آراء
الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤
> كيف ترى الوضع الحالي في العراق؟ - أشد خطورة من ساعة الغزو في 2003. > ألا تعتقد انك تبالغ؟ - أبداً. يومها كان الأمر يتعلق بمصير ديكتاتور ونظام اليوم الأمر يتعلق ببقاء العراق موحداً او تقسيمه. > هذا الكلام مقلق؟ - الوضع خطر فعلاً. تصور اننا كنا نستعجل رحيل الاحتلال الاميركي واليوم نطلب ممن كان محتلاً ان يسارع الى إنقاذنا بالاسلحة والمستشارين والغارات الجوية. ثم اننا اكتشفنا للأسف ان النزاع بين العراقيين انفسهم أشد هولاً وعمقاً من نزاعهم مع الاحتلال. هناك حقيقة مؤلمة نتفادى الاعتراف بها وهي ان العراقيين الذين قتلوا على أيدي عراقيين اكثر بكثير ممن قتلوا على أيدي قوات الاحتلال. لا أبرئ الاحتلال أبداً وأكرهه لكن هذه هي الحقيقة. التصفيات المتبادلة والاغتيالات والمجازر الجماعية كانت من صنع أيدينا. لا يستطيع الاحتلال إرغام عراقي على قتل عراقي ان لم يكن مستعداً. التعصب المذهبي اخطر على العراق من العدوان الخارجي. > هناك من يتحدث عن نهاية العراق؟ - لا، هناك شيء من التسرع في هذا الكلام. لكن نحن على مفترق طرق. إذا أسأنا التصرف عندها قد يفتح الباب لنهاية العراق الذي نعرف. > هل يمكن انقاذ وحدة العراق؟ - ممكن لكن شرط التعامل بروحية جديدة مع السنّة والأكراد. انهم يشترطون عملياً ازاحة نوري المالكي ونهجه. سمعت من السنّة انهم…
آراء
الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤
ما يصلح لزمن ما قد لا يصلح لزمن آخر، فالمتغيرات والظروف المكانية والدولية وغيرها تجعل محاولة العيش في القرن الحادي والعشرين بجلباب القرن الثاني الهجري ضربا من الخيال وربما الجنون. ما سبق ينطبق تماما على من كانوا ينادون بعودة دولة الخلافة في فترات سابقة، ولعل سباقا غير معلن كان يجري بينهم؛ ليحوز أحد التنظيمات الإسلامية الحركية أو المتشددة على قصب السبق بإعلان دولة الخلافة وتسمية خليفة المسلمين. أما وسيلتهم لبلوغ الهدف فهي استخدام العنف والقتل وسفك الدماء.. وهكذا جاء ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ليكون أول تلك التنظيمات تلك معلنا نفسه دولة خلافة، وزعيمه خليفة للمسملين. هناك الكثير مما أعرفه ويعرفه غيري، من خلال أحاديث الأصدقاء والمقربين ممن يعانون ظلم وجبروت "الدواعش" في مدينة الرقة السورية، وغيرها من المدن التي مر بها أو احتلها هذا التنظيم، فأي دولة خلافة تلك التي يبيح خليفتها لأزلامه نهب الممتلكات والمحلات والبيوت والاستيلاء عليها، وكم من بيوت غادرها أصحابها أياما ليفاجؤوا لدى عودتهم أن "داعشيا" حطم الباب وأعلن ملكيته للبيت باسم الإسلام. في الرقة وغيرها من المدن التي يسيطر عليها مرتزقة "البغدادي" من شذاذ الآفاق القادمين من مختلف الجهات، يسرق عناصر "داعش" ويقطعون الطرق على الناس ويقتحمون البيوت ويعتدون على الحرمات، وقانون دولة الخلافة المزعومة الذي يعاقب الآخرين على شبهات…
آراء
الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤
ما أصعب أن يتحول مقال يتناول قضايا سياسية أو اقتصادية، إلى مقال فيه من العاطفة الشيء الكثير، ولكن هذا قدر قراء هذا المقال ــ أعانهم الله عليه. إنه المقال الأخير في صحيفة "الاقتصادية"، إثر تعييني رئيسا لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط". إنه المقال الأخير في صحيفة تعلمت في دهاليزها أصول الصحافة. بدأت فيها صحافيا متعاونا بالقطعة، ثم عدت لسدة رئاسة تحريرها. ألا يحق لي بعد ذلك أن أحزن على مغادرتها؟! إذا كانت أسرتي الصغيرة كان لها الفضل الأول، بعد الله، في مآزرتي ومساندتي في مشواري منذ البداية، فلا يمكن أن أنسى زملائي في صحيفة "الاقتصادية"، هذا الفريق الذي حظيت به فكان هو الداعم الأول في تقديم عمل ساعدني كثيرا في انتقالي لوظيفتي الجديدة. زملائي كانوا فعلا فريقا حظيت بالعمل معهم خلال نحو ثلاث سنوات، ولا أخفي حزني لمغادرتي هذا الفريق الرائع، لكنهم لن يغادروني. أما قراء "الاقتصادية" فلا جدال أنهم كانوا الرقيب الأول والمشرف على عمل وأداء رئيس التحرير، يعاتبون، ويغضبون، ويوجهون، ويقترحون. حكمهم قاس، لكنه عادل. طموحاتهم عالية، إلا أنها مشروعة، وفي كل الأحوال لا يقبلون أن تكون صحيفتهم أقل من تطلعاتهم، ولا يرضون بأنها تتشابه مع غيرها، يحق لهم أن يسألوا: ما الذي قدمتموه لتختلفوا عن غيركم؟ نتفق معكم: لا يمكن أن تتشابه الصحف، و"الاقتصادية" لم تكن تقبل أن…
آراء
الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤
أطلعني فريق بحثي على نتائج دراسة جديدة ستصدر بعد أيام عن إنتاجية الصائم في رمضان، وكانت المفارقة عكس الاعتقاد الشائع، وهو أن الموظف الصائم خامل وغير منتج ولا يؤدي عادة عمله على أكمل وجه. فقد توصلت الدراسة التي أجرتها شركة «موارد» في الكويت عبر فريقها البحثي إلى أن 40 في المائة من العرب المشاركين فيها قالوا إن إنتاجيتهم في رمضان لا تعتبر منخفضة مقارنة مع باقي الشهور. لكن خمس المشاركين (20 في المائة) يرون أن رمضان بالنسبة لهم شهر ذو إنتاجية أقل، ولم يتوصل الباقي إلى إجابة محددة. وقال 40 في المائة إنهم يستطيعون إتمام الأعمال الموكلة إليهم بالجودة المطلوبة أثناء الصيام، ولم يتفق معهم سوى 23.7 في المائة. أرى أن المشكلة ليست في الإنتاجية بقدر ما هي في الاستعداد لنهار رمضان، لا سيما أخذ قسط كاف من النوم وتناول الغذاء الصحي والسوائل المطلوبة. فالإنسان حتى يؤدي وظائفه الذهنية والبدنية بشكل جيد لا بد أن يأخذ قسطا كافيا من «مرحلة النوم العميق»، وهي التي تحدد مدى جودة النوم. وهذه المرحلة تبدأ بعد نحو 90 دقيقة من النوم والتي تتحرك فيها العينان بطريقة سريعة (REM). ويرتبط مدى قوة نوم الإنسان بمدى جودة «نومه العميق» والمريح بعيدا عن الضوضاء. ولا يختلف اثنان على أن الحد الأدنى من عدد ساعات النوم إذا كان…
آراء
الخميس ٠٣ يوليو ٢٠١٤
«نحن نخص بندائنا طلبة العلم والفقهاء والدعاة، وعلى رأسهم القضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية والأطباء والمهندسون في الاختصاصات والمجالات كافة». هذا النفير أطلقه أبو بكر البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين في أنحاء العالم ولم يكتفِ بدولة العراق والشام، المعروفة هزءًا بـ«داعش»! دعا المسلمين إلى الهجرة إلى دولته، وأنها واجبة على ألف مليون مسلم في أنحاء الكرة الأرضية. وجاءت ردود الفعل عليه؛ كم هائل من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، تهزأ من الداعشيين. لكن ليست كل الناس تعتبر «داعش» مزحة سخيفة، فهناك من يروج للتنظيم علانية، ويدعو للقتال في صفوفه. ومع أن معظم دول المنطقة تنهى عن السفر إلى سوريا والعراق بسبب الاقتتال، وتلاحق من يجرؤ على فعل ذلك، إلا أن فكرة إرسال عشرات الدعاة ومثقفي «داعش» ليست بالسيئة. فمعظم هؤلاء الذين يدافعون عن تنظيم «داعش»، فكرا ورجالا ودولة، ويحرضون على القتال في صفوفه، هم أنفسهم يفضلون حياة الدعة التي يعيشونها في «المجتمعات الكافرة»، سواء في الخليج، أو المغرب العربي، أو أوروبا. ويذكر أنه في عام 1990، كان هناك أحد الأئمة من جنسية عربية، في دولة خليجية، يخطب كل ليلة في المصلين يحث على مقاتلة القوات الأميركية التي جاءت لتحرير الكويت، ضد قوات صدام. وذات ليلة، وبعد أن أنهى صلاته، قرع باب بيته رجال الأمن، يبلغونه أنه سيتم ترحيله…
آراء
الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠١٤
لا أعرف سبباً لركضي الدائم إلى القلم والورقة كلما تابعت مقابلة مع الصديق الغالي، قينان الغامدي. ربما كان السبب "طاريه" وطواريه، وربما كان أيضاً حجم الأحجار التي يلقيها في البحيرة. ربما كان السبب دافع الحب وربما كان الرغبة في سداد شيء من ديون قديمة تحملتها من أبي عبدالله من يوم معرفتنا الأولى حتى اللحظة. لكن أبا عبدالله مع الصديق المشترك، علي العلياني، تجاوز كل أسئلة المحاكمة وسأعتب عليه أنه اضطر إلى "الدبل" وهو يجامل السؤال الأخطر عن قياسات حرية التعبير، وكأنه يهرب إلى الأمام بحجج لم تبدُ لي مقنعة كصديق أولاً وثانياً ككاتب أعرف فوارق المسطرة والسقف ما بين زمنين. وجميل جداً صديقي الأثير أننا نناقش مصطلحاً كحرية التعبير، وسقف الحرية علناً وفي الهواء الطلق مثلما أنت تتحدث عنه في التلفزيون وأنا أكتب "حالته" اليوم بشفافية ووضوح. ومع هذا أبا عبدالله فنقاشنا المفتوح العلني حول "الحرية وسقفها" يشبه نقاش عائلتنا الجبلية في قصتها الأسطورية عن "لحمة العيد" وهل تطبخها في القدر أو "التنور" لكنها عندما صعدت إلى سطح المنزل لم تجد من اللحمة إلا ما تبقى من العظام: بقي لها من الأسئلة: من هو الفاعل، وكيف ولماذا؟ يعرف الصديق الغالي قينان الغامدي أنه يحمل لقب صاحب السعادة "رؤساء" التحرير مثلما ضرب رقماً قياسياً وهو يتنقل بين خمس وسائط إعلامية في…
آراء
الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠١٤
أعيش منذ سنوات خارج وطني وبعيداً عن أسرتي الكبيرة. لكنني أجد حرجاً في الإجابة على من يسألني: كيف الغربة معك؟! إذ قد يُفسر جوابي، غير الدراماتيكي، بأنه زهدٌ في الوطن أو عقوقٌ للأهل. لكن الأمر كما تعلمون ليست له علاقة بالمشاعر بل بالتقنية. لم يعد في الغربة غربة! هكذا هي حال «المغتربين» في عصر وسائط التواصل الاجتماعي، طوال أحد عشر شهراً خلال العام. لكن حين يأتي شهر رمضان تعود الأحاسيس بالغربة، إذ لم تتمكن وسائط التواصل، على الأقل حتى الآن، من نقل مشاعر وطقوس رمضان إلى خارج الحدود. لأن رمضان هنا، في الخارج، هو شهر كانون الثاني (يناير) أو حزيران (يونيو) أو تشرين الثاني (نوفمبر) أو ... أو...، وليس شهر رمضان. في بلادنا، كل شيء يصوم خلال شهر رمضان، البشر والشجر والحجر. حتى الماء يصوم عن أفواه الناس. وفي بلاد الغربة الرمضانية، أنت وحدك الذي تصوم والناس من حولك عن الجوع صائمون! زالت كل أعراض الغربة بين العوالم، إلا في رمضان، ما زالت باقية في تلك الروحانية التي يتدثر بها المسلمون خلال شهرهم هذا. هل ستقدر التقنية المتفوقة أن تنقل هذه الروحانية عبر خلايا التواصل الرقمي، أم أن التواصل الاجتماعي هو بالعكس لا يزيد المغتربين إلا ألماً وجوعاً روحياً؟! رمضان ليس عبادة فقط تؤديها حيثما كنت، بل هو نظام حياة…
آراء
الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠١٤
كثيراً ما كنا نعيب على أمهاتنا وجداتنا احتفاظهن بالعديد من «الكراكيب خروشان» القديمة مثل العلب الفارغة أو الأجهزة المعطلة، أو الملابس المستعملة، وغيرها. لكن مع ازدياد وعينا البيئي، وظهور مفاهيم مثل «إعادة التدوير» و«إعادة الاستخدام»، فإننا نتذكر هؤلاء الأمهات والجدات ونحني رؤوسنا إجلالا لهن لأنهن طبقن تلك المفاهيم قبل ظهور المنظمات والمؤسسات المعنية بالبيئة بعشرات السنين، فقد كن يستخدمن الأجهزة القديمة كقطع غيار، والعلب الفارغة لزراعة الورود والنباتات، وكن ينجزن بعض الأعمال الفنية باستخدام ورق التغليف وعلب الكرتون، وغيرها. لكن نمط الحياة السريع والرفاهية الاقتصادية أدت بنا إلى إهمال العديد من تلك الممارسات الحميدة، فنحن نستبدل هواتفنا المتحركة والحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، وغيرها من أجهزة إلكترونية، على فترات متقاربة دون أن نفكر في مصير تلك الأجهزة القديمة وكونها تمثل عبئاً بيئياً كبيراً وبالتالي خطراً صحياً على الأفراد والكائنات. صحيح أن «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، لكن للنفايات شأن آخر، فرميها في مناطق بعيدة لا يعني أن ما ينتج عنها من غازات سامة وتسربات في التربة لن يدركنا ويؤثر سلباً على صحتنا. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أعلى دول العالم إنتاجاً للنفايات، حيث يبلغ متوسط إنتاج الفرد الواحد في الدولة 2.5 كيلوجرام من النفايات مقارنة بـ 2.1 كيلوجرام في الولايات المتحدة الأميركية و 2 كيلوجرام في كندا. ومن المهم…
آراء
الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠١٤
«الأمم العاقلة هي الأمم التي تؤمن بالإنسان وبقيمته، وبأن رأسمال مستقبلها في عقل هذا الإنسان وأفكاره وإبداعاته». بهذه الفقرة البليغة، اختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقالته «الهجرة المعاكسة للعقول»، التي نشرتها العشرات من الصحف العربية والعالمية والعديد من المواقع الإلكترونية، كما لقيت أصداءً واسعة، تناقلتها أقلام ست عشرة لغة بالترجمة والدراسة والتحليل في تسع وأربعين بلداً حول العالم، ومن وحيها كتبت مقالة سابقة بعنوان «عودة العقول المهاجرة»، نشرتها صحف خليجية عدة. ولا غرو في الأمر، فمقالة الشيخ محمد بن راشد تعالج قضية بالغة الأهمية تتعلق بمصير الشعوب والأمم وبمستقبل المجتمعات والأوطان، كما تتعلق بـ«أعظم ثروات الأمم»، وهي العقول والكفاءات والمواهب والطاقات المبدعة، وبتهيئة المناخات الملائمة لاجتذابها وتوظيفها، وأهمية الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره «الاستثمار الأبقى» والأفضل للموارد والثروات. كما تتضمن المقالة رؤية سموه للشروط الضرورية اللازمة لاستقطاب الكفاءات والعقول والطاقات وتفعيلها في خدمة الأوطان والمجتمعات، بما يساهم في تنميتها وتقدمها وصنع واقع أفضل. تُرى ماهي الدوافع وراء انشغال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهذه القضية الحيوية؟ يذكر سموه، أنه خلال سنوات دراسته في بريطانيا، راجع طبيبه المعالج، وكان عربياً، فسأله: إن كان ينوي البقاء طويلاً أم العودة لوطنه قريباً، فقال له: «وطني حيث لقمة عيشي». وبقيت هذه الكلمات عالقة في ذهنه طويلاً، ليتساءل: ما مفهوم…
آراء
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
إعلان "داعش" دولتها وتنصيب زعيمها خليفة للمسلمين، يمثلان نقطة تحول كبرى تستدعي حسم الخيارات: مع نمط الحياة الذي يمثله التيار الداعشي أو نمط الحياة الذي اختاره المجتمع بإرادته. لقد جربنا العيش كما نريد وعلمنا عن نمط العيش الذي أرادته "داعش" في العراق وسورية وشقيقتها "طالبان" من قبلها. "داعش" ليست فزاعة صنعتها طهران أو دمشق أو واشنطن كما حاول البعض إيهامنا. حوادث العقدين الماضيين علمتنا أن هذا التيار لا يستطيع العيش إلا منفردا متحكما في محيطه. لا يتعلق الأمر بهزيمة الشيعة كما يود البعض، ولا بالمشاركة في السلطة كما يتمنى آخرون. اجتهد الجزائريون عقدا كاملا لإقناع زعماء هذا التيار بترك العنف والمشاركة في الحياة السياسية. كذلك حاولت الحكومة الأفغانية لما يزيد على ثماني سنوات. وتكرر الأمر في الصومال. لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل التام. هذه تجارب تكفي لاستنتاج أن التيار الذي تمثله "داعش" لا يرى نفسه مدينا لأحد ولا شريكا لأحد ولا جزءا من أي عملية سياسية طبيعية. هذا تيار يتمثل مقولة أسامة بن لادن المشهورة في 2001 "هذه الأحداث قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه". والرسالة التي ينطوي عليها هذا القول هي ببساطة: إما أن تكون جنديا في صفوفنا وإلا فأنت في فسطاط الكافرين. قبل بضعة أيام نشرت على…
آراء
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
بين هذا الدم العارم الذي تطفح به بلدان العرب، تفتش عن نبأ جميل، عن شيء يسحبك ولو قليلاً من هذه الدوامة الخانقة من الهراء القاتل، الذي يجلّلون عوراته بمئزر الدين. لا الأغاني والليل والعزلة، ولا الأمل والروايات تُسعفك أمام هذا القبح المستشري. تهرب إلى خيالٍ ما.. وسرعان ما تُشوّش الصورة تحت عينيك المغمضتين، وهما تلمحان في العتمة ظُلماً يلاحق حتى الخيالات.. ويُخمدها! من ورّطنا في كل هذا القلق.. من!. شمّ يديك! تمسّك بخلوّهما من مصائر الآخرين، هذه هي رائحة الإنسان الأولى والوحيدة. فيما لو شممت فيهما دماً أو قهراً ألحقته بالناس، فأي بحار – بالله عليك – يمكنها أن تعقّم قلبك!. تفكر.. فترى الواقع، بمن وما فيه، يضطر من يتشبّثون بتفادي الوحل اضطراراً للخروج منه. يتحوّلون إلى كائنات صامتة ومتأوهة ومنتظرة. واقعٌ يرغمك على أن تكون طرفاً في دم وخصام، أو ابق هناك. صه!. الأيام الندية بانتظارنا، لنا بلاد، ونريد أن نعمرها بأقل ما يمكن من النزاع والفرقة، تعبنا كثيراً. هكذا تقول في نفسك، فتسمع أحداً هنا وهناك يرفع صوته حتى أعلاه بالخراب، ويكاد الفرح يتقادح من عينيه وهو يمجّد "الدواعش"، ويستلهم بحماسة مقولات حزّ الرؤوس والطائفيين، وخطب المطرودين أو الممنوعين من الدخول إلى بلاد القانون، بينما هم يصولون ويجولون على أرضنا، ويمشون سراً وعلانية بالنفير والقتال. هذا النفير الذي…
آراء
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
ميدانيًّا، يستمر القتال في العراق على عدة جبهات في الوسط والجنوب الصحراوي. هدف القوى السنية الثائرة السيطرة على المعابر الحدودية مع سوريا. والأردن. والسعودية. تمكنت هذه القوى من تدمير ثلاث فرق تدميرا كاملا في الشمال. وإعطاب وتحييد ثلاث فرق في الوسط. وهذا يعني أن نحو نصف الجيش العراقي المؤلف من 14 فرقة (300 إلى 350 ألف جندي) بات خارج القدرة العملياتية في ميدان القتال. عدديًّا، ما زال الجيش المدعوم بالميليشيات الشيعية متفوقًا. لكن قوى السنة تتمتع بمعنويات عالية. وانضباط ممتاز. وهي أفضل تدريبًا وقتاليًّا. وأكثر سرعة في الحركة بين مدن الفرات. وقد نقلت الحرب إلى جنوب صحراء الأنبار. وغنمت عتادًا وفيرًا. وأسلحة حديثة متطورة. وبشكل خاص دبابات استخدمت في اقتحام المعابر التي فر منها الجيش. مع ذلك أقول إن أعدادها قليلة. وغير كافية لاقتحام بغداد. أو النجف وكربلاء. يتركز القتال في الصحراء قبالة العتبات المقدسة لدى الشيعة (النجف وكربلاء) التي تحميها قوات الجيش والميليشيات الشيعية المتخلفة قتاليا وتدريبيًّا، باستثناء ميليشيا الصدر (جيش المهدي) غير المنضبطة. وقد كسبت مهارة قتالية من خلال مقاومتها للأميركيين، على مدى عدة سنوات (2003 - 2009). الوضع هادئ في الموصل «المحررة» منذ التاسع من يونيو (حزيران). وتحت السيطرة على ريفها، بما في ذلك مدينة «تل عفر» التي كان يسكنها تركمان شيعة موالون لنظام المالكي. المشكلة الآن…