آراء

آراء

تعليمنا والتفكير النقدي

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

لا يكاد يخلو مؤتمر اليوم في مجال التربية والتعليم خصوصاً والتنمية البشرية عموماً من الإشارة إلى أهمية تعليم الطلاب مهارات «التفكير النقدي» Critical Thinking Skills، وتدريبهم منذ الصغر على تحليل ونقد الظواهر والمعلومات والأقوال والإدعاءات، لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أو صحيحة جزئياً أو خاطئة، بدلاً من التسليم التلقائي وقبول ما يتلقاه الطالب من دون فحص ومناقشة واقتناع. بل إن الاهتمام بهذا المهارات تتجاوز الطرح الأكاديمي في المؤتمرات إلى قيام مؤسسات ومنظمات وبرامج تسهم في زيادة الوعي بأهمية هذه المهارات، وتقدم التجارب والوسائل المناسبة لتطبيقها على المستوى التعليمي لكل المراحل العمرية. هذا الاهتمام بالتفكير النقدي يزداد يوماً بعد يوم، نتيجة الانفجار المعرفي واختلاط المفاهيم والمصطلحات والحقائق العلمية بالآراء المجردة التي لا تستند إلى دليل يثبت صحتها بالتجربة العلمية أو القياس. وإن كان التفكير النقدي مهم في العلوم الطبيعية البحتة كعلوم الطب والفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء والظواهر المناخية والطبيعية الأخرى وغيرها، إلا أنه أخطر وأهم في العلوم الإنسانية التي تتأثر في الأهواء والرغبات والأيديولوجيات والتوجهات السياسية والدينية وغيرها. من أجل ذلك، سعت الأنظمة التعليمية في كثير من دول العالم على أن تطوير المناهج والمقررات العلمية في المدارس والجامعات وفق منظومة متقنة تشمل أهدافاً تعليمية تتجاوز نقل المعرفة إلى اكتشافها، وتبحر بالطالب من خلال الأنشطة المتنوعة والواجبات المنزلية التي تعزز مهارات التحليل…

آراء

الموت يستعيد هيبته

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

كاد الموت أن يفقد هيبته.. فبعد أن كان يمضي علينا في شبابنا، اليوم واليومان والثلاثة، من دون أن نسمع قصة وفاة أو نطالع مشهد موت، أصبحت قصص الموت الآن جزءاً من البرنامج اليومي لكل واحد منا .. منذ أن يستيقظ جسده وينام ضميره صباحاً حتى يصحو ضميره بعدما ينام جسده ليلاً. يموت الناس بالعشرات والمئات في الحروب وحوادث السيارات و(فضّ) المظاهرات، بنيران صديقة أو نيران صدوقة! نردد دوماً أن الحياة أصبحت سريعة، وننسى إكمال قولنا إن الموت أصبح سريعاً أيضاً. لم يعد الموت يهزّنا كما كان يفعل بنا من قبل، فبضغطة من (الريموت كنترول) ننتقل فوراً من أشلاء الموت إلى «أشلاء» الفرح والوناسة. صرنا نخاف من ذهاب الحياة أكثر من خوفنا من مجيء الموت! وكلما أوشكنا أن نصدّق بأن الموت قد فقد هيبته، جاء هذا الفتّاك ليصفعنا بحكاية موت مختلفة ومغايرة يستعيد بها هيبته. الموت المهيب، ليس هو موت المشاهير أو الجبابرة أو موت الآباء أو الأبناء دوماً، بل هو الموت الذي يأتي إلى جوارك فجأة وأنت لم تكن في انتظاره في هذا الموقع أبداً. يأتي ليلتقط منك قريبك أو صديقك الذي كنت تظن واهماً أنه سيكون الاسم قبل الأخير في قائمة الموتى (طبعاً باعتبار أنك أنت الاسم الأخير في القائمة!). هيبة الموت تختلف عن هيبة الإنسان، فالأخير يصنع هيبته…

آراء

أوباما وستيوارت وكلينتون!

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

يعاني الرئيس الأميركي باراك أوباما أسوأ أوقاته. الصحافيون الذين استماتوا في السابق في الدفاع عنه يهاجمونه الآن.. المشاريع التي راهن عليها تترنح بشدة.. كبار الديمقراطيين ينتقدونه.. صورته كرجل سلام وكاره لمنظر الدماء تضررت كثيرا.. وبالطبع نتائج سياساته الخارجية سلبية جدا، وحلفاء الولايات المتحدة لعقود طويلة في الشرق الأوسط وأوروبا غاضبون عليها. من أهم الصحافيين الذين هاجموه في الفترة الأخيرة المعلق الكوميدي جون ستيوارت. ستيوارت هو أكثر من دافع عن الرئيس وسخر بخصومه. لكن كل ذلك تغير الآن بعد المشاكل التي يتعرض لها نظام التأمين الصحي شبه المتعطل بسبب بطء المواقع الخاصة بالتسجيل. أوباما ظهر أخيرا في خطابات متعددة تمتدح مزايا التأمين الصحي الجديد لإصلاح بعض الأضرار، إلا أن ستيوارت شبهه بـ«مندوب المبيعات» المحبط في المسلسل الكارتوني «سمبسون» الذي يقول لزبائنه المحتملين «أرجوك اطلب الكثير.. الكثير». الاستراتيجية الإعلامية التي يتخذها العديد من الصحافيين والمعلقين المهووسين بالدفاع عن أوباما تعتمد على التعليق على بعض التصريحات الغريبة والمخبولة التي يقولها بعض متعصبي الجمهوريين وحزب الشاي بحق الرئيس، وتجاهل التصريحات والتعليقات المنطقية المتماسكة. هذه الاستراتيجية ليست نافعة هذه الأيام، لأن المشاكل أكبر من تجاهلها، وهو ما جعل حتى أحد داعمي الرئيس يقول إن سبب كل مشاكل الإهمال ورداءة الأداء يعود لأن الرئيس «يقضي الكثير من الوقت في لعب الغولف ولا يعرف أي شيء!». كما…

آراء

طبطبائي.. هل أخطأتم مع «داعش»؟

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

النائب الكويتي السابق، والسلفي النشط، وأستاذ التفسير الدكتور وليد الطبطبائي، تجرأ وهاجم أكبر الجماعات الإسلامية المتطرفة في الثورة السورية (داعش). قال إنها تسيء للإسلام، وتسعى إلى «استنساخ وتكرار تجربة المقاومة الفاشلة في العراق ونقلها إلى سوريا»، معلنا أن هذه الجماعة «تسيء إلى الثورة الناصعة البياض في سوريا من خلال نقلها مشاهد قطع الرؤوس وأعمال القتل التي تمارس في حق المدنيين». منذ أول ظهور لفيديوهات الجماعات المتطرفة في سوريا قبل سنة، كنا نحذر منها، فهي جماعة مزروعة من إيران وسوريا لتخريب الثورة وإحلال الفوضى في كل المنطقة. ولأن البعض ينظر إلى ما حوله بالأبيض والأسود، ويعتقدون أن من كبر بـ«الله أكبر» هو مجاهد مخلص، صرنا نتهم من شخصيات وجماعات إسلامية بأننا نتحامل على جبهة النصرة ومثيلاتها. الآن، معظم الذين يهاجمون «داعش» و«النصرة» شخصيات إسلامية معتبرة ونشطة في العمل الإغاثي في سوريا وغيرها، مثل الشيخ عدنان العرعور، والدكتور الطبطبائي. وصلوا لنفس الاستنتاج، ليس كل من رفع راية الإسلام يستحق الدعم والاحترام، وتعلموا الدرس الذي فشلوا في فهمه من قبل، في أفغانستان، والعراق لاحقا. وهذا تطور مهم جدا أن نرى هؤلاء يخرجون على الملأ ويحاربون هذه الجماعات الخطيرة. نحن لا نلومهم، بل نقول إن موقفهم إيجابي، ومن خلالهم سيمكن محاصرة «داعش» ومثيلاتها، وستطهر الثورة السورية مما لحق بها من تشويه مدبر أو ساذج.…

آراء

التدين و الأخلاق

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

ما حال من يدعي التدين وهو على النقيض من التحلي بأخلاق الإسلام وقيمه، إلا كمن يهتم ويعتني بتنظيف ظاهر الكأس ويترك باطنه متسخاً؟ وكالقبور المجصصة، ظاهرها جميل، وباطنها عظام نخرة، هي أزمة حقيقية نعيشها في مجتمعاتنا حينما نعيش ذلك التناقض الصارخ بين فعل التدين من جهة ومردوده الأخلاقي على المجتمع من جهة أخرى‏ التي أسهم الخطاب الديني في صورة رئيسة في خلقها وتفشيها، فكل مراقب ومتابع يدرك أن خطابنا الديني في المنابر والمساجد وشاشات التلفزة وغيرها وعلى مدى عقود من الزمن قد كان جل همه وتركيزه هو تحقيق التدين والسمت الظاهري في المجتمع في وقت همش فيه في شكل واضح للجوانب الأخلاقية والروحية، على رغم أن الدين الإسلامي أعلى كثيراً من منزلة الأخلاق والتعامل بين الناس، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق»، وأن أحب الناس وأقربهم منه منزلة يوم القيامة هي لأحسنكم أخلاقاً، ولم يجعل مثل ذلك الفضل الكبير في تحقيق الهدي الظاهري كاللحية وغيرها من أعمال السلوك الظاهري للرجل أو المرأة. فشل هذا الخطاب في بناء منظومة أخلاقية متماسكة في نفوس أفراد المجتمع، بحيث يكون لها أثرها في الواقع الملوس، بل فشل قبل ذلك أصلاً في مجرد التنظير والطرح النظري لها والاعتناء بها، فقد كان اهتمام…

أخبار لا ننافس سوى أنفسنا! — شيخة المسكري

لا ننافس سوى أنفسنا! — شيخة المسكري

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

اثبتت المعارض العالمية أهميتها عبر السنين عبر عرضها لأحدث الابتكارات الثقافية والصناعية والتكنولوجية. أزيح الستار لأول مرة عن المعرض العالمي (والذي يسمى في يومنا الحالي بمعرض اكسبو العالمي) في لندن في العام 1851. يعتبر معرض اكسبو العالمي الذي يستضاف كل ٥ اعوام لفترة ستة أشهر في كل دورة، الحدث الأكبر والأطول من نوعه في التاريخ وفي كل دورة تقوم المدينة المستضيفة باختيار قضية تشغل العالم وتستلهم من خلالها المحور الذي ستقوم عليه الدورة. الدوافع لاستضافة معرض اكسبو كثيرة ولعل أهمها كونه باكورة لاستقطاب الملايين من العقول المفكرة من مختلف الثقافات تحت سقف واحد لتبادل الافكار والآراء والنقاش والتواصل في المدينة المستضيفة للحدث. تم انشاء المكتب الدولي للمعارض في العام 1928 في باريس كجهة تشريعية لتنظيم عملية اختيار المدينة المستضيفة ولتسهيل عمليات الاشراف علي اتمام تنفيذ المشاريع المتعلقة باكسبو. المعايير والشروط التي يجب استيفاؤها من قبل أي مدينة تود أن تستضيف معرض اكسبو هي أن تكون عضواً في المكتب الدولي للمعارض وأن يكون طلب الاستضافة مقدماً بتزكية من حكومة البلد، ويجب أن يكون الموقع الذي سيقام عليه معرض مقرراً، بالاضافة الى توفر دراسة جدوى بالمشروع بجدول تفصيلي للمهام المطلوب تنفيذها وبمواعيد واقعية مرفقة بالتكاليف، وأيضاً يسلم ملف آخر يحتوي على معلومات عن المدينة المستضيفة. هناك عوامل تسهم في توجيه دفة القرار…

آراء

«عائلة غريبة في الجوار!»

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

لحظة من فضلكم! نقطة نظام، الرجل (نسباً وحسباً وليس سناً) اسمه جورج، واسم أبيه الوسيم ابن ديانا التي ملأت الأرض ضجيجاً «ويليام»، واسم جده لأبيه صديق العرب الهادئ «تشارلز»، واسم أبي جده «فيليب».. أليس كذلك؟ إذن كيف يكون اسمه الكامل «جورج إليكسندر لويس»؟! أحاول دائماً أن أكون راقياً وأظهر نفسي بأنني والعائلة البريطانية المالكة «نتشمس تحت الشمس نفسها»، ولكن هناك فعلاً أمور لا أفهمها! يا أخي اسمك خليل وأبوك اسمه غلوم وجدك اسمه جعفر، فكيف يكون اسمك خليل علي إسماعيل؟! هناك أمور لن تفهمها أبداً! ألا يكفي اللغز الذي يحيرني منذ أن بدأت متابعة أخبار هذه العائلة اللطيفة، زوج الملكة ما الذي يفترض أن يكون عليه؟ المفروض أنه ملك، ولكنه ليس ملكاً، إذن «سنو وايت والأقزام السبعة» لم تكن إلا كذبة كبيرة، وأغلب الظن أن القضية كانت ذات أبعاد أخرى. قبل يومين نشرت صحيفتنا على موقعها الإلكتروني صوراً عدة للعائلة اللطيفة «على أنها صور سرية تم تسريبها بالطبع»، وهي تظهرها بمظهر العائلة المثالية، صور اعتيادية، الجدة أو بالأحرى أم الجدة تقوم بتغيير حفاظات ابن حفيدها، الأب يحمل ابنه بسعادة والأم تنظر بفخر لإنجازها، صور اعتيادية يمكنك رؤيتها في أي ألبوم ملكي أو أي حساب إنستغرامي ذي دماء زرقاء، إلا أن التعليق المصاحب للصور يفاجئك بعد أن تقلبها مرات عدة بأن…

آراء

هل يمسح ساهر دموع بنت الجبال؟

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

لا أتفق مع بعضهم الذين ينظرون إلى ساهر على أنه مشروع تجاري وعندما نذكر هذا الاسم يبدأ بعضهم في تحسس محافظهم ولكنهم تجاهلوا أنه وُضع لسلامتهم وسلامة أبنائهم ولا يختلف اثنان على أن إيجابياته تفوق سلبياته من حيث تقليل الحوادث والوفيات التي غالباً ما تكون بسبب السرعات العالية، حيث فرض نفسه على بعض السائقين المتهورين الذين لا يلتزمون بنظام القيادة وبالتالي سوف يحل ضيفاً على بنت الجبال في الأيام القليلة القادمة، حيث تستعد إدارة المرور في المنطقة بدراسة وتجهيز المواقع لكاميرات ساهر في المواقع المختارة؛ استعدادًا لتطبيقه في الشوارع والطرقات الرئيسية والمهمة، لكن لا أعتقد أنه سوف يستقبل بالمفاطيح كعادة أبناء المنطقة؛ لأن حائل مازالت حزينة وتبكي على مشاريعها المعلقة ولا أعتقد أن ساهر سوف يمسح دموعها التي ارتوت منها سهول أجا وسلمى. نحن نعرف أن كاميرات ساهر تحسب وقتها بالثانية وربما فرق ثانية واحدة قد يكلفك 300 ريال لكن يخطئ من يقول إن البلدية والمواصلات مستعدتان لاستقبال هذا الضيف؟ لذا علينا أولاً إصلاح الحفر والتعرجات وإزالة المطبات الصناعية والتحويلات المهملة وتحديد السرعات التي لا يخلو كيلو واحد منها إلا وتصادفك تحويلة لهذا المقاول أو ذاك لأن جميع هذه الكوابيس قد تعيق المركبة مما قد يتسبب في إيقاع سائق المركبة في المخالفة، أما الاعتماد على سيارات ساهر ونقلها من مكان…

آراء

مراجعات أميركية: التوقيت والدوافع

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

مراجعة جديدة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية. خبر جيّد هذا أم سيئ؟ ليست المراجعة الأولى في تاريخ التدخلات الأميركية، والسوابق ربما تكون كما اللواحق. أزمات أغلقت على "زغل" كما تُقفل الجروح على جراثيمها لتركها تعتمل. خيارات في الدعم أو العزل لم يكن معظمها صائباً. "ثوابت" مرتبطة بالمصالح لا تتغيّر، وتجارب للتكيّف مع المتغيّرات لا تتوصّل إلى ثبات. فكيفما قلّبت واشنطن الأفكار والمعطيات والنظرة إلى نفسها والعالم لا تلبث أن تبقى في مربّع سياسات تقليدية باتت متكلّسة... قد يُقال إن هذا تقويم متسرّع لتوجّهات لم تُعلن بعد، بل لم تنتهِ إدارة أوباما من درسها، أو أنه يتغافل عن أسس "جديدة" فعلاً لمجرد أنها غير مناسبة للعرب. غير أن المقدمات التي أصبحت في عمق ممارسات هذه الإدارة تشي بما سيأتي. ينبغي التوضيح أن النيات الأميركية الرامية إلى "الانكفاء" أو "الانسحاب" أو "الاستقالة" من المنطقة ليست مرفوضة، بل مرحباً بها. لكن ما ينبغي نقده وحتى تجريمه هو طريقة تطبيق هذه السياسة ومضمونها وأهدافها. فبعد عقود طويلة أمضتها أميركا في حمل الحكومات على الارتباط بها، مع ما استتبع ذلك من ضغوط مورست وقيود فرضت، ومن سياسات دُفعت الحكومات إلى اعتمادها بأخطائها فقط لأن واشنطن أرادتها. ها هي أميركا تستعد، إذاً، لتوديع هذا النهج للشروع في آخر لا يخلو بدوره من الغوامض والمخاطر. أما…

آراء

أزمة التصنيف والمواقف المتشددة

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي الذي عقده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ودعا له حوالي سبعين شخصية ثقافية من مختلف مناطق المملكة، تركز على التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي، وكشف عن قضايا مهمة تتعلق بهذا الموضوع. التنوع بمختلف أشكاله حالة طبيعية في المجتمعات الإنسانية كلها، قد تكون كما أرادها الخالق مصدر ثراء فكري وسياسي واجتماعي ، وقد تتحول بفعل عوامل العنصرية والتمييز والقهر إلى سبب للتوتر والتناحر والتشظي. ولكل اتجاه من هذين المسارين طرقه وأساليبه وسياساته العامة التي تؤدي إلى النتيجة الحتمية. من الواضح أن سبب تحول التنوع في مجتمعنا إلى أزمة فكرية واجتماعية بين مختلف الاتجاهات هو سيادة اتجاه فكري أحادي نال من الحظوة والإمكانيات الشيء الكثير الذي أتاح له إمكانية استبعاد وازدراء المختلفين معه فكرياً ومذهبياً ودينياً والانتقاص من حقوقهم. ذلك يعني أن هناك مناخاً معيناً هيَّأ لمثل هذا الاتجاه دون غيره أن يهيمن على مختلف الوسائل – التي هي حق للجميع – ويوجهها لتعزيز مواقعه والإضرار بحقوق مخالفيه أياً كانوا. لقد أفرزت هذه الحالة عن وجود اتجاهين متوازيين للخطاب الثقافي في المملكة يعبران عن توجهين فيهما من التعارض والتناقض الشيء الكثير. ففي الوقت الذي تتوجّه فيه جهود المملكة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتبذل جهوداً كبيرة على هذا الصعيد كتأسيس مركز الملك عبد الله في…

آراء

مطاردة بنات الرياض !

الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣

قالت مصادر لـ«عكاظ» أمس إن سبب مطاردة اليوم الوطني والتي راح ضحيتها شقيقان في مقتبل العمر هو مشادة كلامية بين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشابين بعد تشغيلهما أغاني وطنية في السيارة، وإذا صدقت هذه الأخبار فهي مصيبة لأن مطاردة بلجرشي التي راح ضحيتها رب الأسرة وفقدت الأم ذراعها كانت بسبب تشغيل الأب أغاني (طيور الجنة) لابنه، وهكذا يموت الناس بمنتهى البساطة لأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة. وإذا كانت الأمور تسير على هذا النحو فعلا فإننا نناشد وزارة التجارة أن تفرض على وكلاء السيارات انتزاع أجهزة الراديو والمسجلات من كل السيارات على اختلاف أنواعها، فاذا كان تشغيل أغاني الأطفال والأغاني الوطنية قد تسبب بكل هذه المآسي فما هو حجم الكوارث التي يمكن أن تنشأ في حال تشغيل أغاني مريام فارس؟ ** رجاء الصانع كانت امرأة محظوظة لأنها حققت نجاحا كاسحا وهي في سن صغيرة حيث حظيت روايتها (بنات الرياض) بانتشار واسع وترجمت إلى 40 لغة وبيع منها أكثر من 3 ملايين نسخة، وهو نجاح لم يحققه مؤلف سعودي قبلها فيما أعلم، بل إن هذا النجاح الكبير لروايتها المثيرة كان سببا في ظهور موجة من الروايات السعودية التي تحاول محاكاة رواية (بنات الرياض) والسير على دربها، وكان من الممكن أن تكتفي الصانع بهذا النجاح الأدبي الكبير وأن…

آراء

الصحفيون أربعة أنواع.. والمعلنون نوعان فقط..!

الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣

الحيادية أو "الموضوعية" هي القيمة الأكثر جدلا في الصحافة حول العالم، وهي القيمة الأساسية التي تدور حولها معظم أدبيات القيم المهنية في الإعلام. ورغم أن هناك دائما من يقول بأن الموضوعية مستحيلة، لأنها تتطلب مستوى نادرا بين البشر من الحيادية الكاملة، فإن هذا لم يثن الصحافة في الدول الديمقراطية من إلزام نفسها بأعلى مستوى "ممكن" من الحيادية، من حيث طرح الآراء المتعددة، والالتزام بالتعريفات العلمية، والاعتماد على الأرقام والحقائق في نقل المعلومات، ولكن هذه الحيادية جاء دائما من يقلل منها وينتقدها كما هي الحالة مع المفكر نعوم تشومسكي الذي طالما انتقد موضوعية الإعلام الأميركي. التغيرات في السنوات الأخيرة، بما فيها التغيرات السياسية والتكنولوجية، فرضت تحولا جذريا في هذه المفاهيم، وهذا النقاش تجدد في الفترة الأخيرة بشكل واسع جدا مع نشر صحيفة الجارديان الشهيرة لأعمال جلين جرينوالد الصحفية (مع جون سنودن وغيره) والتي يبذل فيها جهدا خاصا لفضح وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) وجهاز الاستخبارات الأميركية (CIA)، بشكل رأى فيه كثير من الناقدين مخالفة للقيم الصحفية المهنية، لأن جرينوالد يتبنى أجندة علنية ضد السياسة الأميركية الخارجية واستراتيجياتها، مما يعني أن هذا سيؤثر على قدرته على تقديم تغطية محايدة للقضية. طبعا هذا النقاش محدود جدا في العالم العربي إلا على الصعيد النظري، فالإعلام كان لفترة طويلة في معظم الدول العربية مؤسسات حكومية،…