آراء

آراء

متى كبرنا ؟

السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٣

(“الأخبار السيئة هي أن الوقت يطير.. والخبر السار هو أنك أنت الطيار”) مايكل التشيلر كم نتمنى أن ينسانا الوقت، نهرب خلسة عنه ويتوقف حيث لا زمان ونبقى على شفا الزمن لا ننتظر أحداً، وكما يقال إن قمة الحرية هي ألا تنتظر شيئاً أو أحداً. كالأطفال على لعبتهم يدورون عليها وتدور بهم، يتغير كل شيء حولهم ويبقون هم الأطفال وتبقى لعبهم. متى كبرنا؟ كيف هرب ذلك العمر الجميل متسللاً من بين أيادينا؟ من فتح له نافذة الوقت؟ وساعده على الهروب من شرفة حياتنا. مازلت اذكر ملامحه، وفي وجهي بقايا من بقاياه، أقلب صفحاتي، أنظر إلى الصور وأعلم يقيناً أن الوقت لا ينتظر. ما يبقى من الزمن الجميل سوى الذكرى وبقاياهم، أحياناً الذكريات أشد وقعاً على النفس من الحاضر، تفعل فينا ما لا يقدر أن يفعله واقعنا الذي نعيشه الآن. نحن أمة تعشق الماضي، تعيش بين ثناياه وتسافر إليه في خيالاتها وقضاياها الكبرى، هرباً من واقعها، بحثاً عن الحلول، المستقبل لديها ليس خياراً أولياً عند التفكير والتخطيط، يتغلب عليه الماضي بسهولة، ويقول كلمته ويفرض آراءه قسراً عليها. كيف نتركه وهو جزء منا، بيديه شكلنا، مستودع الأسرار والحكايات عندما ننظر خلفنا نجد كل ما تركناه وراءنا، ونجدهم أيضاً يلوحون بأياديهم لنا، يقولون لنا ارجعوا إلينا نحن ذكريات الزمن الجميل، أفضل الأوقات، لا نزال…

آراء

النزوح السوريّ: لا شعوب ولا قضايا

السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٣

عندما حلّت نكبة فلسطين في 1948، وراح مئات آلاف الفلسطينيّين ينزحون نحو بلدان الجوار، أبدى معظم الشعوب والبلدان المستقبِلة طريقتين في الاستقبال: من ناحية، تعهّدٌ بعد تعهّدٍ بتحرير فلسطين وإعادتها إلى «الإخوة» الفلسطينيّين وإعادتهم إليها، ومن ناحية أخرى، إخضاع أولئك «الإخوة» النازحين لشروط حياة سيّئة ومُذلّة يتخلّلها، بين وقت وآخر، قمع مفتوح. السلوك كان يفضخ اللغة، ويشي بأنّ الأمر لا علاقة له بأيّة «أخوّة» أو أيّة قضيّة مدّعاة. ففلسطين، على صعيد اللغة، قوّت جماعات أهليّة في البلدان المستقبِلة على جماعات أخرى، وأخافت جماعات ضعيفة من جماعات غيرها في أوطان نسيجها ضعيف أو هشّ. لهذا كان مطلوباً أن تفسح لها اللغة السياسيّة مكاناً فسيحاً وراسخاً، تبنّياً أو رفضاً، قبل أن تضع الأنظمة العسكريّة الوليدة اليد عليها فتمضي في استخدامها وتوظيفها. أمّا في ما خصّ السلوك، فاشتغلت عوامل أخرى أشدّ التصاقاً بحقائق الحياة. هنا اندرجت، فضلاً عن المخاوف العصبيّة الضيّقة، ثقافة أبرشيّة كارهة للغريب يتشارك الجميع فيها، ومواقف تتّصل بالعمل والسكن وشروط الحياة التي تميل دائماً قطاعات من السكّان المحليّين إلى تحميل قصورها ونواقصها للغريب. في اللغة، كان الفلسطينيّون إخوةً قضيّتهم قضيّتنا القوميّة والمقدّسة. في السلوك، كانوا غرباء، فيما القضيّة الفعليّة الاستفادة من قضيّتهم حين تبدو مفيدة، وإشاحة النظر عنها حين تبدو ضارّة. شيءٌ كهذا يحدث اليوم في لبنان، لا في البيئة…

آراء

قانون تحرُّش لله يا محسنين!

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣

ــ يبدو أنه لا قانون واضحاً وصريحاً ضد التحرش، أما العقوبات فهي متروكة للاجتهاد لدينا، ولذلك سيتكاثر المتحرشون في كل زمن، ولن تجد المرأة السعودية من يحميها في الأماكن العامة، وبالتالي ستلزم بيتها، وربما هذا هو الهدف البعيد والمبتغى من بعضهم!! ـ عقوبة المتحرش في كل بلاد العالم واضحة وصارمة، ولا يستطيع أي رجل أن ينظر إلى امرأة بنظرات مريبة أو شهوانية خوفاً من العقاب؛ فحتى النظر هناك له ضوابط وآداب عامة يجب مراعاتها، وأولها أن لا تبحث عن مفتاحك الضائع في وجهها حينما تشاهدها في أي مكان! ـ مَنْ صدَّعونا بالمحافظة على المرأة وصونها، وأنها درة وجوهرة؛ هم ألدُّ أعدائها اليوم، ومن يقف حجر عثرة في طريق إنجاز بعض القوانين الطبيعية جداً في حياة البشر الأسوياء، التي يمكن أن تصونها بالفعل لا بالكلام والخطب الرنانة وأوراق البحوث الصفراء. ـ لنعترف بأن المرأة السعودية أصبحت مستباحة من طرفَيْ نقيض ذكوري؛ كل منهما يحاول جاهداً أن يحشر نفسه في قضاياها وينهشها دون سبب وجيه. ـ الليبرالي يختصر قضاياها في قيادة السيارة، والشيوخ يختصرونها في عباءة الكتف ودرجة انبعاث العطر، وكل هؤلاء سبب رئيس في ضياع حقوقها، وحينما يجدُّ الجد لن تجد أحداً منهم يرفع عنها الأذى والضيم، ويعترف بأنه يتحدث عما يريده هو منها وليس العكس. ـ لن تردع المتحرش قليل…

آراء

فالين العربي

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣

في حائل «نسيت العالم كله»، و»قضيت أياماً سعيدة فيها لدرجة أنني فكرت في قضاء بقية عمري هناك». هذه العبارات ليست لشخصية عربية، بل لأول رحالة اسكندنافي وهو الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالين الذي يعرف بـ «فالين العربي» ويفيد معظم الدلائل بأنه أسلم وسمى نفسه عبد الولي، ويعتبر من أشهر الاوروبيين الذين أجادوا اللغة العربية تحدثا وكتابه وخطا. وصل الرحالة فالين للقاهرة، حيث لازم بعض رجال الدين المصريين ودرس عندهم وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وبعدها بدأ رحلة داخلية في مصر، ثم غادرها نحو الجزيرة العربية، وكانت محطته الأولى مدينة الجوف، وبقي فيها حوالي ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وغادر منها نحو حائل مرورا بجبة. خلال هذا الأسبوع جاءت فرصة لزيارة جامعة هلسنكي وهى الجامعة التى التحق بها الرحّالة فالين عام 1829 ، وكان طلبي الأول من الجامعة زيارة القسم الخاص بالرحالة فالين بمكتبه في جامعة هلسنكي التابعة للمكتبة الوطنية الفلندية للاطلاع على ارشيفه وكتبه ومخطوطاته. وفي القسم الخاص به تشعر وكأنك في مكتبة عربية، حيث المخطوطات العربية بخط الرحالة ومخطوطات أخرى عبارة عن رسائل متبادلة مع أستاذه محمد عياد الطنطاوي، وبعض التزكيات والتوصيات التى حملها معه أثناء تنقله في رحلتة العربية انطلاقا من القاهرة فالسويس، مرورا بالعقبة، فعمان، فتبوك، فالجوف، فجبة، فحائل. الرحالة فالين أحب الجوف كثيرا ومدح كرم وسماحة وطيبة…

آراء

الفيصل ومواجهة الاستهداف والاستنزاف

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣

قال مدير تحرير مجلة «شبيغل» الألمانية لبشار الأسد في بداية مقابلة أجراها معه قبل أسبوعين: كيف يمكنك العيش مع هذه «الجرائم»؟ ألا تحس بالذنب؟ وليس مهما بماذا وكيف أجاب الأسد، فقد كان وكل شركة العلاقات العامة التي اتصلت له بكبار المجلات والصحف الغربية، ووكالات الأنباء، مجرد القبول وظهور الصورة على صفحة الغلاف أو على الشاشة في وقت الذروة، لكي يقال إن شخصه الكريم ما يزال مقبولا رغم الأهوال التي ارتكبها مع الروس والإيرانيين وأتباعهم ضد شعبه وبلاده. لقد كان ينبغي توجيه السؤال - وإن بمعنى وسياق آخر - إلى الشعوب العربية: كيف تحملت وتتحمل الارتكابات والمذابح والاستلابات من الحكام الخالدين، ومن الإيرانيين والإسرائيليين والروس والأميركيين... إلخ؟ نعم، كيف تتشرذم المجتمعات، وتتفكك الدول، ويهلك الأطفال والشيوخ والنساء إما بقذائف وطائرات وكيماويات بشار الأسد أو إسرائيل أو حزب الله أو القذافي أو الرئيس السوداني أو الجهاديين أو هذا الحاكم العراقي أو ذاك، ولا يظنن أحد أن «القتل» يحصل فقط من قذائف الطائرات أو الدبابات أو خلال المظاهرات؛ بل إنه قد يحصل عندما يهرب عشرات الألوف من مكان إلى مكان فيسقطون في البر أو البحر، فيصبح فيهم التعبير المجازي الذي قيل عن المسيح عليه السلام إنه الذي وطئ الموت بالموت! إنه الهول الأعظم بالفعل، الذي يعاني منه العرب جميعا منذ الاستعمارات البريطانية والفرنسية…

آراء

عندما كان للشوارع أسماء

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣

رواية رائعة، لكاتبة رائعة، كتبتها من القلب، عاشت أحاسيسها بصدق، وبالتالي نجحت أولاً في الغرب، حيث من الصعب أن تنجح رواية تنصف الفلسطيني، هناك «اليهودي» هو المظلوم، فتجد مئات الكتب والروايات والأفلام التي تخلد مظلمة اليهود «الهولوكوست»، والتي من الغباء والجهل إنكارها كرد فعل منّا، بعدما رأينا كيف تحول المظلوم اليهودي إلى ظالم قاتل في فلسطين. إنها رواية «عندما كان للشوارع أسماء» أبدعتها «رندة عبدالفتاح» باللغة الإنجليزية، وهي شابة فلسطينية نشأت وتعلمت في أستراليا، ترجمتها للعربية ونشرتها مؤسسة قطر، أدعو بقوة لقراءتها وتداولها خاصة بين القراء الشباب، ليس لأنها ممتعة فقط، وإنما لكونها نافذة صادقة على حياة الفلسطيني تحت الاحتلال أو لنقل صيغة «أوسلو» من الاحتلال، وهي صيغة معقدة لم يجربها غير الفلسطيني، وهي ما نسميه «السلطة الوطنية الفلسطينية»، حيث ثمة علم وأرض «أو بضع أرض»، ورئيس وحرس شرف، وانتخابات «نظرياً»، وشرطة وسجون ومدارس، ولكن ذلك لم يصنع استقلالاً تاماً ولا حرية، ولكنه ليس احتلالاً صريحاً، إنه برزخ، منزلة بين المنزلتين. نجحت الروائية في تصوير كيف يعيش الفلسطيني محاصراً، ومن حوله جدار عازل وحواجز شرطة ونقاط تفتيش إسرائيلية، ربما كانت تفكر في زميلات دراستها بأستراليا وهي تكتب الرواية، كي يعيشوا معها بعضاً ممّا عاشته وسمعته وهي تزور أرض الأجداد، ولكنها أيضاً نجحت أن تنقل لنا ـ نحن العرب ـ غير…

آراء

عربة خيول في مهب الريح !

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣

قررت ومجموعة من أصدقائي البدء في مشروع سياحي خلال مرحلة دراستنا الجامعية ، كان حلماً كبيراً للبدء في تنفيذ مشروع صغير لتأجير عربات الخيول في الواجهة البحرية على غرار ما هو موجود في مدن ساحلية أخرى ، كان رأس مالنا المرصود متواضعاً لا يتجاوز عشرة آلاف ريـال هي في مجموعها "تحويشة" من مكافآتنا الجامعية، إضافة إلى مساهمات عينية يتبرع بها كل واحدٍ منا نحن "المستثمرين" لدعم مشروعنا في بدايته : مولدٌ كهربائي صغير لإضاءة العربة ومكبر صوت لتشغيل أغنية "اركب الحنطور " ، قطعُ خشب "بلاكاش" لبناء العربة في ظل عدم توفر "الكاش"! و أهم ما في الموضوع مساهمة أحدنا بتوفير خيل مُسنٍّ أحيل على التقاعد مؤخراً بعد أن بلغ من الكبر عتياً ، كنا متحمسين جداً، بل الحقيقة أننا كنا مستعدين لجر العربة بأنفسنا إذا تطلب الأمر ! كنا مؤمنين بأنهُ يمكن لعربةٍ واحدة أن تصبح عربتين مع مرور الوقت ، وبدل أن نجر نحن العربة كنا نؤمن بأن العربة هي التي قد تجرنا نحو النجاح والثراء ، هكذا كنا نُخطط ونحلم ، يبدو لي أننا تأثرنا في شبابنا باطلاعنا على كتب على شاكلة : كيف تصبح مليونيراً؟ ما أن شرعنا في تنفيذ الخطوات العملية للمشروع (الحلم) إلا والمصاعب البيروقراطية تتلقفنا من كل حدب وصوب ، لا زلت أتذكر…

آراء

لا تذهبوا إلى الجامعة !

الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣

بعد غربة دامت سنوات ؛ عدنا من رحلة الدراسة في الخارج ؛ وانطلقتْ زوجتي في رحلةٍ أخرى ، رحلةِ البحثْ عن عمل مناسب ، فراحَتْ تُقَدّم سيرتها الذاتية وأوراقها الشخصية ( العلمية ) لأكثر من جهة عسى أن تحصل على فرصة عمل، وهذا ـ بالطبع ـ غير المشاركة في معارض التوظيف .. ولأنها حاصلة على درجة الماجستير في ( الإحصاء التطبيقي ) من بريطانيا ، كنتُ أتوقع أن يكون أمر توظيفها سهلاً وميسّراً نوعا ما ؛ نظراً لأهمية التخصص . لذلك و بعد كل مقابلة ، وبمجرد خروجها مباشرة كنت أسألها عن مجريات المقابلة ،وكانت تردُّ بعبارات تكاد تكون مكرَّرَة ، إذْ تقول : " كانت المقابلة جيدة ، لكنهم يسألون عن الخبرة " . والخبرة للأسف غير موجودة بحكم السفر ، اللهمّ إذا استثنينا بعض الأعمال التطوعية التي كانتْ تشارك بها من منطَلَق ذاتي وإنساني. هذه الإجابات المكررة ، ذكّرتني بإحدى وجهات النظر غير المألوفة للكاتب ( باول آردين ) في كتابه Whatever You Think, Think The Opposite ، أي : " مهما كان تفكيرك .. فكر بعكسه ". باول ـ في كتابه هذا ـ له وجهة نظر متطرفة، لأنّه يرى الذهابَ إلى الجامعة مضيعةً للعمر والوقت معاً ، فهو يؤمن بأن كتاب الحياة ودروسها الواقعية هي الجامعة التي…

آراء

“إعادة صناعة” إيران في الغرب

الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣

بمعزل عن "فوبيا" بعض الأوساط العربية حيال ملامح "التقارب" الإيراني الأميركي، وهو اختبارُ حوارٍ أكثر مما هو تقاربٌ فعليٌّ حتى الآن، تدأب الصحافة الغربية بتركيز شديد منذ انتخاب رئيس "الجمهورية الإسلامية" الجديد الشيخ حسن روحاني على تعميم نظرة متفائلة إلى إيران تعيد "قراءة" وتحليل "نظام رجال الدين" الذي يسيطر عليها، ومن جهةٍ ثانية تتخطّى طبيعة تكوين النظام السياسي فيها. على هذا المستوى تبدو الصحافة الغربية، ولاسيما الأميركيةَ، شريكةً فعليةً في تعميم موجة التفاؤل. ويُلاحظ أن زيارة الرئيس روحاني لنيويورك لم تتعرّض إلى فخ إعلامي أو رسمي واحد بينما كانت زيارات الرئيس السابق أحمدي نجاد مزروعة بالأفخاخ التي كم كان سهلاً أن يقع فيها نجاد بسبب من طبيعة شخصيّته المتشدّدة وآرائه المعلنة وبينها "فخ" جامعة كولومبيا الشهير عندما استضافته هذه الجامعة وتعرّض فيها إلى إهانات.هذا الجو الإيجابي خلال زيارة روحاني استمرّ رغم حذر "اللوبي الإسرائيلي" المتواصل من النوايا النووية لإيران وهو حذرٌ يغذّيه الموقفُ العنيفُ المتواصلُ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال الملف النووي. حتى أن مجلة "نيوزويك" في عددها قبل الأخير(14-21 أكتوبر، تشرين الأول) اعتبرت في تقرير رئيسي الإمكانات العسكرية النووية الإيرانية "مبالَغاً بها" واضعةً البحث كلّه تحت تسمية "التهديد-الشبح" و "استكشاف أسطورة الخطر النووي الإيراني". عشرات المقالات في الصحافة الغربية تبدو الآن متأئّرة بهذا الاختبار الحواري الأميركي الإيراني الذي…

آراء

استراتيجية بديلة للعمل الخارجي

الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣

رفض المملكة عضوية مجلس الأمن يمكن أن يمثل فرصة لإعادة هيكلة للسياسة السعودية. هذا رأي الصديق الدكتور خالد الدخيل، وهو مفكر ومتابع للأحداث يعتد برأيه. لطالما امتدح كتاب الصحف ما يصفونه بسياسة ثابتة ومحافظة، تنتهجها المملكة في علاقاتها الدولية. ولا أرى أن هذا موضع مدح. السياسة عالم متغير، لأنه يحاكي مصالح متغيرة. ما يهمني في هذا الصدد هو الاستنتاج الذي اقترحه الدكتور الدخيل، وخلاصته أن هذا الحدث يمكن أن يشكل مفتاحا لفرصة عظيمة، تتحول معها المملكة من ''حليف'' لقوة عظمى، إلى ''صانع سياسات'' في المحيط الإقليمي. هذا سيجعلها بالضرورة لاعبا دوليا ومفتاحا رئيسا لخطوط التجاذب الإقليمية - الدولية. تحقيق هذه الفرصة يتطلب استراتيجية بديلة، تستهدف تعزيز مصادر القوة الداخلية والخارجية. كي تكون لاعبا دوليا مؤثرا، فأنت بحاجة إلى ''داخل'' قوي، خال من الإشكالات قدر الإمكان. كما تحتاج إلى منظومة علاقات إقليمية متينة. الخطوة الأولى حسب رأي الدخيل هي تبني سلة إصلاحات في المؤسسة السياسية، ترسخ الاستقرار وتوسع القاعدة الشعبية للنظام. الغرض من هذا هو الخروج من عنق الزجاجة الذي قادتنا إليه السياسات المحافظة والبطيئة. ولا ريب أن المبادرة بحل القضايا المزمنة مثل حقوق المرأة، انتخاب مجلس الشورى، إصدار نظام الجمعيات الأهلية، وأمثالها، سوف تدخل المملكة في عصر جديد، عنوانه الاستقرار المؤسسي والتواصل الفعال بين المجتمع والدولة. هذا سيريح الحكومة من…

آراء

أحلام.. وسواليف الحريم!

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣

آفة الفن، أن بعض من يمارسونه وإن باتوا كثرا في أيامنا هذه، يمارسونه كمهنة للارتزاق فيصابون بتخمة "الأنا" و"المال"، لكنهم يبقون تحت خط الجهل، هؤلاء لا يسيئون لأنفسهم فحسب، بل للفن نفسه، لأنه جعل منهم نجوما من ورق السولفان اللامع، هم أقرب إلى فقاعة صابون تعلو في السماء لتأخذنا اللمعة، ثم سريعا ما تتلاشى، وربما أكبر بالون منتفخ ينطلق في الهواء ويتم استخدامه في المهرجانات، لتسلية الجمهور بما يصدرونه من تهريج "يطقطق" عليه!! فالجمهور العربي بالذات في ظلّ نكباته واحباطاته وأزماته بحاجة ماسة للضحك! هنا أتذكر "أحلام" المغنية كنموذج لهكذا فنان، إنها تمتلك صوتا جميلا وإحساسا عذبا لو أنها ركزت في الفن والفن فقط، لكنها فيما يبدو أحبت الأضواء والفلاشات حتى تلك التي تصنع منها "مُهرجة" تظهرها في قالب لا تفقه فيه من أمر الفكر والثقافة شيئا رغم صلتهما الوثيقة بالفن، فتبدو سطحية المعرفة، وأقرب إلى سواليف "الحريم"! لا تعرف أين تضع نفسها، فقط عندها "سالفة "تريد أن تكيد بها غيرة ونكاية في أعدائها، حتى لو وصلت هذه المسألة إلى أن تتاجر بقضايا الآخرين، مثلا "قيادة المرأة السعودية للسيارة" التي تناضل لأجلها السعوديات منذ التسعينات، كي يحصلن على حقهن المشروع في التنقل دون أن يستغلها سائق أو يبتزها رجل، لم تتركها في حالها، و اعترضت الست أحلام عليها وهي التي…

آراء

متى سينهي القرار السياسي مأساة منعنا من «قيادة» السيارة؟

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣

أعتقد أن رفع الحظر عن قيادة السيارة من شأنه الرئيس إنهاء سيطرة الحركيين بتياراتهم الاحتسابية على المجتمع خصوصاً أن قائد عمليات الإصلاح السياسي هو ذاته جلالة ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي أعطى النساء في بلادي حق التمكين السياسي لأول مرة بتاريخ البلاد من خلال التعيينات الوزارية والترشيح لمجلس الشورى. إلا أننا وبالعودة للتيارات الحركية التي تحاول اللعب على الأوتار السياسية نجد في الأحداث السياسية الأخيرة دأب التيار الإخواني بالاحتساب على السياسة الخارجية، تاركاً الاحتساب على السياسة الداخلية (قضايا المرأة) بيد التيار السروري لإثارة الفوضى وتقسيم فئات المجتمع بتخوينه لأهداف التمكن السياسي! قبل أن نخوض مزيداً من التفاصيل أودّ أن نسترجع حسبما فهمنا كمتابعين ماحدث في المجلس قبل الإجازة خلال مناقشة تقرير الأداء السنوي لوزارة النقل للعام المالي الحالي، واستماعه لعدد من المداخلات المتعلقة بالتقارير المطروحة قبل انعقاد الجلسة ومناقشة التقرير المتعلق بوزارة النقل رفعت العضوات الثلاث لأمين المجلس توصية بـ «تمكين المرأة من قيادة السيارة حسب الضوابط الشرعية والأنظمة المرورية»، مشفوعة بدراسة عن المبررات الشرعية والنظامية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية الموجبة لهذا التمكين. عادة التوصيات لا تحتاج للتذكير بها من خلال المداخلة، إلا أن مداخلة د.هيا المنيع كما تبدو للمتابع جاءت من باب الحرص على التذكير والتنويه بما رفع من قبلهن، لتأتي من هنا تساؤلات عديدة: -1 هل…