محمد حسن الحربي
محمد حسن الحربي
إعلامي وكاتب صحافي، عمل في مواقع صحفية واقتصادية عدة في الإمارات ودول الخليج

الإمارات ثالث أكبر شريك للصين

الخميس ٣٠ مايو ٢٠٢٤

شهدت العلاقات الإماراتية - الصينية على مدى العقود الـ 4 الأخيرة تنامياً لافتاً ومطرداً، توجت باتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لتشمل بذلك قطاعات متعددة ومهمة، أبرزها النفط والطاقة النظيفة، إضافة إلى المجالات الأخرى الاقتصادية والتجارية والثقافية، بما فيها الأمنية، فالبلدان يشاركان في العديد من المبادرات الدولية المشتركة، ويقومان بدور متوازن على الساحة الدولية في قضايا عديدة. ويأتي التعاون بين البلدين ليسهم بشكل فاعل في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة كما على المستويين الإقليمي والعالمي. وتُعزى العلاقات المزدهرة إلى التفاهمات والتعاملات المثمرة بين البلدين على تعددها وأهميتها إلى جذور تاريخية عميقة، قامت على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق، مهدت الطريق إلى أن يكون البلدان شريكين استراتيجيين مهمين لبعضهما بعضاً. يرى المراقبون أن العلاقات الإماراتية - الصينية تتسم بالكثير من التفاؤل، ما جعلها متميزة، تقوم على السعي الدائم والحثيث إلى تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً، يضمن المزيد من التقدم والازدهار لشعبي البلدين، وللعالم أجمع. لم يرشح الكثير من الملفات المتوقع طرحها للنقاش بين البلدين، خلال الزيارة التي يقوم بها حالياً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة من رئيسها شي جين بينغ، لكن يبدو أن من بين الملفات الأهم تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، الذي شهد خلال السنوات الماضية نمواً هائلاً، ففي عام 2023…

أوروبا بين أمرين: أمريكا وإعادة الشتات

الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢

منذ عقدين تقريباً، كتب مهتمون بالهجرات البشرية والنزوح، تقارير لصالح مراكز أبحاث ودراسات موثوقة، جاء فيها على نحو متواتر، أن الهجرات الأوروبية المقبلة، سوف تكون وجهتها بلدان آسيا، وبنسبة أقل إلى بلدان أفريقيا، حيث الموارد الطبيعية في هاتين القارتين لا تزال غنيّة، ولم يجر استغلال بعضها حتى اليوم، إضافة إلى إمكانية وجود ازدهار اقتصادي وتجاري فيما بين بلدانها، مما يوفر الكثير من فرص العمل المغرية، وإذا سارت التوقعات على نحو متفائل، فإن الأسواق ستحتفظ بنمو مطّرد، برغم أن أغلب البلدان في القارتين - الآسيوية منها تحديداً - ليس بين مواردها الطبيعية طاقة كالنفط والغاز بما في ذلك الفحم الحجري. وعزا الباحثون السبب وراء الهجرات الأوروبية المتوقعة في المستقبل القريب، إلى أن القارة الأوروبية أصبحت قديمة، وهرمة، وتفتقر إلى عامل الحيوية الذي يجددها ويضخ في عروقها دماء جديدة، وهو عنصر الشباب الذي له انعكاسات ودلالات مباشرة في مجالي الإنتاج والتنمية الشاملة على وجه الخصوص. هذا هو الحال الذي تعيشه المجتمعات الأوروبية في الوقت الراهن، فكما هو واضح، هي لا تستطيع، أن تقوم بجراحة ضرورية لتتدارك مسيرتها المتباطئة وتعالج ما يمكن علاجه بشكل طارئ، فالوقت والجزر لا ينتظران أحداً كما يقال، لن تقدر على استعادة القدرة على المواكبة الحضارية، ولا أن تلبي الحاجات المباشرة والملحة لمجتمعاتها، التي تزداد يوماً بعد آخر، فذلك…

«لعلهم يعقلون» يستوجب الاستماع لا الرفض

الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٨

لعل الإمارات هي من الدول القليلة في العالم العربي والإسلامي التي بدأت عملياً تنفيذ إستراتيجية تجديد الخطاب الديني، فأبوظبي اليوم عازمة على الضلوع في هذه المهمة الكبيرة، مما يجعلنا نطرح السؤال التالي: لماذا هي من دون بقية الدول تبرز في هذا الجانب فيما الآخرون يتحدثون ولا يفعلون شيئا ذا بال؟ إنه سؤال علينا طرحه في هذا السياق تعزيزاً لهذا الدور، واستنهاضاً لهمم الآخرين الذي يكتفون بإلقاء السمع فقط. إن المرء لا يسعه في حال كهذه سوى أن يكون مع أية خطوة تستهدف موضوع التجديد الفكري في الخطاب الديني، لتعيد إلينا إسلامنا المخطوف في روح نصوص كتابنا الحكيم. شخصياً، أرى أنني في صميم الداعمين للمجهودات التي يقوم بها الشيخ عبدالله بن بيه في أبوظبي عبر (منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة)، وهو العلاّمة الموسوعي المعرفة الذي اختارته جامعة (جورج واشنطن) عام 2009 ليكون الشخص الأكثر تأثيراً بين خمسين شخصية على مستوى العالم، والدعم موصول إلى ما تقدمه هيئة أبوظبي للإعلام من مجهودات معرفية وثقافية لافتة، رافدة لإستراتيجية تجديد الخطاب الديني، خصوصاً في هذه المرحلة الفاصلة على مستوى المنطقة والعالم العربي الإسلامي، وأخص بالذكر برنامج (لعلهم يعقلون) الذي يستضيف المفكر والباحث الإسلامي الدكتور محمد شحرور، رغم الحملة الغامضة وغير المنصفة التي تعرض للبرنامج والقائمين عليه، مما يدل على أنه ما زال هنالك…

تركيا بقبعة جديدة

الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦

إن إدارة الأزمات لا تعني بالضروة حلها. وهنالك أزمات تبدأ وتبقى مفتوحة، ونهايتها ليست مرغوبة. هذا حال ما يجري في سوريا وربما في غيرها. وحينما تغيب المصادر الخبرية الخاصة، وتصبح الأخبار الراشحة من غبار المعارك، شحيحة، لا يبقى أمام المهتم سوى خيار قراءة الصحف بطريقة «ماوراء السطور» أو الإصغاء إلى نبض الخبر ومصدره. منذ أيام تجري متابعة الصحف الأميركية بشقيها، القريبة من وزارة الخارجية وتلك القريبة من الـ«سي آي إيه»، إضافة إلى بعض الصحف التركية القومية والخاصة، وتصفح بعض المواقع الإخبارية الروسية الرسمية. فمهمٌ معرفة ما يجري حالياً في حلب، وما الذي سيجري بعد الحسم في هذه المدينة السورية؟ لا يعتقد أن أمر حلب يهم المراقبين السياسيين وحدهم، بل يهم الكثير من دول العالم، خصوصاً القوتين الأعظم ومعهما القوى الإقليمية تركيا وإيران ودول الخليج. حلب اليوم منقلبة رأساً على عقب بسبب المعركة التي تجري على أرضها. الجميع يريد حسم معركة حلب لصالحة. من ينجح في حلب ينجح في سواها، ومن يخسر يصيبه من الخيبة الكثير. الأطراف المتحاربة في حلب عديدة، وبعضها اسمه ليس معروفاً في وسائل الإعلام. الوضع في المدينة لن يهدأ وتجب مراقبته كالحليب على النار. يبدو أن قوات النظام السوري ومعه الحليف الروسي ومليشيات إيران، ستسجل نصراً مرحلياً في حلب، على حساب المعارضة السورية المعتدلة وغير المعتدلة، فالحليف…