آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
اتبع نوري المالكي خطة حليفه جزار دمشق بشار الأسد، حيث تم تحريك داعش من جديد والانسحاب لصالحها في بعض المواقع التي توجد بها معارضة شديدة كي يتحول الصراع السياسي إلى صراع طائفي دموي فيحتشد خلفه أبناء طائفته خوفا من عمليات التطهير التي يمكن أن تقوم بها داعش ويسهل عليه ضرب معارضيه بالطائرات والمدافع وحتى بالأسلحة المحرمة بذريعة أنه يحارب الإرهاب، أما المجتمع الدولي فهو في مثل هذه الحالة سوف يتصرف مثلما تصرف مع بشار حيث سيصمت على جرائمه خوفا من أن تسيطر التنظيمات الإرهابية على البلاد فتهدد مصالح الغرب وأمن إسرائيل. بهذه الخطة الأسدية الإيرانية الداعشية المجربة سوف يضمن نوري المالكي البقاء في سدة الحكم أطول فترة ممكنة رغم فشله الذريع طوال السنوات الماضية التي غرقت فيها بلاد الرافدين في مستنقعات الإرهاب والطائفية والفساد والفقر والتشرذم وانتهاك السيادة الوطنية، وبهذه الخطة الماكرة يتمكن من استدعاء مستشاري الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكل التشكيلات التي تدور في هذا الفلك بحجة حماية المراقد والمزارات ويضيع العراق إلى الأبد كما تضيع سوريا اليوم. وهكذا تكتمل خطة تقسيم العراق تزامنا مع تقسيم سوريا ووصولا إلى تقسيم كافة الدول العربية وإعادة رسم خرائط المنطقة بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.. فأعداء الأمس أضحوا اليوم شركاء في تقاسم…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
ما ترتكبه «داعش» في العراق، وما تهدد بتنفيذه، قد يجر المنطقة بأكملها، وفي أي لحظة، إلى كارثة لا تحمد عقباها. تجاهل أن سكان هذه البقعة الجغرافية، هم فسيفساء، مركبة من هويات شديدة التنوع والتعقيد، هو الجهل حين يبلغ غاياته السوريالية. أن تهدد «داعش» بالزحف إلى بغداد، لاستعادة مركز الخلافة، وأن تحاول، تكرارا، دخول سامراء حيث مرقد الإمامين العسكريين، وتعلن نيتها اجتياح كربلاء والنجف، وما لهما من قدسية، بالنسبة للطائفة الشيعية، وتحديدا في هذا الظرف الذي يغلي فيه مرجل الطائفية، يعني أن ثمة مخططات شيطانية، مبيتة، لإدخال الجميع جحيما قد لا تنطفئ ناره. ماذا لو اقتحمت «داعش» بالفعل هذه المدن، واعتدت على الأماكن الشيعية المقدسة، وصورت كعادتها أشرطتها التي روعت العباد، وقررت أن تشعلها فتنة لا تبقي ولا تذر؟! من يمكنه أن يضبط ردود الفعل الشعبية الغاضبة من اليمن وصولا إلى لبنان وسوريا، ودون أن ننسى إيران وتركيا التي يعيش فيها نحو 20 مليونا من العلويين، وأربعة ملايين من الشيعة. فتح الدائرة الجحيمية للقتل الطائفي والثأر المضاد على مدى المساحة العربية، من البوابة العراقية، أمر بات يتوجب التحسب له، فليس أخطر، في حياة الأمم، من اللعب على «الشعور الديني»، هذا المصطلح الذي أشبعه الألمان درسا وتحليلا، وشرحه الفرنسيون والإنجليز من خلال أدبهم وتاريخ كبار شخصياتهم الدينية، كما السياسية، فيما لم نعترف…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
لا أبالغ أبدا، عندما أقول إننا أمام وضع آخر جديد، أكثر خطورة من سوريا وليبيا واليمن. هنا في العراق كل أشكال الجنون، والمجانين الذين فقدوا عقولهم وفكوا من عقالهم. هذا يحدث في الوقت الذي لم يستوعب بعد الرئيس الأميركي خطورة الوضع في المنطقة كلها، وأن كل يوم يمر يزداد صعوبة وكلفة عليه غدا. والآن، في العراق، توشك حرب جديدة أن تبدأ، بل بدأت في ثلاث محافظات. يسمع التحريض على القتال على أعلى مستوياته، فالمرجعية الشيعية تناشد أتباعها، وهم بالملايين، الدفاع عن المقدسات. ومفتي السنة، وهم بالملايين، يطالب بدعم الثوار. والحكومة، ممثلة بنوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته، في حالة انتشاء وهو يرى فرصته في البقاء في السلطة تزداد، وعلى اتصال بالنظام الإيراني. وإيران تزداد حماسا للتوسع وتسلم السلطة باسم دعم الشيعة! أصبحت الحرب الأهلية أقرب اليوم من أي يوم مضى منذ إسقاط نظام صدام حسين. وبات التعامل الإقليمي والدولي العاجل ضرورة لكبح الحرب الأهلية. ووسط المشاعر الغاضبة يتطلب منا الأمر أن نستوعب الثوابت والمتغيرات، وأن نعرف الحقائق ونفرقها عن الخرافات، ونضع نصب أعيننا كل الاحتمالات، لأشهر وربما سنوات. طبعا للأزمة جذور سبقت سقوط الموصل، ثانية مدن العراق، وسبقتها مواجهات الأنبار منذ ستة أشهر. بل يمكن أن نرجعها إلى عشر سنوات مضت، عام الغزو الأميركي، أو عشرين سنة غزو صدام الكويت،…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
يجادلني الكثيرون حول أهمية السودان لدول الخليج العربي، لكنني مقتنع بهذه الأهمية، وسأستمر في رفع شعارها والمناداة بها، لأن السودان يقع في قلب العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربية. هو الآن يمر بأزمة، لكن تلك الأزمة ستمر، ويعود السودان إلى محيطه العربي، شاء من شاء وأبى من أبى. السودان مهم لعرب الخليج لثلاثة أسباب رئيسة تندرج تحتها تفاصيل دقيقة ليس من الممكن الخوض فيها في هذا المقام، لكن المهم أنه أولاً، أن السودان بوابة عرب الخليج إلى إفريقيا، محاط بمجموعة من دولها، بالإضافة إلى البحر الأحمر وباب المندب، لذلك فالسودان يشكل جسراً استراتيجياً بين دول الخليج العربي وأفريقيا. وعلى الرغم من أن هذا الموقع يزيد من قابلية السودان للاختراقات الخارجية، إلا أن موقعه الجغرافي جعله مفيداً لعرب الخليج لأغراض الانتشار الاقتصادي والثقافي في القارة السمراء. وفي هذه المرحلة، فإن الخيارات التي عليهم وعلى الإفريقيين تحديدها تتعلق بالتنمية الشاملة المستدامة، وبالتفريق المعياري بين السلم والاستقرار والفوضى والإرهاب والرفاهية والفقر، ويعتمد ذلك على طبيعة وكثافة تلك الأفكار، وعلى النفوذ. لذلك، فإن المداخل الصحيحة إلى ذلك الجسر الاستراتيجي أصبحت ضرورة. السودان كدولة عربية هو جسر الخليجيين إلى إفريقيا، يوصل إليها أفكارهم المستنيرة وفلسفتهم الاقتصادية الجديدة التي أثبتت جدارتها على المستوى العالمي، ويوصل الأساليب التي لديهم، ويمكنها أن تساعد دول أفريقيا على الخروج من العديد…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
مصر، وهي منبع النهضة العربية والاقتصادية والثقافية ومركز الاستثمار والتنمية العربي، ستتعافى بفضل الله من أزمتها بأسرع وقت ممكن وستعود لقوامها الطبيعي بعد أن من الله عليها بعهد جديد ناجم عن إجماع شعبي لا خلاف عليه، وباختيار موفق لرئيس دولة طموح محدد الأهداف، أمين وصارم وقادر على تحمل المسؤوليات، واختيار موفق لرئيس وزراء ورئيس سابق لأكبر شركة مقاولات في العالم العربي، أسهم في بناء العديد من المشاريع التنموية في الدول العربية والأفريقية. وبهذا التجمع القيادي في مصر بين إدارة القطاع الخاص، والقطاع الحكومي، أجزم بأن التنمية الاقتصادية ستعود أقوى مما كانت عليه، وسيكون الاقتصاد المصري أكثر جاذبية، وستكون الاستثمارات الأجنبية في مصر أكثر أمانا، حيث سيضمن الرئيس السيسي الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي والفئوي، وسيقدم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزارة كل الضمانات للمستثمرين السابقين في مصر لمعالجة المعوقات التي واجهتهم أو قد تواجههم مستقبلا، وها نحن الآن نعود إلى ما بدأنا به من استثمارات عربية وأجنبية في هذه المنطقة الجغرافية الطيبة والخصبة، التي هي المقر الآمن المتكامل ذو الطبيعة الملائمة لنشأة الاستثمارات الاقتصادية ونموها، لتعم هذه الاستثمارات بمخرجاتها العالم العربي إلى أقصى حدوده الجغرافية، من مشرق الأرض إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها. وبعد أن بدأت خطة تجاوز مصر لأزمتيها: السياسية، والاقتصادية الأخيرتين تدريجيا على أرض الواقع، لمعالجة بعض الآثار السلبية…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
لو أردنا إطلاق وصف عام على التاريخ العربي الحديث، لقلنا بشيء من التجوز إن الدول العربية الفاعلة انتقلت من مرحلة الاستعمار والخضوع للإمبريالية الغربية إلى مرحلة الديكتاتورية الوطنية بعد معارك التحرر. سنجد هذا في العراق، مصر، سورية، وغيرها من الدول العربية الكبرى الفاعلة في التاريخ العربي الحديث. هذه الديكتاتوريات بعضها كان دموياً، كحكم عبدالكريم قاسم في العراق، وبعضها كان استبدادياً عنيفاً كحكم عبدالناصر، لكن كل هذه الأنظمة كانت تحمل أجندة وطنية تحررية -كتأميم قناة السويس وتحرير الأراضي العربية المحتلة- وأجندات اقتصادي لبناء المجتمع ومحاولة محاربة التفاوت الطبقي كما في تطبيق سياسات الإصلاح الزراعي في العراق ومصر، وغيرها. لكن هؤلاء المؤسسين -بصورة أو أخرى- وضعوا جذور انهيار الدولة العربية الحديثة أيضاً. ذاك الذي نعيشه بعد انتفاضات «الربيع العربي». هذه الديكتاتوريات التي وصلت إلى الحكم عن طريق انقلابات عسكرية دمجت فاعلين جدداً في السياسة العربية المعاصرة، والتي كانت حكراً على مجموعة أوليغارشية أو طغمة أرستقراطية مرتبطة بالوصاية الأجنبية، وتتعامل مع السياسة كجزء من ترفها اليومي. لكن مشكلة الفاعلين الجدد -آنذاك- وهذه الأنظمة العسكرية، أنها كانت تحارب مشكلاتها الآنية من دون التفكير في مستقبل الدول العربية. فكانت أولويات هذه الأنظمة محاربة التدخلات الخارجية، والتفاوت الطبقي، وبناء دول قوية وجيوش ضاربة لتحرير فلسطين، لكنها تجاهلت وفي شكل أساسي مسألة بناء نظام حكم ناجع لهذه…
آراء
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
رفض الأميركيون كل المقترحات والتطمينات من حلفائهم، وأصروا على موقفهم برفض تزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية تسرع في حسم المعركة وإسقاط النظام لوقف الحرب السورية وتداعياتها على المنطقة. كانت حجتهم أنهم يخشون سقوط هذه الأسلحة في الأيدي الغلط فتتحول نكالاً ووبالاً على الجميع. لا بد أنهم يشعرون الآن بالحرج وهم يستعرضون تقاريرهم الاستخبارية التي تحدد بالتفصيل كميات ونوعيات الأسلحة النوعية من مدرعات وراجمات صواريخ بل حتى صواريخ حرارية وطائرات سقطت تماماً في الأيدي الغلط في الموصل وبيجي وغيرهما، كثير منها سليم معافى في صناديقها. هذه الكارثة الكبرى التي جرت الثلثاء الماضي حينما استيقظ العراق والمنطقة على خبر سقوط الموصل ثاني أكبر مدن العراق بيد تنظيم «داعش»، إنما هي نتيجة طبيعية لإهمال الحالة السورية طوال الأعوام الماضية، والآتي أعظم، فالعراق كما نعرفه انتهى تماماً، ومن ثم كامل المنطقة. لعل سقوط الموصل يؤرخ لنهاية زمن «سايكس بيكو». سيحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يستعيد زمام الأمور بالقوة، فالرجل محترف في اتخاذ القرارات الخطأ، منذ أن استسلم لغرائز ثلاث مدمرة لأي زعيم، هي: الطائفية، وشهوة السلطة، والحرص على الغنيمة، واحدة منها كافية أن تقضي على أي بلد، فكيف عندما تجتمع الثلاث؟ النتيجة هي عراق الثلثاء الماضي وما بعده. قلت إنه سيحاول استعادة زمام الأمور بالقوة. ها هو يدعو شعب العراق للنفير العام…
آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
تتوالى الأخبار المثيرة من العراق، حيث "داعش" تجول بين المدن العراقية بعد أن سيطرت بالكامل على ثاني أكبر المدن العراقية، ولعل أكثر ما توقفت عنده من أخبار وردود فعل لما آل إليه الوضع في الموصل، طلب رئيس الوزراء العراقي المالكي من الولايات المتحدة الأميركية توجيه ضربات جوية للإرهابيين في العراق، وهو حتما يقصد "داعش" في الموصل، أثارني هذا التصريح، كون رئيس دولة بمثل العراق يطلب من دولة أخرى القيام بما يفترض أن يقوم به تجاه تنظيم أو جماعة، وهو من ادعى طوال السنوات الماضية أنه يمسك بزمام الأمور السياسية والأمنية في بلاده، وها هو يقر بأنه غير قادر على حماية مدن بلاده. تذكرت هنا تعليقات ضاحي خلفان، نائب قائد شرطة دبي، الذي علق على ما حدث بقوله: إن المالكي غير قادر على إدارة مدرسة فكيف يمكن له إدارة بلد بحجم العراق؟. هذا العبث الذي ما انفك عن العراق منذ الغزو الأميركي، وما ترتب عليه من تداعيات دامية لم تنته حتى اللحظة، وبالمثل ما يحصل في سورية وليبيا واليمن، شاهدٌ على أن الفوضى لا تنتج إلا فوضا وظلاما وموتا وخوفا. هذا المشهد المؤلم المكرر في أكثر من بقعة وفي أكثر من وطن، بكل ما نتج عنه من تخلف سياسي وانهيار اقتصادي وتدهور إنساني ودمار لكل البنى التحتية، إلا أن بعضا منا…
آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
في كلمة "الأنسنة" دلالة تعيد هذا اللفظ إلى أصله المشتق منه "إنسان" و"إنسانية" التي يتميز بها الإنسان عن بقية الكائنات الأخرى، كما تميز بعقله، واستطاع أن يصنع الحضارة ويستجيب لتحدي الطبيعة، بعد أن صنع فرص التصالح والتواصل والتعايش مع أخيه الإنسان ويسعى لها. ولو عدنا إلى التاريخ، فسنجد إسهامات كثيرة لشعوب وثقافات وملل وأديان كثيرة في الحضارة البشرية، كان الرابط فيها كلها "الاشتغال" بالإنسان لا الانشغال عنه؛ فتحققت الكثير من المنجزات الثقافية الحضارية بعد أن تجاوز الإنسان هذه العقدة، وهي أزمة العلاقة مع الآخر، ولم يكن المسلمون استثناء من هذه القاعدة، فقمة تحضر المسلمين كان في إسهامات العرب وغيرهم من الشعوب الأخرى، التي دخلت الإسلام واستلهمت الثقافة العربية في ذلك الوقت. ولذلك فإن المشروع المرشح لتحقيق هذا الانفتاح التواصلي الإنساني هو "الأنسنة"، التي يقصد بها: نزعة أو توجه فكري يكون فيه الإنسان أولوية، بمعنى أنه يكون محور الحياة ومحور تطورها بغض النظر عن "الاختلافات" التي يفترض أن تصنع ثراء لا عداء. أما في ظل ما نعيشه اليوم من سيادة قيم التطرف والغلو والانغلاق التي أسهمت في إعاقة التواصل الإنساني بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي على المستوى الثقافي والاجتماعي منذ عقود، فأصبح المسلمون متهمين بـ"الإرهاب" وإلغاء الإنسان حتى يثبتوا العكس مع الأسف، فنحن عشنا خلال العقد الماضي مرحلة اختبار صعب، ولا…
آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
في هذا الخضم من الذعر المبرر والمفهوم، إزاء سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة نينوى والموصل في العراق وتهيئه للتوجه نحو بغداد، وفتحه الحدود بين بلاد الرافدين وبلاد الشام، يطرح بعض الذين ينظرون إلى هذه «الفضيحة» و «المؤامرة» التي سمحت لمسلحي هذا التنظيم المغالي في تطرفه، بتسلم تلك المناطق الشاسعة من الجيش العراقي، الأسئلة عما إذا كان الأمر يأتي في سياق واحد لسياسة القوى الإقليمية الحاضنة لـ «داعش» ولـ «الإرهاب» تحت الطاولة، والذي يدعي النظام السوري وحليفه الإيراني، فوق الطاولة، أنهما يقاتلانه في سورية، لصرف الأنظار عن جرائم وأد ثورة الشعب السوري منذ عام 2011. مع خطورة ما حصل، يستعيد هؤلاء السياق الذي أدى إلى بروز التنظيم في سورية وقبلها في العراق. تطلبت حاجة طهران ودمشق وبغداد نوري المالكي إلى تقدم أولوية محاربة الإرهاب، على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، الإفراج عن سجناء أصوليين متطرفين منذ عام 2012 من سجن تدمر في سورية وتهريب عدد كبير منهم من سجن أبو غريب في العراق، فتجمعوا في بلاد الشام وسلّم النظام محافظة الرقة وبعض مناطق دير الزور لمسلحيهم فسيطروا على آبار نفطٍ سورية وتقاسموا عائداتها بالتراضي مع النظام وعاثوا تقتيلاً وقمعاً للسكان في مناطق جلها سنّية، وعبثوا بأماكن عبادة مسيحية، وفتحوا جبهات مع «الجيش السوري الحر» والمعارضة المعتدلة، ومع «جبهة النصرة» التي تقاتل…
آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
بعد انتخاب السيسي يبدأ العمل الذي يؤسس لمرحلة مختلفة عن كل ما جرى في الماضي القريب والبعيد، نريد لمصر النهضة الحقيقية التي توفر لها استحقاقات المستقبل ومتطلبات الحاضر. نهضة مصر من نهضة العرب بهذا جاء السيسي إلى سدة الحكم وفق إرادة الشعب الحرة في اختياره الاستقرار بدل الفوضى غير الخلاقة، والأمن بدل التطرف وعنفه وإرهابه. مصر اليوم حسمت أمرها في العودة إلى قلب كل عربي وبصر كل غيور على حصانته ضد الاختطاف مرة أخرى، مصر اليوم لابد أن تصبح غير الأمس الذي عانت فيه ويلات التجاذب بين أطراف الصراع الذي كاد يودي بمصر الحضارة والدولة في آن واحد. يقول أحدهم إننا شعرنا يوم التنصيب بعودة الحس القومي إلى مشاعرنا التي كادت تتبلد بفعل موجات اليأس والقنوط من عودة مصر إلى أحضان مستحقيها. على رغم تراكم حجم المشكلات في العالم العربي وخاصة في البلدان التي لا زالت تدفع ثمناً باهظاً لنتاج «ربيع عربي» بمقاييس بالية لم تكن مخرجاته ولا تغذيته الراجعة بقدر المأمول، إلا أن حجم التركيز على مصر قلب الأمة العربية النابض طغى على كل تلك المآسي التي خرجت من حصار ذلك «الربيع» الخادع. مصر اليوم في موقع «النموذج» الذي من خلاله تتطلع الأمة إلى مستقبل مختلف عما كان يُكاد لها في الخفاء والعلن، فقد تحررت من أثقال الحمولات الدينية…
آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
هذا الأسبوع هو أسبوع «التقاعد» في السعودية بلا جدال، فالتقاعد كان محل نقاش «الشورى» وتوصياته، ورأي أكثر من صحيفة يومية، وحديث أكثر من مقالة، كما نال حلقة ساخنة في برنامج الحوارات الأشهر سعودياً، «الثامنة» على قناة «إم بي سي». وللتذكير، فعضو الشورى حسام العنقري يطالب برفع سن التقاعد لتكون 62 عاماً بدلاً من 60. والعضو الآخر ومحافظ التأمينات الاجتماعية السابق سليمان الحميد يقترح صندوقاً احتياطاً لدعم مؤسسات التقاعد، ورئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في الشورى صالح الحصيني أيضاً يطالب الحكومة بإقراض المؤسسة العامة للتقاعد (المسؤولة عن تقاعد موظفي الحكومة) 100 بليون ريال، وإقراض المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 50 بليوناً (والأخيرة هي المسؤولة عن تقاعد موظفي القطاع الخاص). ولنبدأ من الثالثة، فالحصيني قدم مقترحاً بأن تقرض الحكومة ما مجموعه 150 بليون ريال للمؤسستين على مدى 25 عاماً، لتغطية العجز المتوقع في صندوقيهما، وليتمكنا من توسيع استثماراتهما أسوة بالقرض الذي حصلت عليه شركة الكهرباء السعودية أخيراً من الحكومة. المقترح لم تعلق عليه الحكومة ممثلة بوزارة المالية ولا غيرها من الجهات. التوصية الثانية، قدمها الحميد ووافق الشورى هذا الأسبوع على ملاءمتها، وتقضي بدرس مقترح إيجاد صندوق احتياط للتقاعد، وفيما عدا ما قاله مقدم المقترح من أن «الفوائض المالية الحالية تشكل فرصة كبيرة لا بد من الاستفادة منها»، لم يشر إلى مصدر تمويل هذا الصندوق…