعوبات اقتصادية بسبب المخاوف من برنامج إيران النووي وطموحاتها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل، فلقد كان لاتفاق جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 بين إيران ومجموعة 5+1، الأثر الكبير في خروج إيران – مؤقتا - من عنق الزجاجة سياسيا واقتصاديا، فتم انفتاح إيران سياسيا على العالم كما تم الإفراج عن بعض أموال إيران المجمدة بسبب العقوبات الاقتصادية وعادت (أو أعلنت عن رغبتها في العودة) بعض الشركات الدولية إلى الأسواق الإيرانية. ولكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة «الروحانية» وماذا قدمت لكسب الثقة في داخل إيران وخارجها؟ على الصعيد الخارجي، استمرت سياسة إيران القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي. كان البعض قد استبشر خيرا بقدوم رئيس محسوب على التيار المعتدل في إيران وتوقع هؤلاء أن تعيد طهران النظر في سياساتها هذه خاصة أن روحاني يرفع شعار الانفتاح على المنطقة وإعادة بناء الثقة بين إيران ودول الجوار العربي تحديدا. إن استمرار طهران في هذا النهج والتركيز على…
الأحد ٢٥ مايو ٢٠١٤
تشهد منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام حراكا دبلوماسيا غير مسبوق: زيارات متبادلة، واتفاقيات توقع هناك وهناك، ووعودا بزيارات، ومساعي لإذابة الجليد خاصة في ما يتعلق بالعلاقات بين دول الخليج العربي وإيران. على الجانب الإيراني نجد أيضا محاولات طمأنة للجوار العربي تتمحور حول أن إيران الحالية متمثلة في حكومة الرئيس حسن روحاني مختلفة عن إيران أحمدي نجاد، وتسعى إلى تجاوز الخلافات الرئيسة والثانوية، وترميم حالة انعدام الثقة بين الجانبين. لا شك أن هذه اللغة وجدت شيئا من القبول والترحيب لدى البعض، لكن أود أن أذكر كل من لديه شيء من القناعة في تصديق النغمة الإيرانية هذه، أو عازم على الدخول في مفاوضات مع طهران، أن يقرأ الأسطر أدناه بعناية فائقة. قبل الاندفاع نحو إيران «الجديدة» علينا في بداية الأمر سرد نقاط الخلاف مع إيران وترتيبها حسب الأولوية والأهمية، حتى نستطيع التفاوض مع إيران وفق منهجية تسهم في الخروج بمكاسب حقيقية وليس المزيد من الخسائر والتوغل الإيراني في الداخل العربي. من المعلوم أن إيران قد فتحت عدة «جبهات» وزرعت بعض الولاءات لها في الداخل العربي، فهناك الأوضاع في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان والعراق ومصر وغيرها. تعمل إيران وفق خطة ذكية في المحافظة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية تحديدا، من خلال تقسيمها إلى مصالح وأهداف استراتيجية وأخرى مؤقتة. يتباين حجم…