آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
وقع اليمن السعيد فريسة سهلة بين وعود الحوثيين ووعيدهم الذي تحقق في وقت قياسي جداً من عمر التغييرات التي لاحقت بعض بلدان العالم العربي الحزين. اليوم يقف اليمن على مفترق طرق صعب لا يحتمل التأخير لحظة عن سبل المعالجة الواعية والواقية لعدم وصول نيران فارس إلى دول أخرى لا تخفى أوضاعها على البصير فضلاً عن الأعمى والضرير. الوضع أكبر من الجد وأي هزل يلتصق به، فنتائجه كارثية على الأمة العربية جمعاء، فالزمن لا ينتظر أحداً إذا لم نقم نحن بالمبادرة المناسبة لإنقاذ اليمن من الغرق في وحل الفكر الحوثي أو حرقه بموجات الأصولية المنكرة والمُنكرة لكل ما هو صائب وحق مكتسب. إن ما يحدث في اليمن لفرض أمر واقع لوصول الفكر الإرهابي إلى قمة السلطة والدولة في اليمن لهْوَ نذير ويل وثبور لمن لا يُلقي السمع وهو شهيد. لم يعد اليمن شأنا داخلياً أبداً ومن يُفكر بهذه الطريقة لا يريد الخير أن يعم الأمة العربية، فاليمن هو الحكمة، فهل نرضى فقدها في وقت نحن أحوج فيه إلى الحكم الغالية وأمثالها الراقية؟ وهناك مسؤولية خاصة تقع على كامل الشعب ذاته وتتمثل في عدم السماح لأي نفس أصولي بقيادته لأنه سيشتت شملهم ويبيح دماءهم ويبيع أرواحهم بأثمان بخسة. هذا الانقلاب الأصولي الحوثي على أهل الحكم في اليمن وضع الصورة الجلية لنفوذ إيران…
آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
سُئِل سقراط: «لماذا تم اختيارك كأحكم حكماء اليونان؟»، فقال: «ربما لأنني الرجل الوحيد الذي يعترف بأنه لا يعرف». والمتأمل لهذه العبارة يجد أنها بالفعل إحدى صفات القائد الحكيم، وهي أنه لا يتباهى بمعارفه بل يضعها رهن إشارة السائل، ولا تتدفق درره ومعارفه إلا وقت الحاجة. والقائد الحكيم يؤمن بأن «الأفعال أبلغ من الأقوال»، ولذا يدرك أهمية ممارسة أسلوب القدوة الحسنة أو «Leading by example». والقائد الحكيم هو الذي يفرق بين «السرعة» في اتخاذ القرار حينما تكتمل أركانه، وبين «التسرع» الذي يجانبه الصواب في أحيان كثيرة. ومن علامات الحكمة حينما نرى في خضم النقاشات الصاخبة والعقيمة كيف يفرق القائد في مداخلاته بين الرأي والحقيقة. فالحقيقة مسلمات قلما تكون مجالا للنزاع.. أما رأينا فصواب يحتمل الخطأ كما قال الشافعي. وسميت الحكمة بذلك لأنها تأتي من «حَكم» الشيء أي أجاد إحكامه، ومن تعريفاتها معرفةُ أفضل الأشياء بأَفضل العلوم.. وهذا أحد الأسباب التي تدفع بالقائد الحكيم لأن يحيط نفسه بأفضل المستشارين البارزين في مجلاتهم ويصغي لهم ويحترمهم بنفس الدرجة التي يزدري فيها المنافقين والمطبلين من حوله. كما أن ارتباط الحكمة بالعلم كما قلنا يجعل القرارات الحكيمة قابلة للاستيراد، وذلك باستشارة أصحاب الخبرات. وكما قال الشاعر: «فخذوا العلم على أربابه.. واطلبوا الحكمة عند الحكماء». وقال أيضا: «إذا كنت في حاجة مُرْسِلا.. فأرسل لبيبًا ولا توصهِ..…
آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
أقيل المهندسان الدنماركيان، لارس وجينز راسموسن، من شركة تقنية في كاليفورنيا 1998 إثر تبديدهما مع زملائهما رأسمال الشركة، الذي بلغ 45 مليون دولار أمريكي، على مشاريع تقنية لم يكتب لها النجاح. أصبح عملهما في الشركة وصمة عار تطاردهما أينما قدما سيرتهما الذاتية. اضطر الأخ الأكبر جينز أن يعود إلى الدنمارك، مسقط رأسه؛ ليعيش مع أمه، لضمان منزل يؤويه، حتى ينهض من جديد. وظل جينز رغم البعد الجغرافي على تواصل مع أخيه لافتتاح شركة تقنية تعيدهما إلى ما يحبان. كان جينز مؤمنا بأن الخرائط التقنية ثروة جديرة بالبحث والعمل. صمم برنامجا لتطوير الخرائط وتفعيلها وتبسيطها وعرضه على شقيقه الذي تحمس له جدا. لكن المشكلة أن البرنامج يحتاج إلى تمويل. غادرا إلى أستراليا بعد أن أبدت شركة صغيرة اهتماما بمشروعهما. عملا معها نحو ستة أشهر ثم اتصلا برجل الأعمال فرانك مارشال، في كاليفورنيا الذي تربطهما به علاقة جيدة وطلبا مساعدته للبحث عن ممول. ساعدهما على التواصل مع عشر شركات كلها رفضت سوى واحدة تدعى "سكويا كابيتل"، التي أبدت استعدادها للاستثمار في مشروعهما مقابل شروط تعجيزية. وفي الأسبوع الذي سيوقعان فيه الاتفاق معها أعلنت "ياهو" عن برنامجها المتخصص في الخرائط الإلكترونية. ورغم أن الفكرة تختلف تماما عن فكرة الأخوين راسموسن إلا أن "سكويا كابيتل" انسحبت من تمويل مشروعهما. لم يجدا سوى أمهما ليلجآ…
آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
«تعال عندي بالبيت» هذه الكلمة التي ستسمعها من الدكتور محمد الهرفي إن كنت تعرفه ومتجها للأحساء. ثم أنك قد لا تكون قد أخبرته في الأصل، لكنه هو الذي بأريحيته، وروحه السهلة، وطبعه الكريم قد يكون تابع أخبارك وعلم أنك ستكون في الأحساء، فلا بد أن تتوقع أن تسمع عبر هاتفك ذلك الصوت الهادئ الذي لا ينبو يقول لك بطريقة "هرفية" تخصه هو فيها السماحة واللطف، وتلك الوداعة التي تجذبك من قلبك لبيته بلا تردد ولا تمنع. هنا مفتاح شخصية صديقي وأخي وأستاذي محمد الهرفي ـــ يرحمه الله ــــ الذي علمني أن أبسط سجادة الحب بقلبي قبل أن أجلس للنقاش مع أي أحد بعقلي. كان دكتورنا الحبيب محمد عقلية بذاتها، تسبح في فلك جميل لحاله. كان في رقة جناحي فراشة وهو يبدأ الحديث مع أي أحد، ويأخذ مظهر الرقيقين الناعمين وهو يقف للنقاش. ولكن في مبادئه التي يؤمن بها كحد الفولاذ في الحديث مع أي أحد، وكالفارس المتأهب بمتراسه وهو يقف للنقاش. لو كان لنظرية ميكافيلي نظرية مضادة ومعاكسة تماما لكانت "النظرية الهرفية". كتاباته تختلف عن كتابات أي كاتب آخر، فهو لا يؤمن بالمدارس أيا كان تصنيفها، كما أنه لا يخفي وراء ظهره أي أجندة. آراؤه كالمرايا الصافية قد يعجبك ما تراه فيها، وقد لا يعجبك، وهذا شأنك ورأيك، ولكن لا…
آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
عندما تم ترشيح زميلي عبدالله الخياط ليكون ممثلاً لجهة عمله في «سباق بناة المدينة»، الذي أعلن عنه في شهر ديسمبر الماضي، ظن أنه ذاهب لحضور اجتماعات تقليدية، وسيتداولون خلالها مناقشات مألوفة، وقد تخرج منها أفكار تجديدية بعيدة قليلاً عن القديم، لكنه وقبل 24 ساعة من موعد التجمع فوجئ برسالة نصية تطلب منه أن يرتدي الملابس (الكاجوال) والحضور إلى مكان لا يحاكي القديم بالمرة، وهو سكاي دايف ذا بالم، وفوجئ أكثر عندما وصل وشاهد كيف تم إعداده بصورة ابتكارية مبدعة. المهندس أحمد البدواوي، عضو الفريق المنظم لهذه الفعالية، يقول: الإعداد لهذا التجمع بدأ منذ أشهر، وكان علينا أن «نفكر خارج الصندوق»، بحيث نأتي بفكرة جديدة، ومكان جديد، وبرنامج جديد لم يعهده الحاضرون من قبل، لذلك قمنا بحصر جميع الخدمات المشتركة بين الدوائر التي بلغت 190 خدمة، ثمّ حدّدنا أهم 12 خدمة، على أن نقيم ثلاثة معسكرات في السنة، كل معسكر يعمل على تطوير أربع خدمات رئيسة. يكمل المهندس أحمد: إن اختيار مكان التجمع كان خارجاً عن العرف والعادة؛ لهدف، إذْ كان خالياً من العمران، لنرسل رسالة للمشاركين مفادها «بأفكاركم سنستمر في سباق بُناة المدينة». جميع من شارك في هذا التجمع أبدى سعادته بالساعات التي قضاها ـ ومن لم يحالفه الحظ في الحضور تمنى لو كان من ضمن المشاركين (أنا واحد منهم)…
آراء
الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥
حسناً! لكي أكون صادقاً معك فهو لا ينتهي بحرف القاف! بل بالجيم المعطشة المصرية أو بالكاف التي فوقها شرطة طولية كما يكتبها أصدقاؤنا اللدودون. ولكي أكون صادقاً معك أكثر فهو ينتهي بطنين تسمعه في أذنيك، ولذا يقال (صمهُ طراق) أي كاد أن يصيبه بالصمم نتيجة للطراق! لكل شعب عربي طريقته في التعبير بطريقة تشعرك بأنها تتنافس في ما بينها في أيهم يكون أكثر لطفاً في التعبير، فالفلسطيني يقول (سلخه كف).. ركز معي في سلخُه هذه أو هاظي.. الكويتيون يقولون عطاه راشدي.. والعراقيون يقولون: هفّه بعِجِل.. عجل وليس حوار ولا خروف.. احفظها مني هفّه بشنو يابه؟.. بعجل! عفيه! لا أستطيع أن أتوقف عن ممارسة الصدق معك اليوم، لذا فحقيقة مهما قال اللبناني: رزعه كف.. فأنا أحس بأنه لا ينتمي لهذه المجموعة.. المصري بدوره يقول: إداله بالألم.. شايفين الرقي!! مصر ولّادة!.. ثقافة في كل شيء حتى في الطراقات.. إداله بالألم.. إديله ألم.. تحس إن واحد يوزع جوائز في مسابقة الإذاعة المدرسية. لنضع هذا الموضوع في الجزء الأيسر من الدماغ وننتقل للجزء الأيمن.. نحتاج إلى فتوى عاجلة.. حقيقةً، الكثيرون يخجلون من طرح الموضوع، ولكنني متأكد بأنه وبحسب إحصاءات هيئة أبوظبي للصحة يوجد ما لا يقل عن 21% من الأمهات والجدات مصابات بمرض السكر، وأنتم تعرفون ما الذي يعنيه مرض السكر بالنسبة لامرأة كبيرة…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
«ما من تجربة نجاح تخلو من محطات فشل. وما من نجاح تحقق من دون تعب ومعاناة». هكذا بدأ الدكتور والإعلامي المتميز سليمان الهتلان مقدمة كتابه الذي صدر حديثاً «تجارب ملهمة». جاء الكتاب على ضوء الإقبال الذي لاقاه البرنامج الإذاعي الذي بثته MBC FM في شهر رمضان الماضي حيث تناول ثلاثين شخصية مختلفة يجمعها النجاح والتغلب على العوائق والصعوبات. حالفني الحظ لحضور حفل توقيع الإصدار في «كافيه كتاب» حيث استمتعت وبقية الحضور بحديث الدكتور وحواره الشيق مع محاوره الفذ الأستاذ جمال الشحي. أكد الدكتور سليمان الهتلان أهمية هذا النوع من الإصدارات التي تعنى بجانب نحتاجه اليوم وخصوصاً فئة الشباب في ظل كل هذا التطور الهائل الذي يشهده العالم من حولنا. وسط كل هذا الضجيج الإعلامي والصخب الذي نواجهه كلنا من مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى النظام التعليمي وغيرها من وسائل البرمجة العقلية المباشرة وغير المباشرة، أصبحت الحاجة ماسة وضرورية لعوامل تعيد تصحيح منظومة التفكير التي نرى على أساسها العالم من حولنا، ما يلهمنا القرارات التي نبني عليها اختياراتنا بالإضافة إلى النماذج المثالية والقدوات المميزة التي نتبع خطواتها أو على أقل تقدير نطالع إنجازاتها بعد أن انتشرت الأمثلة والصور المشوهة. تم اختيار الشخصيات الثلاثين الملهمة بعناية، وهنا أسعدني اختيار كلمة إلهام في العنوان لوصف التجارب دون غيرها من كلمات كالتفرد والتألق والنجاح.…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
خلال قيادة وعهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحققت كثير من المنجزات الاقتصادية وهي ما اود التركيز عليها بسرد "بعض" مما أنجز في عهده -رحمة الله عليه- خلال ما يقارب عشر سنوات من عهدة الميمون، والتي تسجل بمداد من ذهب لهذا الوطن ومواطنية، وفي تقرير نشرة صحيفتنا هنا: - تضاعف الناتج المحلي الإجمالي (بالأسعار الجارية) من 1.23 تريليون ريال في عام 2005 إلى نحو 2.82 تريليون ريال في عام 2014 بنسبة نمو بلغت 129.3%. - ارتفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 1.53 تريليون ريال في عام 2005 إلى نحو 2.44 تريليون ريال في عام 2014 بنسبة نمو 59.5% - ارتفع متوسط الدخل الفردي للمواطن من 53 ألف ريال في عام 2005 إلى 92 ألف ريال في عام 2014 مرتفعاً بنسبة 73.8%. - انخفض حجم الدين العام على الدولة من 460 مليار ريال في عام 2005 إلى 44 مليار ريال في نهاية عام 2014 محققةً معدل بلغت نسبته 90.4%. - انخفضت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 37.3% في عام 2005 إلى 1.6% في عام 2014، وبذا تكون المملكة أقل دول العالم في نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي. - ارتفعت الفوائض المالية الي نحو 2 تريليون ريال بالرغم من ارتفاع النفقات العامة للدولة…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
خلال المحاكمة الشهيرة لحجة الإسلام عبدالله نوري - وزير الداخلية الإيراني السابق وتلميذ الخميني - عام 1999 وقف نوري أمام القاضي حجة الإسلام محمد إبراهيم نكونام معترضا على اتهامه بالكذب ونشر معلومات خاطئة والعمل ضد الإسلام بالقول: "إذا كان ما يقوله "القاضي" صحيحا فأنا أعد رمزا للمؤسسة الدينية، وإذا كان ما يقوله خاطئا فهو أيضا رمز للمؤسسة الدينية" في إجابة كاشفة إلى حد كبير عن معضلة تحول رجال الدين إلى مؤسسة وتداخل عمل أي مؤسسة دينية بالسياسة كما هو الحال في إيران، فاختلاف العلماء الطبيعي - بل المطلوب مجتمعيا - يتحول تلقائيا إلى انعكاس سياسي يضعضع من أسس الدولة. معضلة إيران أن أيديولوجيتها قائمة على سيطرة رجال الدين فكريا على توجهات الدولة، لكن بعد مضي جيل من ثورة الخميني عام 1979 اختلف رجال الدين أنفسهم وهم أبناء الثورة حول تفسيرها وتفسير توجهاتها وحول مستقبل الدولة. لم يأت الخطر إلى إيران من خارجها كما كانت تظن دائما، بل من داخلها ومن أبناء ثورتها وفكرها. هذا الأمر سنة من سنن التاريخ التي لا فرار منها، فحكم رجال الدين لا يتسبب في نهاية المطاف إلا في إيقاع الضرر بالدين نفسه. لقد رأى عبدالله نوري أن إيران تواجه مشكلة داخلية حقيقية، وأن من يقف على رأس هذه المشكلة هم رجال الدين المحافظون من أبناء…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
كل المرّات التي عايشنا فيها تغييراً على رأس الحكم في المملكة العربية السعودية، لم تكن مجتمعات عربية، بعيدة أو قريبة، تبدي مثل هذا الاهتمام الخاص والذاتي، كما فعلت هذه المرّة. ففي المغرب، حيث كنت، سمعت أشخاصاً عاديين يتبادلون التعازي، وهناك من بادر عفوياً الى تعزيتي فور تبيّنه أنني عربي وبغضّ النظر عن الجنسية. وعلى الفضائيات السعودية وغيرها، حتى لو كان النقاش على التطوّرات في اليمن أو ليبيا أو مصر، لوحظ أن العديد من المشاركين كان يستهل كلامه بـ «تعزية السعوديين والعرب». ولعل هذه الظاهرة تعزى الى أمرين على الأقل: أولهما، ارتباط تاريخي بالسعودية وما تمثّله اسلامياً واعتياد طويل على شخصيتي الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز والملك الجديد سلمان بن عبد العزيز، بمساهمة متقدّمة من إعلام سعودي واسع الانتشار. والآخر، أن الأحوال العربية القاتمة والمضطربة، بل الخطيرة، جعلت الوجدان العربي ينشغل بما يعنيه هذا التغيير وما ينبغي التوقّع منه. البلد الآخر الذي يثير تفاعلاً مشابهاً في الوقت الراهن هو مصر. وقبل ذلك كان العراق. غالباً ما تكون الفترة التي تسبق رحيل ملك وتولّي ملك آخر مشوبةً بالتحفّظ والانتظار والغموض، ولا بدّ أن تنعكس هذه على السياسات. لكن ها هو عهد جديد قد بدأ في السعودية. والمهم أن انتقال السلطة تمّ بهدوء، في إطار الآليات المتّبعة، مع جرعة من التجديد، ما…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
انتقدت «إحدى العجائز» سيدة العالم الأولى ميشيل أوباما؛ لأنها لم تلتزم البروتوكول المتعارف عليه في مراسم العزاء، وأبسطه ارتداء زي أسود، فيما أوباما ارتدت زياً ملوناً على عكس ما ارتدته وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس وزعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهو ما جعل «العجيز» -أطال الله عمرها- تقول عنها: «ما تستحي». لم تكن السيدة أوباما هي الوحيدة التي انتهكت «عرض» البروتوكول، فالإعلام الغربي والعربي المستعرب أيضاً قام بما هو أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال، إحدى المحطات الفضائية الإخبارية الغربية التي تعتبر نفسها الأكبر والأعظم والأكثر مهنية، و.. و...، وكل الصفات الحميدة، يخرج أحد مراسليها الأفذاذ ليتحدث عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ليخلص إلى القول إن المرأة في عهده أصبحت تدخل الجامعات، فيما الإعلام البريطاني المحلي وبجانبه الأميركي يتحدث بأن السيدة أوباما «احمرت وجنتاها من وضع المرأة السعودية!» قال: وشلون عرفت الكذبة؟ قال من كبرها» (أجل احمرت وجنتاها!). ياللهول، إنه إنجاز وأي إنجاز ذلك الذي تتحدث به الفضائيات نصيرة الحقوق والديموقراطيات، وأستغرب لماذا لم تتطرق إلى السماح للمرأة أيضاً بالذهاب إلى الأسواق على سبيل المثال، طالما هذه هي عقليتهم. ما ورد يحتمل تفسيرين، إما أن الفضائيات تجهل فعلاً ما قدمه الراحل، وإما أنها انساقت خلف مهرجين وموتورين سعوا إلى تشويه الصورة…
آراء
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
لم يظهر بعد ما يدل على أن المملكة العربية السعودية تنوي السير في سياسة مختلفة، جزئيا أو كليا، في علاقاتها وتعاملاتها حيال الشؤون الخارجية. والمألوف أن السياسة السعودية ثابتة، لكن العالم من حولها تغير كثيرا، وبالتالي ليس من الضروري أن تبقى سياسة الدولة كما هي، خاصة بوجود رأس جديد للقيادة. فالملك، فعليا، هو صاحب القرار الأخير. ومع هذا، ومن معرفتنا المتراكمة، أستبعد أن نشهد تغيرات دراماتيكية حيال القضايا الرئيسية، لأسباب ترتبط بطبيعة صناعة القرار داخل الدولة، والأهم لأنها ترتبط بمصالحها العُليا. والسعودية لا تشبه قط نظاما فرديا، مثل نظام معمر القذافي في ليبيا، أو صدام حسين في العراق، أو علي عبد الله صالح في اليمن، أو مثله في المنطقة، تلك الأنظمة يقررها شخص واحد وفق رغبته الشخصية. أما في الرياض فتوجد مؤسسة حكم، ولها تقاليد في اتخاذ القرار. الملك هو رأس الدولة، وصاحب القرار الأخير، إلا أن صناعة القرار تأخذ طريقا طويلا، ويسهم فيه أكثر من جهة حكومية. وأشهرها قرار الملك فهد، رحمه الله، بالدخول في الحرب من أجل تحرير الكويت، واستدعاء القوات الأميركية، كان قراره، لكنه لم يتخذه إلا بعد مراجعات واستشارات مع وزارات، وكبار أفراد الأسرة، وبعد أن حصل على تعهدات مكتوبة ألزمت الجانب الأميركي بحق الملك أن يطلب خروجهم متى ما شاء من الأراضي السعودية. مثلها، تتخذ…