آراء

آراء

محتسبون.. وإزالة شاشات كأس العالم!

الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤

الطائف عاصمة المصايف في بلادنا، والتي تتمتع بمزايا طبيعية للرقي بالسياحة الداخلية، إذ تجذب السياح من داخل المملكة وخارجها وبخاصة من دول الخليج، يمكن أن تأخذ نصيبها من السياح، ولكن هناك وللأسف فئات تقف في وجه ذلك بادعاء خصوصية موجودة فقط في أذهانهم وتحاول وتعمل على فرض رؤاها، وأن الآخرين خارجون على القيم الدينية. وتمثل ذلك في الخطوة التي قام بها بعض المحتسبين قبل أيام بإزالتهم لشاشات تلفزيونية نصبتها أمانة الطائف في بعض الحدائق العامة لإتاحة الفرصة للسكان والسياح لمتابعة مباريات كأس العالم، ولكن هذه الخطوة البريئة لم تعجب البعض وقاموا بالتعدي عليها وإزالتها في وقت كانت تقام فيه إحدى المباريات. حجتهم في ما أقدموا عليه وكالعادة هي أن تلك الحدائق وبعد تجمع الأهالي مع أطفالهم وأبنائهم أصبحت أماكن للاختلاط بين الشبان والفتيات. إنها أسطوانة مكررة، للأسف في كل خطوة تحاول بعض الجهات الرسمية القيام بمشاريع ترتقي بالإنسان في جميع المجالات نجد هذا الهجوم من هؤلاء المحتسبين، فكلنا يذكر زياراتهم المكوكية لوزارة العمل عندما بدأت الوزارة برنامج عمل المرأة في محال المستلزمات النسائية، وغيرها كثير. الغريب أن بعض شبان الطائف الذين كانوا يتابعون تلك المباراة عبروا عن أسفهم واستغرابهم من هذا السلوك، ونفوا أن يكون هناك أصلاً فتيات يتابعن المباريات في حديقة العنود. وأنا أضيف حتي لو كان هناك فتيات…

آراء

سنة العراق بين العقلاء والمتعصبين

الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤

في الساحة العراقية تسمع كل الأصوات، من أقصى التعقل إلى أقصى التطرف، بين دعاة المصالحة وطلاب التقسيم، فالعراق في حالة احتراب وفي بداية حرب أكبر عسى ألا تحدث. كلنا نخطئ نوري المالكي، رئيس الوزراء، لأنه السبب في الفوضى وإذكاء الفتنة ودفع البلاد إلى منحدر قد لا يخرج منه إلى عشرين عاما مقبلة، ويحيل حكومته إلى حكومة فاشلة مثل سوريا والصومال وأفغانستان. هذا المصير المرعب يدرك خطره عقلاء السياسيين وقيادات البلاد الدينية والاجتماعية، وهناك من لا يتسع عقله لفهم أبعاد المشكلة ومستقبلها، من بينهم بعض السنة العرب العراقيين الذين فجأة ظهروا على التلفزيونات يملون شروطهم، مهددين ومتوعدين، رافضين مبدئيا للأفكار الأولية للمصالحة. وهم يشبهون غلاة الشيعة، من حيث جهلهم بعمق وخطورة الأزمة عليهم جميعا، والأمر الآخر لا يمثلون الغالبية الكبيرة من العراقيين الذين يريدون دولة تمثلهم جميعا، وتمنحهم ما حرموا منه ثلاثين عاما بسبب الحروب وسوء الحكم. في ظل حكم المالكي لثماني سنوات لم يحصل معظم الشيعة إلا على الفقر والنسيان، والقلة أثرت ثراء فاحشا. العقلاء من السنة يطرحون مطالب هي لصالح العراقيين جميعا، أساس المصالحة وإقامة دولة عادلة. معظمها إنهاء مرحلة وبدء أخرى، بإطلاق سراح المتهمين، والملاحقين، والمحكومين، وإنهاء قانون الاجتثاث، واحترام حق المشاركة في الحكومة لجميع القوى العراقية التي انخرطت في العملية السياسية. هذه معظم مطالب المعتصمين في الأنبار…

آراء

معضلة الدولة العربية

الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤

عقد المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، حلقة نقاشية في 25 يونيو الماضي بعنوان «موازين متحركة: المسارات المحتملة للتفاعلات الداخلية والإقليمية في الشرق الأوسط». شارك في الحلقة عدد من كبار الخبراء والأكاديميين والدبلوماسيين في مصر والوطن العربي، فضلاً عن مجموعة من الشباب المتميز المتخصص في قضايا مصر وإقليمها سواء العربي أو الشرق أوسطي. وخصصت الجلسة الأولى للحديث عن «تصحيح المسار: إعادة بناء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط» وتحدث فيها ثلاثة مشاركين عن الأنماط المختلفة لعملية إعادة البناء هذه، وأطرافها الفاعلة، والتحديات التي تعوقها، وبدأ رئيس الجلسة -وهو واحد من أبرز علماء السياسة في مصر والوطن العربي- بتمهيد لموضوعها تضمن أفكاراً بالغة الأهمية للتحليل والنقاش، وأبدى في سياق إحدى هذه الأفكار تحفظه على تعبير «إعادة بناء الدولة الوطنية»، لأنه يعني ضمناً أن الدولة الوطنية قد انهارت بينما واقع الحال أن هذا لم يحدث. ربما يعاني بعض هذه الدول أو حتى كثير منها من عدم استقرار ظاهر ومتزايد، ولكن حالة الانهيار لم تصبه بعد. وقد أثار هذا الرأي عندي شجناً قديماً أخذ يلح عليّ منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 ويعاودني كلما وقع حدث جلل في إحدى الدول العربية، وعندما حل دوري في النقاش تحدثت عن هذا الموضوع تحديداً. بدأت مداخلتي بسؤال استفزازي: هل لدينا في المنطقة العربية دولة وطنية أصلاً تماثل الدولة-…

آراء

الخبث رديفاً للغباء

الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤

كنت اتصفح موقع فيسبوك يوم الاربعاء 25 يونيو، عندما استوقفتني تدوينة في صفحة تسمى "ثورة المرأة السورية الحرة" هي عبارة عن صورة لبرقية تهنئة مزعومة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) الى الرئيس السوري بشار الاسد بمناسبة انتخابه للمرة الثالثة مع صورة لأبومازن وبقربها كتب ناشر التدوينة شتيمة مقذعة بحق أبومازن. أثارت التدوينة تساؤلا لدي: هل يكتب رؤساء الدول رسائلهم الرسمية بخط يدهم مثلما هو في تلك البرقية؟ أبعد من هذا فان الشعار الظاهر في البرقية هو "دولة فلسطين – منظمة التحرير الفلسطينية – الدائرة السياسية"، فإذا كانت البرقية صادرة حقاً من الرئيس الفلسطيني كان يتعين ان تحمل شعار "السلطة الوطنية الفلسطينية". أما التوقيع اسفل البرقية فهو ليس توقيع ابومازن بالتأكيد، لأنني اعرفه من سطور إهداءات شخصية لثلاث من كتبه احتفظ بها في مكتبتي.  إن الشعار الظاهر في تلك البرقية هو الشعار الذي تم اعتماد بعد اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، كما أن البرقية لا تحمل رقما متسلسلاً وغير مؤرخة. تتبعت مصدر البرقية، فوجدت أنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، وفي الجزء المخصص لتغطية نشاطات الرئيس في موقع الوكالة على الانترنت، وجدت 11 برقية مرسلة من رؤساء دول من بينهم الرئيس الجزائري، لكن اللافت هو ان البرقية المنسوبة لابومازن هي الوحيدة من نوعها…

آراء

وزير من نجران

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

تعيين صاحب المعالي، محمد بن فيصل أبوساق، وزيرا للدولة يبعث رسالة اطمئنان من الوالد القائد، مفادها بأن الشراكة الوطنية هي الانتماء والهوية. ولكل المرضى المصابين بأورام الإقصاء والفئوية والتخدير والتحذير نقول إن "مطرقة" أبي متعب لن يوقفها "هاشتاق" ينضح بالبغض والكراهية. وفي ظرف إقليمي مضطرب، تحيط بنا الحرائق من كل اتجاهات بوصلة الخريطة الأربعة، ومازلنا ـ ولله الحمد ـ في مربع الأمان بين جمهوريات الخوف، فما السبب الجوهري؟ السبب أن القيادة الراشدة وضعت نفسها مظلة مرتفعة فوق خطابات التحريض وأدبيات الإقصاء والكراهية. في إيران، يرزح شعب كامل تحت "قسورة" الملالي في بلد تجمد مكانه منذ أكثر من ثلاثين سنة. في العراق لا شيء يعمل في بلد بأكمله إلا "عداد القتل" تحت الأجندة الطائفية والمذهبية. في سورية، يصومون عامهم الثالث، وثلث الشعب بأكمله إما لاجئ أو نازح بدفع خمسين عاما مضت من النفخ في العرق والديانة والمذهب. في اليمن، لا يعرف "من" يقاتل من ولماذا وكيف؟ حين وصلت خطابات الإقصاء حتى إلى داخل العرق والفصيل والمذهب. لبنان وليبيا أيضا قصص دامية، ومثلهم أيضا لا يختلف الوضع في مصر. بلغ من الخيال أن تقول مجلة رصينة مثل "الإيكونوست" في استطلاع منشور: إن ثلثي سكان سبع دول عربية لا يعترفون بقيادة ولا يشعرون أبدا بوجود دولة. 86% من شعوب هذا الخراب العربي لا…

آراء

البيض الذي فقس الإرهاب

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

يقول لي صديقي الخبير في الشأن السياسي إنه يختلف معي في النتيجة التي وصلت إليها في مقالي السابق عن إيران وأهدافها التوسعية وصولا إلى تصدير ثورتها. سألته: أين تختلف معي؟ قال لي: في مقالك إيحاءات بأن إيران تكسب من خلال إنتاجها سياسة الانتشار والتوسع العشوائي الذي يندفع وفق هاجس ديني/ طائفي، وأرى - يقول صديقي - إن هذا الانتشار إنما يتم قسرياً وفق منطق الترهيب الذي لا يتسق مع ضرورة الاحتكام للعقل والمنطق. قلت لصديقي: إيران لا تهتم بالوسيلة الموصلة بغيتها لكنها في المحصلة والنتيجة نراها تكسب وتحقق أهدافها، لاحظت عند هذه النقطة أن وجه صديقي تغير بما يعكس اختلافه مع رؤيتي ولهذا قاطعني وهو يسأل: فلنحتكم للنتيجة كما تقول: ها هي إيران تخسر في لبنان فقد انحسر مد المؤيدين المتعاطفين مع حزب الله الذي كان قد حقق شعبية معتبرة في لبنان والوطن العربي لكنه الآن يحصد الغضب والكراهية في لبنان والوطن العربي، وصار يُنظر إلى حزب الله باعتباره "عصا إيران" وأنه حزب طائفي بغيض. أيضاً فإن إيران تخسر في سورية بعد أن كانت سورية ونظامها مسيرة وفق توجيهات إيران تحقيقا لمصالحها، فإنها اليوم لم تعد تملك تلك الميزة بعد اشتعال النار؛ حيث خرجت سورية من سلطة بشار ولم تعد بالتالي- سورية أو لبنان- تدار كما كان سابقاً من قبل…

آراء

جدة التاريخية.. حصالة نقود كيف نستثمرها؟

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

احتفل أهالي مدينة جدة الساحلية قبل أسبوعين بانضمام المنطقة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، وبذلك يرتفع عدد المناطق التي انضمت إلى القائمة العالمية إلى ثلاث مناطق تراثية، وهي الدرعية ومدائن صالح وأخيراً جدة التاريخية. أن تحصل على اعتراف عالمي ومن منظمات عالمية، ليس بالأمر السهل. ملف جدة دخل إلى منظمة «يونيسكو» قبل أعوام، إلا أنه تم سحب الملف لاستكمال الإجراءات المطلوبة. وقدمت مرة أخرى بعد أن أضيف عليها جدة التاريخية بوابة مكة، فالانضمام إلى القائمة العالمية ليس سهلاً.. وليس أيضاً ترفاً. بل هو مشروع إنساني واجتماعي بالدرجة الأولى، ومشروع اقتصادي استثماري يخلق فرص عمل ومجالات متعددة من الحرف اليدوية والصناعات الخفيفة، كما أنه جزء مهم من التاريخ القديم الذي يرسخ الماضي بالحاضر للأجيال المقبلة. بالطبع لم يكن الأمر سهلاً في الانضمام إلى التراث العالمي، فالمنظمات العالمية لها شروط ومطالبات وحاجات، وأيضاً يتطلب الالتزام بها، لكونها أصبحت جزءاً مهماً من التراث العالمي، فلا بد من الحفاظ عليها وتطوير مكوناتها، بحيث تكون مقصداً للزوار والسياح، وبما يحافظ على هذا الإرث التاريخي، ولا ننسى أن ننسب الفضل إلى صاحب الجهد الكبير واللافت رئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان، فهو صاحب النقلة الكبيرة في مفهوم السياحة السعودية. كيف حصلت جدة على هذا الاعتراف العالمي؟ اكتسبت أهمية واسعة على الصعيد الدولي بعد ظهور…

آراء

«داعشيو» الغرب والولادة الثالثة

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

«سنذهب إلى العراق والأردن ولبنان، أينما يريدنا الشيخ أبو بكر البغدادي أن نذهب فسنذهب.. أمل الأمة برقبتك يا شيخ». ليس قائل هذه الجملة (النداء) بجهادي عراقي أو سوري أو حتى عربي. إنه شاب بريطاني من أصول يمنية وُلد وعاش في بريطانيا وتعلم فيها، وكان ناجحا في عمله. ويشرح والده المفجوع برؤية ابنه يقاتل مع «داعش». إن أربع جامعات بريطانية وافقت على التحاق ابنه بدراسة الطب. لكن «أبو مثنى اليمني»، كما أعلن اسمه، اختار الذهاب للقتال مع تنظيم داعش في سوريا، وأقنع شقيقه ذا الـ17 عاما بالانضمام إليه، وها هو يعلن أنه مستعد لبذل روحه بإشارة من زعيم «داعش» العراقي ذي الشخصية الغامضة والدموية أبو بكر البغدادي. و«أبو مثنى اليمني» هذا ظهر مع مجموعة شبان آخرين من بريطانيا وأستراليا في شريط دعائي لـ«داعش» يتحدثون فيه بالإنجليزية، ويحثون مزيدا من الشباب الغربي على الانخراط في «أم المعارك»، التي يعتقدونها قائمة في «بلاد الشام». شكل هذا الشريط وفيديوهات وصفحات إلكترونية وصور لمقاتلين وافدين من أوروبا يقاتلون مع «داعش» صدمة كبرى لدى الرأي العام الغربي. لسنا هنا أمام شبان من بلادنا قادهم الأفق المسدود سياسيا واجتماعيا نحو القتال والتطرف، بل نحن أمام موجة انجذاب مطرد لمجندين غربيين للقتال مع هذا التنظيم. وبحسب المعلومات الأمنية، فنحن نتحدث عن ثلاثة آلاف مقاتل من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا…

آراء

قبائل الشرق الأوسط الجديد: الرهان الخاسر

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤

هل أصبحت القبيلة هي البديل عن الكيانات السياسية المنهارة في العراق وليبيا وسوريا واليمن، بعد أن برز للعيان أن ما تشهده هذه البلدان من أزمات داخلية حادة قوض جذرياً البناء المركزي للدولة؟ في العراق أدى تحالف العشائر السُنية مع قوات «داعش» وبقايا التنظيمات «البعثية» إلى السيطرة على مناطق الوسط، بما فيها المحاور والمنافذ القريبة من العاصمة بغداد، في الوقت الذي شكلت المجموعات القبلية المشتركة على الحدود العراقية السورية، مجالاً سيادياً ممتداً من دير الزور إلى الموصل وعلى خطوط الحدود مع الأردن وتركيا (قبائل جبور وشمر والبقارة). في ليبيا تدور راهناً حرب دامية بين الزعامات القبلية المسيطرة على أغلب مناطق البلاد والتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي هيمنت على العديد من مدن الشرق الليبي (درنة وأجدابيا وبنغازي) بعد سقوط نظام القذافي كما لها وجود قوي في العاصمة طرابلس. والمعروف أن قبائل «التبو» الأفريقية قد استقلت عملياً بالجنوب الليبي في حين تسيطر قبائل الطوارق والأمازيغ على المجالين الجنوبي الغربي والغربي الشمالي وللقبائل الكبرى (كورفلة ورشفانة وترهونة)، ولها مليشياتها وفضاؤها الإقليمي، في وقت يحاول القائد العسكري اللواء خليفة حفتر استعادة بعض مقومات الدولة مدعوماً من قبائل «طبرق» والمجموعات القبلية الحليفة لها. في اليمن حالة مماثلة، حيث تتقدم القبائل المسلحة في الشمال المتحالفة مع الحركة "الحوثية" إلى حدود العاصمة صنعاء بعد أن أصبحت تهيمن عملياً على…

آراء

دورة حياة الإسلام السياسي

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤

بينما تشتعل الأخبار والصحافة في الشرق الأوسط بمانشيتات حول أوضاع المنطقة، اضطراباتها المزمنة وميليشياتها الإرهابية، ينصرف الناس إلى متنفس مريح وهو كأس العالم. يشجع العرب فريق الجزائر باعتزاز، بينما بعض آخر يشجع الفريق الإيراني، هم الذين في كل الأحوال يبحثون عن نافذة من الفرح والمشتركات. وبين الأخبار أيضا تلمح تقريرا تلفزيونيا على «سي إن إن» لمجموعة من الإيرانيين يشجعون فريقهم، شبان رفقة فتيات تنسدل خصلات شعرهن من بين الوشاح على الوجه المطلي بالمساحيق، يجلسون معا في مقهى عام في طهران، يهتفون مع صراخ المعلق الرياضي بحماسة، بينما مراسل المحطة يقف معلقا على المشهد بعيدا عن ذلك، مشيرا إلى علامات تغير الأوضاع الاجتماعية في هذه البلاد، من خلال صورة هؤلاء الشباب الذين يقاومون سلطة الحكومة الإسلامية الأصولية، مقارنة بنحو ثلاثة عقود منصرمة من القمع الديني الاجتماعي. يقول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريح له مؤخرا تجاه بعض الدعاة المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا: حان الوقت لأن نتوقف عن الشعور بالحساسية تجاه مفهوم «البرطنة» Britishness وأن نقول لكل شخص يعيش بيننا ويرفض قبول القانون البريطاني وسلوك الحياة البريطانية بأن ذلك ليس خيارا. قال ذلك في إشارة للجهود التي تبذلها بريطانيا بشكل جاد للحفاظ على الهوية البريطانية الأصيلة وأساسها الوحدة الوطنية على حساب أي شيء آخر قد يحمله البريطانيون من أصول أخرى،…

آراء

سقيا الإمارات.. مساهمات بالملايين

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤

بالأمس اكتمل الإعلان عن مبادرة «سقيا الإمارات» لإيصال المياه النظيفة إلى خمسة ملايين شخص في العالم، وقد بدأت التبرعات بالفعل تصل هذه المبادرة، من قبل مؤسسات وطنية ورجال أعمال وأفراد سارعوا لدعمها، إيماناً منهم بأهميتها وأهمية المجال الذي تدعمه، فوجود إحصائيات تثبت وفاة ما يزيد على أربعة ملايين نسمة سنوياً بسبب شح المياه وتلوثها أمر مؤسف، وإيجاد مبادرة توفر السقيا لخمسة ملايين أمر رائع لا ينبغي إلا المشاركة فيه والمساهمة بكل جهد نستطيعه. بداية التبرعات كانت بمليون درهم من مؤسسة «الأنصاري»، ومليونين ونصف من «اتصالات». وحسب هيئة الهلال الأحمر، فإن كلفة حفر بئر مياه واحدة تبلغ 25 ألف درهم، ويستفيد منها نحو أربعة آلاف شخص. فإذا كانت الثلاثة ملايين والنصف كافية لحفر 140 بئراً، فستكفل سقيا نحو نصف مليون شخص، ما يعني أن الحملة ما زالت بحاجة لمزيد من التبرعات لتحقق هدفها وهو خمسة ملايين شخص في العالم. سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، أصدر توجيهاته للهيئات والدوائر الحكومية في دبي بالمشاركة في المبادرة، وهي توجيهات سامية لا بد من دعمها بالمشاركة، لا سيما أن هناك الكثير من الدول النامية تتوفر المياه فيها لكن تلوثها يتسبب في الأمراض للسكان، وفي وفيات أعداد كبيرة منهم. والمبادرة ستكون ذات آثار إيجابية، لأنها ستخلق حياة جديدة في دول أخرى…

آراء

التعليم هو المخرج الآمن لمآسي العرب

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤

تثير الأوضاع التي يشهدها العراق رعبا حقيقيا لدى الكثير ممن يدركون تبعات التطورات الدراماتيكية التي حدثت خلال الأسابيع الماضية، وصار من الواضح أن ما يحدث ستكون آثاره مدمرة على البنى الاجتماعية والجيوسياسية ليس في العراق فحسب، ولكنها ستمتد حتما إلى أرجاء كثيرة من دول المنطقة ولعل أهمها على الإطلاق هو سقوط النظرية التي كانت ترددها أجهزة الإعلام عن صلابة المجتمعات العربية وانسجام مكوناتها ومناعتها ضد التفكك والتطرف والتشرذم. عندما أطلق العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين تحذيره عن تشكل الهلال الشيعي فإنه لم يكن يتحدث عن فرز مذهبي داخل المجتمعات التي عاشت فيها الطوائف قرونا طويلة في أمان وانسجام ولكنه كان مدركا للفرز السياسي على أساس مذهبي يتجاوز الحدود الجغرافية لأقطار متجاورة، وهو ما نرى أنه أول عواقب الكارثتين السورية والعراقية، وأصبح جليا ترابط ما يحدث في عاصمتي العباسيين والأمويين ولم يعد ممكنا الحديث عن قطر واحد ولا أمة واحدة ولا رسالة خالدة فقد صارت كلها شعارات من الماضي لا محل لها في ذهن أحد في العاصمتين. المثير في الأمر أن كلا من الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انطلقا في معالجتهما لحالة الحنق الاجتماعي الناتج عن التهميش والازدراء المصاحبين لأي نظام قمعي، مستخدمين المزيد من القسوة والتعامل الفظ وغير الحكيم مما أدى إلى تجمع تكتلات متناقضة…