آراء
الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤
من الواضح أن قدر اليمنيين هو العيش في ظل حروب عبثية داخلية وقودها الأبرياء، وحصيلتها مزيد من الدمار لما تبقى من تماسك النسيج الاجتماعي في مختلف المناطق اليمنية، الذي تمزقت عراه حين تخلت مؤسسات الدولة عن مهامها وانشغل القائمون عليها بمصالحهم الخاصة وابتعدوا عن مصالح المواطنين ومعيشتهم، وهكذا أضحت الساحة مرتعا للفئات التي تمتلك السلاح والمال، وتراجع دور الأحزاب السياسية المتهالكة أصلا واختفت مؤسسات المجتمع المدني، وصار الخطاب فئويا ومذهبيا ومناطقيا بامتياز، واحتكر المشهد (سيد) هنا و(فقيه وشيخ) هناك، وضاع بينهما الوطن. تحولت محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء إلى ساحة حرب حقيقية وسالت دماء اليمنيين على أرضها ظلما وعدوانا ولأهداف غير وطنية على الإطلاق من كل الأطراف، وكان محزنا أن يقول (السيد) عبد الملك الحوثي إن أسرى يمنيين موجودون في سجونه، وزاد أنه سيتفضل بإطلاقهم (معززين مكرمين) وأنهم (كانوا ضيوفا عنده). ولا بد أن الغرور والغياب عن منطق العصر ونواميسه ومتغيراته تثبت أنه غير مدرك لفداحة ما يرتكبه في حق إخوان له في الوطن، بغض النظر عن اختلافه معهم وكانت الكلمة التي ألقاها الثلاثاء الماضي ممتلئة بمفردات نفي الآخرين وتسفيههم وتكفيرهم في استعراض فاضح لانتفاخ الذات، ولم يبق فيها أحد في منأى عن النقد والتجريح والاتهام، ووضع نفسه في موضع لا يخطئ صاحبه ولا يصيبه العوار، وكان الكاتب سامي غالب…
آراء
الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤
كان الوقت يشير إلى الساعة الثالثة بعيد ظهر الجمعة وأنا أدلف بعد هذا الغياب الطويل إلى قلب جزيرة "مانهاتن"، روح نيويورك وأيقونتها المعتمدة. كنت في مكتمل التعب والإعياء بعد رحلة طويلة من "أبها – جدة – فرانكفورت وأخيراً نيويورك"، وللحق أو للصدفة كان مدخلي إلى "مانهاتن" من البوابة المناسبة أو الجسر البحري المناسب: فجأة وجدت نفسي أمام إشارة مرور طويلة جداً على الركن الخلفي لمبنى الأمم المتحدة. وفي المشهد، على الرصيف المقابل نفر من جماعة الإخوان المسلمين يتظاهرون أمام المبنى الأممي ويرفعون صور "محمد مرسي"، وتلك الأعلام والشعارات التي أدمنتها منذ عام على قناة "الجزيرة". هربت منها في رحلة استرخاء إلى غرب الأرض فوجدتها "أول صوت" أسمعه في الأرض الجديدة والعالم الجديد. كانت إشارة المرور طويلة وحمراء مزدحمة تسمح بالمناكفة وتبادل إشارات الأصابع ما بين عابر سيارة أجرة وبين متظاهرين على الرصيف. كنت أرفع إصبعين وهم يرفعون "الأربع". حتى الصدفة نفسها تسمح بتداخل نغمة تشابه الحروف ما بين "مرسي وسيسي" في مناخ من الحرية المكتملة. أنت في "مانهاتن"، ونحن جمعياً في نيويورك، ولا أحد منا يستطيع كتم الصوت أو تقنين حركة الأصابع أو الاعتداء على رؤية مخالفة ما بين شارع ورصيف. وصلت فندقي في "مانهاتن الوسطى" فلم أحتمل ضياع دقائق من نهار أميركا الصيفي الطويل. قررت أن يكون استرخائي على…
آراء
السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤
كل القرارات السياسية تحتمل الصواب والخطأ، ولا يمكن الحكم عليها إلا بعد حين، عندما تظهر النتائج النهائية للفعل السياسي. واحد من الأعمال السياسية ذات العمق الإنساني المؤثر عرفنا نتائجه في الفترة الأخيرة، وذلك عندما ذهبت زرافات من المتشددين إلى الحرب الدائرة في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وعاد بعضهم يحمل الكثير من الندوب الفكرية والنفسية، فعاثوا فسادا في أوطانهم العربية المختلفة. تبين للجميع، دولا وجماعات سياسية، أن هناك ثمنا باهظا يرجح أن يدفع، عندما تشترك جماعات وأفراد من المواطنين في حروب تحت رايات مختلفة خارج الوطن. وقد عمدت دول عديدة، بعد تلك التجربة الصعبة، إلى مراقبة تلك الجماعات وتشديد العقوبات على كل من يشارك في مثل تلك الأعمال الحربية الخارجية، أيا تكن تحيزاتها الفكرية، كما حدث في القرارات الرادعة التي سنتها المملكة العربية السعودية في هذا الأمر مؤخرا. اليوم يعود الحديث موسعا حول مخاطر «العائدين من سوريا»، وهو حديث تكرر مثله في السابق، كالقول «العائدون من البوسنة أو الشيشان» أو أي بلاد انفجر فيها الصراع، وحاربت فيها مجموعات من خارج الإطار الثقافي - السياسي للدولة الموبوءة. لم يعد أصحاب الرايات هم فقط المتحمسين القادمين من بلاد عربية، بل جاء كثيرون من بلاد أخرى، بعضها شرقي، وبعضها غربي، حتى من الولايات المتحدة. ما يلفت هو عودة الحديث عن أصحاب «الرايات السوداء»…
آراء
السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤
لاحظ عدد من المراقبين مفارقة دالّة، وهي أنّ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان كان يغادر قصره بهدوء، مع انتهاء ولايته الرئاسية، فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد يمضي في حملته لـ«الانتخابات» الرئاسية، طامحاً في تجديد ولايته، وسط كمّ لا يُحصى من القتل والدمار والتهجير الذي تسبب فيه. هذه المفارقة -المقارنة جاءت تردّ على سردية سائدة في الفكر السياسي العربي، لاسيما منه القومي والراديكالي، مفادها أن لبنان أكثر بلدان المشرق العربي، بل العالم العربي، اصطناعية وهشاشة. والحال أن لبنان لا يخلو من الاصطناع والهشاشة، مثل معظم البلدان حديثة الولادة التي نشأت إمّا بعد الحرب العالمية الأولى أو بعد الحرب العالمية الثانية، والتي صارت تشكل اليوم الأغلبية الكاسحة بين البلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كذلك فإن التكوين الطائفي للمجتمع اللبناني وانعكاس ذلك على البنيتين السياسية والثقافية فيه جالبان لأزمات لا تنتهي، أزماتٍ يعيش اللبنانيون حالياً بعض أكثرها شدةً واحتداماً. مع ذلك فالقول إن لبنان هو الأكثر هشاشة واصطناعاً قول يستنفر الكثير من التحفظ، وخصوصاً أن ما يقارب المليون ونصف المليون من السوريين يعيشون فيه الآن بعدما هجّرهم نظامهم وحربهم الأهلية، وهؤلاء معطوفون على ما يُقدر بأربعمائة ألف فلسطيني نزحوا عن بلدهم بفعل نكبة 1948 ثم نكسة 1967. واقع الحال أن الصورة المرسومة للبنان بوصفه البلد الأكثر هشاشة واصطناعاً ليست بريئة تماماً.…
آراء
السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤
يقول زوربا اليوناني: «عديدة هي أفراح هذا العالم؛ النساء والفواكه والأفكار». وإذا فكرتَ فيما يجلب لك السعادة وتمعنتَ حولك قليلاً، فستجد بأن أفكارك فقط كافية لجلب كل شيء جميل. ولا أتحدث هنا عن قانون الجذب، بل عن قدرتك على بناء عوالمك الخاصة، وتصوير حياة جميلة بعدسة أفكارك. هل دخلتَ المستشفى مرة وبينما أنت مكتئب من رائحة الدواء وتأوهات المرضى وسذاجة الطعام، راودتك فكرة أنك ستخرج من ذلك المكان يوما ما وتمشي على الشاطئ، وتذهب إلى السينما، وترتاد المطارات، وتحلق في السماء، وتلتقط صورا أمام برج إيفل، أو على العتبات الإسبانية في روما؟ إن التفكير المجرد والبسيط في أمور كهذه كفيل بتحويل غرفة المستشفى المليئة بمصابيح النيون البيضاء، التي تسكب التعاسة والقلق على ساكنيها، إلى مكان مقبول، وربما جميل لبعض الوقت، كمحطة القطار التي، رغم امتلائها برائحة المحروقات والزيوت، إلا أننا نحبها كثيراً. أتعلمون لماذا؟ لأنها بوابة تُفضي بنا إلى عالم الترحال الروائي. فمهما تنوعت أساليب السفر، يبقى القطار أكثرها عذوبة ورومانسية. إلا أن الفكرة الأكثر جلباً للسعادة هي الحُب؛ لأنه المعجزة الوحيدة الباقية في الأرض. سألني أحدهم مرة كيف يمكن للحب أن يكون معجزة؟ فقلتُ له لأنه يدفعنا للتغلب على المستحيل. الحب يزرع فينا الشجاعة، ويُظللنا بالأمل والحماسة، ويساعدنا لنجد الأشياء المفقودة في حياتنا. إنه ما يجعلنا نتبرع بإحدى كليتينا…
آراء
السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤
الإيرانيون في غالبهم عرفوا بتعاطفهم مع الفلسطينيين، مثل كثير من الشعوب في العالم، بما فيها التي لا تمت بروابط دينية أو ثقافية في المنطقة العربية. هي مسألة ظلم وقع على شعب بأكمله، ودام الظلم عقودا طويلة. ولا أدري صحة الاستبيانات المفتوحة التي تدار في بلدان مغلقة، لكن لو افترضنا أن الإيرانيين حقا أقل تعاطفا مع الفلسطينيين، وأكثر ميلا للجانب الإسرائيلي، وهذا يمكن أن يكون صحيحا، وإن كان بنسبة صغيرة، فإنه ليس صعبا علينا فهم الدوافع التي أوصلت العواطف الأمور إلى هذه الحالة السلبية. منذ الثورة الخضراء التي هب فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين ضد حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد، أصبحنا نسمع شعارات تقال في الشارع ضد شعارات النظام، كان هناك احتجاج علني ضد دعم «حزب الله» اللبناني، الذي يعتبر أكثر الأطراف قربا من نظام طهران، وكان يعتبر وليدا تابعا، ثم ظهرت في الحرب السورية دعوات صريحة تنتقد موقف حكومة روحاني بإنفاقها المالي الضخم لتمويل الحرب دفاعا عن نظام بشار الأسد في سوريا، وكذلك ضد إرسال إيرانيين للقتال هناك أيضا. وقد نما في داخل إيران تيار معادٍ للنظام وسياساته بشكل عام، بغض النظر عن طبيعة هذه القضايا. وهناك صف من المثقفين الإيرانيين يعارضون نشاط الجمهورية الإسلامية الخارجي، وهم يفرقون بين الشعار والحقيقة السياسية. فالدم الإيراني لجماعات فلسطينية كان دائما للمتمردين على…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
"مبروك المولود الجديد!"، مقولة يتمنى سماعها كل حديث عهد بالزواج، ومن اشتاقت نفسه للثاني والثالث، ومن حرم سنوات من هذه النعمة الإلهية العظيمة. لكن في خضم الاحتفالات والهدايا والتبريكات، هل وضعنا في حسابنا كيفية التعامل مع هذا القادم الجديد حتى قبل ولادته؟ لنبحر في محطات سريعة لنرى كيف نستطيع إضافة فرد جديد صحي من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية. المرحلة الأولى هي عندما يكون الفرد جنينا في بطن أمه، وحتى قبل ذلك (عند انعقاد النطفة). فالعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة المبنية على التفاهم والثقة والمحبة، تنعكس إيجابا في روح الجنين. وأيضا التأكد من عدم وجود القابلية لإنجاب فرد يحمل أمراضا وراثية (فحوصات ما قبل الزواج)، أو تشوهات خلقية (تجنب التدخين من أحد الزوجين أو كليهما، الكحول، بعض الأدوية). وفي هذا الخصوص وجدت دراسات عديدة أن إكثار المرأة الحامل من ذكر الله وقراة القرآن والابتعاد عن الأجواء المشحونة، ينتج مواليد بدون اللجوء للعملية القيصرية، وبأوزان جيدة وفي صحة وعافية. تسمية الفرد والرضاعة الطبيعية، هي المرحلة الثانية. قد يستغرب البعض في ماهية العلاقة بين الاسم والصحة. التسمية المقبولة عرفا تنعكس إيجابا في شخصية الفرد وثقته بنفسه، وبالتالي في صحته. أمّا الرضاعة الطبيعية فالقرآن الكريم وقبل جميع الدراسات الحديثة، أنهى الموضوع في الإيجابيات اللامتناهية لحليب الأم. وهنا يأتي دور الأسرة مرة أخرى، فنوعية أكل…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير في الـ«ويست بوينت» هو أول السكاكين التي سنها للإجهاز على العقيدة الأوبامية في السياسة الخارجية التي هي مزيج من الانعزالية والعمليات والصفقات السرية وغير الاستراتيجية كما يقول بعض منتقديه. التراجع والترميم عادة أغلب الرؤساء في سنواتهم الأخيرة حينما يضطرون للتخلي عن الأفكار النظرية والقبول بالواقع بعد أن يئسوا من تغييره. لكن هل هذا يعني نهاية الأوبامية؟! ربما لأربع سنوات أو ثمان، ولكنها قابلة للصعود من جديد. مبدئيا يمكن القول إنه حتى لو لم يتراجع أوباما فإن الرئيس القادم، سواء كان الجمهوري جيب بوش أو الديمقراطية هيلاري كلينتون، سيقوم بقلب الصفحة. جيب بوش الجمهوري سيعيد الولايات المتحدة للشرق الأوسط وللعالم من جديد في محاولة لاستعادة النفوذ والثقة، خصوصا بعد الاحتلال الروسي للقرم، الذي صدم الإدارة الأميركية الحالية التي تقول كل الأخبار إنها لم تتوقعه مطلقا ولم تستعد له أبدا. ولكن حتى هيلاري اختلفت مرارا مع نهج أوباما في أكثر من مكان أهمها الانسحاب من أفغانستان والحرب السورية. من المؤكد أن الأوبامية ستمرض خلال الأعوام المقبلة ولكنها لن تموت. حتى لو أراد أوباما أن يخنق بيديه عقيدته في السياسة الخارجية هذا لا يعني أنه قادر على قتلها. الكل يريد أن يكون أوباما جديدا في السياسة الخارجية. هناك عدد كبير من الساسة، خصوصا الصاعدين الشباب من الحزبين…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
ـ تمتد السفرة أمامك بما لذ وطاب، وتكاد أن تموت من التخمة وشدة الشبع؛ أما هو فلم يجلس على ربع سفرة مثل سفرتك طوال حياته، وسيعتبرها من علامات نهاية الزمان لو تيسر له بعض ما يتيسر لك من بذخ؛ لقد كنت مثله وأسوأ فلماذا لا تشكر النعمة كي تدوم؟! ـ أطفاله يحلمون اليوم بربع ما لدى أطفالك؛ لم يجربوا أبداً زحمة الألعاب المتناثرة في كل زاوية من البيت، وليس لديهم جوالات نهائياً، ولا ملابس تصيبهم بالحيرة حينما يخرجون لأنهم لا يعرفون كيف ينتقون أحلاها.. ألا يذكرك وضعهم هذا بوضع أبنائك قبل النعيم؟! ـ أولاده الذكور يذهبون إلى المدرسة مشياً على الأقدام، وليس لديهم ترف تغيير الثوب في كل مناسبة مثل أولادك، وبالطبع فهم ليسوا مشغولين بترتيب حجوزات السفر والبحث عن مقعد بالواسطة كي يستمتعوا بالسفر.. لا تظن أنك بمنأى عن استدارة الزمان!! ـ لقد كنت مثله وكان أولادك مثل أولاده تماماً؛ فلماذا نسيت أو تناسيت طريق العذاب؟ ألم تعلم أن الذين ينسون سيرتهم الأولى بسرعة، ويظنون أنهم أصبحوا بمنأى عن الفقر والحاجة هم أقرب للخطأ والتبديد ومن ثم العودة إلى نقطة الصفر؟!! ـ في مجتمعنا ظواهر فجة وجحود ونكران؛ من الذين كانوا حتى الأمس القريب تحت خط الفقر، وحينما ابتسمت لهم الدنيا بالغوا في المظاهر، ونسوا أن الله وحده هو…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
10 ريالات سيوفرها مشترو حليب الأطفال بسبب قرار موفق من وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة. القرار الوزاري حدد السقف الأعلى لسعر عبوات حليب الأطفال زنة 400 غرام بما لا يتجاوز الـ 29 ريالاً، والحد الأعلى للعبوات أعلى من 400 غرام على أساس سعر الكيلوغرام بما لا يتجاوز الـ 70 ريالاً («الحياة» ٢٩ أيار/ مايو ٢٠١٤). التدخل وتحديد سعر سلعة هو الاستثناء، فالقاعدة الأساسية هي حرية السوق، وعدم التدخل، وترك قوى العرض والطلب تحدد السعر التوازني الذي يقبله المنتج والمستهلك، أو المستورد - بمعنى أصح - والمستهلك في حالة حليب الأطفال. ولكن، في حالة السلع الضرورية، يجب أن تتدخل الحكومة لضبط السوق في ما لو شذّت عن طبيعتها المقبولة، وهو ما حصل بالضبط في حالة حليب الأطفال. فالمؤشرات تؤكد أن حليب الأطفال رُفع عمداً إلى أسعار مبالغ فيها، وكان الارتفاع متسارعاً من دون سبب منطقي، مع العلم أنه لم يرتفع بالسرعة نفسها في الدول المجاورة. وعلى سبيل المثال، تحدد بعض الأرقام سعر عبوة الـ 400 غرام في الإمارات الشقيقة بما لا يتجاوز الـ 27 درهماً إماراتياً، في حين بلغ سعر العبوة نفسها عندنا 35 ريالاً وزيادة في بعض الصيدليات. وإذا ما عرفنا أن الدعم الحكومي لحليب الأطفال يبلغ 12 ريالاً للكيلوغرام. فهذا يعني أن سعر بيع عبوة الـ 400 غرام…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
يشكِّل الإسلام والمسلمون الشغل الشاغل لمفكري الغرب وقادته السياسيين حاليا. هذا ما لمسته لمس اليد أثناء تجوالي في العديد من المكتبات الفرنسية مؤخرا. فالكتب الصادرة عنا في الآونة الأخيرة لا تُحصى ولا تُعد، فيها الغث وفيها السمين. من بين المشغولين بنا وقضايانا نذكر الكاتب الفرنسي فيليب ديريبارن، وهو عالم اجتماع وكان أحد كبار التكنوقراط في عهد الرئيس الأسبق جورج بومبيدو، كما أنه باحث في المركز القومي للبحوث العلمية الفرنسية، وهو من مواليد الدار البيضاء في المغرب عام 1937، وبالتالي فالعالم العربي أو الإسلامي ليس غريبا عليه. وقد لفت الأنظار مؤخرا بكتابه الذي اتخذ العنوان التالي «الإسلام أمام الديمقراطية». نلاحظ منذ البداية أنه يضع نفسه تحت سقف المرجعية المعرفية لكبار مفكري الإسلام في فرنسا من أمثال جاك بيرك ومحمد أركون وسواهما. يرى هذا الباحث أن هناك عراقيل معينة تحول دون انغراس الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية، وهو يتساءل: لماذا في كل مرة تخيب آمالنا بقيام الديمقراطية في بلد إسلامي ما؟ لماذا نجد أن تعددية الآراء، واحترام رأي الأقلية، والفكر الحر، هي أشياء ممنوعة تقريبا في معظم البلدان الإسلامية؟ يضاف إلى ذلك أننا لا نزال ننتظر بفارغ الصبر استهلال عهد الحرية الفكرية في أرض الإسلام في كل المجالات بما فيها المجال الديني. في رأيه لا يمكن تفسير ذلك بواسطة العوامل الاقتصادية والاجتماعية وحدها،…
آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
كيف لبلد مثل سورية، يضم 15 مليون ناخب من أصل زهاء 22 مليون مواطن، عدد النازحين منهم خارج البلاد يبلغ على الأقل 3 ملايين نسمة، و5 ملايين من النازحين داخل البلاد، وأكثر من مليوني مغترب موزعين في أربع رياح الأرض، فيبقى من الذين لازموا سورية زهاء 10 ملايين موزعين بين الولاء للمعارضة والولاء للنظام وفق مناطق سيطرة هذا وذاك، أن يقترع فيه 11 مليوناً وأكثر من 634 ألف ناخب، حصل بشار الأسد على أصوات 10 ملايين و320 ألفاً منهم؟ قد يكون التدقيق في الأرقام عملية ساذجة للدلالة على التزوير الذي اعتمدته آلة النظام الأمنية والعسكرية لمهزلة الانتخابات الرئاسية في سورية، لأن كل الحسابات التي أجرتها منظمات الأمم المتحدة وبعض منظمات المجتمع المدني كانت أفادت بأن أقصى نسبة اقتراع متوقعة في تلك المسرحية لم تكن لتتجاوز العشرين في المئة من الناخبين الـ15 مليوناً. وقد يعتبر البعض أن التدقيق في هذه الأرقام هو أشبه بصرخة في وادٍ بعيد، يستحيل سماعها من الذين يفترض أن تصل الى آذانهم. فمن يريد أن يصدق أن غالبية الشعب السوري أعادت انتخاب الأسد، لا يكتفي بصمّ الآذان، بل يرفض رؤية ما بثته شاشات التلفزة من مشاهد عن نسوة يُنزلن أكثر من ورقة اقتراع في صندوقة الاقتراع وهن يحملن أطفالاً على أيديهن، في السفارة السورية في بيروت، أو…