محمد محفوظ
محمد محفوظ
كاتب ومفكر سعودي

فوز ترامب وصعود اليمين في أوروبا

الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

كل المعطيات والمؤشرات السياسية والإستراتيجية تفيد أن فوز دونالد ترامب في انتخابات الولايات المتحدة الأميركية لن يكون معزولاً، وإنما سيتبعه صعود للتيار اليميني في أوروبا كلها.. ومنذ صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، كل المؤشرات تقول إن هناك صعودا مماثلا للتيار اليميني في الكثير من دول أوروبا. وقد نشهد صعودا متواصلا لهذا التيار بأجندته السياسية والاقتصادية والإستراتيجية في دول أوروبا. وستشهد الدول الغربية إذا صح التعبير موجة ترامبية تسيطر وتهيمن على اقتصاد وسياسة العديد من الدول الأوروبية. فصعود ترامب إلى الرئاسة في أميركا ليس منفصلاً عن تحولات سياسية وثقافية وإستراتيجية تجري في العديد من دول أوروبا، تفضي إلى صعود للتيارات اليمينية في أوروبا.. يؤدي كل هذا الصعود إلى بروز توجهات أيديولوجية وسياسية واقتصادية يمينية في أميركا وأغلب الدول الأوروبية. وهذا التحول الإستراتيجي الذي ستشهده العديد من الدول الغربية الأساسية، سيؤدي إلى خيارات سياسية جديدة ستشهدها هذه الدول.. وهذه الخيارات السياسية والاقتصادية ليست متناغمة مع مصالح الجاليات الإسلامية في هذه الدول.. بل ستكون هذه التحولات مليئة بالكثير من الصعوبات على الوجود الإسلامي.. وستشهد علاقة هذه الدول الغربية مع العديد من دول العالم العربي والإسلامي توترات وصعوبات جديدة. وعليه فإننا سنشهد ما يمكن تسميته (الترامبية) هي التي ستتحكم في العديد من الدول الغربية. فترامب في أميركا وفيون في فرنسا…

من الطائفة إلى الدولة

الثلاثاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١٦

في زمن الفتن والاصطفافات الطائفية والمذهبية، يكون الانتماء إلى الطائفة أو القبيلة أو العشيرة هو بديل عن الانتماء إلى الدولة.. بحيث تكون كل القضايا والمسائل ترتبط بالانتماء إلى الدوائر السابقة الذكر، بحيث تكون هذه الدوائر بمثابة دوائر نهائية لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال.. فتتحول هذه الانتماءات إلى انتماءات نهائية في كل شيء. أسوق هذا الكلام أن كل هذه الانتماءات تتحول إلى كل شيء في حياة الإنسان الفرد في زمن الفتن والاصطفافات الطائفية والمذهبية.. فيتم عملياً تهميش دور الدولة، ويتم التغاضي عن مؤسسة الدولة.. ولا ريب أن تضخم دور الانتماء الطائفي والمذهبي في مقابل تهميش دور الدولة له انعكاسات مجتمعية عديدة.. ولعل من أبرز هذه الانعكاسات هو التعامل مع هذه الانتماءات ودوائرها بوصفها حواجز مجتمعية تحول دون الانفتاح والتواصل مع ما عداها من دوائر انتماء.. وبعيداً عن المضاربات الأيديولوجية المتعلقة بهذا الخيار وتداعياته المجتمعية، نقول للجميع لا بديل عن الدولة كمؤسسة حاضنة ومعبرة عن كل الحساسيات الاجتماعية.. والطائفة ليست بديلاً عن الدولة.. ولا يمكن أن يتحول الانتماء الروحي والثقافي كبديل عن مؤسسة الدولة.. فالطائفة تحتضن المماثلين عقدياً، أما الدولة فهي حاضنة لجميع شرائح وتعبيرات المجتمع المماثل عقدياً والمختلف.. وطبيعة الدولة وبنيتها المؤسسية قادرة على استيعاب الجميع.. لذلك فإن استمرار نهج الإعلاء من شأن الانتماء الطائفي في الأمة، يساهم في…

صعود ترامب.. قراءة في العوامل والاحتمالات

الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦

وقعت المفاجأة وتم انتخاب دونالد ترامب.. وأضحى هذا الانتصار بمثابة زلزال اجتماعي وسياسي، ونزلت بعض الولايات الأميركية إلى الشارع للتعبير عن رفضها لهذا الاختيار.. ولعل وصول ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية يثير الكثير من الأسئلة التي تتعلق بمستقبل الولايات المتحدة الأميركية بوصول رئيس أميركي جديد، عبر في بعض خطاباته الانتخابية عن حالة من العداء إلى الأميركيين اللاتينيين وإلى المسلمين. ولأول مرة على حد علمي يصل إلى سدة الرئاسة في أميركا، رئيس عبر خطاب يختلف فيه عن بعض قواعد الولايات المتحدة الأميركية. ولعل السؤال الأساسي في هذا الصدد، هل سيستمر الرئيس ترامب في خطابه إلى بعض الأميركيين، أم وصوله إلى الرئاسة سيتطلب منه خطابا أكثر اتزاناً واقتراباً وانسجاماً مع القيم الأميركية الأساسية؟ وهل الإستراتيجية الأميركية التي يتبعها الرئيس ترامب ستتغير بما يراعي الخطاب الانتخابي الذي عبر عنه ترامب؟ يبدو أن أي رئيس لأميركا، مهما كانت أولوياته وقناعاته السياسية والاقتصادية والدفاعية، إلا أنه معني بطبيعة مصالح الشركات الاقتصادية وشركات السلاح في أميركا.. وهي شركات ومصالح كبرى، يهمها بالدرجة الأولى استمرار أسواق بيع ما تنتجه الشركات الأميركية.. لذلك نعتقد أن بعض عناصر الخطاب الانتخابي الذي عبر عنه الرئيس ترامب في زمن الانتخابات، سيكون مصيره النسيان.. ولعلنا لا نضيف جديداً حين القول: إن وصول ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، يؤكد…

الدولة المدنية وصناعة المستقبل في العراق

الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦

يبدو من مختلف المعطيات والحقائق الجيوسياسية، أن المنطقة لن تتمكن من الاستقرار السياسي العميق، إلا بتفكيك الدولة الاستبدادية المهيمنة على كل شيء. لأن تفكيك هذه الدولة هو الذي يفتح المجال واسعاً، للتحكم بالراهن والمستقبل.. ولقد أبانت كل الأحداث والتطورات، أن الدول الديكتاتورية هي المسؤولة عن تجويف كل الإمكانات والقدرات، كما أنها هي العقبة الفعلية التي تمنع التقدم والتحرر من كل العراقيل والمعيقات التي تمنع السيطرة على أسباب التطور والتقدم. فالدولة المستبدة والمتغولة على شعبها والمهيمنة على كل مقدراته، هي المشكلة الحقيقية التي تمنع التقدم وصناعة المستقبل بما يرضى به أبناء الشعب.. لذلك فإن الخطوة الأولى في مشروع التقدم، هو تفكيك الدولة الظالمة المستبدة والمسيطرة على كل القدرات والإمكانات.. وفي تقديرنا أن بناء دولة مدنية -تمثيلية – ديمقراطية في العراق، هي البداية الفعلية لامتلاك أسباب التقدم والتطور في هذا البلد، وذلك للاعتبارات التالية: إن قوة الدولة وصلابتها الحقيقية، نابعة بالدرجة الأولى من التفاف الناس عليها وتمثيلها لقوى الناس المختلفة.. ويبدو من مختلف الوقائع أن الدولة المدنية التي تمثل جميع الحساسيات والاعتبارات هي القادرة على صياغة المجتمع على أسس أكثر عدالة وحرية.. وهذا ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية.. ولعلنا لا نجانب الصواب حين القول: إن قدرة النخب السياسية والاجتماعية والدينية في العراق على بناء دولة مدنية، هي القادرة على إنهاء كل المشاكل…