آراء
السبت ١٧ يناير ٢٠١٥
تعليقاً على اعتداء باريس قبل أيام، كتب إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ تعليقا اعتُبر مستفزاً وظالماً للمسلمين؛ إذ علق عبر حسابه في «تويتر» قائلاً ما معناه: «ربما كان معظم المسلمين مسالمين، لكنهم يتحملون المسؤولية (عن الاعتداءات الإرهابية) حتى يتعرفون على سرطان الجهاديين بينهم ويستأصلونه». تباينت التعليقات على كلام مردوخ، لكن الأهم في هذا السياق أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها مردوخ تصريحات إعلامية تعتبر متطرفة وسطحية. فللرجل تاريخ من تبني آراء متحيزة ومتطرفة. سأشير في هذه المقالة إلى بعضها أبيِّن خطورتها. عندما اجتاح آرييل شارون بيروت سنة 1982، أظهر مردوخ إعجابه وغبطته بما فعله شارون وجيش الاحتلال الصهيوني، وعندما سأله أحد موظفيه إن كان هذا الأمر «أخلاقياً» أجاب مردوخ بأن هذا غير مهم. ثم علق بما معناه إن شارون قادر على الحسم، وهذا أهم. وحول المسلمين أيضاً، قال رجل الأعمال الأسترالي-الأميركي ذات مرة لأحد مرافقيه إن المسلمين يعانون من إصابة مفرطة بالتشوهات الخلقية عند الولادة بسبب ميلهم إلى زواج الأقارب. هنا، يخلط مردوخ نصف معلومة علمية بتعميم، من أجل إرضاء تحيزاته وانطباعاته المسبقة تجاه المسلمين؛ محاولاً استنقاصهم. تعليقات مردوخ وآراؤه المتطرفة لا تستهدف المسلمين فقط، فللرجل تعليقات أخرى شهيرة حول النساء، والسود، اتسمت بالعنصرية وعدم التسامح. منها على سبيل المثال تعليقه حول رئيس الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، إذ قال مردوخ…
آراء
السبت ١٧ يناير ٢٠١٥
قرأتُ مرة نكتة تقول إن من آداب الضيافة اليوم أن تُقدم لضيفك عندما يزورك في البيت شاحناً للهاتف النقّال وكلمة السرّ لشبكة الإنترنت. وقرأتُ قبل أيام تغريدة لأحد الأصدقاء قال فيها إنه يرغب في التوقف عن استخدام الانترنت لأسبوع كامل إلا أن عمله يعتمد عليها. وفي هاتفي مجموعة من البرامج التي أستخدمها بشكل يومي لأتعرف على العالم، وعندما أقول "العالم" فإنني أعني هذه الكلمة حرفياً. من هواياتي ركوب الدراجات الهوائية، ولذلك فإنني لا أكفّ عن مشاهدة مقاطع فيديو في يوتيوب عن آخر صيحات الدراجات، ثم أدخل أمازون أو إي بي، باستخدام تطبيقاتهم وليس مواقعهم الإلكترونية، لأشتري إكسسوارات لدراجتي. ثم أنتقل إلى تطبيقات القراءة كتطبيق بلينكست، أهيم فيها بعض الوقت، ثم إلى برامج التواصل الاجتماعي لأرى ماذا يقول الناس وماذا يكتبون. ثم تطبيقات الأخبار بمختلف أنواعها، ثم إلى برامج تقييم الأفلام السينمائية التي تُسلّيك بعروض الأفلام الدعائية. إلا أنني لا أفعل ذلك وأنا جالس مع شخص ما، بل كثيراً ما أتجاهل الاتصالات والرسائل التي تصلني وأنا جالس في مجلس أو حتى في مقهى مع صديق أو قريب. ولا أحب أن أتحدث مع أحد فيقطع حديثي بالرد على هاتفه، دون استئذان، أو يعبث به، حتى وإن كان فعله ذلك لا إرادياً. نسمع ونقرأ ونتحدث بين الفينة والأخرى عن المشكلات الاجتماعية التي سببتها…
آراء
السبت ١٧ يناير ٢٠١٥
في السعودية، أضحى وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة الأكثر شعبية بين الوزراء، بعدما نشط في متابعة «الحال السائبة» للتجار، فأغلق متاجر كبرى تتلاعب بأسعار التخفيضات، وقبل ذلك أجبرهم على القبول بحق المواطن في إرجاع ما اشتراه، نجح أخيراً في توحيد نظام «الأفياش الكهربائية»، في المملكة بعد حيرة نصف قرن بين 3 أنظمة، الآن يخوض معركة مع مطوري العقار الذين يبيعون وحدات على الخريطة قبل استيفاء التراخيص اللازمة، ما أوقع كثيراً من المواطنين في مشكلات بعجز القضاء عن حلها بعد إفلاس التاجر أو اختفائه. إنجازات تبدو للمراقب البعيد بسيطة، غير جذرية، ولكنها مهمة لدى المواطن، ما يؤكد أن «أكل العيش» أهم لدى المواطن من قضايا «الهوية الثقافية» أو «تحري جذور الإرهاب» أو «حجاب المرأة»، التي نشغل بها المواطن نحن معشر الكتاب والفقهاء والخبراء ونفرضها عليهم، بينما كل ما يريده المواطن هو سكن مناسب ووظيفة لائقة، وأسعار معتدلة، وتعليم وصحة. ثم إذا كانت هذه الإنجازات بسيطة، فلماذا عجز عنها وزراء سابقون؟ بل ووزارات أخرى يفترض أن تشارك وزارة التجارة في هذه المهمات، ناقد آخر يقول، إن الوزير يقوم بما يفترض أن تقوم به هيئة حماية المستهلك، نعم هذا صحيح، فلماذا لم تقم بذلك الهيئة؟ ولكن يبدو أن الوزير الشاب ورّط نفسه في مواجهة كبرى، عندما أعلن أن وزارته ستطبق وبصرامة نظام مكافحة…
آراء
السبت ١٧ يناير ٢٠١٥
نسمع عادة ونقرأ، القبض على متسول وبعد البحث والتقصي وجد أنه يملك ملايين الريالات، أو وجد عند فلان «الفقير» شكلاً ومظهراً عمارات وأموال وفيرة بعد موته. وفي قصة أخرى، يقول أحد العاملين في المجال الخيري: «جددنا منزل إحدى العوائل الفقيرة، وأعدنا فرشه وترتيبه، وصرفنا لهم راتباً جيداً، ومع ذلك فرب العائلة إذا ما أراد شيئاً فإنه يتصل بنغمة واحدة ثم يغلق الجوال لأتصل به من هاتفي». مما سبق، ومما نعرف من القصص المشابهة، لا بد من التفريق بين الشخص الفقير، والشخص الذي يعيش ثقافة الفقر، فالشخص الذي يتسول على رغم امتلاكه أموالاً كثيرة، أو كبير السن الفقير شكلاً، والذي وجد ورثته العمائر والأموال بعد موته، ورب العائلة الذي يتصل بنغمة واحدة ثم يقفل طالباً من الآخر الاتصال به حتى لا يدفع هللات بسيطة على رغم ما قدمه له الطرف الذي يتصل به من مساعدات وأموال نقلته من طبقة الفقراء إلى متوسطي الحال، كلهم ليسوا فقراء، ولكنهم يعيشون ثقافة الفقر، ويتصرفون بما تمليه هذه الثقافة. ومصطلح ثقافة الفقر Culture of Poverty، ينسب إلى عالم إنثربولوجيا الأميركي أوسكار لويس Oscar Lewis في دراسته على بعض الأحياء المتخلفة في مدينة مكسيكوسيتي في المكسيك، وعلى بعض أبناء جالية «بورتريكو» المهاجرين للعيش في مدينة نيويورك الأميركية في أواخر خمسينات القرن الماضي. وبالتأكيد، فارقٌ كبير بين علاج الفقر وعلاج…
آراء
السبت ١٧ يناير ٢٠١٥
لا نعلم تفسيرات تشرح لنا موقف روسيا حيال الأزمة السورية منذ بدايتها قبل نحو أربع سنوات، حيث لا توجد هناك معاهدات دفاع مشترك، ولا يمثل النظام السوري قيمة استراتيجية لموسكو في الصراع الإقليمي، وبالتأكيد ليس مؤثرا في التوازنات الدولية، وليست فوق أراضيه معابر مائية، ولا في بطنه مصادر للطاقة، ولا أسواق استهلاكية. كما أن الطرف الآخر، أي المعارضة، لم تعادِ روسيا، بل جربت، وحاولت، تجسير العلاقة معها، رغم المدد الحربي الضخم الذي أوقف نظام دمشق على قدميه بعد انتكاساته العسكرية. إذا لم تكن هناك مصالح كبيرة، ولا قيمة استراتيجية، ولا صفقات عسكرية أو مالية، فما سر هذه السياسة الروسية المتشبثة بنظام مهترئ، لا مستقبل له؟ خلال السنتين الماضيتين سألت العديد من المهتمين، والنشطين، في الميدان السياسي، على أمل أن أجد مبررا يساعدني على فهم العقل الروسي، ولم يعطني أحد تفسيرا مقنعا يعلل مستوى التزام موسكو الضخم بدمشق الأسد. قيل لي، إنها علاقة ضمن العلاقة مع إيران، لكن هذه تجعلها مسألة ثانوية. وقيل لي إنها محاولة لاستخدام الأزمة السورية للتفاوض مع الغرب، لكن الغرب غير مهتم بمن سيحكم دمشق غدا. وقيل حب الكرملين للأسد بسبب ميناء طرطوس، القاعدة المتوسطية الوحيدة للبحرية الروسية، لكني أعرف أن المعارضة السورية وعدت باحترام الاتفاقية والسماح لهم بالميناء. وقيل إن الروس يحلبون سوريا ماديا، وهذا مخالف…
آراء
الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
الهدف من تصعيد الأزمة الأوكرانية ووضع العراقيل أمام كافة حلولها هو روسيا وليس أوكرانيا، ولأن واشنطن وحلف الناتو لا يقدران على المواجهة مع روسيا لأنهما يدركان أكثر من غيرهما مدى قوتها، فقد حاولا جرها لحرب داخلية في أوكرانيا تستنزف قوتها وتظهرها أمام العالم كدولة معتدية على جيرانها، لكن من الواضح أن هذا المخطط أيضاً فشل ويصعب الاستمرار فيه.. وذلك بعد الفشل الذريع لقوات النظام الحاكم في كييف في قهر المقاومة الشعبية في شرق أوكرانيا، مما اضطر بوروشينكو رئيس النظام أن يعترف بهزيمة جيشه ويلجأ للهدنة ووقف القتال بعد أن اعترف بأن جيشه خسر أكثر من نصف قوته، والجميع يرفض إمداد أوكرانيا بالسلاح، بما فيهم واشنطن والناتو، خشية الصدام المباشر مع روسيا. أيضاً من الواضح أن سلاح العقوبات على روسيا لم يؤت ثماره، وذلك بعد رفض الغالبية من الدول، إن لم يكن تقريباً جميعها، المشاركة فيه ضد روسيا، حتى العديد من كبرى الشركات الأميركية ترفض المشاركة، وحتى الآن مازالت موسكو تتحفظ في الرد على العقوبات الغربية، وهو الأمر الذي يلقى احترام وتقدير العديد من الجهات الغربية التي تعلم أن لدى روسيا ردوداً قوية لكنها لا تستخدمها حفاظاً على سمعتها العالمية وعلى علاقاتها مع الدول الأوروبية، وتصميماً منها على فصل الاقتصاد عن السياسة. وقد تصور البعض أن انخفاض أسعار النفط واهتزاز أوضاع…
آراء
الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
في شهر فبراير القادم ستحل الذكري الثانية لرحيل أول مذيع تلفزيوني خليجي. ففي ذلك الشهر من عام 2012 انتقل إلى رحمة الله تعالي في مدينة الخبر بشرق السعودية عن عمر ناهز التسعين عاما رجل كانت له تجربة فريدة ومتميزة في التعليم والمغامرة والكفاح من أجل الصعود الوظيفي والاجتماعي والثقافي. فقد كان كبير موظفي شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وكبير مذيعي محطتها التلفزيونية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وواحدا من أوائل معليمها ومدربي موظفيها، ورؤساء قسم العلاقات العامة فيها. إلى ذلك عـُرف عنه أنه مصور محترف، وصاحب تجربة في الأعمال الخاصة كالمقاولات وتأجير العقارات والسيارات، وفي سيرته أيضا مساهمته في الصحافة المحلية من خلال مشاركته لآخرين في تأسيس أول صحيفة يومية تصدر في المنطقة الشرقية بصورة منتظمة وحديثة. إنه المرحوم فهمي بصراوي الذي لا يمكن لأي مؤرخ إعلامي أن يتجاوزه أو يقلل من شأنه ودوره في بدايات الإعلام المرئي في المنطقة العربية عموما. لم يُكتب الكثير عن بصراوي على الرغم من الدور الهام الذي لعبه في حقلين من الحقول التي أولتهما شركة أرامكو عنايتها الخاصة وهما: حقل تعليم موظفيها العرب اللغة الانجليزية، وتعليم موظفيها الأجانب مبادئ اللغة العربية، وحقل انتاج برامج تلفزيونية محلية تلبي أهداف التثقيف والتوعية والترفيه بأسلوب متميز وسلس. ولإلقاء الضوء على شخصية الرجل، ومسيرته العملية والعلمية مع…
آراء
الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
قرأت قبل أيام في «الشرق الأوسط» مقالة للأستاذ سمير عطا الله يذكر فيها أن أكبر أعطاب نخب هذه الأمة هو الإنكار، أي عدم الاعتراف بالوقائع أو الارتكابات، وبالتالي عدم تقدير عواقبها. كان الأستاذ عطا الله يتحدث في معرض آخر، أما الذي استدعى الاستشهاد به فهو الحدث الباريسي، ثم الحدث اللبناني، وقبل ذلك أحداث العراق وسوريا وليبيا واليمن، وغيرها، على مدى العقدين الماضيين، وبخاصة بعد التاريخين اللذين لن ينسيا (عام 2001، وعام 2011). هناك داء عياء استشرى بداخل الدين. وقد استشرفت معالمه وأعراضه في أحداث أفغانستان أواخر الثمانينات، وأحداث انتخابات الجزائر آنذاك، ومظاهرات الاحتجاج على ضرب العراق 1990 - 1991. في أفغانستان خرج الروس، لكن «المجاهدين» اصطرعوا على السلطة في البلد الخرب، والعرب من بينهم بدأوا التشاور بشأن نقل «الجهاد» إلى موطن آخر بعد أن «تحررت» أفغانستان. وفي الجزائر فاز الإسلاميون في الانتخابات، ومع ذلك فإن علي بلحاج ظل على إصراره بأن الديمقراطية كفر، وأنه يملك تصورا إلهيا تفصيليا لإقامة الدولة الإسلامية! وفي المظاهرات المليونية ضد ضرب الدوليين للعراق لإخراجه من الكويت، خالط استنكارات الضربة الاستغاثة لإنقاذ الدين، وإقامة الدولة الإسلامية الحامية. ولا حاجة لاستدعاء أحداث التسعينات والعقد الأول من هذا القرن، فهي من الكثرة بحيث تكاد تستعصي على الحصر. وكلها يبرز منها وفيها أمران: استخدام العنف الأعمى ضد مجتمعاتنا ودولنا،…
آراء
الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
المشكلة في النص الديني. المشكلة في المجتمعات العربية والإسلامية. المشكلة في النص وفي المجتمعات معاً. لا مشكلة لا في النص ولا في المجتمعات، بل في السعي الغربي لفرض سيطرته على المنطقة العربية. هذه أربع مقدمات انطلقت منها أكثر النقاشات التي أعقبت جريمة «شارلي إيبدو». ثمة من حمّل الإسلام المسؤولية الكاملة عما جرى باعتباره ديناً يحضّ على العنف في آيات وأحاديث معروفة وأن القتلة تصرفوا بوحي من هذا «المحمول الثقافي». آخرون رأوا أن النصوص موجودة منذ مئات الأعوام وليس ما يفسر العودة إليها واستخدامها كمسوغات لأعمال إرهابية غير الأزمة العميقة التي تعيشها المجتمعات العربية - الإسلامية والصادرة عن تضافر الفقر والاستبداد وآثار العولمة الأحادية الجانب. الفريق الثالث لفّق بين الرؤيتين الأولى والثانية وصوّب نحو مسؤولية البنية الثقافية– الدينية في تعميم العنف داخل مجتمعات مأزومة. رابع المفسرين، أعاد كل شيء إلى التاريخ الحديث وما تركته أعوام الاستعمار وتلك التي تلته من تدمير للمجتمعات القديمة التي انتقل ممثلوها الغاضبون الى قلب الغرب، ناهيك عن المحاولات الغربية الدائمة لإخضاع المجتمعات وإذلالها. لكل فريق نصيب من الوجاهة، ولكل مقاربة سهم من الصواب. ويصح بلا جهد كبير، تركيب صورة تقوم على الجمع بين العناصر المذكورة أعلاه والتي يمكن الاستطراد في شرحها وتفسيرها الى ما لا نهاية. فوق المقاربات هذه، تطفو فكرة راج تداولها أخيراً: الإسلام في…
آراء
الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
لعل الفترة التي سبقت الأزمة في سورية كانت الربيع الذي عاشه حسن نصرالله بترويج نفسه المنقذ للبنان والمقاوم لإسرائيل. لكن الحق لا بد أن يحصحص خصوصا عندما يكون الشخص منصَّبا من آخرين، وينتظر توجيهاتهم ويعمل لرضاهم ضد بلده وأمته. لم يقتنع كثيرون عندما كانت أصابع الاتهام تتجه نحو الرجل في تصفية أكثر من 17 قياديا وطنيا لبنانيا أشهرهم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وصانع وجه لبنان الحديث، الذي لا يزايد على وطنيته أحد. أثبتت المحكمة الدولية تورط حزبه في الاغتيالات، ثم أكدها هو نفسه عندما رفض تسليم المتهمين. دخل "شبيحة حسن" بيروت وأمعنوا قتلا وإساءة وتدميرا لكل الرموز اللبنانية الوطنية عام 2008. دخل لبنان حالة من الفشل السياسي والاقتصادي والأمني بسبب رفض الحزب الانصياع لمصالح الوطن واستمرار استخدام "العنترية" الوهمية. اتخذت أحزاب معينة قرار التحالف مع الحزب المسلح أكثر من الدولة، لأهداف ليس أهمها مصلحة لبنان وإنما مصلحة السياسيين أنفسهم. عندما دخلت عصابة الحزب "الحسني" إلى سورية، ظهرت حقيقة الرجل الذي طالما حاولنا إثباتها، وهي حقيقة مخزية تدل على أنه أكبر "خازوق" يزرع في العالم العربي. هذا الاكتشاف لم يكن غريبا على سياسيي لبنان، فهم يجلسون مع الحزب ويعرفون من أين يتلقى أوامره. عندما نتمعن في الحالة اللبنانية التي سببها صمت الجميع وسلبيتهم تجاه الحزب وتآمره على لبنان وإصراره…
آراء
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
برّر «أحمد كوليبالي» وهو أحد الإرهابيين الثلاثة الذين قاموا بمجزرة باريس، وتسببوا في قتل (17) شخصاً بريئاً و(20) جريحاً، فعلته بقوله (ما نفعله أمر شرعي تماماً، نظراً لما يقومون به، إنه انتقام يستحقونه منذ زمن، لا يمكن الهجوم على الخلافة والدولة الإسلامية «داعش» من دون توقع رد)، وأضاف - بحسب ما جاء على مواقع التواصل الاجتماعي لحسابات الإرهابيين - توقعون ضحايا أنتم وتحالفكم «ضد داعش» تقصفون هناك (سوريا والعراق) بانتظام، تقتلون مدنيين ومقاتلين، لماذا؟ لأننا نطبق الشريعة، لن نترككم تفعلون ذلك «ثم أضاف تبريراً ثانياً لفعلته موجهاً خطابه للمسلمين «ماذا تفعلون يا إخوتي؟ ماذا تفعلون عندما يقاتل (دين) التوحيد مباشرة؟ عندما يُشتم الدين الإسلامي تكراراً؟ إذن هو قام بهذا العمل، كرد فعل لأمرين: انتقاماً وثأراً لـ«داعش» ودولته من «التحالف» الذي يقصف «داعش»، وانتقاماً وثأراً للنبي عليه الصلاة والسلام من المستهزئين. من أين لهذا الفرنسي من أصول أفريقية هذا التبرير الخادع المخاتل؟! إنه من عندنا، من الشرق، من خطبائنا ودعاتنا، من خطابنا الديني العام والرائج عبر عقود عدة، يقف خطيبنا على المنبر صارخاً، في المسلمين بالثأر لكرامة الأمة ضد الغرب العدواني الصليبي الحاقد، مثل هذا الخطاب التحريضي المضلل يبث كل أسبوع عبر المنابر والمواقع والفضائيات على امتداد الساحة الإسلامية، يزرع «الكراهية» في عقول ونفوس، غضة، تجاه «الغرب» الموصوف في الخطاب الديني،…
آراء
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
حين تقول النيابة العامة في البحرين، إنها تواجه الشيخ علي سلمان، أمين عام جمعية «الوفاق» المعارضة، وهي تحقق معه هذه الأيام، بما جاء في كلماته، وخُطبه، نصا، فأظن أنها تريد أن تواجهه إلى جانب هذا، بشيء آخر، هو أن ينتبه الشيخ علي، إلى أن ما جاز في اليمن، على يد جماعة الحوثيين، حتى وإن كان قد جاز مؤقتا، وإلى حين، فإنه لا يجوز بالمرة في البحرين! فالشيء الذي جاز في اليمن، أو بمعنى آخر تصورت جماعة الحوثيين، أنه يمكن أن يجوز، ثم يمر، إنما هو الانخراط في تغيير النظام الحاكم بالقوة، وهو أيضا الشيء ذاته الذي لا يفهم المرء، كيف فات على الشيخ علي أن يدركه، رغم أنه واضح أمام كل عين! وربما نذكر، الآن، أن قوات درع الجزيرة، عندما دخلت المنامة، قبل نحو عامين، كانت تريد أن تبعث برسالة إلى الشيخ علي، وإلى جمعيته، وإلى الذين وراءه، بأن ما يتصورون أنه يمكن أن يحدث في البحرين، لن يحدث، وأن وراء الدولة البحرينية، 5 دول خليجية، هي أعضاء معها، وشركاء، في مجلس التعاون الخليجي، ثم في قوة درع الجزيرة، التي من بين مهامها، دفع ما كان أمين عام «الوفاق» والذين من خلفه، يفكرون فيه، بمثل ما فكّر الحوثيون، في اليمن، فيما بعد، ثم راحوا ينفذون بحماقة ما فكروا فيه. ولا…