في لمحة ود مع الحياة، في مهمة وطنية وإنسانية، استطاعت الإمارات أن تضع الحروف على جمل المعرفة، وأن تسدد الخطى، بوثبات الجياد الأصيلة، وأن تحقق التميز، بكل فخر واعتزاز، وكان لثقة العالم وإيمانه بأن الإمارات أرض التفرد، والاستثنائية، والرقم الأول، هذا الإدراك.
بدوره خلق ذلك التواصل الممتد من رحلة أولى إلى النجاح وهي الجوهر، والمحور، نجاح مشروعنا الاتحادي الذي صنع المجد لدولة وإنسان، ثم أتت سائر النجاحات، والوثبات المذهلة، أتت تحمل في طياتها بشائر الخير للعالم أجمع، ولتؤكد بأن الحياة بخير. رغم الزلازل والمحن، إلا أن الرجال الأوفياء، استطاعوا أن يحولوا ظلال الليل الدامس، إلى شروق ناصع، يملأ القلوب، كما يوشح الصحراء بأقمار، وأثمار عطاء.
اليوم والمسؤولون الذين أنيطت بهم مسؤولية إقامة، ومتابعة مؤتمر cop28، يتأملون المشهد، والفرحة تعم قلوبهم، لأنه الحصاد الطيب، وأنه الجهد الذي لاقى الرضا والقناعة من القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الملهم، في إبداع المشاريع المدهشة، هو المنعم على فرق العمل بكل ما تحتاجه المشاريع العملاقة، وهذه سجية هذا الوطن، وهذه ثيمة أفكار القيادة، بأنه ما من نجاح إلا ويسبقه تضحيات، وتصاحبه جهود مضنية، وتتلوه طموحات تتجاوز ما قبل، ليأتي الـ(بعد) بأنصع الإبداعات، وأروعها، وأبدعها، وأذرعها، وأكثرها مهارة وجودة في البذل والعطاء.
مؤتمر cop28 وضع الإمارات أمام مسؤوليات جسام، وسلط الضوء على مواهب، وملكات ذهنية، أصبح يقع على عاتق أصحابها مسؤوليات أكثر ثقلاً، وأعظم أهمية، لأن في هذا المؤتمر تفتحت أزاهير إبداعية جعلت العالم يطمع بالأكثر، وجعلتنا نحن نشعر أننا لا يمكننا القبول إلا بالأرقام الأولى التي حددتها القيادة، وعلى منوالها يجب أن تسير الركاب، وإن تقطع وهاداً وصعوبات، لكي تثبت جدلية من يعمل يصل، ومن يَجدَّ يُجدِ الوصول إلى المهمات الكبرى.
كلام المسؤولين عن مؤتمر cop28 يجعلنا نقف عند نقطة البدء، وهي: لماذا الإمارات تنجح في مختلف مشاريعها؟ الجواب لأن العقل هنا يعمل مع القلب، والروح جناح محبة، والنفس مطمئنة، مستقرة، آمنة، لأن الشارع في هذا الوطن ينفتح على الدنيا وفي الجعبة ثقافة التضامن، وعقيدة الانتماء إلى الوجود، فلا حدود إلا حدود المودة، وهذه القيمة الأعلى التي جعلت إنسان الإمارات يبدع، لأنه يعيش على سجادة، مخملها من حب، ودفؤها من تكاتف الجميع لأجل الإمارات فقط، لأجل أن تستمر هذه الدولة، كما هي الغيمة، وظيفتها الحياء البلل، ودورها في العالم ملء الحقل الواسع بالمطر، وجعل الحياة بستان شعر، وقصيدة تعلق على صدور العالمين.
المصدر: الاتحاد