آراء
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
خلال ثلاثة أعوام فقط، تحول واقع الكثير من المؤسسات في القطاعين العام والخاص من التعرف على الشبكات الاجتماعية (تويتر، فيسبوك، إنستجرام، إلخ)، وما يمكن أن تضيفه لتلك المؤسسات، وما إذا كان عليها أن تتواجد هناك إلى حال مختلف تماما حيث صارت تبحث عن أفضل السبل لتحقق ذلك التواجد الذي يحقق أهدافها من جهة، ويحميها من جهة أخرى من الحملات السلبية ضدها. هناك إدراك خفي أن الناجحين اليوم (مؤسسات ومسؤولين وعلامات تجارية) يحققون جزءا كبيرا من تسويق نجاحهم وإبراز إنجازاتهم ومكانتهم بسبب الشبكات الاجتماعية، ولو لم تجد هذا مكتوبا بأحرف بارزة في كل مكان، فهو شعور يتسلل إلى النفوس، ويجعل الجميع يتسائل عن كيفية تحقيق نجاح مماثل. من جهة أخرى، ما زالت هناك مؤسسات تعيش في وهم حول دور الشبكات الاجتماعية، وتظن أن استخدام هذه القنوات يهدف إلى توصيل معلومات أو رسالة معينة عن منتجاتها، لأن الإعلام الاجتماعي قد غير جذريا آليات التعامل بين المؤسسات والجمهور، حيث صار للجمهور صوت مباشر ومؤثر يتحدث به مع المؤسسة، والمؤسسات كانت يوما تنفق ملايين الدولارات لتعرف رأي الجمهور (فيما يسمى بأبحاث السوق)، ولكنها اليوم تتلقى ضخا من رسائل الجمهور الإيجابية والسلبية على مدار الساعة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. هذا بحد ذاته يتطلب من المؤسسة قدرة فعالة في التعامل مع هذه الرسائل والتجاوب معها وإحداث…
آراء
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
العالم فوجئ بالأحداث الأخيرة، لأنه كان يظن أن القوات العراقية، التي تم تدريبها على أحدث الأسلحة وعلى أعلى المستويات، لا يمكن منازعتها على تأمين سلامة النظام. لكن عندما ذابت قوات المالكي كالملح، في مدينة الموصل في ظرف ساعات، لم يصدق كثيرون ضعف قيادتها، حتى تأكد ذلك بعد توالي سقوط المدن والقواعد العسكرية والمصالح الحكومية سريعا. برهنت الأحداث، مرة أخرى، أن العلة في قيادة نوري المالكي. فهو رئيس وزراء جاهل ومتسلط، يجمع كل الصلاحيات في يده. رجل لا يفهم في الإدارة، وفي الوقت نفسه يحرم وزراءه من صلاحياتهم. ومن حماقاته اليوم أنه يهاجم خصومه ويستفزهم للتحرك جماعيا ضده، بما قد يؤدي إلى حرب أوسع وانهيار النظام برمته. هنا يبرز دور إيران كحامٍ للنظام. فهل هي حامية فعلا، أم أنها طامعة في ثاني أغنى دولة بالنفط في العالم؟ وعلينا ألا نصدق الطروحات الطائفية: أن إيران ستساند حكومة المالكي بحكم الرابطة الشيعية. فهي على خلاف حاد ومستمر لسنوات مع أذربيجان الشيعية، في وقت علاقتها فيه جيدة مع تركيا السنية. لطالما كانت العلاقة بين العراق وإيران، بطبيعتها، تنافسية لقرون طويلة، بغض النظر عمن كان يحكم البلدين. ولفترة وجيزة اتفقا في الخمسينات، ضمن حلف بغداد الذي جمع العراق بإيران، مع باكستان وتركيا وبريطانيا لمواجهة المد الشيوعي. ثم اختلفا وأخضع الشاه العراق في نزاع على شط…
آراء
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
كان ذلك قبل اندلاع الاحتجاجات في محافظة الأنبار. كنت في مهمة صحافية في احدى العواصم وعلمت بوصول مسؤول عراقي إليها. قلت أغتنم الفرصة للتعرف إليه وسماع وجهة نظره. استقبلني بلطف واضح. سألته عن الوضع في العراق فرد انه أفضل بكثير من السابق. وأن العملية السياسية مستمرة والحالة الأمنية أفضل. وأعرب عن اعتقاده أن التحسن مرشح للاستمرار وأن العراقيين سيقفون سداً منيعاً امام القوى التي يمكن أن تهدد وحدتهم والتعايش بينهم. شعرت بالانزعاج لأن متابعتي للموضوع العراقي تقودني الى استنتاجات مغايرة تماماً. أدركت أن المسؤول يستخدم لغة اللياقة والعموميات لأنه يستقبل صحافياً لم يلتقه من قبل. غلبتني الوقاحة فقلت للمسؤول إنني جئت لمعرفة الوضع على حقيقته خصوصاً أن الجلسة ليست للنشر وأنني لن أشير الى اسمه لا من قريب او بعيد لأنني ادرك حساسية موقعه. شدد الرجل على أن الكلام ليس للنشر باسمه. كررت تعهدي فانطلق على سجيته. أخرج من جيبه ورقة وراح يقرأ منها. انها جدول بتراجع عدد المسؤولين السنة في الوزارات. تحدث عن بناء القوات المسلحة على قاعدة طائفية و «تنظيف جهاز الامن من اي وجود سني فاعل». قال الرجل ما هو اخطر من ذلك: «حاولوا دفع ضابط كبير في موقع حساس في احد الأجهزة الى الاستقالة. حين رفض أرسلوا من اغتاله قبل اسبوع». كشف ان بعض منفذي الاغتيالات…
آراء
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه «داعش» احتلاله الموصل، توقع عشرات المحللين والراصدين للأوضاع الشرق أوسطية أن هذا التحول الخطر على الساحة العراقية بداية لحرب سنية - شيعية، قد يتجاوز مفهومها الخلاف السياسي على الأرض ليصل إلى حرب عقدية وقودها «الطريق إلى الجنة والنار». المؤشرات تقول ذلك أيضاً، والأطراف السياسية العراقية «تقول وتفعل» هذه الأيام ما يؤكد ذلك، لكني استبعد حدوث هذه الحرب، بل أكاد أجزم أنها لن تحدث، لأسباب عدة يأتي على رأسها: أولاً: لم نخبر في التاريخ الإسلامي صراعاً سنياً - شيعياً تحول إلى حرب حقيقية. الصراعات السنية - الشيعية كثيرة جداً في سجلات التاريخ، لكن جميع تلك الصراعات لم تدخل في دائرة الحرب، إما بسبب حجم نتائجها، وإما بسبب تغلب الأمة السنية في كل مراحل الصراع. ثانياً: المذهب الشيعي الذي جاء تالياً للمذهب السني ليس مذهباً ثورياً واحتجاجياً كما البروتستانتية، بل مذهب يؤمن بعقيدة مخالفة لمذهب السنة، وبالتالي فهو يوازيه (كلٌ له عقيدته) ولا يتقاطع معه في الطريق إلى الحياة الآخرة. ثالثاً: المذهب الشيعي لم يأتِ بإصلاحات حياتية ومعاملاتية تمس حياة الشعوب، الأمر الذي جعله مادة «بادئة - مستمرة - منتهية» في يد رجال الدين الشيعة. هذا البعد عن الحاجات الرئيسة الخمسة للشعوب (هرم ماسلو) ألغى الحاجة إلى ثورة - تتلوها حرب - لفرض الرؤية الحياتية التي…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
في 15 مايو احتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي للأسر لهذا العام، وطبقاً للأمم المتحدة فإن هذا اليوم "يقدم فرصة لتعزيز الوعي بالقضايا المتعلقة بالعائلات وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي تؤثر فيها" . يعد الدور المهم الذي تلعبه العائلة من الأمور الراسخة في الإمارات العربية المتحدة، فهي تؤثر في العديد من جوانب مجتمعنا بطرق قد لا نلاحظها في الكثير من الأحيان . لا تقوم جميع الدول بتخصيص أماكن للعائلات في المطاعم والأماكن العامة الأخرى، وكذلك يقوم عدد قليل من الدول بتصميم الطرق والمناطق الحضرية بحيث تسمح بسكن أفراد العائلات الكبيرة بالقرب من بعضهم بعضا . ولكننا ننعم بكلتا الميزتين هنا في دولة الإمارات . تؤثر العائلات أيضاً في شكل الاقتصاد في دولة الإمارات، حيث تم تأسيس العديد من كبرى الشركات العائلية هنا قبل تأسيس دولة الإمارات عام ،1971 وقد ارتبط نموها بنمو أمتنا . تلعب الشركات العائلية حالياً دوراً مهماً بصورة متزايدة في تنويع الاقتصاد في منطقة الخليج . ووفقاً لتقرير صادر عن برايس وترهاوس كوبرز، تقوم الشركات العائلية بإنتاج ما يزيد على 80% من إجمالي الناتج المحلي من غير قطاع النفط في دول مجلس التعاون الخليجي . إلا أنه على الرغم من أن تأثير العائلة في ثقافتنا ومجتمعنا كان على درجة كبيرة من الإيجابية، قد يكون لهذه الثقافة…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
نجحت دول الخليج العربي والسعودية تحديدا في محاصرة الإرهاب وتجفيف مصادره المالية، عبر تقنين العمل الخيري والتبرعات في الداخل والخارج بعد أن تسرب إليه بعض من استغل تبرعات المحسنين لأعمال تضر بصورة الدين الإسلامي الحنيف خارجيا، وأمن واستقرار البلاد داخليا. وأصدرت دول الخليج العربي أخيرا، قرارات تسعى إلى محاصرة مصادر الدعم المالي لحزب الله اللبناني المصنف إرهابيا في كثير من الدول حول العالم. هذا التقرير، سوف يتطرق إلى مصادر حزب الله المالية على مستوى الاستثمارات والتبرعات، كما يناقش التقرير سبل محاصرة مصادر الحزب في دول الخليج العربي على وجه الخصوص. إيران وحزب الله من المعلوم أن إيران هي الداعم الرئيس لحزب الله منذ تأسيسه. ويصف ماثيو ليفيت مؤلف كتاب “Hezbollah: The Global Footprint of Lebanon’s Party of God”، العلاقة بين إيران وحزب الله بأنها شراكة استراتيجية. فإيران هي الشريك الأساسي للتنظيم، وتقدم ميزانية مستقلة لحزب الله تقدر بنحو 200 مليون دولار سنويا، كما أن هناك مؤسسات إيرانية شبه حكومية مثل “مؤسسة المستضعفين” و”بنياد إمام” وغيرهما، تقدم دعما ماليا سخيا للحزب. إلا أن المستجدات على الساحة السورية ألقت بظلالها على حجم الأموال الإيرانية المقدمة لحزب الله، حيث خفضت طهران دعمها المالي المقدم للحزب بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، إضافة إلى عبء الأزمة السورية الذي كلف الخزانة الإيرانية كثيرا من الأموال،…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
في حمّى كأس العالم الجارية رأيت أن أواكب هذا الحدث باستعراض جذور ثلاثة مصطلحات ومواضيع رياضية تتكرر على مسامعنا كثيرا. الحصان الأسود، مصطلح يطلق على الفريق أو المنتخب أو الشخص، الذي يحقق نتائج إيجابية غير متوقعة في البطولات أو المنافسات التي يشترك فيها. هذا المصطلح ليس له أصل عربي، بل هو مترجم عن "Dark horse"، وأصل المصطلح إنجليزي، إذ ظهر في أوائل القرن التاسع عشر، وخلال سباقات الأحصنة. الحصان الأسود، استخدم لأول مرة في التاريخ 1831، حيث ذكره المؤلف بنيامين دزرائيلي في رواية بعنوان "الدوق الشاب"، وفي تلك الرواية فاز بالسباق حصان غير معروف، فأطلق عليه لقب الحصان الأسود رغم أن لونه أبيض. منذ ذلك اليوم أصبح المصطلح يطلق على أي شخص يصل إلى منصب أو موقع بشكل مفاجئ. فاستخدم المصطلح سياسيا كثيرا، ومن ذلك عندما تم انتخاب جيمي كارتر رئيسا لأمريكا 1976، فقبل انتخابه بعام لم يكن أحد خارج جورجيا، مسقط رأسه، يعرف اسمه. لكنه بعد ذلك أصبح رئيسا لإحدى أهم وأكبر دول العالم. لذلك أطلق عليه لقب الحصان الأسود. ويستخدم المصطلح رياضيا بغزارة ويرتبط بالفرق المغمورة، التي تحقق نتائج غير متوقعة. فلا يكاد تمر أي مناسبة رياضية دون الإشارة إلى حصان أسود فيها، فالدوريات والمنافسات والبطولات في أرجاء العالم تهدينا كل مرة حصانا أسود جديدا. ولا علاقة لترجمة…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
لا يختلف اثنان على أهمية (الوحدة الوطنية) أو ما يمكن تسميته (التكامل القومي)، وحتى لو اختلفنا في مفهوميهما بسبب اختلاف ثقافاتنا، وبيئاتنا، إلا أنه لا يمكن أن نختلف في أن الوحدة الوطنية هي انصهار جميع أبناء الشعب في بوتقة واحدة، وكيان واحد، وعدم وجود أي صراع فيما بينهم، بحيث يؤمن الجميع أنهم أبناء وطن واحد.. نحن هنا في المملكة العربية السعودية لغتنا واحدة، وديننا واحد، ونطيع حاكما واحدا، وأهدافنا العامة واحدة إلا أننا نعاني ـ وللأسف ـ من المتربصين بوحدتنا من خارج البلاد، ومن داخلها. الموجودون بالخارج أمورهم مكشوفة، أما الموجودون بالداخل فخطرهم كبير، وخصوصا إن وصلوا ومُكنوا من منابر الثقافة والإعلام، وأذرعها المعروفة، والصحافة في مقدمتها. ينبري بعض هؤلاء بأقلامهم، وبتمهيد من رؤسائهم إلى كل ما يفسد التزاوج والتداخل بين مكونات الناس الحضارية والثقافية، ويوجهون كل قواهم لصهر الناس في بوتقة واحدة، هي بوتقتهم فقط، وبدلا من أن يولد الدين الشعور بالوحدة، وأن يكون واسطة التفاهم، ووسيلة التفكير ونقل الأفكار والمكتسبات لتنمية وتقوية الروابط العاطفية والفكرية بين الفرد والجماعة يصبح عكس ذلك، وبدلا من أن تكون عادات أفراد المجتمع سببا في التجانس بين الأفراد يصبح الأمر أيضا على العكس تماما. استغلال المنابر لتأجيج الصراعات أمر خطير وخبيث، وعزل الناس بجعلهم في تكتلات سيؤدي إلى اختلاف ثقافي وفوارق اجتماعية، وسيحدث…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
وزبدة مقال اليوم، لمن أراد أن يهرب بعد قراءة الجملة الأولى، أن جمهورية أيرلندا تتصدر الدول الغربية العشر الأول في تطبيقها مفاهيم القيم الإسلامية والتعاليم الإنسانية السامية لسلة مختارة من نصوص القرآن الكريم، ولا توجد في الدول الثلاثين الأول على المؤشر ذاته دولة إسلامية واحدة، وأيضاً اكتفت كل منظومة دول العالم الإسلامي بدولتين فقط ضمن الدول الخمسين الأول في سلم "أكثر الدول تماشيا وتماهيا مع قيم الإسلام وتعاليم كتابه المقدس". ولولا أنني أكتب اليوم في صفحة "الرأي" لاتخذت مبادرة بالاكتفاء بالترجمة الحرفية لهذا البحث الأكاديمي المثير للدهشة، وهو الذي كان الأسبوع الماضي، تقريرا مكتملا على الصفحة الرابعة "الشهيرة" لصحيفة "التلجراف" البريطانية. والقصة المكتملة في الصورة الفوقية العليا، أن عدة باحثين من جامعة جورج واشنطن يواصلون للعام الثالث على التوالي إصدار ترتيب مؤشرهم العولمي السنوي عن أكثر الشعوب والدول تطبيقا لقيم هذا الدين العظيم وتعاليم الكتاب الكريم في سلة الخيارات المجتمعية للآداب والقيم. في العام الأول تم إجراء هذا البحث على 54 دولة، وتم رفع العدد في العام الثاني إلى 132 دولة، وفي التقرير الثالث الأخير الصادر مطلع هذا الشهر تم المسح الاستقصائي على "208" دول. ولتطبيق المعيارية على معاملات هذا البحث ومدى اقترابها أو بعدها عن القيم الإسلامية وتعاليم القرآن الكريم، اختارت المجموعة سلة من القيم والتعاليم تعتمد على نقاط…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
طالعتنا الأخبار خلال الأشهر الماضية بأن عددا من كبار المسؤولين في أقطار آسيوية لم يترددوا عن تقديم استقالاتهم لإخفاقهم في القيام بواجباتهم الأخلاقية تجاه عدد من الكوارث الطبيعية أو الناجمة عن أخطاء بشرية لا ترتبط بتقصير منهم أو إغفال رقابة مباشرة، كما سمعنا عن اعتذارات قدمها مسؤولون عن معاناة أو إخلال عن تأدية الواجب المناط ليس بهم فحسب، وإنما بموظفيهم، كذلك قرأنا عن مسؤولين تحملوا أخطاء كانت حادثة في المؤسسات التي يديرونها قبل توليهم، ولكنهم أخفقوا عن معالجتها، وأخيرا شاهدنا رؤساء شركات كبرى يعتذرون عن إخفاقات أسلافهم ويتحملون معهم مسؤوليتها. المقارنة بين ما يحدث في تلك الأقطار وما يجري عندنا تثير كثيرا من الأسئلة عن أسباب ظاهرة السلبية التي تسري في مؤسساتنا والتهرب من تحمل تبعات الأخطاء، والمثير للشفقة هو أن توجيه أي مواطن لأصابع الاتهام والعتاب الرقيق إلى المسؤولين الذين يقصرون، يقابله سيل من المتزلفين والمنافقين المتبرعين يتولون الدفاع عن الأوضاع الراهنة ويعمدون إلى إحالة الأمر إلى عهود سابقة وكأن هذا كافٍ للجم المواطنين عن المطالبة بحقوقهم الأساسية، وتجدهم يزعقون في وجه أي منتقد أو معترض عن اختلال الأحوال باعتبار منتقدي السوء الحاصل ما هم إلا مدافعون عن نظام سابق، وأنهم أعداء للوطن، رغم أن كثيرا من هؤلاء المنافقين كانوا في مقدمة مادحيه والساعين للحصول على رضاه وهم يعمدون…
آراء
الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
في مطلع عام 2012، دار جدل حول مستجدات الثورة السورية، «داعش» و«جبهة النصرة». البعض كان ينفي وجودهما، والأغلبية كانت تظن أن التنظيمين من القوى الوطنية السورية بلغة إسلامية وأن لا علاقة لهما بـ«القاعدة» الإرهابية. وهناك من قائل بأنها جماعات مشبوهة، وستعمل إلى جانب النظام الذي سبق وموّل مثلها في العراق ولبنان. واستمر الجدل لأكثر من نصف عام، ليتضح للجميع أنها «قاعدة»، وأنها خدمت النظام السوري سياسيا بتخويف الإثنيات السورية، واستعداء القوى الدولية، وقاتلت الجيش الحر في كل أرض قام بتحريرها. وسبق أن فعلتها «القاعدة» بقيادة الزرقاوي في العراق، فخلطت قضيتها مع القوى الوطنية. مفتي السنة في العراق خطا خطوة متقدمة، عندما وصف صراحة «داعش» بأنها جماعة إرهابية، وبرأ المقاتلين البعثيين وقدامى العسكريين والعشائريين. والحقيقة، لم يعد هناك بعث ولا بعثيون منذ حرب الكويت، فهي أسماء قديمة، تعبر اليوم فقط عن تجمع السنة العراقيين الغاضبين. وسبق أن اكتشف هذه الحقيقة الجنرال بتريوس عندما وجد أن تصنيف السنة عفّى عليه الزمن لأن الأوضاع السياسية تغيرت، وبناء عليه غير سياسته وتعاون مع عشائر الأنبار، فصارت حليفته وقاتلت «القاعدة»، كما أقنع عددا من سياسيي السنة المعارضين بالعودة لبغداد. أما الأزمة الحالية فقد بدأت باعتصامات سلمية في الأنبار في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استباقا للانتخابات البرلمانية. حينها أعلن المعتصمون عن 17 مطلبا، معظمها عدلية…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
بحق كان الأسبوع الماضي هو أسبوع مصر في العالم العربي والإقليم. هناك شكليات دالة، وأيضا قضايا عالقة يمكن ملاحظتها. بين الشكليات قضايا تتعدد القراءات حولها. اللافت التنظيم الدقيق في حفل التسليم والتسلم الذي تم في حضور عدد كبير من المسؤولين العرب والأفارقة والأوروبيين، هذا التنظيم سواء كان صباح الأحد الماضي أو في المساء، لا بد قد أعد له منذ فترة وبدقة. ومن الشكليات أيضا طريقة التسليم والتسلم، السلسة وغير المسبوقة بين رئيس مصري مغادر ورئيس قادم، ومهما كان أمر الشكليات التي أظهرت بذاتها قدرة الدولة المصرية على الفعل، هناك قضايا عالقة وقراءات مختلفة لما حدث، قد أوجزها في خمسة محاور: أولا: ما زالت هناك بعض الشكوك في توصيف ما حدث في بحر عام من التغيير، هل هو انقلاب عسكري كما يرى البعض، أم هو ثورة كما يرى البعض الآخر؟ أميل إلى التوصيف الثاني لعدد من الأسباب، منها أن الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي قد جرى انتخابه تحت سمع وبصر العالم، وبعدد ليس قليلا من الناخبين، وعدد تاريخي ممن ذهب إلى صناديق الانتخاب، الرقم يقارب نصف من يحق لهم الانتخاب في الكشوف الرسمية المصرية، وهو رقم لم يتحقق في معظم الاستحقاقات السياسية المصرية، بل وربما العالمية، فهناك أرقام متواضعة لا ترقى إلى نصف من يحق لهم الانتخاب في كثير من الدول…