آراء
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
الخبر اليوم لم يعد خبرا فقط، صار بإمكانك أن تقيس ردة الفعل ومدى التقبل، من خلال الردود والإعجاب وعدم الإعجاب، ولك أن تتخيل أن خبر الطالب السعودي الذي حطم التماثيل في معبد باليابان، وجد من يشيد به ويبارك جهد من فعله، وبعض هذه الردود حظيت بقدر كبير من الإعجاب والإشادة. هذا يؤكد أن القضية ليست تصرفا فرديا كما يحاول أن يصورها البعض، إنها أزمة مجتمع وثقافة جمعية يستعصي عليها فهم وتقبل الآخر، لدرجة أن تحطيم تماثيل بوذا، التي تعد من الممتلكات العامة عملا صالحا، لأنها أصنام، والأصنام شرك بالله، مما يفسر أن هناك خلطا كبيرا بين المفاهيم دون أي اعتبار لأي شيء كان. الطالب الذي حطم التماثيل فعل ذلك في البلاد التي رحبت به ليتلقى فيها العلوم، ولتمنحه درجة علمية يعود بها إلى وطنه، لكنه فضل أن يمارس التخريب والإساءة لنفسه ووطنه، فوقع اختياره على تماثيل عمرها مئات السنوات، تمثل رموزا دينية وثقافية مهمة عند اليابانيين، ليحطمها ويحطم معها صورة الإنسان المسلم بشكل أو بآخر. وعلى الجانب الآخر، جاءت تعليقات القراء على نفس الخبر في المواقع الأجنبية الصادرة باللغة الإنجليزية تستهجن هذه الفعلة بنفس درجة العنف في الواقعة، وحملت إساءات كبيرة للإسلام كدين، على اعتبار أن ما فعله الشاب نوع من الجهاد، ووصف أحدهم السعوديين بالمخربين الذين يهدمون ولا يبنون،…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
«فتى الكهول: له قلبٌ عَقُول، ولسانٌ سؤول» ــ ابن عباس عادت فاطمة من المدرسة ذات يوم وقد أثقلها همّ كتابة موضوع تعبير عن «الدفاع المدني»، أخذت قسطاً من الراحة، ثم رجعت تفكر من أين تبدأ، إلاّ أن كل المحاولات باءت بالفشل! فما كان منها إلا أن ذهبت إلى والدها وقالت له: بابا «حسين»، عندي واجب مدرسي بكتابة موضوع عن الدفاع المدني، حاولتُ يمنةً ويُسرة لكنني لم أستطع كتابة سطر واحد. أخذ الوالد يتصفح الكتاب فوجد بالفعل المعلومات التي في الدرس سطحية جداً، ووجد صورة مركبة الدفاع المدني تخالف ما هو واقع في الدولة من لون وشكل! فما كان منه إلا أن قام بمبادرة عمليّة، بأن طلب منها أن تتجهز وخرج معها إلى أقرب مركز للدفاع المدني، وهناك شرح للعاملين في المركز قصته مع ابنته، فما وجدَا منهم إلا الترحاب، ثم أخذوهما في جولة شاملة داخل المركز من بداية تلقي البلاغ حتى وصول الفريق بعد إطفاء الحريق، بل شاركوهما في عملية إطفاء وهمية! النتيجة: كتبت فاطمة في ذلك اليوم صفحتين عن «الدفاع المدني» فحصلت على الدرجة النهائية، كما حازت إعجاب مدرّستها. القصة لم تنتهِ، بل لعلها البداية، وذلك، لأن الوالد يعمل في وزارة الداخلية، ولأن فاطمة لها «قلب عقول، ولسان سؤول»، (ربي يحفظ ويبارك)، جاءت الفكرة بعد تساؤلات عدة: لماذا لا…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
على كراسي انتظار رحلة السفر، وأمام البوابة "B20" في مطار فرانكفورت وجدت نفسي أمام، أو في مواجهة ثلاثة من إخوتي من "عرب الشمال"، من العراق وسورية ولبنان، ينتظرون بوابة أخرى للسفر إلى بيروت. وكعادة بني يعرب عندما يلتقون في المهاجر والمطارات يبدأ السؤال: "من وين الأخ؟"، وكعادتهم أيضا عندما يلتقون خارج الحدود، تبدأ حوارات السب والشتم في الأنظمة وفي الشعوب، ويبدأ ترديد القصص النمطية والانطباعات الكاذبة عن حياة الشعوب مع الأنظمة. وحسبي أنني وحيد أمام ثلاثة عرب قادمين من "كاراكاس الفنزويلية"، حيث القدوة هو "هوجو تشافيز"، ونوري المالكي، وبشار وحسن نصر الله. وحين ودعتهم "واقفا" أخرجت جواز سفري الأخضر من جيبي، ورفعته بأعلى ما يمكن أن تصل به اليمين إلى فوق، وبصوت يملأ المكان: هذا هو (الجواز) الذي حملني حرا كريما مرفوع الرأس إلى كل جهات الدنيا، فلن يجبرني مثلكم دخول بلدانكم خفية وتسللا من بوابة بيروت. كان أخي اللبناني المغرم حد الهيام بالسيد حسن نصر الله، يقول لي فيما أتذكر: ولكن أخبرنا فيما بعد كم ساعة سيستغرق بك هذا الجواز مع مخابرات بلدك عندما تصل إليه بعد ست ساعات؟، كان يقولها غاضبا محتقنا من صوتي المرتفع وأنا أرفع جواز سفري في قاعة سفر مكتظة. وفي الصورة الخفية، قد لا يعلم هؤلاء أنني كنت على طاولة معالي الوزير، ومعالي سفيرنا…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
حين سقط نظام تونس في أولى هبات الربيع العربي، كانت المفاجأة أنه النظام الأشرس أمنياً في المنطقة، ما يعني أن الصورة مزيفة، وأن النظام من الداخل هش ومتآكل كلياً، فكانت الانطلاقة التي شملت بلداناً كثيرة. الآن ينتصر الإرهاب وتشتد عزيمته بعد نجاحات «داعش» في العراق، وتوالي سيطرته على المدن العراقية وهرب القوات أمامه، في مشهد مؤلم وموجع لحكومة ثبت أنها من ورق. يكشف هذا الهجوم أن كثيراً من الأنظمة لا تتجاوز حال «الظاهرة الصوتية»، فحكومة المالكي التي لا تتحدث سوى عن محاربة الإرهاب منذ أعوام، وتجمع لها الأسلحة والدعم، هربت حين أطل الملثمون على الموصل، وسلمت لهم المدينة والسلاح، وكأن الغزاة هم التتار، وليسوا مئات من «الداعشيين»، فهل يعقل هذا؟ هل العدد فعلاً محدود أم أن الجيش غائب ومفكك؟ هل البلد متعددة وليست واحدة؟ أين تبخرت مشاهد النجيفي وهو يتجول مسلحاً مستعيداً مشاهد صدام حسين وجعجعة إعلامه؟ هل سينشئ «داعش» دولته فعلاً ويتوسع في مناطق نفوذه؟ هل ستنجح الحكومة في طرد هذا التنظيم، وهي التي لم تحرك ساكناً لمجابهة سيطرة «داعش» على مدن وقرى مختلفة لا تزال تخضع له؟ إن دلالة هذه الحادثة بعيداً عن نتائجها اللاحقة، هي زيادة جرأة الجماعات الإرهابية على الدول في المنطقة وليس العراق وحده، وزيادة المنضمين إليها والمتحمسين لها، فـ«داعش» نجح للمرة الأولى في كسر…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
النظام السوري كان يعلم منذ البداية أنه لن يحصد تأييداً له في الانتخابات، التي أخرج مسرحيتها، لأكثر من نسبة 10 في المئة من الشعب السوري، لذا عمد، قبل أشهر، إلى إضافة نص إلى قانون الانتخابات الرئاسية القراقوشية، يحرم من خلاله أي سوري، خرج من سورية على نحو غير رسمي، من حقوقه في المشاركة في الانتخابات؛ لأنه يعلم أن أكثر من نصف الشعب السوري أضحى خارجها. الأسبوع الماضي لم يوفر النظام ترغيباً أو ترهيباً أو تزويراً، وسيلة، لحصد أكبر نسبة لتأييده إلا وانتهجها، فقد عمد إلى إجبار جميع موظفي الدولة والجيش والأمن وطلاب الجامعات، وغيرهم على المشاركة في الانتخابات. كان عناصر الأمن عند الحواجز داخل المدن يطلبون من كل من يمر فيها أن يفتح يده اليمنى لإثبات أن فيها آثار حبر. وهدد رؤساء الجامعات الطلاب بالرسوب إن لم يشاركوا، مثلما هدد مديرو الأقسام مرؤوسيهم بالفصل من وظائفهم أيضاً، فضلاً عن تهديد سفارات النظام السوريين في الخارج بحرمانهم من تجديد جوازاتهم. أما الترغيب فقد عمد النظام إلى الإيعاز إلى الأثرياء التابعين لنظامه لنقل الناس بالحافلات إلى المراكز الانتخابية مجاناً. ولكن من أكثر ما أثار السخرية والاشمئزاز، في السياق ذاته، موضوع انكشاف فضيحة أن الكثيرين كانوا يرسلون صور هوياتهم عبر الهاتف النقال إلى اللجان الانتخابية لتدوين أسمائهم بأنهم انتخبوا. بدأ النظام بالانتخابات في…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
لأول مرة في تاريخ مونديال كأس العالم، سيكون في مقدور حكام البطولة، التي تنطلق اليوم، معرفة ما إذا كانت كرة القدم قد دخلت المرمى من عدمه بالاستعانة بست كاميرا وعشرة هوائيات مخفاة زرعت عند خط المرمي، بحيث تنقل للحكم في غضون نصف ثانية إشارة، عبر سماعته، تؤكد له دخول الكرة خط المرمى من عدمه، وذلك بالاستعانة باللفافات النحاسية التي وضعت في كرة القدم الجديدة ليقرأها المجال المغناطيسي المحيط بالمرمى. ولجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى هذا القرار بعد الخطأ الشهير؛ حينما لم يحتسب حكم المباراة هدفا صحيحا لإنجلترا على ألمانيا في مونديال 2010، وهي القضية التي تثير إحباطات ملايين المتابعين لكرة القدم حول العالم. وهذا القرار الذي لجأت إليه «الفيفا» جاء، فيما يبدو، بعد دراسة وتأن، حيث إنها «تدرجت» في تطبيقه في بطولات سابقة أقل مستوى لتدرس سلبياته، وها هي تطلقه اليوم رسميا ومطورا في أشهر بطولة بالعالم. وسمحت «فيفا» أيضا باستخدام الحكام «الرذاذ المتلاشي» الذي يرشه الحكم على أرضية المعلب ويختفي بعد دقيقة، لأن الهدف منه هو مكان وقوف اللاعبين أثناء الضربات الحرة. وكلنا يذكر أيضا قرارات «الفيفا» لتخفيف وزن كرة القدم ومحيطها، التي كانت في السابق ثقيلة مقارنة بالحالية، وذلك لسلامة رأس اللاعبين ولتمتعهم بنقلات وضربات أسرع وأجمل وأفضل. ودرست «الفيفا» أيضا تكبير حجم المرمى قليلا ليتمتع…
أخبار
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
يحتفل العالم خلال هذه الفترة باليوم العالمي للمتاحف، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للمتاحف في صناعة الحضارة وكتابة تاريخ المجتمعات. كلمة «متحف» باللغة العربية، تعني المكان الذي يجمع التحف والمقتنيات الثمينة والنادرة. وتعود الكلمة الإنجليزية (museum) إلى الأصل اليوناني القديم (Mouseion) الذي يشير إلى المكان المخصص لآلهة الفنون التسعة في الأساطير الإغريقية القديمة، حيث كانت كل منهن راعية لنوع معين من الفنون. وتهدف المتاحف بشكل رئيس إلى حفظ التراث الإنساني وحمايته من الاندثار، وتتنوع بين فنية تعرض اللوحات والأعمال الفنية من عصور مختلفة، وتاريخية تضم مقتنيات ووثائق وآثاراً قديمة، وعلمية تضم معروضات عن العلوم الطبيعية والتقنية والكائنات الحية. تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بقطاع المتاحف، فهي الذاكرة التي تختصر تاريخ الدولة وحضارتها الممتدة لآلاف السنين. قد يظن البعض أن تاريخ دولة الإمارات يعود لعشرات أو حتى مئات السنوات فقط، ولكن كان للاكتشافات الأثرية التي بدأت في منتصف خمسينات القرن الماضي، أثر واضح في كشف العمق التاريخي لحضارة الإمارات وتراثها، الذي امتد دون انقطاع لأكثر من ستة آلاف سنة. وقد ساعدت الحفريات التي عثر عليها في جزيرة «أم النار» التي تبعد عن أبوظبي نحو 20 كلم، في تسليط الضوء على ثقافة السكان الأوائل للإمارات ونمط حياتهم. فمنذ حوالي 2600 إلى 2000 سنة قبل…
آراء
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي، أرسل أحدهم تغريدة يدعو فيها بقوله: (اللهم اجعلنا من الثائرين في سبيلك)، ثم توالى بعض أعضاء المجموعة بالتأمين على دعوته تلك، لكني لم أؤمّن معهم، بل تحفّظت على مشروعية الدعاء نفسه. إذ رأيت من المغالطة اعتبار أن «التثوير» هو حالة اعتيادية لحياة الإنسان، فيصبح من المستحسن التأمين على دعاء مفتعل كهذا. الثورة حالة استثنائية في حياة الإنسان السوي الذي يسأل ربه ألا يحوجه لها إلا في أضيق الطرق. وعوض أن نقول اللهم اجعلنا من الثائرين... لنقل اللهم اجعلنا من الآمنين، وهو من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم. خطاب التثوير الدائم لا ينتج مجتمعاً هادئاً مطمئناً، متعايشاً مع نفسه ومع الآخرين، بل يصنع مجتمعاً قلقاً في حالة استنفار دائم وكراهية ناجزة تبحث دوماً عن ضحاياها. التثوير الدائم هو نتاج مدرستيْ الشيعة والشيوعيين. استند متطرفو الشيعة في ثورتهم الدائمة منذ 1400 عام من أجل الثأر لدم الحسين عليه السلام، فأصبح المستسلمون منهم لهذه الأيديولوجية الثورية مشروعاً مستديماً لشتم كبار الصحابة رضي الله عنهم ولعذابات عاشورائية لم تُرو غليل الثأر حتى الآن منذ قرون! واستند الشيوعيون في أدبياتهم الثورية على توفير العدالة المثالية وطمس الطبقية، فأصبح المثاليون من أتباع هذه الأيديولوجية مشروعاً مستديماً لشتم الإمبريالية والملكية، حتى على رغم توفير الإمبريالية لهم منصات الحديث المأسوي المستديم! حين…
آراء
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
شاهدت مقطع فيديو لأطباء مصريين في غرفة العمليات يرقصون على أنغام أغنية بشرة خير للفنان حسين الجسمي أثناء إجرائهم عملية جراحية لأحد المرضى، وهو واحد من عشرات مقاطع الفيديو التي يظهر فيها رجال ونساء ــ بعضهم كبار السن ــ يظهرون في أماكن مختلفة لا تتناسب مع أجواء الرقص، وفجأة يملأ صوت الجسمي المكان ويرقصون على أنغام هذه الأغنية ومن أشهر هؤلاء مذيع الأخبار الذي ترك النشرة وبدأ بالرقص على أنغام هذه الأغنية!، بل إنني خلال زيارتي الخاطفة لمصر سمعت هذه الأغنية في كل مكان تقريبا، وكان الناس يتجمعون حولها ويرقصون ويمرحون في محاولة للتعبير عن فرحتهم الغامرة. موضوع الأغنية سياسي وإداري ولا يمكن أن يكون موضوعا لأغنية شعبية ناجحة، فالأغنية باختصار تمثل دعوة مبتكرة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتدعو أبناء مختلف المحافظات المصرية لتحديد مستقبلهم من خلال الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ولكن كاتب الكلمات الشاعر المعروف أيمن بهجت قمر وابن المسرحي الكبير بهجت قمر رجل اعتاد على صناعة الأغنيات التي تحقق نجاحات جماهيرية كاسحة وله سجل جيد في هذا المضمار، والطريف أنه رغم مهارته في ذكر مختلف المحافظات والمناطق التي يمكن أن ينتسب إليها الناخبون: (الصعيدي، الإسكندراني، السيناوي، ابن الجيزة...إلخ) إلا أنه بطبيعة الحال أغفل ذكر بعض المناطف والمحافظات لأن الأغنية لا يمكن أن تشمل كل مناطق مصر،…
آراء
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
للأسف الشديد، الشديد جدا، أننا استهلكنا مفردة "الهياط" كثيرا في الآونة الأخيرة، قولا وعملا، ولكني لم أجد مفردة أجمل منها تعبر عن عمل "حماية المستهلك" منذ سنوات، ولا جديد في هذا، لكن عندما يقفز الأمر لديهم من مجرد التنظير "العشوائي" إلى توزيع الدراسات "الوهمية" يجب أن نقول لهم "شتب يور ماوس حماية"! الموضوعات التي تدرجها الجمعية تحت نافذة (دراسات)؛ لا يمكن أن تكون أكثر من "كومة" وعظ إنشائي، أو ضرب من ضروب "الدروشة"، أو أي شيء آخر لا علاقة له بالدراسات! وبعيدا عن عدم ذكر مصدر الدراسات، أو نوع عينات الدراسة ومجتمعها وزمنها، إلا أن المنطق يرفض أن تكون هذه الجملة الإرشادية: "إذا كنت قريبا من هاتفك الثابت فلا تتردد في استخدامه" تمثل دراسة، أو هذه النصيحة "الذكية": "عند الحديث يفضل ألا يتحرك المتحدث".. وما خفي أعظم! من حسن حظي أو سوئه، وبينما أهمّ بكتابة مقال عن "الدراسات الانبراشية"، كشفت جمعية حماية المستهلك للزميلة "الحياة"، عن أن المواطن السعودي ينفق نحو 30% من دخله الشهري على الاتصالات بأنواعها كافة، وقد سبق وأن نشرت الجمعية رقما عن أسعار دقيقة الهاتف المتنقل في السعودية وأتت بمقارنات وأرقام بلا مصدر رسمي.. لكن ما لا تعلمه الجمعية الموقرة، والأمر ليس دفاعا عن شركات الاتصالات - التي أتحفظ على بعض ما تقدم - أن المملكة…
آراء
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
اضطر معالي وزير الصحة المكلف، المهندس عادل فقيه لأن يلجأ إلى "تويتر" لينفي الإشاعة الملتهبة عن تعيينه "زوج ابنته" على هرم واحدة من أهم الإدارات المستحدثة في برنامج معالي الوزير. معالي الوزير لم يحم نفسه فقط بتفنيد هذه الإشاعة، بل حمانا جميعاً من الاندفاع لنقد خطوة إدارية لم تقع. كنت على وشك أن يكون عنواني هذا الصباح: معالي الوزير: إدارة التغيير لا تبدأ بتعيين الأقارب. بقي من حقوق معاليه في الأمانة والمصارحة أن نقول له إنهم، أيضاً "يشيعون" أنك لم تزر سبع مناطق سعودية مكتملة خلال سنين وزارة العمل. لو أنك فعلت هذا، معالي الوزير لاكتشفت أن في وطنك "ألف باشا" تستطيع الاعتماد عليه. وعودة إلى العنوان بعاليه: بين يدي قبل أشهر، وضع أحد رؤساء التحرير الصاعدين لصحيفة صاعدة تحقيقاً جريئاً جداً عن الشبكات العائلية المتغلغلة في وزارات وهيئات حكومية وشركات وطنية عملاقة. تحقيق صحافي بالأسماء والوثائق ومع هذا لم يستطع "صاحبي" نشره على الملأ حتى اللحظة. كان من الممكن لهذا التحقيق الصحافي أن يكون "قنبلة" العام بأكمله ومع هذا لم يستطع "صاحبي" أن يأخذ من استشارتي إلا العنوان. قلت له: وزارات... أم شركات عائلية؟. وسأقول لكم إن من بين الأسباب التي اضطرت رئيس التحرير إلى وضع هذا التحقيق في الأدراج ليس إلا "حركة الإعلان" وإلا.. فهو جريء جداً ومتفهم…
آراء
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
تعيش إيران هذه الأيام الذكرى الأولى لفوز الدكتور حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية وعودة التيار «المعتدل/ الإصلاحي» إلى منصب رئيس الجمهورية بعد ثمانية أعوام من سيطرة التيار المحافظ على المنصب ممثلا في محمود أحمدي نجاد. من المؤكد أن روحاني سعيد بـ«الإنجازات» التي حققها خلال السنة الأولى لرئاسته؛ فقد أخرج إيران من عزلة سياسية وصعوبات اقتصادية بسبب المخاوف من برنامج إيران النووي وطموحاتها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل، فلقد كان لاتفاق جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 بين إيران ومجموعة 5+1، الأثر الكبير في خروج إيران – مؤقتا - من عنق الزجاجة سياسيا واقتصاديا، فتم انفتاح إيران سياسيا على العالم كما تم الإفراج عن بعض أموال إيران المجمدة بسبب العقوبات الاقتصادية وعادت (أو أعلنت عن رغبتها في العودة) بعض الشركات الدولية إلى الأسواق الإيرانية. ولكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة «الروحانية» وماذا قدمت لكسب الثقة في داخل إيران وخارجها؟ على الصعيد الخارجي، استمرت سياسة إيران القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي. كان البعض قد استبشر خيرا بقدوم رئيس محسوب على التيار المعتدل في إيران وتوقع هؤلاء أن تعيد طهران النظر في سياساتها هذه خاصة أن روحاني يرفع شعار الانفتاح على المنطقة وإعادة بناء الثقة بين إيران ودول الجوار العربي تحديدا. إن استمرار طهران في هذا النهج والتركيز على…