د. يوسف الشريف
د. يوسف الشريف
كاتب ومستشار قانوني إماراتي

فارس الميدان

الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥

سيراً على الدرب الذي خطّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وإعمالاً للسياسة العامة التي تنتهجها دولة الإمارات، والاستراتيجية التي تتمتع بها، لتقديم كافة أنواع التعاون الدولي في شتى المجالات، إلى أن احتلت دولة الإمارات بفضل هذه الجهود المبذولة مكانتها من ضمن الدول المساعدة للعالم. حيث إنه لم ينقضِ سوى الوقت الوجيز من إطلاق أكبر مبادرة عربية لتشجيع القراءة «تحدي القراءة العربي» ليُدشّن سموه المبادرة الأكبر والأوسع والأعم ألا وهي إنشاء مؤسسة تنموية مجتمعية في المنطقة، لمكافحة الفقر والمرض ونشر المعرفة والثقافة، حيث تستهدف هذه المؤسسة أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وكأنها مصابيح تتّقد واحداً تلو الآخر لتُنير ظُلمة سواد الليل الدّامس الذي يُخيّم على الأمة العربية من ليلٍ مزّقه الإرهاب بشتى الألوان والأشكال عن طريق أفعالِ عُنفٍ غير مشروعة أو معهودة عند البشر ذات أبعاد سياسية واجتماعية وإيدلوجية ودينية معيّنة. وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( إِنَّ لِهَذَا الْخَيْرِ خَزَائِنَ وَجُعِلَ لَهَا مَفَاتِيحُ، وَمَغَالِيقُ، فَطُوبَى لِرَجُلٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلاقًا لِلشَّرِّ. وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ الله مِغْلاقًا لِلْخَيْرِ، مِفْتَاحًا لِلشَّرّ)ِ. طوبى لفارسنا الذي كم من مضامير السباق قد صال وجال فيها، يطلقها صرخة مدوية، يدَنا دائماً معكم، لن ندعكم فريسةً للفقر أو الجهل أو…

فجر جديد

الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥

بدأ فجر جديد يبزغ في سماء الديمقراطية بدولة الإمارات، بعد أن انتهى العرس الانتخابي باختيار بعض أعضاء المجلس الوطني، تأكيداً على الشفافية في الاختيار الذي تولد عن إرادة شعبية، وباختيار ديمقراطي. ولكن يثور التساؤل في الأذهان، هل تم هذا الاختيار صحيحاً ولصالح الوطن ودولة الإمارات، أم غلبت عليه المجاملات؟ نعم أظن بجميع الفائزين خيراً، ونحن نعرف كثيراً منهم، وهم من خيرة من يمثل هذا المجلس، ولكن السؤال يطرح نفسه على عموم المشاركين بالعملية الانتخابية من الناخبين، هل أعطيتم صوتكم لمن سيمثلكم تمثيلاً صحيحاً، أم طغت العواطف على اختياراتكم؟! هل كان الهدف من الاختيار وضع الأمانة في يد من هو أهلٌ لحملها، فيفترض في الجميع السعي لهدف واحد، ألا وهو رفعة شأن البلاد، والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة بمشاركة المواطن في كل الشؤون التي تمس حياته ومستقبله وسعادته، لتعزيز تجربة ومسيرة التنمية الشاملة لدولتنا. نقول وبالفم المليان، يا سادتي ويا سيداتي هذا هو ثمار زرعكم، ونتاج اختياركم، فإذا كان غرسكم خيراً بعيداً عن المصالح والمجاملات، أثمر وأينع وحقق ما تبتغونه، فقبل أن نتهم المجلس أو أي من أعضائه، كان الواجب والألزم أن نتهم أنفسنا بعدم عدل كل منا مع نفسه، عندما اختار شخصاً، ليحقق له مصالح، بعيداً عن الصالح المجتمعي، فيكون الحال كما كان، ونندم ونتأسف وننتظر أربع سنوات أخرى، فنحاول…

عبدالله بن زايد يكسر البروتوكول

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥

تتبوأ دولة الإمارات مكانة التميز والارتقاء في مختلف المجالات، إذ إنها حضارات عريقة منذ الأزل، وذلك لاحتوائها لأهم العناصر المكوّنة للرقي، من شعبٍ وفيّ وإقليمٍ غنيّ وحكومةٍ رشيدة. بالإضافة إلى الثقافات المتنوعة والحضارات المشتركة، وعليه فإن هذا الشعب يتمتع بالكثير من المقوّمات الأخلاقية المغروسة في نفوسهم، والمُستقاة من خبرات جدودهم وآبائهم، فهم يتحلّون بالكرم والجود والعزة والشهامة والمروءة غير المعهودة، يحبّون وطنهم الّذي لا يبخلون عليه في بذل أرواحهم فداءً له، ويقدّرون قيادتهم وحكامهم وما يقدمونه لهم ليعتلوا مكانة مرموقة بين جميع الدول، ليصبح شيوخنا مضربَ الأمثال وقدوةً يُحتذى بهم لجيلٍ وأجيال صاعدة. وما أحلى وما أرقى أن نرى من خلال اللقطات التي يتداولها الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قادها وأدار فنّها سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، لقطة عندما وقف وهو منتظر شقيقه الأكبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليُنهي ركعات النّوافل بعد صلاته، حاملاً له نَعله منحنياً ليضعه أمامه بكل تواضع جمّ وأدب مرموق، فأي بروتوكول دبلوماسي يحكم على رجل دبلوماسي أن يقوم بمثل هذا التصرف، إلا أن ذاك الخلق الرّفيع الذي تربى وترعرع ونشأ عليه، ليصنع هذا الدبلوماسي بروتوكولاً استثنائياً خاصاً برجل استثنائي، يُدرج تحت عنوان التواضع والأخلاق وعظمة التربية، فهذه السلوكيات كأنها بذور…

شهداؤنا والشائعات

الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥

لقد أصيبت دولتنا المجيدة بمصاب أليم، حيث فقدت كوكبة من فلذات أكبادها، ولا نقول إلا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا». استودعت الأمة الإسلامية بأسرها، كوكبة من شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة، من أجل الذود عن هذه الأمة، ورفعة الحق، ومد يد العون لدولة اليمن الشقيق، لنصرته ضد العدوان الحوثي والخروج على الشرعية، فرحين بما نالوه من الدرجات العلى عند ربهم، فباتوا منعمين فرحين بما آتاهم الله من فضله، وقد كان الناس يقولون فيهم، مات فلان، وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها، فأخبر الله عز وجل، أن من قتل في سبيله ليس بميت، بل اختصه بالقرب منه، وفي هذا مزيد البهجة والكرامة، قال تعالى: «وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ) البقرة (154). فتلك الكوكبة قدمت أرواحها فداءً لنصرة الحق وإعلائه، ولا سبيل لمن يزايد على هذه القضية، فيثير الشائعات وينسج الأقاويل، ويخترع القصص، وهو لا يدري أن هذا يمس أمن الوطن، فلا يجوز لأي كان أن يناقش أو يصدر تصريحات حول هذه القضية، فليس من سلطة أحد تناول تلك الموضوعات العسكرية، سوى ممثل قواتنا المسلحة، فهي القناة الشرعية الوحيدة التي يجب أن نستقي منها المعلومة، حرصاً على أمن وسلامة الوطن،…