آراء
الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣
لم يطرأ تغيير كبير على خطاب النظام في سورية بين حدثي إطلاقه شاكر العبسي من السجن في 2006 وإيفاده إلى لبنان ليُنشئ «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وبين إطلاقه المساجين الإسلاميين السوريين من سجن صيدنايا ليتولوا نقل الثورة إلى مواجهة مسلحة مع النظام. في الحدث الأول تولى حلفاء النظام السوري من اللبنانيين اتهام «تيار المستقبل» بالوقوف وراء العبسي، وها هو النظام يتهم المعارضة السورية ودولاً في الجوار بالوقوف وراء «النصرة» و «داعش». معظم القادة السوريين لـ «داعش» و «النصرة» هم من المفرج عنهم من سجن صيدنايا. معظمهم قاتل في العراق بتسهيل من النظام في سورية، وعاد إلى سورية واعتقل وأفرج عنه خلال الثورة السورية. أبو محمد الجولاني أبرزهم، ولكن أيضاً زهران علوش وحسان عبود وبهاء الباش وغيرهم عشرات، ممن تملأ فيديواتهم اليوتيوب. لكن الأهم على هذا الصعيد، وهو ما صار شبه أكيد، هو إطلاق النظام مصطفى الست مريم، أو ما يسمى في أدبيات السلفية الجهادية «أبو مصعب السوري». فهو، وبعد أن سلمته السلطات الألمانية للنظام السوري، اعتبر القبض عليه في حينه الإنجاز الأثمن في أعقاب 11 أيلول (سبتمبر) 2001. للأخير مساهمات كتابية في «الجهاد العالمي»، ووجهة خاصة في العمل العسكري، فهو اختلف مع أسامة بن لادن في أفغانستان، بعد أن دعا إلى ضرورة حل «القاعدة» ومبايعة…
آراء
الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣
في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي كتبت مقالا بعنوان «التمديد أم الانتخابات؟»، وأبديت تخوفي من الاستعانة بالإعلانات الدستورية بديلا عن دستور قائم، والركون إلى «التوافق السياسي» الذي أنتج المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتولى الدعوة إلى «الحوار الوطني الشامل».. ورغم أنني كنت قد قررت الابتعاد عن الحديث عن مآلات ما يحدث في فندق «الموفنبيك»، وابتعاد الرأي العام عن متابعة مجرياته وفقدان الأمل في نتائجه، فإن ما يجري حاليا من «تفاوض» بكل ما تحمله الكلمة من معان وأبعاد بغية التوصل إلى حل «توافقي» للقضية الجنوبية، وكيفية استمرار التقاسم في المرحلة التالية، ألقى بثقله وأجبرني على العودة مرة أخرى أتمناها، وإن كنت لا أخالها، الأخيرة. من الممل تكرار الحديث عما كان واجب الحدوث، وأنا من الذين لا يحبذون البكاء على اللبن الذي أراقه من وضع الناس فيهم الأمل لكنهم أثبتوا تشبثا وتزلفا للسلطة بغض النظر عمن يتبوأ سدتها، واستمروا في تبرير كل ما يجري في ظل هذا الحاكم أو ذاك، ولم يعد مقبولا ولا معقولا أن يستمر الوطن أسير الأهواء والمصالح الشخصية، وأن يصبح المواطن العادي هو من يدفع الأثمان لوحده ويتحمل تبعات الجمود والنزق وعقم التفكير. مع اقتراب انتهاء الفترة الانتقالية، التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، في 21 فبراير (شباط) المقبل، بدأت عملية سباق محموم بين الأحزاب السياسية، التي انتظر منها الناس…
آراء
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣
في انتظار أن تتضح نتائج زيارة وزير الخارجيّة الأميركي لمصر والسعودية، بات من المتفق عليه أن اهتمام رئيسه باراك أوباما بالداخل الوطنيّ يفوق كثيراً عنايته بالخارج الدوليّ. لكنّ الإشارات تتكاثر إلى أن المسألة باتت تتعدّى ذلك: فما نراه، وعلى أكثر من صعيد، هو حركة تراجُع تعصف بالعلاقات الخارجية للولايات المتحدة مع بعض أوثق حلفائها، من دون أن يطرأ أي تحسن على الأداء الداخلي لإدارة أوباما. فقد سبق أن أُعلن من قبل عن تبني واشنطن سياسة اقتصادية فحواها تذليل الأزمة المالية عبر إنشاءات ومشاريع كبرى تقيم بنى تحتية، أو تجدد القائم منها، فيما تخلق فرص العمل المطلوبة. وغنيّ عن القول إن اقتراحاً كهذا ينبع من صميم العلاج الكينزيّ الكلاسيكي للأزمات، حيث تتوافر فرص العمل فيما يصار إلى إرساء أبنية صلبة للتقدم والنمو. لكنّ جهد الإدارة توقف على هذه الجبهة موجّهاً كل زخمه إلى برنامج الرعاية الصحية أو «أوباما كير». وهنا أيضاً، وكما بات معروفاً، لم يظهر شيء ملموس يمكن عدّه نصراً. وجاءت أزمة إغلاق الإدارة الأميركية مكاتبها وكفّ يد الحكومة الفيدرالية عن الإنفاق لترسم الحدود البعيدة لإخفاق أوباما الداخلي. على أيّة حال، بقيت السياسة الخارجية مسرح الفشل الأكثر صخباً. فقد جاءت فضيحة التنصّت لتسيء، دفعة واحدة، إلى علاقات أميركا مع حليفات أساسيّات كألمانيا وفرنسا وإسبانيا، ناهيك عن بلدان أبعد كالبرازيل والمكسيك.…
آراء
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣
تحسّن مزاج السعوديين في شكل كبير خلال الأيام الأخيرة، على رغم أن الدولة لم ترفع رواتبهم، ولم تنجز أي مشروع سكني من بين عشرات المشاريع التي وعدت بها قبل ثلاثة أعوام، وحتى أسعار الأراضي الخام التي تفيض بها صحراؤهم لم تنخفض على رغم أنها المسبب الأول لارتفاع التضخم وكلفة المعيشة. كل ما حصل أن شوارع مدنهم باتت أكثر احتمالاً بعدما خفّ ازدحامها، والسبب حملة جادة لترحيل العمالة المخالفة لنظام العمل التي لم تسوِّ أوضاعها خلال مدة السماح التي انتهت الأسبوع الماضي. هذه الحقيقة البسيطة تعني أن أعداد العمالة «مليونية»، وقد ألقت بثقلها على البنية التحتية فزادتها عبئاً على عبء، فما إن تزحزحت قليلاً حتى تنفست الصعداء ومعها مواطن سعودي يبحث حائراً عن حياة أفضل. هدف وزارة العمل المعلن هو تنظيم سوق العمل بعدما شاعت فيه الفوضى بحمل كل من استقدم عاملاً، بأن يُشغل عامله أو تنقل كفالته إلى من هو بحاجة إليه أو يرحله، ولكنها لا تقبل أن يعيش ذلك العامل في فوضى يتنقل من وظيفة إلى أخرى من دون أوراق ثبوتية أو عقود. إنها تريد دفع الجميع نحو «النطاق الأخضر»، وهو مساحة تحسب وفق معادلة رياضية تختلف من قطاع تجاري إلى آخر لحساب نسبة السعودة (توطين الوظائف) المتحققة والمرضي عنها، ومن يدخله فهو آمن من الغرامات والإغلاق، وله أن…
آراء
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣
(أداة الطرح) الحسابية - 9 ناقص 3 مثلا - إذا استخدمت في الحكم على (إسلام) المسلمين، فإن حاصل الطرح سيهبط من خانة الآحاد والجموع الصحيحة إلى (خانة الصفر): هذا مسلم عاص فلنطرحه من الحساب.. وهذا مسلم زان.. وثالث شارب خمر.. ورابع آكل ربا.. وخامس نادى بفكرة قد تؤدي إلى الفساد.. هؤلاء جميعا كفرة فلنطرحهم من الحساب ولنخرجهم من الملة إخراجا. لا ريب في أن هذا منزع غير واقعي من جهة، إذ إن معظم المسلمين في العصور كافة لم يتطهروا بالكلية من هذه المعاصي والكبائر والآثام.. ثم إن هذا المنزع - من جهة أخرى - إنما هو منزع مضاد - مضادة كاملة - لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم - في (الاكتراث الكمي) بمجموع المسلمين فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((أحصوا لي كل من تلفظ بالإسلام)).. ومن مفاهيم هذا الحديث: أ - حسبان كل من تلفظ بلا إله إلا الله محمد رسول الله مسلما من أمة الإسلام. ب - إعلاء قيمة (اللفظ) للدخول في الإسلام.. ونقفي على هذا المفهوم الجليل الجميل (مفهوم أداة الجمع من خلال العد والإحصاء) بمفهوم آخر عميق جميل أيضا: مفهوم أن الإسلام (منهج جذب وضم) لا (منهج طرد وطرح). ولذلك جاء أمر الرسول ((أحصوا لي)).. وفي رواية ((اكتبوا لي كل من تلفظ بالإسلام من الناس)).. فالكم…
آراء
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣
لن يفاوض أحد الفريق الإيراني حول وقف الفوضى التي تحدثها إيران في المنطقة منذ ثلاثين عاما، ولم تتوقف. كل الحديث في إطار منع السلاح النووي، وحتى هذا لن يفلح بشكل أكيد. إيران دولة مدمنة على المعارك، وبقاء نظامها يقوم حتى آخر حرب تستطيع خوضها أو تمويلها. فهي، التي استخدمت الأسلحة التقليدية في إدارة حروب عبثية، لن تتورع عن استخدام السلاح النووي في لحظة ما. وعلى الرغم من الهزء الذي يسخر به كثيرون من هذا الاحتمال، معللين ذلك بأن إيران أذكى من أن ترتكب مثل هذه الحماقة النووية، وأنه لا أحد فعلها منذ الحرب العالمية الثانية، علينا أن نتذكر أننا في عالم حقيقي لا يكفيه التنظير الأكاديمي. العالم سكت عن نووية الهند وباكستان لأنه ليس للبلدين سجل عنف خارجي يخشى منه. عندما سئل أحد المسؤولين الأميركيين، لماذا فشلوا في مواجهة هجمات «القاعدة» في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 قال لم يخطر ببال أحد أن تذهب «القاعدة» بعيدا، وتعبر المحيط الأطلسي. دمرت ناطحتي سحاب، ومبنى البنتاغون، وخططت لتدمير البيت الأبيض ومبنى الكونغرس. في رأيي، لا يوجد فارق كبير بين تفكير قيادة «القاعدة» وبعض قيادات النظام في طهران. نفس الدوافع الدينية المتطرفة، من الذهاب إلى الجنة عند الأولى، والإعداد لظهور المهدي المنتظر عند الثانية. ما الذي يجعل الضغط على زر القنبلة…
آراء
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣
ما الذي جعل الدعاة يتخلون عن سرد قصص المجاهدين الذين تفوح من قبورهم رائحة المسك؟ والشاب الذي كان يصلي فلم يأكل جثته الدود 30 عاماً؟ والموت الذي صعق فتاة في السوق لأنها قالت لرجل الهيئة: «كلم ربك ليأخذني»؟ أو ترويج صور لـ «مومياء» مصرية على أنها صور فتاة عصت أمها ولم تصلِّ؟ هل لأن الناس عرفوا أن هذه القصص مفبركة مثل قصص الأمهات اللاتي يخوفن بها الأطفال، مع أنه ليس هناك أفضل من أن تشل عقل طفل أو امرأة أو مراهق كي تتحكم به وتملي عليه خريطة نجاته، أم لأن جيل الفضائيات والإنترنت ما عاد «يبلع» هذه القصص؟ الواقع يقول إن الدعاة تركوا هذا النوع من القصص هذه الأيام واتجهوا إلى موضة اسمها «أثبتت الدراسات العلمية»، فصرنا كل يوم نسمع ونرى واعظاً يستشهد بدراسة صدرت عن جهة غربية، مثل أن «جامعة شيفيلد» في بريطانيا تقول إن الزوج الذي يتزوج زوجة ثانية يطول عمره، واستغربت أن يبحثوا في بريطانيا فوائد الزوجة الثانية، فيما الزواج من ثانية يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في بريطانيا. وحين تقصيت الأمر اكتشفت أن الدراسة تدور حول العشيقة، ولا أدري كيف تفتق الحس الأخلاقي لهؤلاء الدعاة باستثمار الأمر لمصلحة زوجة ثانية وليست عشيقة، وبين هذه وهذه فرق! أما أغرب من استعان بأكاذيب الدراسات العلمية في إثبات حقائق…
آراء
الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣
في محاولة منه للتمهيد للمباحثات المتوقعة حول الشأن السوري، طرح وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، تحليلا من المؤكد أنه سوف يصم تلك المباحثات بالفشل من الوهلة الأولى. فقد قال كيري: «حصيلة ما يجري الآن (أي الحرب الأهلية في سوريا) لن تحدده أرض المعركة، بل طاولة المفاوضات». ورغم أن تلك العبارة ربما تكون مفيدة للعملية التفاوضية، فإن الاتكال عليها كأساس في صناعة السياسات أمر مخز بحق، فلو أن كيري لديه قدر من العلم بالتاريخ فسوف يعرف أن نتائج الحروب تتحدد على أرض المعركة. والحروب تشتعل عندما لا يصبح الوضع القائم غير مهيأ لضمان نوع من التوازن بين قوى متعارضة داخل الحكومة التي تدير شؤون الدولة. وعندما يحدث ذلك، يصبح الوضع القائم غير ملائم لواحد أو أكثر من العناصر المشتركة في ذلك النظام الحاكم، مما يشجع واحدا أو أكثر من تلك العناصر لمحاولة كسر ذلك الوضع القائم بالقوة، من خلال إشعال صراع مع العناصر الأخرى التي ترى أن مصالحها في استمرار النظام القائم. توصف السياسة على وجه العموم، والتحركات الدبلوماسية على وجه الخصوص، بأنها مثمرة عندما تساعد في عدم انهيار الوضع القائم. فما إن يحدث ذلك الانهيار، تصير السياسة والدبلوماسية جزءا من أسلحة الحرب. بمعنى آخر، يمكن وصف الحرب بأنها امتداد للعملية السياسية ولكن عن طريق وسائل أخرى. كما تعد السياسة والدبلوماسية…
آراء
الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣
قد يكون من المبالغة والتجاوز الحديث عن «الأمة العربية»، باعتبار الافتراق الحاصل على مستوى السلطات في المسائل الكبرى مثل سوريا وفلسطين والعراق والجزائر والسودان، بيد أن الأمر لا يعد تجاوزا إذا لاحظنا أو تحدثنا عن الرأي العام العربي، فالرأي العام ظاهر وموحد في القضايا الكبرى المتعلقة بأنظمة الحكم، والملفات البارزة مع الإقليم والعالم، والتوجهات المستقبلية. ومن دون انتقاص من أهمية أحد أو دوره فإن الأمر مختلف الآن أيضا عنه في زمن ما قبل الثورات؛ فالتوجهات واضحة لجهة النصب والاحتيال والاستنزاف الذي يمثله الطرف الآخر الإقليمي والدولي على الساحة العربية. وبعبارة أوضح، ما عاد هناك مشروعان يتنازعان على البناء في العالم العربي، بل هناك مشروع عربي واحد هو الذي تقوده دول الخليج بزعامة السعودية. أما «المشروع الآخر» إذا صحت تسميته بذلك والذي يسود بالعراق وسوريا وعبر حزب الله بلبنان، ومعه بعض الإسلاميين السنة تبعية واختراقا، وبعض القوميين (العرب!) القدامى عمالة وقلة وعي؛ فهو مشروع إيراني، وهو يجهر بالتقسيم وتحالف الأقليات، والعداء للعرب عبر العداء لدول الخليج. ثم إنه يتظاهر بإرادة التحرير والحكم المدني، ولا شواهد له على ذلك غير سلوك النظام السوري ونظام حزب الله والنظام الديني الإيراني! وقد انضم إليهما نظام المالكي، فتوافرت لهم الإمكانيات المادية والبشرية والتسليحية لمزيد من القتل والتقسيم. ولكي يزيدوا من تضييع قضايانا (بسبب كراهيتهم للعرب…
آراء
الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣
استغرق البيان أربع دقائق وكان كافياً لاختصار واحد وثلاثين شهراً قاسية مرّت على سورية، بل كان صدمة قاسية اختزن العقيد عبدالجبار العكيدي فيها عصارة نقمته على المجتمع الدولي و «تآمره على الشعب السوري» وعلى «معارضة الخارج» و «أمراء الحرب» في الداخل الذين رفضوا الدعوات الى التوحد ورص الصفوف، فإذا بالنتيجة: «تراجع الجبهات وخسارة طريق الامداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب. لم يستطع العكيدي أن يستمر في قيادة الدفاع عن المدينة لأنه ليس «أمير حرب» يقنع بحي أو بشارع ليكون «مملكته» الواهية، والأرجح لأن كثرة الفصائل والأجندات فتكت بالحال وبالأهداف التي انطلق منها عندما خاض معركة حلب في تموز (يوليو) 2012. مع سقوط السفيرة أصبح الخوف على بقاء حلب في أيدي «الجيش الحر» واقعياً، لأنه يتيح إمكان تطويقها شرقاً ويفتح طريق الإمداد الى الرقّة، أي الى مناطق سيطرة تنظيم «داعش» (الدولة الاسلامية في العراق والشام) التي لم تتعرض لأي قصف أو حتى ازعاج فيما تهاجم طائرات النظام ومروحياته مناطق مجاورة لتسهّل لـ «الداعشيين» دخولها. مع ذلك، وفقاً لمنطق النظام الذي يدّعي محاربة الارهابيين، من الطبيعي توقّع صدام طالما تفادته قوات النظام وعناصر «داعش» منذ ظهور الأخيرة داخل سورية. قد يحصل قتال شكلي فقط لتغطية عملية التسلّم والتسليم بين الطرفين، فهذا يتماشى مع أسلوب «القاعديين» الذين لا يصمدون في أي…
آراء
الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣
لا شك في أن التجارب تضيف للإنسان، وربما تجعله يتجاوز «كوابيس» السؤال والجهل به! سأورد هنا قصة حصلت لي في مطار الملك خالد بالرياض قبل يومين. إذ كنت فيه استعداداً للسفر إلى لندن، وعندما مررت بموظف الجوازات الذي من المفترض أن يضع ختم الخروج على جواز سفري، نظر إلى الجهاز الذي أمامه ثم قال لي ومن دون مقدمات: الأخ جميل. قلت: نعم. قال: لا يمكنك السفر! حقيقة، تذكرت ربما في أقل من ثانية ماذا «هبّبت» حتى أمنع من السفر.. وقلت بيني وبين نفسي: يا ترى، هل الأسباب لها علاقة بصحيفة «الحياة» أو مقالاتي أو أسباب أخرى مثل عدم تسديد فواتير لـ«ساهر» لا أعلم عنها؟ قلت: عسى خير؟ قال: مدة جوازك المتبقية أقل من ستة أشهر، ولذلك لا يمكنك السفر قبل تجديد الجواز. أجبت بسرعة وأنا أبتسم بعد أن عرفت أن أسباب المنع لا علاقة لها بآرائي أو الصحيفة: يا أخي.. رحلتي بعد نصف ساعة، وعلى الخطوط البريطانية، وإذا أغلقوا البوابة فلن أتمكن من المغادرة، ولا بد من أن أسافر لارتباطاتي العملية طالما أن صلاحية الجواز سارية لأكثر من ثلاثة أشهر. رد بكل ثقة: لا يمكن ذلك، فحتى لو سمحت لك فستعيدك السلطات البريطانية. قلت له: ثق إن سمحت لي بأن مطار هيثرو سيرحب بي كوني زبوناً دائماً، وأعرف أنظمة بريطانيا…
آراء
الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣
من الجيد أن يخصص يوم عالمي للغة العربية يتم من خلاله العمل على دعمها وإبراز سحرها، فهي مهما اعترضها من مكدرات تبقى لغة راقية، وتظل متوهجة إن أتقن من يستخدمها توظيف مفرداتها وقدرتها على التعبير. ولعل اختيار محور "دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية" محوراً رئيساً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام بحسب المنشور في "الوطن" أول من أمس على لسان رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو زياد الدريس، يأتي في وقت مهم تزاحمت فيه وسائل الإعلام على المشاهد العربي، خاصة الفضائيات التي قارب أو تجاوز عددها الألف، ولا أعتقد أن واحدة منها فكرت ذات يوم بدورها في تقوية اللغة العربية، كما كان يحدث من قبل. في الإعلام المكتوب لم تتخل الصحف عن اللغة وقواعدها، ويقترب منها الإعلام الإلكتروني مع تفاوت الاهتمام بينها، أما في المسموع فقد طغت العامية إلا في نشرات الأخبار على معظم المحطات، وبعضها طعّمت تلك النشرات بالعامية، عدا إدخال كثير من المفردات الأجنبية حتى ليخال المرء أنها باتت جزءاً من لغة الحديث اليومية في الشارع العربي. وفي الفضائيات غير الإخبارية حدث ولا حرج عن نسيان العربية الفصحى مقابل امتداد العاميات والمفردات غير العربية، ولا أكاد أتذكر برنامجاً يقدم باللغة الفصحى، كذلك لا…