آراء
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
رأيت وسط تأزمات الثوران الإسلامي، والصراع بين الجماعات الدينية والدولة، وسوء منظر ومشهد الإسلام في العالم، أنه لا بد لصون الدين في أزمنة التغيير (وهو العنوان الفرعي لكتابي الصادر أخيرا) من ثلاثة أمور؛ الأول: القيام بنهوض فكري وديني تجري من خلاله عمليات نقد تحويلات المفاهيم، والإصلاح الديني. والثاني: إعادة بناء المؤسسات الدينية لتمكينها من القيام بالوظائف والمهام التي كانت لها والتي لم تستطع القيام بها في المرحلة الماضية. والثالث: الانخراط من جانب المثقفين في عمليات إقامة أنظمة الحكم الصالح أو الرشيد في البلدان العربية التي سادت فيها وتسود الديكتاتوريات العسكرية والأمنية المهولة. وصحيح أن بعض الذين ردوا عليّ جادلوا بشأن الأنظمة الاستبدادية، وهل هي أفضل أم التيارات المتشددة التي تتصارع معها (!)، بيد أن الاعتراضات الحقيقية، ومن جانب الإصلاحيين والتنويريين على حد سواء، كانت على اتجاهات عمليات النقد المفهومي من جهة، والدعوة لتقوية المؤسسات الدينية التي نال منها الضعف، وضاعت وظائفها ومهامها بين الأنظمة الاستبدادية والثوران الإسلامي. ففي مجال النقد المفهومي أو نقد عمليات تحويل المفاهيم، لاحظت أن «التقليد» السني صار ملعونا باعتباره أرثوذكسية رجعية مملوءة بالانسدادات، وانحطاطات الألف عام! وقلت إن هذا التصور أو هذه التصورات التي نشرتها التيارات الإصلاحية والسلفية والتنويرية، وطرب لها المستشرقون ودعاة صراع الحضارات، تمثل نزوعا غير تاريخي، ولا يفهم الإسلام والمسلمين. فصحيح أن «التقليد»…
آراء
الخميس ٠٥ يونيو ٢٠١٤
خلال هذا الأسبوع سيعلن بشار الأسد أمام العالم أنه أعيد انتخابه مرة أخرى رئيساً لسوريا، والحال أن الانتخابات برمتها ليست سوى عملية نصب واحتيال على الشعب والعالم، ونتائجها معروفة سلفاً، هذا ناهيك عن أن المستبدين لا يتم انتخابهم، بل يتمسكون بالسلطة، من خلال القوة والخوف، وهما الحفازان الوحيدان اللذان قد يدفعان السوريين للنزول، والمشاركة في المسرحية. وليس خافياً أن محاولة الأسد التظاهر بأنه يشرف على انتخابات معترف بها قانونياً، بعد كل جرائم القصف والتجويع والذبح التي مارسها على شعبه طيلة السنوات الثلاث الماضية، إنما يرمي في الحقيقة إلى إسباغ لبوس من المشروعية على النظام الديكتاتوري، رغم ما ينطوي عليه الأمر من كذب وتضليل. وفيما وصف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الانتخابات السورية بأنها «مسرحية سياسية مريبة»، اعتبرها نشطاء الديمقراطية السوريون بأنها «انتخابات الدم»، وهي تكشف للعالم أن من يحاول السعي إلى إنجاح المسرحية الممجوجة هما فقط روسيا وإيران اللتان أرسلتا «مراقبين» لمتابعة سير التصويت، ورغم أن المجتمع الدولي أدان «الانتخابات» بوصفها عملية هزلية وبعيدة عن المعايير الديمقراطية الحقة، فستكون لمناورة الأسد تداعيات خطيرة؛ فهي أولاً ستنسف البيان الصادر عن الأمم المتحدة في جنيف، والذي يطالب بإنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة السلطات التنفيذية، كما ستضفي على نظام الأسد واجهة مزيفة من المشروعية التي سيسعى هو ورعاته في موسكو وطهران إلى…
آراء
الخميس ٠٥ يونيو ٢٠١٤
قدم لنا عالم نفس شهير خلاصة دراسته، حينما توصل إلى أن ما نؤمن به تجاه الأفراد يحدد طبيعة قراراتنا تجاههم. وهي النظرية التي سميت (X) و(Y)، وقد انتشرت في أدبيات الإدارة، ومفادها أننا ننظر إلى الناس من منظورين، بحسب د. دوغلاس ماقريغر خريج جامعة هارفارد والمحاضر في معهد (MIT). المنظور الأول أن الإنسان بطبيعته لا يحب العمل، لذا فسيحاول بذل ما في وسعه لتجنبه. وعليه، فإن أصحاب هذه النزعة يتطلب أن نواجههم بأسلوب إداري حازم حتى ينفذوا أهداف المنظمة في بيئة رقابية جادة. ومن هذا المنطق، فإن هذه الفئة تفضل أن يجري توجيهها نحو عمل محدد حتى تتجنب تحمل وزر المسؤولية. أما النوع الثاني من البشر، فتصنفه النظرية على أنهم فئة من الناس سوف تبذل ما في وسعها للسيطرة على أدائها وضبطه بقدر الإمكان لتحقيق أهداف المنظمة، من دون الحاجة لرقابة خارجية أو تهديد ووعيد بعقوبات. وهؤلاء يرون أن جهدهم المبذول في العمل هو في حد ذاته له مردود جيد حينما يكون مرهونا بإنجاز يشار إليه بالبنان، وأن الإنسان بطبعه يقبل تحمل المسؤوليات، بل بالأحرى يسعى إليها بنفسه أحيانا، وأن مساهمات الأفراد الخلاقة لا حدود لها إذا ما توافرت لهم البيئة المناسبة. ولحسن الحظ، فإن واقع الحال يؤكد أن الإنسان فيه خصال هاتين الفئتين بدرجة أو بأخرى. وهذا ما يتفق…
آراء
الخميس ٠٥ يونيو ٢٠١٤
في خضم الأحداث العربية المتسارعة والخطيرة اقتصادياً وأمنياً حدث تطور مهم ستكون له انعكاسات وتأثيرات شديدة على الأوضاع في المنطقة، وبالأخص إعادة رسم خارطة التوازن الإقليمي بعد الخلل الذي نجم عن التدخل الأميركي في العراق والاختراقات التي ترتبت على ما سمي بـ"الربيع العربي"، وأثرت في توازن القوى في المنطقة. لقد جاء تشكيل لجنة عليا للتعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ليشكل نقلة نوعية في طبيعة العلاقات سواء بين البلدين أو على المستوى الإقليمي، علماً بأن هناك العديد من لجان التنسيق بين دول منطقة الخليج العربي، إلا أن هذه اللجنة تملك خصوصية لكونها تضم أكبر اقتصادين عربيين وقوتين عسكريتين مؤثرتين، فالسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ومركز ديني عالمي، في الوقت الذي تعتبر فيه الإمارات مركزاً تجارياً وماليا ونقطة تقاطع مهمة لحركة النقل الجوي الدولية، إضافة إلى كونها أحد أكبر مصدري النفط. وبصورة أكثر تفصيلاً، فإن اقتصادي البلدين، الإمارات والسعودية يشكلان 72% من الاقتصاد الخليجي الذي بلغ 1.56 تريليون دولار في العام الماضي 2013، كما أنهما يستحوذان على 41% من الحجم الإجمالي لـ 22 دولة عربية، والتي بلغ مجموع ناتجها الإجمالي في العام الماضي أيضاً 2.71 تريليون دولار. من خلال هذه البيانات السريعة يمكن استنتاج الأهمية البالغة للجنة التعاون الاستراتيجي بين الإمارات والسعودية، والتي ستحدد العديد من التوجهات الاقتصادية…
آراء
الخميس ٠٥ يونيو ٢٠١٤
تزوجت السيدة نورة قبل نحو 20 عاما من ابن عمها. كافحت في سنواتها الأولى لتنجب طفلا دون جدوى. راجعت أكثر من طبيب واستشاري وكانت كل النتائج تشير إلى أنه لا توجد لديها أي مشكلة. سألها الطبيب أن يقابل زوجها ليجري له بعض الفحوص ليرى إذا كانت لديه أي مشكلات صحية. أظهرت النتائج أن الزوج عقيم ومسألة إنجابه شبه مستحيلة. خضع الزوج لفحوص أكثر من مركز طبي متخصّص في السعودية وخارجها أكدت صحة تشخيص الطبيب. تعلق الزوج ببصيص أمل وأخذ عديداً من الأدوية وأجرى عمليات عدة لكن لم يكتب الله لها النجاح. بعد نحو سبع سنوات من المحاولات الممضة عرض الزوج على نورة أن ينفصل عنها حتى تتمكن من الزواج من شخص آخر ينجب لها وتنعم بطفل يملأ عليها حياتها. رفضت رفضا قاطعا. ضحت بالأمومة. شغلت نفسها بعمل الخير وركزت على الأطفال الفقراء والأيتام. كانت تعمل معلمة في الصباح وفي المساء تنتقل من منزل إلى آخر لتهدي الأطفال الملابس والهدايا المتنوعة وساعات تقضيها بينهم تقرأ عليهم القصص. تخبرني نورة أنها انشغلت طوال الأيام الماضية بحضور حفلات تخرج أبنائها الصغار. تقول في رسالة إلكترونية بعثتها لي من جدة إن أمهات كثيرات دعونها لحضور حفل تخرج أبنائهن لأنها أسهمت في إسعادهم يوما ما. تسألني في ختام رسالتها: "ألست أغنى أم؟ من لديه مثل…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
العلاقات السعودية - الإماراتية في الفترة الأخيرة مميزة ومتميزة وصامدة في وجه أية محاولات لاستغلال ظروف الإقليم للمس بأمن دول الخليج، حفاظاً على وحدة الصف والمصير الواحد والتعاون البنّاء. الرياض وأبوظبي، توافقتا على الموقف من سياسة قطر، وهو ما دعاهما إلى جانب البحرين لسحب سفرائها من الدوحة. الإعلان عن موقف موحد يدعم مصر مادياً ومعنوياً، ويرفض أية محاولة للضغط عليها للاستجابة لجماعة «الإخوان المسلمين». رؤية واحدة حتى وإن اختلفت نوعية التصريحات الإعلامية حول الممارسات والسلوكيات الإيرانية، وكذلك السياسة التركية بالتدخل في شؤون مصر. دعوة الفلسطينيين إلى ترتيب البيت الداخلي، وعدم استمرار الخصومة والانقسام بين الفصائل المتطارحة، ما أضرّ بالقضية الفلسطينية. استهجان سياسات حكومة المالكي، واستخدامها سلاح الطائفية، وإطلاق يد إيران في العراق. الاتفاق في شأن الأزمة السورية، وأن الحل في رحيل نظام بشار الأسد. دعم حكومة منصور هادي في اليمن، وضرورة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. قبل شهر، كرّمت أبوظبي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره شخصية العام، مانحة إياه جائزة الشيخ زايد التي تسلّمها نيابة عنه نجله الأمير متعب بن عبدالله. ثم لم تمضِ 72 ساعة بعد التكريم إلا وأُطلق اسم الملك عبدالله على أحد الشوارع الرئيسة الشهيرة في أبوظبي، تقديراً وعرفاناً لمواقفه تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية. وقبل أيام أُعلن في أبوظبي عن اتفاق السعودية والإمارات على تشكيل…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
ما يجهله البعض، حول الموقع الشهير "أنستجرام"، هو أنه وجد لرصد لحظات حياتنا بالصور، كطريقة أساسية للتعامل معه، وليس كأي موقع صور آخر، يتم تلغيمه بكثير من الصور المرحّلة من الشيخ "قوقل" كما يفعل بعض مستخدميه.. أفرزت المشاركات "الحقيقية" بالصور، والتي غالبا ما تظهر تفاصيل الآخرين، وما يملكون من أشياء، وتدل على وجهات سفرهم، وطبيعة لقاءاتهم، ظاهرة جديدة، أسماها المجتمع الغربي بالـ"Instagram Envy"، أي "الحسد الإنستجرامي"، بحسب الترجمة الحرفية لها، رغم أنني أميل لتسميتها "الغيرة الإنستجرامية"، حيث أن جل التقارير المكتوبة عن هذه الظاهرة، تتحدث عن المقارنات التي يعقدها الأفراد عند مشاهدة صور أصدقائهم، أو الأفكار التي تزورهم عندما يجدون صورا لتجمعات الأصدقاء في أجواء استثنائية ونادرة ويتمنون مشاركتهم، مما يثير "الغيرة" من خلال "اللاوعي".. هذه الظاهرة، تبدو إحدى المشكلات لدينا في الوطن العربي، أو الخليجي على وجه التحديد، حتى لو لم نتوصل لمفهومها، أو نشعر بتأثيراتها بشكل مباشر، ولكن يمكننا معرفة هذا من خلال التأثير على سلوكنا، وتغير عاداتنا مع اللحظات، وإقحام الصور في معظمها، وهذا يتوازى مع رؤيتنا الجديدة للسفر، "السفر الإنستجرامي" – بحسب رؤيتي -، حيث أصبح التقاط الصور ونشرها أهم من الاستمتاع بالسفر ولحظاته، وكل هذا من أجل الاستعراض "غالبا".. وحتى لو لم نكن نؤمن بالمقارنات، فالطريقة الجديدة للتعاطي مع الصور تجبرنا على ذلك دونما نشعر،…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
إنه عهد جديد لمصر والأمة العربية كلها، لقد تحدثت مصر عن نفسها بقوة، حين اختار شعبها طريقه ونهجه بإرادة حرة، ومن خلال انتخابات نزيهة شهد لها العالم كله، وكانت نتيجتها فوزاً كاسحاً لعبدالفتاح السيسي رئيساً لأرض الكنانة. وها هي الشراكة الاستراتيجية الثلاثية بين الإمارات والسعودية ومصر، تعلن عن نفسها بقوة، من خلال رسالتي التهنئة اللتين بعث بهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي. أكثر من رسالة قوية ومعبرة وواضحة، جاءت في برقيتي التهنئة من قيادتي الإمارات والسعودية، ومن هذه الرسائل، إن هذه الدول الثلاث مصممة على المضي قدماً بلا هوادة في مواجهة الإرهاب واستئصاله من المنطقة العربية، والرسالة الثانية المهمة، هي مواجهة ما أطلق عليه البعض، الفوضى الخلاقة، التي كانت وما زالت تهدف إلى بعثرة أوراق المنطقة العربية، والإجهاز على النظام العربي كله، لصالح ما سمي بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير. ولا شك أن ثورة الثلاثين من يونيو في مصر، وجهت ضربة قاضية لهذا المخطط الشيطاني، وكان لابد أن تسارع الإمارات والسعودية، بدعم هذه الثورة وبالوقوف الصلب مع شعب مصر، ليس من أجل مصر فقط، ولكن أيضاً من أجل أمة العرب التي أراد لها الأعداء وأذنابهم من…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
على الرغم من غياب المدارس الرسمية التي تعلم الفنون بأنواعها لسنوات طويلة في بلدنا، إلا أن المخلوق الجميل «الإنسان» استطاع أن يصنع لها وجودا وهوية رغم تجاهل وتهميش كثيرين لأهميتها في حياتنا، ومع ذلك تزخر بلدي بعدد كبير من النجوم التي لم تُمنح الفرصة والمساحة الكافية لتسطع ويراها الجميع مثل نجم الكرة الذي مُنح نصيب الأسد من التشجيع. افتتح الأسبوع الماضي المعرض الفني لاود آرت (الفن الصاخب) في قاعة تراث الصحراء بالخبر الذي سيستمر إلى 7 يونيو، بالتعاون مع عدد من الشركات المنظمة مثل شركة (ان تي أي) المحلية ونقاط وروابي وآخرين، امتلأت أروقة المعرض بأعمال 37 فنانا وفنانة من داخل وخارج المملكة لتحتار أيهم أقرب في تعبيره عن (الصدمة الحضارية) التي كانت شعار المعرض هذه السنة. ولن تكفي مساحة المقال لإلقاء شيء من الضوء على جمال المتحف في الطابق الأرضي، ولنصعد للطابق العلوي مباشرة حيث تستقبلك فوق درجات السلم لوحات لوجوه تدفعك إلى التبسم للفنانة نورة كريم، التي أطلقت مشروع «دمنا خفيف»، لتقول لمن يعتقد أن العرب يرتدون تكشيرة دائمة على وجوههم، بأن العربي ليس إنسانا جاداً أو عبوساً، بل يتمتع بخفة ظل لا تقلل من قيمته ولا تلغي طموحاته. وفي منتصف القاعة يلفت نظرك عمل هيثم الدهام المثير للجدل (السماء تمطر رجالا) حيث يتدلى أكثر من (عِقال) في…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
أعان الله الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، فأمامه غابة ملتفة من المشكلات التعليمية، وهو الآن يرأس قطاعاً هائل الحجم، يُدار بالبركة، وتتركز فيه قوى موجّهة تعتقد أن التعليم قطاعها وملكيتها، وتحسب أنه لا سلطة ولا تغيير عليه، فإن كان المسؤول المصلح مثل الوزير قادراً على جوانب مادية، مثل الكتاب والمبنى والأثاث، فإن المعلم والإداري مشكلة مزمنة شبه مستعصية، لأن الجانب البشري صعب التغيير، وغير إيجابي الاستجابة في محاولات التغيير السابقة، ويجب ألا نغفل قناعة الطالب، والطالبة، وثقتهما بالتغيير، فهم أولاد وبنات بعضهم كبير السن وبنى رأياً حول مدرسته، والتغيير الذي سيصيبها، فإذا تبنى رأي معلمه السيئ، فقد اعترض على التغيير. التعليم يعني تنمية وطن، وعبث المؤدلجين يذهب ضده، وبالتالي ضد الوطن ونتوقع من سموه أن يضرب بيد قوية، وألا يجامل في ترك معلمين وإداريين يغرّرون بتلاميذهم. ومع ذلك ففي التعليم عناصر بشرية إدارية، وتربوية مفكرة ومستنيرة، وتستطيع موازنة الكفة، وأكثر في حال دعمها، وتشجيعها لتفتح للطلاب والطالبات أبواب العلم والمعرفة، والتفوق وعدم كبتهم بإلغاء جوانب الترفيه من رياضة وفنون أدائية منوعة، وتشجيعهم على إبداع ترفيههم بأنفسهم عن طريق تشجيع المواهب، واستقطاب أساتذة في الفنون والرياضة لتغيير الوجه الكئيب للتعليم الذي فرضه البعض عليه لتوجيهه وتدمير عقول الشبيبة. علينا أن نقرّ أن العقد الماضي استجاب لدعوة خادم الحرمين للتطوير وخطا…
آراء
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
قبل عشرين عاماً أو أقل كانوا يحدثوننا عن العالم الافتراضي الذي ستُبنى فيه علاقات وصداقات افتراضية بين أناس لم يتعارفوا أو يتلاقوا في الحياة الحقيقية قط، وأن أصدقاءك لن يكونوا هم فقط الذين تلتقيهم في بيتك أو حارتك أو عملك أو في مقهاك المفضل، بل سيكون لك أصدقاء، من نوع جديد، تعرفهم بأسمائهم وأعمالهم وتتحاور معهم كل يوم عن آرائهم في ما يجري من أحداث حول العالم. ليست العلاقة الصارمة والجادة هي التي بينكم فقط، بل وتدردش «تسولف» معهم عن شؤونك الخاصة واهتماماتك الفردية والمواقف التي تعترضك في الآن واللحظة، وتتبادل النكات والمزاح والتعليقات على هذا وذاك من المشاركين بجواركم في هذا (المجلس) الافتراضي! لكن لا تنسوا، فكل هذه العلاقات والمشاعر الودية تحدث بينكم أيها «الأصدقاء» وأنتم لم تلتقوا حقيقةً في حياتكم قط. هكذا أجلس وحدي/ منفرداً «مع الجميع» في مجلس وسوق المدينة الافتراضية. كنا حينذاك نستخفّ بهذه التنبؤات والخيالات المفرطة في «الوحشية» التي ستؤول إليها علاقات الناس ببعضهم. هل يُعقل أن تتم هذه العلاقة (الجنّيّة) بين بني الأنس، فنتحاور مع أشباح وخيالات أصدقاء لم نشاهدهم بأعيننا ولم نلمسهم بأيدينا من قبل؟! ها نحن الآن، في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص في موقع (واتس آب) الاجتماعي جداً، نجد أنفسنا فجأة وقد انضممنا أو ضُممنا إلى مجموعة تواصلية. أحياناً تكاد لا تعرف…
آراء
الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠١٤
يتعلّق التدخّل الأجنبيّ، تعريفاً، بطرفين: الطرف الذي يتدخّل والطرف الذي يُتدخّل فيه، وهذا فضلاً عن الأطراف الثالثة التي يستهدفها التدخّل. لكنّ ما يُلاحَظ أنّ مَن يتدخّل، أي الغرب عموماً والولايات المتّحدة خصوصاً، هو وحده الذي يناقش المسألة ويفكّر فيها ويتّخذ من المواقف ما قد يفيد أو يضرّ. وربّما كان الخطاب الأخير لباراك أوباما آخر المساهمات في هذا الجبل المتراكم من الآراء والسجالات، منذ عهد جورج بوش الأب، وخصوصاً في عهد جورج بوش الابن. ففي عهد الأب، أثارت نهاية الحرب الباردة التي تزامنت مع حرب تحرير الكويت من صدّام حسين مسائل كالسيادة الوطنيّة وحدودها ومحدوديّتها. ثمّ كانت، في عهد الابن، حربا أفغانستان والعراق فانفجر النقاش حول «الليبراليّة الإمبرياليّة» و «التدخّل الإنسانيّ» ومدى التقاطع بين القيم والمصالح. ولواحدنا أن يشكّك دوماً في أغراض النقاش، أو أن يعترض على هذا الملمح فيه أو ذاك. لكنّ الأمر الذي لا يرقى إليه الشكّ أنّ الطرف الآخر، أي المتدخَّل فيه، لم يناقش المسألة ولم يطوّر أيّة نظريّة في شأنها. وكما في مسألة العنصريّة، اقتصر النقاش على طرف واحد يوصف بأنّه مصدر العنصريّة، بينما الطرف الآخر الموصوف بأنّه ضحيّتها لم يعبأ بها إلاّ في حدود الهجاء. وربّما إذا استثنينا البوسنة، حيث واكبت الانعطافة السياسيّة والإيديولوجيّة لعزت بيكوفيتش انعطافاً شعبيّاً ونخبويّاً أعرض، لم نسمع في أيّ من البلدان…