محمد خليفة المبارك
محمد خليفة المبارك
رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة

دائماً وأبداً الثقافة للجميع

الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠٢٠

منذ آلاف السنين وعبر مسيرة التطور الإنساني، ترسّخت بوضوح لدى المجتمعات الإنسانية أهمية الثقافة كضرورة للارتقاء المستمر بالوعي والتقدم، فالمشاركة الثقافية الفاعلة تعتبر شرطاً رئيسياً للتطور والتعلم والاكتشاف، فهي إلى جانب ذلك أداةٌ مهمة لتحفيز الإبداع، وفي الوقت نفسه، تعمل كدعامة أساسية يمكن الارتكاز عليها لتحقيق التنمية والازدهار، وخاصة أن الثقافة تذكرنا بأننا جميعنا بشر بصرف النظر عن اختلاف الانتماءات الجغرافية والهويات واللغات وحتى العادات، وبالتالي تمكّننا من اكتشاف جماليات أوجه التشابه في اختلافنا، مما يمنحنا قدرة أكبر على ترسيخ الهويّة الجمعية. إن تحسين سبل الوصول إلى الثقافة على تنوع أشكالها ومظاهرها يعد من الأمور الأساسية التي يجب العمل على تطويرها وإتاحتها، ولذلك نركز في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عند تنفيذ رؤيتنا على تمكين التفاعل الثقافي لجميع شرائح المجتمع، وتشجيع المشاركة الثقافية المجتمعية، ورعاية الإبداع، مما يعزز التّسامح والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وغرس إحساس مشترك بالهوية الوطنية. التكنولوجيا.. معرفة لطالما كانت التكنولوجيا أداة فعالة لنشر الثقافة على نطاق واسع، فهي تساعدنا في تذليل العقبات التي قد تحول دون الوصول إلى المعلومات أو الاطلاع على المحتوى القيم الذي تزخر به مواقعنا الثقافية ومتاحفنا. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مبادرة جديدة لنقل مواقعها وبرامجها الثقافية إلى الواقع الافتراضي عبر الإنترنت تحت شعار «الثقافة للجميع». تقدم المبادرة…

“أم الإمارات”.. قيادة نحتفي بإنجازاتها

الثلاثاء ٢١ مارس ٢٠١٧

عند الحديث عن الاحتفاء بالريادة والإنسانية، والإمعان في سرد قصص النجاحات والتمكين التي أسهمت في بناء منظومة مجتمعية أساسها المرأة الإماراتية، فإن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تكون حاضرة على الدوام في جميع الميادين. إن هذه الشخصية التي استلهمت من بيئتها الإماراتية العربية الأصيلة معاني العطاء، والتكافل الاجتماعي، والبساطة في الحياة، نجحت في نقل قيمها ومفاهيمها إلى مجتمع بأكمله، عبر إطلاق العديد من المبادرات التي أسست لحركة نسائية قادرة على المساهمة بقوة في نهضة المجتمع، ليكون لها الدور الأبرز في دعم المرأة والأسرة، عبر تنفيذ خطط وبرامج استراتيجية لتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها في مختلف مجالات التنمية، وذلك إيماناً من سموها بأن ابنة الإمارات تستحق أن تعيش حياة كريمة عزيزة. قد لا يختلف اثنين على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، قد أدرك مبكراً أهمية المرأة باعتبارها جزءاً فاعلاً في بناء المجتمع، ما حدا به إلى إسناد مهمة تعزيز مكانة المرأة إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، وهو ما وصفه "طيب الله ثراه" في قوله "إن الشيخة فاطمة نجحت في استيعاب أهدافي وأفكاري، وحولت هذه الأفكار إلى تجارب ناجحة في كل الميادين". وما نشهده اليوم، دليل على…

التربويون… جدل العولمة والهوية واللغة

الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣

لعلنا لا نجانب الصواب إنْ وصفنا دولة الإمارات بـ«البوتقة» التي تنصهر فيها عناصر التنوع الثقافي، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهي تعد بذلك واحدة من أكثر بلدان العالم احتفاء بالتعدد الثقافي. ولا شك في أن العولمة عادت على مجتمع أبوظبي بالكثير من الإيجابيات، من أبرزها هذا التقدم الملموس في مختلف أوجه الحياة. غير أن للعولمة مخاطر لا يستهان بها، ولعل من أهمها ما تشكله من تهديد للهوية الثقافية التي يعتز بها أهل الإمارات. هذا الكم الهائل من تأثير الثقافات الأخرى ينطوي على تهديد للهوية العربية الإسلامية. وغني عن القول إن حجم الوافدين المقيمين في الدولة قد أخلَّ بالتوازن الديمغرافي، حيث بات المواطنون يشكلون أقلية في وطنهم بالمقارنة مع الوافدين، ولا يخفى ما يحمله هذا الوضع من مخاطر تهدد الهوية الثقافية للإماراتيين. ولمجابهة هذه التهديدات، لا بد لنا من جهد دؤوب لحماية قيمنا وعاداتنا ولغتنا وشخصيتنا الوطنية، وهو جهد لا غنى عنه إنْ كنا نريد المحافظة على تقاليد هذا الوطن وهويته الوطنية وإبقاءها حية يتناقلها أبناؤنا جيلاً بعد جيل. لقد اختطت دولة الإمارات، في سعيها لتأسيس أركان اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، نهجاً تنموياً يقوم على الارتقاء بقدرات مواطنيها، بحيث يصبحوا أفراداً على قدر عالٍ من الثقافة والمهارة. وقد تأسس هذا النهج على قناعة مفادها أن تأهيل المواطنين…