آراء

آراء

التسميم غير المتعمد للمسنين بالأدوية

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣

أصل هذا المقال كتب للنشر في مجلة الملتقى الطبي التي تصدرها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. الهدف الرئيسي منه مخاطبة الأطباء والصيادلة وكبار المسؤولين في القطاع الصحي حول موضوع المقال. لأن الموضوع يهم أيضا ً أقارب المرضى المسنين الذين تقع عليهم مهمات تنظيم الجرعات الدوائية لكبارهم، وهم الذين يتعاملون يوميا ً مع المرضى من كبار الأسرة ويعانون معهم، لذلك رأيت أن أشارك القارئ العادي في الاطلاع على هذه المشكلة، التي أعتبرها في غاية الأهمية من الناحية الصحية. انطلاقاً من هذه المشاركة أتوخى من أقارب المريض المسن الذي يتناول كمية ً غير معقولة من الأدوية حسب وصفات طبية مأذونة، أن يدخل مع الطبيب المعالج في مساجلة هادئة حول الأضرار المحتملة لكثرة الأدوية التي يتناولها قريبه المسن. يتكرر في العيادات الطبية حضور مرضى مسنين من الجنسين يحملون معهم، أو بالأحرى يحمل لهم مرافقهم كيسا كبيرا ممتلئا بالأدوية. يشتكي المرضى في مثل هذه الحالات من عدة أعراض يتركز أغلبها حول الاضطرابات الهضمية متعددة الأنواع، لكنهم يشتكون أيضا من الدوار، الصداع، الشعور بالاختناق، الشهاق، آلام العضلات والمفاصل، الضجيج في الجمجمة والطنين في الأذنين، الأرق، مرارة الريق ونشوف الفم والبلعوم وغير ذلك. عندما يستعرض الطبيب المعاين أعداد وأنواع الأدوية التي يتناولها المريض المسن، كثيرا ما يكتشف أنها قد تصل إلى عشرة أنواع وقد تزيد، وعندما يحسب…

آراء

العودة الى مجلس الأمن

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣

في 18 أكتوبر 2013م أعلنت المملكة عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وأضاف البيان «إن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته» . واخّتتم البيان بالقول : « إن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيميائي,على مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون مواجهة أي عقوبات رادعة, لدليل آخر على عجز مجلس الأمن». الاعتذار السعودي كان حديث العالم الأول طوال العشرة الايام الماضية. كما ان القرار نجح في تحريك المياة الراكدة فيما يخص مراجعة مصداقية الأمم المتحدة وأحرج ما يُسمى الشرعية الدولية. كما عبرت الخطوة السعودية وباجماع الكثيرين عن مشاعر الغضب والاستياء وعكست حالة الاحباط التي تعيشها غالبية الدول بسبب انعدام العدالة وتوازن القوى في الأمم المتحدة، خاصة بعد توصل دولتين أو ثلاث لتفاهمات بينهم بخصوص تقرير مصير أزمات إقليمية معينة دون مراعاة مصالح غالبية الدول ذات الشأن. فطالما استعملت روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن وأصبحت السياسة الأمريكية في المنطقة تتحرك في صورة ردود أفعال لما تقوم به روسيا من خطوات ما شكل صورة ذهنية جديدة في الشرق الأوسط عن نظام دولى جديد غير…

آراء

ماذا فات خطباء الجمعة الماضي؟

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣

اتفقت معظم خطب المساجد يوم الجمعة الماضي على مهاجمة حملة «26 أكتوبر» الداعية إلى أن تقود المرأة سيارتها بنفسها بدلاً من سائق أجنبي، واختلفت أقوال الخطباء في تجريم وتوصيف هذه الحملة، لكن الطريف - بحسب رواية أحد المصلين - أن خطيب جمعة ابتدر خطبته بقوله: «أنا مع أن تقود المرأة»، ثم كررها ثلاثاً حتى جعل عيون المصلين تشخص دهشة، ليكمل قوله: «أنا مع أن تقود المرأة بيتها وتربية أبنائها». كان هذا أخف المهاجمين لأنه وضع قيادة المرأة لسيارتها في مقابل الاهتمام ببيتها وتربية أولادها، وكأنها حين تركب مع سائق يصبح بيتها وأولادها في سلام. الخطباء الباقون وصفوا هذه الحملة بأنها دعوة ضلال وتغريب وانحلال أخلاقي، ومالوا على تخطئة الحكومة التي تجبرهن على إصدار بطاقة هوية أيضاً، والقائمة لن تنتهي. قد يبدو الأمر طبيعياً لو لم يظهر قبل الحملة بيومين مشهد صدم المجتمع كله، وأثار غضبه، وهو مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث فتيات في مطلع العشرينات، قيل إنهن موظفات اعتدن المرور على مركز تجاري قريب من مكان عملهن لتناول الغداء، وفي هذه الأثناء مرّ بهن شباب وتحرشوا بهن لفظياً، ثم تبادل الطرفان الشتائ‍م، فعزّ على الشاب أن تشتمه امرأة، ليقرروا ملاحقتهن والتضييق عليهن وهن يخرجن من السوق. حدث هذا وسط جمهور كبير من الفضوليين كانوا في السوق، وفي المشهد المصور سمعنا…

آراء

القمع الديموقراطي.. البليهي مثالا

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣

الحقيقة التي لا يجهلها أحد.. أنه من الذكاء أن تقنع الجمهور برأيك بأي طريقة كانت، إن كنت مقتنعا به.. ومن الغباء أن تنتقد الجمهور وأنت على المنصة تحاضرهم، فقط لأن شيئا لم يوافق رأيك قيل في المحاضرة..! تلقيت صدمة فكرية حين شاهدت مقطعا من محاضر عضو مجلس الشورى المفكر إبراهيم البليهي، في جامعة اليمامة.. إذ كيف بمن يدعي التحضر والرقي بالفكر ويجاهد من أجل الديموقراطية أن يرفض رأيا يخالف رأيه، ويذهب أبعد من ذلك، فينتقد الجمهور لأنه صفق للرأي المخالف..! ولو كان هذا التصرف من عامي لن أقبله، فكيف إذا كان من مفكر لا يمل من انتقاد تخلف العرب.. يا الله.. ماذا أقول لمن كنت أصف أمامهم "البليهي" بأنه مفكر تنويري..؟ لـ"البليهي" ولغيره حق الرد وحق رفض أي رأي يخالفهم، ولكن بالمنطق والعقل، ولهم الحق في استعراض رأيهم أمام الجمهور بأي أسلوب، لكن ليس لهم الحق في إجبار الجمهور على رأيهم.. أهم النظريات التي يدعو إليها "البليهي" هي التحرر من التسلط وتقليد الغرب في تحضرهم، لكن ما فعله "البليهي" لا تفعله حتى "العرب" التي ينتقدها في تخلفها وظلاميتها مقارنة بالغرب وتحضره، نعم.. العربي قبل الغربي لا يسفه الجمهور الذي يخطب فيه. لـ"البليهي" عقله ولنا لسانه الذي يخرج ما في عقله.. فلا يأسف على سوء فهمنا له، بل ليأسف على سوء…

آراء

الحل في بريطانيا !

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٣

بدأت بريطانيا مشروعا طموحا لإنتاج سيارات صغيرة بدون سائق تعمل بالكهرباء وتتسع كل واحدة منها لشخصين مع حقيبتيهما، وأظن أنه من مصلحتنا دعم هذا المشروع لأنه قد يكون الحل الوحيد لمعضلة قيادة المرأة للسيارة في بلادنا، فبعد أن اتضح أن جوهر المشكلة هو من يمسك بالمقود المرأة أم السائق الأجنبي ؟.. فالأفضل والأسلم في هذه الحالة أن نتخلص من (الدركسون) فلا امرأة تقود سيارة فتهدد هوية المجتمع !.. ولا رجل يقود سيارة فيحقق أعلى نسبة للحوادث المرورية في العالم، البريطانيون ينتظرون بشغف الدفعة الأولى من هذه السيارات والتي سوف تجوب الشوارع بعد عامين فقط، لأنهم يعتقدون أن هذه التجربة سوف تجعلهم يعيشون أجواء (الخيال العلمي) ونحن أيضا ننتظرها بشغف كي نتصالح مع (الواقع غير العلمي) ! . *** فيلم (ديانا) الذي يتناول قصة الأميرة الراحلة التي لا زالت تعيش في قلوب الملايين من سكان هذا الكوكب، يقدم دليلا جديدا بأن حياة الانسان مهما كانت حافلة بالأحداث المثيرة فإنه يمكن تلخيصها كلها في سرد أحداث فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز العام، لم يتطرق الفيلم إلى حفل زفافها الأسطوري، وليس ثمة مكان في الفيلم لزوجها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، فأحداث الفيلم تتمحور كلها حول قصة حبها القصيرة مع جراح القلب الشهير خان، ذي الأصول الباكستانية، وينتهي بحادث السيارة الذي أودى بحياتها…

آراء

عاصفة باسم يوسف

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٣

لم يتقابل مصريان في الأيام القليلة الماضية دون أن يسأل أحدهما الآخر: شفت باسم يوسف. بل أن مصرياً هبطت طائرته إلى مطار القاهرة قادماً من الولايات المتحدة، وقد غاب فيها ثلاثة أشهر متصلة، وبمجرد أن أخذ مستقبليه بالأحضان في عجالة سألهم: هل رأيتم برنامج باسم يوسف وما رأيكم؟ وراحوا طول رحلة العودة من المطار إلى البيت وهم يتحدثون عن فقرات "البرنامج" في ثوبه الجديد بعد انقطاع دام ما يقرب من ١٧ أسبوعاً. يمكن أن نصف ما جرى مساء الجمعة الماضي بأن عاصفة باسم يوسف ضربت مصر بقوة، والمدهش أن المصريين انقسموا حوله انقساماً شديداً، فهو لم يعجب الإخوان كالعادة، ولم يعجب أصحاب ٣٠ يونيو وهذا هو الجديد. بل أن حرباً ضروساً اشتعلت على شبكة التواصل الاجتماعي عقب نهاية البرنامج ولم تتوقف حتى الآن، ويبدو أنها ستظل فترة إلا إذا أن تدخلت قوات لحفظ السلام وعقدت هدنة مؤقتة بينهما. وبالفعل يستفز البرنامج جحيماً من التساؤلات والاستفسارات، إذ راح ينتقد كل شيء وأي شيء، الإخوان والاعتصامات والإعلام و٣٠ يونيو والرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، ومؤيدي الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، ومهاجمي ثورة ٢٥ يناير، لم يفلت من أنيابه لا شخص ولا حدث ولا موقف، وهذا النقد الشامل الملفوف بسخرية فاقعة بعضها بذيء عمداً، بدا غامضاً غير واضح الأهداف عند البعض، وخبيثاً…

آراء

تهويل الدَين الأميركي

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٣

ابتداءً يتكون الدين العام لأي دولة من تراكم مبالغ العجز السنوي في موازنة الحكومة السنوية إن كان هناك عجز. وما العجز إلا الفرق بين مجموع الإنفاق ومجموع الدخل الذي يتم سنوياً. ومصدر الدخل الحكومي في الولايات الأميركية كان في البدء من الرسوم التي تفرضها الحكومة، ومنذ عشرينيات القرن الماضي صارت الضرائب أهم مصادر دخل الحكومة الأميركية. ومنذ إعلان استقلال أميركا في 4 تموز (يوليو) 1776، والحكومة الأميركية تعاني من العجز، باستثناء فترة رئاسة الرئيس كارتر والرئيس كلينتون في فترته الثانية، وهذا لا يعني أن الدين العام انتهى في فترة كارتر وكلينتون، وإنما يعني أن ما تراكم من دين لم يزد، بل نقص قليلاً. ويكبر حجم الدين خلال سنوات الحروب، كالحرب الكونية الثانية وحرب فيتنام وحروب العراق وأفغانستان. والمهم في تأثير الدين على مستوى النمو الاقتصادي ليس مبلغه المطلق وإنما نسبته من قيمة الناتج الكلي. فحينما تولى الرئيس هاري ترومان رئاسة الولايات المتحدة بعد وفاة الرئيس روزفلت المفاجئة في 12 نيسان (أبريل) 1945، وصل الدين الأميركي العام إلى 113 في المئة من قيمة الناتج الكلي للاقتصاد الأميركي في ذلك العام، بسبب مستوى الإنفاق لتمويل الحرب الكونية الثانية. وفي يومنا هذا نسمع يومياً من أعداء أوباما السياسيين، وتردده بعد ذلك وسائل الأعلام، بأن الدين الأميركي العام وصل إلى نحو 17 تريليون دولار،…

آراء

حاكم كاليفورنيا يساند “سلفستر ستالون”

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٣

رداءة الانطلاقة في نصف الساعة الأولى من فيلم خطة هروب، الذي يجمع بين نجمي "الأكشن" أرنولد شوارزنيجر وسلفستر ستالون جعلتني أسرح وأنا في قاعة السينما، حول هذه الأفكار، وأبدؤها بدهشتي من مسيرة شوارزنيجر الذي يقوم بدور (مساند) لـ"ستالون" في هذا الفيلم، في أول عودة له إلى عمله الأساسي - السينما - بعد أن كان حاكما لإحدى أهم الولايات الأميركية (كاليفورنيا)! وهذا بحد ذاته أمر مدهش لنا! كما أنه يبدو في لياقة عالية جسديا وهو في هذه السن، "وهو من مواليد 1947 في ميونيخ بألمانيا، ولم يصل إلى أميركا إلا وهو في الحادية والعشرين من العمر، بلغة إنجليزية ضعيفة، حيث كانت أحلامه تتمثل في أن يكون بطلا عالميا في كمال الأجسام، ثم دخل من هذا الباب إلى عالم التمثيل". الأمر المدهش الآخر هو قدرة هوليوود على إعادة صياغة النجوم للاستفادة من نجوميتهم إلى آخر قطرة، فها هو "سلفستر ستالون" الذي كان طول تاريخه مجرد كتلة من العضلات قادرة على هزيمة الخصوم وإلحاق أكبر قدر من الضرر بهم، يتحول في هذا الفيلم - بحكم السّن - إلى مفكر يستخدم حيلا عقلية بالغة التعقيد للهروب من السجن مع أقل قدر من استخدام القوة الجسديّة. الأمر الأخير الذي أثار انتباهي في هذا الفيلم هو إعطاء دور بطولي يتعاطف معه الجمهور لشخصية (مسلم) يساعد "أرنولد"…

آراء

وردة الجزيرة العربية

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣

لا أراني أصلح للعمل السياسي لأسباب كثيرة أحدها هو أنني، كما الفيل العنيد، لا أنسى أبداً الوقاحة السياسية والمواقف المتخاذلة مما يصعب علي لاحقاً التعامل بدبلوماسية مع ساسة لابد أن سأحتاجهم. إلى اليوم، أتذكر بوضوح مواقف الكثير من الساسة وتحديداً النواب من قضايا المرأة، هذه القضايا التي دوماً ما كانت تقع في قعر التأجيل اللزج، فتبقى بدبقها في ظلام دائم، فكل المواضيع الأخرى أولوية، إلا مواضيع المرأة، تلك دائماً قابلة للتأجيل أو حتى الإلغاء. ما زلت أتذكر، أيام العمل الحارة من أجل حقوق المرأة السياسية، أتذكر مواقف مبقعة كما العفن ومعبقة كما علبة سردين بائت. أتذكر يوم اجتمع لفيف من نواب اكفهرت وجوههم وتشعثت بتدينهم في إحدى قاعات مجلس الأمة ناعتين السيدات العاملات في مجال حقوق المرأة "بالخراتيت"، ما زلت أتذكر الجدل الذي كان يخرج من أفواه رجال قصرت دشاديشهم وطالت وتدلت ألسنتهم، ليقولوا لنساء قد تزن الواحدة منهن بعقلها عشرة من نوعياتهم إن المطبخ لا يجتمع ومجلس الأمة، وإن الأبناء هم الأسبق والزوج هو الألحق، ولا كأن هذا الرجل شاركها في صنع هؤلاء الأبناء ولا كأنه يجلس ليملأ كرشه من طعام المطبخ، فالتعاون في نظر هؤلاء هو أن يستمتع هو وتنجب هي، أن يأكل هو وتطبخ هي، فهذا هو عدل فحولة بدائية معجونة بدين متطرف لا يعرفون من خلطات…

آراء

أميركا تسلّم لإيران بنفوذها الإقليمي؟

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣

تكشف معلومات ديبلوماسية أن الاجتماع المقرر بين مجموعة الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران في مطلع تشرين الثاني يكتسب أهمية كبيرة كونه قد يؤدي الى كشف مدى التقدم الذي أحرز في المفاوضات ليس بين هذه الدول وايران فحسب بل بينها وبين الولايات المتحدة على المسار الثنائي بينهما. اذ على عكس ما يشاع من ان المفاوضات بين طهران وواشنطن محصورة في الملف النووي الايراني، فان المفاوضات الثنائية قامت منذ بعض الوقت وتحديدا منذ الصيف المنصرم. وتفيد هذه المعلومات ان ما تردد عن ان زيارة سلطان عمان قابوس بن سعيد في 25 آب الماضي لطهران كانت زيارة وساطة بين الولايات المتحدة وطهران كان صحيحا الى حدّ بعيد وان المفاوضات التي جرت منذ ذلك الوقت كانت جدية وبدات تتقدم وان لا صحة لانطلاق اولى المؤشرات خلال مشاركة الرئيس الايراني حسن روحاني في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في 23 أيلول المنصرم بل ان الاتصال الذي جرى بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني كان بمثابة تتويج للاتصالات. وتكشف المعلومات ان ابرز المؤشرات الى ذلك كان الخطاب الذي أدلى به اوباما أمام الجمعية العمومية في 24 ايلول الماضي والذي تضمن استباقيا محاولة طمأنة دول الخليج العربي الى مضمون المفاوضات التي تجريها واشنطن مع طهران من خلال قوله انه على رغم ان الولايات المتحدة…

آراء

وخمسة مليارات أخرى لمصر

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣

مصر ليست على شفير الإفلاس، إنما اقتصادها مريض جدا ويحتاج إلى معجزات لعلاجه. تدخل الإمارات بمد مصر بنحو خمسة مليارات دولار معجزة جاءت في الوقت الحرج، فقد تراجعت في سلم الاقتصاد التنافسي إلى المرتبة 118 بين 148 دولة في العالم، بعد أن كانت مرتبتها 81، قبل الثورة، منذ نحو ثلاث سنوات. وهذه مؤشرات تبين حجم المخاطر التي تنتظر المصريين، الذين يعانون معيشيا منذ ذلك الحين، وتنبه إلى أن العدو الحقيقي للنظام المصري الحالي ليس الإخوان فقط، بل الاقتصاد المنهك أيضا، بارتفاع التضخم، وتزايد البطالة، وهبوط المداخيل، وضعف الثقة عند المصريين أنفسهم. المساعدة تعكس الرغبة في عدم السماح للمعارضة بتخريب الاقتصاد، ومنع دفع البلاد نحو الفوضى. وهي تكمل مشروع دعم مصر باثني عشر مليار دولار كانت السعودية والإمارات والكويت قد أعلنت التزامها به. المعارضة الإخوانية التي قررت تخويف المستثمرين الأجانب، سبق ذلك عندما كانت في الحكم أن أبرمت صفقات مصالحة مع الملاحقين من رجال الأعمال في عهد الرئيس المخلوع مبارك، من دون أن تحقق المصالحة داخل السوق نفسها. أمام الحكومة المصرية واجبات صعبة كلها مستحقة في نفس الوقت، أن تنجز الدستور، وتعد للانتخابات التشريعية، وتنقذ الاقتصاد، إلى جانب التصدي لتهديدات الإخوان المسلمين بزرع الفوضى وتخريب المؤسسات وتخويف المستثمرين. الدعم الجديد سيعزز الثقة في الاقتصاد المصري، وسيطمئن الشعب المصري على مستقبله. وتبقى…

آراء

التدين الإلكتروني.. نفاق العصر الحديث

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣

خلال الأسبوعين الماضيين انشغل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي بقضيتين رئيسيتين، تمثلت الأولى بحملة ٢٦ أكتوبر التي دعت لقيادة المرأة للسيارة، والثانية بحالة التحرش التي تعرضت لها مجموعة من الفتيات في مجمع تجاري في مدينة الظهران من قبل بعض الشباب وفي وضح النهار وأمام جموع غفيرة ممن يصطفون كعادتهم لمعرفة ما يحدث، دون أن يكون لهم أي دور سوى التصوير وإطلاق صرخات الراقصات. في المجتمع السعودي هناك تياران رئيسيان تختلف الرؤى بينهما جذريا، أو هكذا يبدو عند النظر للمسائل المرتبطة بالمرأة وبالمطالبات الإصلاحية الإدارية الخاصة ببعض المؤسسات التربوية والفكرية التي تسيطر على المشهد الاجتماعي منذ عقود. لكل طرف مؤيدون ومريدون ولكل طرف حججه واستدلالاته، ففي جانب نرى طرفا يميل إلى النظرة الأكثر معاصرة لمناقشة الأمور من منطلقات منطقية واجتماعية وأمنية، في حين نجد أن الطرف الأكثر تشددا يميل الكثير من كوادره لممارسة لغة التخوين والتكفير والقذف الصريح باسم المحافظة على الموروث الذي يرون أنه يجب أن يبقى ثابتا، ولا يمكن مواءمته من منطلق أن الدين صالح لكل زمان ومكان، حيث يستخدمون ذرائع مختلفة، جلها لم تعد مقبولة لا دينيا ولا واقعيا. الغريب في الأمر أن الطرف الذي طالما اتهم المتشددون أفراده بأنهم دعاة انحلال المرأة كانوا أول من أقام الدنيا على مشهد التحرش الذي تعرضت له الفتيات في الظهران، مطالبين…