آراء

آراء

«شارلي إيبدو» وقنابل الأفكار

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

ذهولٌ أصاب العالم لما حدث لصحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية. بعض الأصدقاء ردوا على تعزيتي بقولهم إن الحرية تزاد صلابة، ولن ينجح هؤلاء السفاحون في قتل قيم الحرية التي قدمتها الجمهورية الفرنسية للعالم. كانت ردة الفعل الفرنسية التي تجسدت بتجمع ما يزيد على 3 ملايين وبمشاركة عدد كبير من زعماء العالم، وهذا شكل رسالة سياسية لكل المتطرفين في شتى أنحاء الأرض. ونجحت فرنسا بجدارة في قيادتها العقلانية في معركتها مع الإرهاب العالمي. وبالرغم من محاولات توحيد الجهود، فإننا نرى أن المعركة لم تبلور أدواتها بعد.. والجانب الأمني يهيمن على كل مواجهاتنا مع الإرهاب، بينما المواجهة فكرية بالدرجة الأولى، وهي بحاجة إلى بلورة مجموعة من الأفكار التي تخترق العقول لكي نحد من تنامي الفكر المتطرف. الفكرة تتحول اليوم إلى قنبلة، وهي سلاح يصعب مواجهته، إلا من خلال الأفكار التي يتفق عليها العالم. ودون الدخول في تفاصيل حول الحدث الفرنسي، فإن الأرقام تشير إلى ما يزيد على 3 آلاف مقاتل أوروبي يحارب مع "داعش". ووفق التقارير المنشورة لدينا تقريباً ما يزيد على 55% من المتبنين للفكر المتطرف ليست لديهم ثقافة إسلامية عامة، وأن ربع الأطفال و44% من الفتيات، وهذا ما يشكل لنا أحد أهم التحديات التي تواجه فرنسا وحتى أوروبا مما يستوجب الفهم الأعمق للأسباب التي تقف خلف ذلك. لدينا وجهات نظر مختلفة…

آراء

ميردوخ: المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

المفترض أن تخرج المظاهرات ضد جريمة الإرهاب في فرنسا في شوارع العواصم الإسلامية، وليس من باريس، لأن المسلمين هم المتهمون، والمعنيون بالأزمة، والمتوقع منهم أن يعلنوا براءتهم. فالتطرف بدأت حكايته من مجتمعاتهم، وبدعمهم وسكوتهم ترعرع إلى غول الإرهاب الذي يأكل الناس في كل مكان من العالم. وليس بذي قيمة أن يخرج الفرنسيون، ضحايا الجريمة ليشجبوها. العلة، والتهمة، والمطلوب إثباته هو أن تتبرأ المجتمعات الإسلامية من جريمة باريس ومن التطرف الإسلامي بشكل عام. وما غرد به رجل الإعلام الأسترالي، روبرت ميردوخ، على «تويتر»: إن المسلمين وإن كان معظمهم مسالمين، ما لم يعترفوا، ويدمروا سرطان التطرف، فإنهم مسؤولون عما يحدث. وفي تغريدة لاحقة كتب: إن الخطر العظيم للجهاديين يلف العالم كله من الفلبين إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى الولايات المتحدة، وإن تبريره سياسيا هو نفاق وإنكار. كلام ميردوخ القاسي صدى للعديد من قياديي المجتمعات في أنحاء العالم الذين ملوا من ترديد الأعذار، وجرائم الإرهاب تزداد ولا تنقص. ولنتذكر أن فرنسا هي آخر القلاع الغربية التي تدافع وتتعاطف مع القضايا العربية، وهي الدولة الغربية الوحيدة التي صوتت قبل أسابيع قليلة مع إقامة دولة فلسطينية في مجلس الأمن، والتي وقفت ضد نظام بشار الأسد و«حزب الله»، عندما اغتيل رفيق الحريري، وهي الوحيدة التي دعمت وأيدت بقوة الثورة السورية. لا يوجد مبرر لما يزعمه بعض…

آراء

من يصدر الإرهاب لمن؟

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

حذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطاب له قبل ثلاثة أشهر الدول الغربية بأنها مُعرضة للإرهاب في الفترة القريبة القادمة، إذا لم تأخذ الخطر بجد وتقف مع جهود البلدان العربية التي تواجه اليوم أعتى وأخطر تحديات الإرهاب بعد بروز الدولة «الداعشية» وتمددها على مناطق واسعة من العراق وسوريا. ها هي موجة الإرهاب العنيفة التي ضربت فرنسا، تؤكد صدق هذا التوقع، وتنقل الخطر إلى قلب أوروبا، في الوقت الذي ترتفع في الإعلام الغربي الأصوات الإسلاموفوبية المعروفة (من أمثال الفرنسيين إريك زمور وميشيل هولبك) مطالبة بشن الحرب «الحضارية» ضد «البربرية الإسلامية». الخطاب السائد في الإعلام الغربي هو أن الإرهاب «الإسلامي» صدرته البلدان العربية الإسلامية فكرياً ومولته ونشرته، ولا سبيل لمحاربته جوهرياً دون مراجعات جذرية في البنيات العقدية والتشريعية للدين الإسلامي نفسه. هذا الرأي السائد لا يصمد أمام التمحيص والتحقيق، فالواقع أن الدول الغربية هي التي صدرت الإرهاب للبلدان العربية الإسلامية، وهو التي وطدت منابعه وحمته في المهد، ووقفت ضد إجراءات مواجهته التي اتخذتها دول المنطقة. ليس من المصادفة أن الشابين الفرنسيين اللذين هاجما مجلة «شارلي إبدو» ولدا في فرنسا وتربيا فيها، ولا يختلف مسارهما عن تجربة شباب الأحياء الهامشية الفقيرة التي يعيش فيها أغلب أبناء المهاجرين ممن تتلقفهم شبكات الجريمة قبل أن ينساق بعضهم لشبكات الإرهاب والتطرف الديني. ولم يكن…

آراء

يسقط عندنا الثلج.. ما هذا التغريب؟

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

لا أدري لماذا كان لدي تصور وإيحاء بأن سقوط الثلوج في الشتاء إحدى علامات التمدن ودلالة متقدمة على أن الدولة التي "يطقسها" الجليد هي دولة متحضرة. ربما كان سبب هذا الوهم هو أننا نسافر إلى هذه البلاد المتحضرة حقيقة بغرض السياحة أو العلاج فنربط هذه بتلك. أو لربما لأن هذه الدول المتقدمة جعلت من فصل الجليد فرصة سياحية فبثت في هذه الأجواء الميتة حياة، وأقامت مسابقات وبطولات التزلج التي صار لها أربابها وأبطالها وشركاتها التسويقية، وبالطبع نهضت على جانب تلك الفعاليات النزل والأوتيلات وهكذا صار "البرجوازيون" والميسورون من "ربعنا" وجماعتنا يرتادون هذه المنتجعات الشتوية ويتزلجون أو يتفرجون وكل هذا ألقى بظلاله على نفوسنا حتى صرنا نعرف "كورشوفيل" في فرنسا، و"سانت موريس" في سويسرا، و"سيلاروندا" في إيطاليا، وصرنا نشخص ونتزين بمعرفة مسارات جبال الألب وقمم الـ"مونت بلا" وغيرها. لكن ما ينفي ارتباط طقس الثلج بالمدنية والتحضر هو أنه يسقط على مواقع عديدة في العالم المتخلف النامي أو النايم أو العالم الثالث، وهكذا فالثلج يغطي مساحات كبيرة في أفغانستان وباكستان وإيران، لكن هذه الدول لم تستثمر هذا الفصل لتسويق بلادها سياحياً، بل إن هذه الدول هي خارج قائمة الاستهداف السياحي في كل الفصول الصيفية والخريفية والشتائية، أما بالنسبة لنا هنا في المملكة فنحن حقيقة دولة متقدمة نسبياً ولدينا رغبة وتحفز شعبي للسياحة…

آراء

الحرب العالمية الثالثة

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

لا غرابة في حجم المشاركة الدولية الواسعة التي شهدتها المسيرة التاريخية في باريس أمس. لم يعد باستطاعة أحد تجاهل حجم المشكلة وحجم الأخطار. ولم يعد باستطاعة أحد الزعم بأن المشكلة تخص الآخرين، وأن بلاده ستبقى بمنأى عن هذا العنف المجنون. عبّر حجم المشاركة الدولية عن تزايد القناعة بأن العالم ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة إن لم يكن انزلق إليها فعلاً.  للوهلة الأولى يبدو تعبير الحرب العالمية ضرباً من المبالغة. فنحن لا نرى جيوشاً كبيرة تتطاحن. ولا نرى خطوط قتال تتوزع على جانبيها آلاف الدبابات والطائرات. إنها حرب عالمية مختلفة عن الحربين اللتين روّعتا العالم في القرن العشرين. حرب متعددة المسارح، تشنّها مجموعات صغيرة تنتمي إلى جيوش صغيرة. وأخطر ما في هذه الجيوش أنها ترفض فكرة الحدود الدولية كما ترفض فكرة التعايش بين المتحدّرين من ينابيع مختلفة. حرب مختلفة لأنها لا تدور في عالم الدول المقفلة والحدود الصارمة والمعسكرات المرسومة بوضوح شديد. حرب يمكن أن تدور على حدودك، أو في عاصمتك، أو في مطارك، وأحياناً يكفي انتحاري واحد ليهز الاستقرار ويشيع الرعب. حرب مختلفة تماماً. ليست هناك دولة في العالم تستطيع مراقبة كل مصادر الأخطار، أو حماية كل الجسور والمرافق المهمة والمعالم البارزة. ثم إن الجيوش الصغيرة العمياء يمكن أن تضرب متجراً أو مدرسة أو عابري سبيل. ليس بسيطاً ما شهده…

آراء

القلم رمز للحرية وللعقل أيضاً

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥

سال خلال الأيام القليلة الماضية حبر كثير عن حادثة الهجوم في باريس على مجلة «شارلي إيبدو». كان لا بد أن أختار. اخترت مقالتين إحداهما لأستاذ في الفلسفة في جامعة ييل الأميركية. وهو أميركي يهودي. والأخرى لصحافي أميركي معروف، مسلم من أصول هندية. ظهرت المقالتان في يوم واحد، الجمعة الماضي. الأول نشر مقالته في الـ «نيويورك تايمز»، والثاني في الـ «واشنطن بوست». كل منهما نظر إلى الحادثة من زاوية مختلفة، لا تتناقض بالضرورة مع زاوية الآخر، وقد تتكامل معها في نهاية التحليل. الأول هو جيسون ستانلي، والثاني فريد زكريا. ينطلق ستانلي من كون فرنسا أحد الأمكنة التي ولدت فيها ثورة الديموقراطية الليبرالية، فإن التعبير بالسخرية لعب فيها دائماً دوراً خاصاً. فالسخرية، كما يقول، منهج أساسي يستطيع العقل من خلاله مخاطبة السلطة. في هذا الإطار استخدم رسامو الكاريكاتور في مجلة «شارلي إيبدو» أسلوب السخرية للاستهزاء من الشخصيات الدينية الرمزية للإسلام، لكنهم أخضعوا أيضاً البابا فرنسيس لاستهزاء مماثل. لم تكن أية شخصية ممثلة لسلطة بمأمن من نهج هذه الصحيفة. هنا سيبدو، كما يلاحظ ستانلي، أن «اعتبار شارلي إيبدو تستهدف الإسلام بالسخرية من دون غيره هو اعتبار ليس في محله». لكن يدرك جهاز التحرير في الصحيفة، كما يقول أستاذ الفلسفة، بأن في فرنسا «اختلافاً بين السخرية من البابا، والسخرية من النبي محمد. فالبابا يمثل…

آراء

«الرئيس» و«المستشارون» في حضرة «السيد»

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥

في تزامن مثير للأسى، وبعد ساعات قليلة من تمزق أشلاء العشرات أمام أسوار كلية الشرطة بصنعاء، التقى «الرئيس» بمستشاريه، ليهنئهم على منجزهم، في لقاء «السيد» الذي منحهم جانبا من وقته الثمين.. بعدها عبّر عن سعادته لإنجاز مسودة الدستور، الذي قال إنه سيؤسس لدولة اتحادية من 6 أقاليم، مستبقا الاستفتاء عليه، وانفض الاجتماعان بتصريحات دلت على أن الحاضرين يعيشون في كوكب آخر، ودون إعلان حداد عام ولا تنكيس لأعلام، كما تفعل السلطات التي تحترم شعوبها، ولم نسمع عن استقالة أي مسؤول يحترم نفسه أو إقالته (قبل 4 أيام أقال العاهل المغربي وزير الرياضة بسبب خطأ فني، وحمّله التبعات السياسية والإدارية.. والفارق واضح وفاضح بين موقف الرئيس وموقف الملك). العام الماضي، استولى «أنصار الله» على معهد دماج السلفي بصعدة، وطردوا طلابه اليمنيين والأجانب بتفاهم وتواطؤ من السلطة في صنعاء، ثم انطلقوا صوب مدينة عمران، واستولوا على معسكر الجيش فيها، ونهبوا معداته.. بعدها قام الرئيس هادي بزيارتها ليعلن استعادة الدولة للمؤسسات، أمهل جماعة الحوثيين ساعات لتسليم ما استولوا عليه، وأعلن أن صنعاء «خط أحمر»، وما إن هضمت جماعة الحوثي عمران حتى بدأت الزحف نحو صنعاء، متجاهلة تصريحات «الرئيس»، مسيطرة على كل مؤسسة حكومية مرت بها في الطريق إلى مبتغاها الأولي (مقر الفرقة الأولى وجامعة الإيمان). مرت أيام قليلة سقطت بعدها العاصمة، وذهبت كلمات…

آراء

الأخطر من غياب «الصندوق السيادي» !

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع استثمارات الدولة لاحتياطاتها النقدية، البالغ إجمالها في الداخل والخارج ما يقرب من 4 تريليون ريال. هناك من يرى ضرورة استثمار كامل المبالغ بعوائد لا تقل عن ثمانية في المئة؛ لدعم هذه الاحتياطات، تحسباً لأية أزمات قادمة قد تعصف بسعر النفط، ولاسيما أن موارد الدخل الأخرى في بلادنا محدودة جداً. أما رأي الحكومة، ممثلة بوزارة المالية، فيميل إلى استثمار الثلث فقط - أي ما يقرب من 1200 بليون ريال - في محافظ متنوعة، بمعدل عوائد سبعة في المئة، والإبقاء على ثلثي المبلغ، وهو 2700 بليون ريال، في سندات خزينة أجنبية بلا عوائد تذكر. عندما تفعل الحكومة ذلك، وحتى مع استثماراتها ذات الربحية، فهي تهوي بالمعدل الربحي لكامل المبلغ الاحتياط إلى 2.4 في المئة (اثنين وأربعة من الـ10 في المئة) فقط في العام. نحن إذاً نتجادل في عائد سنوي، يتراوح بين أقل بقليل من 100 بليون، وهو ما يتوافر حالياً، و300 بليون ريال تقريباً، وهو ما قد يتوافر فيما لو تم استثمار مبالغ إضافية. ومع أهمية هذه المناقشة وحيويتها، أود لفت النظر هنا إلى موضوع آخر، يتصل بالمال السعودي ولا يحظى بكثير من اهتماماتنا مع الأسف الشديد. أتحدث - يا سادة - عن الدورة المالية داخل الوطن، والتي أراها أخطر بكثير من غياب «الصندوق السيادي»…

آراء

الديناصور الصغير

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥

لاحظت المعلمة، شيريل لينا، في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، أن طفلها معجب بالشخصيات الكارتونية شأنه شأن أترابه. لكنها لم تكن معجبة بالشخصيات الكارتونية، التي يعرضها التلفزيون، وقتئذ رأت أنها سطحية، تسعده دون أن تفيده، ابتكرت شخصية دب ولكن لم تنل إعجاب ابنها الصغير، سألته عن الشخصية التي يتمناها فأجابها بأنه يفضل الديناصور، صنعت له ديناصورا بنفسجيا اسمه بارني لأنه يحب هذا اللون، أعطت الخياط الصورة التي رسمتها بمساعدة زميلتها وصنع لباسا على شكل ديناصور، قامت بارتدائه وتصوير فيديو لها وهي تردد بعض الأناشيد والمشاهد التعليمية الترفيهية المبتكرة وعرضته على طفلها، أعجب بها صغيرها فتحمست لعمل عدة مقاطع أخرى، اقترح عليها زملاؤها في المدرسة أن تعرض هذه الفيديوهات على تلامذتها في المدرسة فنال إعجاب الأطفال أيضا، نما إلى علم مسؤول برامج الأطفال في قناة كونيكيت عام 1987 عن هذا البرنامج فطلب نسخة منه، عندما شاهده أعتقد أنه مشروع قابل للتطوير، اجتمع مع المعلمة شيريل وأخبرها بأنه يرى في هذه الشخصية الكارتونية مشروعا واعدا شريطة أن تتفرغ لمهمة تطويرها مع مجموعة من المختصين وتستقيل من عملها، استعرض أمامها العوائد المالية التي ستنالها في أول عام إذا وقعت مع التلفزيون الذي يعمل فيه، طلبت شيريل مهلة للتفكير لأنها تحب التعليم، قبل أن تخرج قال لها: "تذكري أنك ستظلين معلمة، وإنما بطريقة غير تقليدية،…

آراء

«شارلي إيبدو» والآتي أعظم

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥

أن تتعرض فرنسا أو أي من الدول الأوروبية لهجمات إرهابية، أمر كانت ترصده الأجهزة الاستخباراتية الغربية وتتوقعه. المفاجأة جاءت من حجم العمليات في باريس وخارجها، وطول نفسها، وقدرة مرتكبيها على الحركة بسهولة، وعدد الضحايا الكبير الذي أوقعته. اعترف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن «قتل 17 فرنسيا في 3 أيام، وبـ3 هجمات متوالية، هي صدمة لم نتلقها منذ عشرات السنين». تحولت باريس بذلك إلى عاصمة أوروبا لمحاربة الإرهاب. المسيرة الضخمة التي يشارك بها اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إلى جانبه ديفيد كاميرون، وأنجيلا ميركل ومسؤولون أوروبيون بارزون، هي أهم وأكبر احتجاج شهده العالم ضد الإرهاب، لكنه لا يعني، في أي حال، براءة الغرب من تهمة التغاضي أو حتى تشجيع المتشددين، حين كان الأمر يخدم مصالحه، إنما قد ينذر بدخول العلاقة مع المسلمين، لا سيما الموجودين في الغرب، منعطفا جديدا. مساجد في فرنسا تعرضت بعد هجوم «شارلي إيبدو» الدموي إلى انتهاكات بوسائل مختلفة، نبرة الغضب ضد المسلمين وتجريمهم نتيجة ما حصل جاءت أعلى من أي وقت مضى، إدانة من يدافع عن التسامح وعدم المغالاة صارت أسهل ومغلفة بنبل وطني جارح. الأصوات تتعالى لاتخاذ إجراءات قانونية أوروبية مشابهة لتلك التي لجأت إليها أميركا بعد 11 سبتمبر. «شارلي إيبدو» منعطف، ليس لفتح الأعين على ما يمكن للإرهاب أن يحققه في واحدة من أكثر…

آراء

المسلمون والإرهاب: لحظة اعتراف

السبت ١٠ يناير ٢٠١٥

في الليلة الأخيرة من شهر نوفمبر، من العام الماضي، قال جلالة الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن بالحرف: إن الحرب على الإرهاب هي بالضرورة القصوى حرب يجب أن تبدأ من داخل الإسلام.. انتهى. جملة شجاعة من قائد شجاع. وبالطبع فهو يعني مباشرة أن بداخل الخطاب الإسلامي وقودا هائلا من أدبيات الإرهاب والعنف التي شوهت سماحة واعتدال ورحمة هذا الدين العظيم مثلما يريد أن يقول إن المجتمع العالمي من حولنا لا زال يجاملنا عندما يقول إن الحرب ضد الإرهاب هي حرب ضد "الإرهاب" نفسه لا ضد الديانة. لكن زعماء هذا العالم لن يستمروا إلى الأبد في هذه المجاملة التي تفصل الدين عن الإرهاب، لأن المزيد من الضحايا من شعوب الغرب والشرق لن تسمح بعد اليوم بهوامش من المناورة السياسية وخطابات المجاملة والترضية. هنا يبدأ السؤال، بل جملة الأسئلة: من أي بيئة خرج إلينا الشقيقان، سعيد وشريف كواشي، وتحت أي خطاب جاءا إلينا ونحن نتفرج على كل تلفزيونات الكون الإخبارية وهي تقرن هذين الاسمين باسم هذا الدين العظيم في أكبر وأضخم عملية تشويه لصورته منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ كيف حوّل هذان الشقيقان حياة ثمانية ملايين مسلم على الأرض الفرنسية إلى حالة من الانكفاء والهلع والخوف، لأنهما وبكل وضوح وصراحة: حالة حصار لإرهابيين اثنين في منزل في شمال شرق فرنسا، ولكنها أيضا،…

آراء

الحلول الظريفة لتجار العقار

السبت ١٠ يناير ٢٠١٥

أطل علينا مجموعة من تجار العقار ومنظريهم مرات عديدة في أكثر من موقعٍ إعلامي (مقالات، ندوات، وتحقيقات)، تمحورت طوال الأسبوعين الماضيين في مجموعة حلول للأزمة المفتعلة في سوقي العقار والإسكان، لا أقل من القول عنها إن أغلبها إن لم يكن كلها غلب عليه الظرافة مرات، وأحياناً أخرى معاكسة الواقع، والمطالبة بما يتوافق مع مصالحهم أولا، لا مصلحة السوق والاقتصاد والمجتمع، وضرورة أن يتركز العمل الحقيقي على معالجة أخطر أزمة تهدد الاقتصاد الوطني والمجتمع السعودي على حد سواء، المتمثلة في عدم قدرة أغلب المواطنين على تملك مساكن لهم ولأسرهم. مطلع "النكتة" في كل قول يهيم به أولئك القوم، إن كل شيء يتعلق بالشأن العقاري والإسكان، يعد أزمة بالنسبة لهم إلا مسألة (الأسعار)! فوزارة الإسكان من وجهة نظرهم مصدر أزمة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية مصدر أزمة هي الأخرى منذ زمن بعيد، وأخيرا أضافوا إلى مصادر الأزمة العقارية مجموعة الكتاب وقادة الرأي خارج دائرتهم، وتحديدا من يطالب بإقرار الرسوم على الأراضي المحتكرة داخل النطاق العمراني للمدن والمحافظات، وكل من يحذر المواطنين من التورط في الشراء بتلك الأسعار الخارجة عن كل ما هو معقول ومقبول! باختصار يمكن القول إن كل شيء بالنسبة لأولئك القوم أو تجار العقار بمعنى أدق؛ هو في الحقيقة أزمة، إلا جانب الأسعار! فهذه يجب ألا تمس لا من قريب أو…