آراء
السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٣
في المكان غير المضيء إلا قليلا على مسرح السياسة العالمية تجري أحداث الشرق الأوسط. نشاهد شخصيتين نستطيع أن نتبين معالمهما، هما الولايات المتحدة وإيران، تتصدران بشكل بارز الأحداث، بقية الشخوص تكمل المشهد. انقسمت قراءة المشهد الذي يعرض على المسرح السياسي عربيا وإيرانيا. بعض العرب تفاءلوا بهذا التقارب المحتمل الإيراني - الأميركي، لأنه قد يحمل في طياته اتفاقا على تجميد ما قامت به إيران حتى الآن من نشاط سياسي وتسليحي في المنطقة هو توسعي وهجومي، ويضع (الاتفاق) إن تحقق حدا لحالة سياسات الاستقطاب التي تفتك بالمنطقة وتكشفها على قاعدة البغض الطائفي المقيت، والبعض الآخر يرى أن هذا الاتفاق وراءه صفقة ما يجري الإعداد لها، وهي لن تكون بعيدة عن تقديم ترضية لإيران تحقق لها بعض طموحاتها السياسية، خاصة امتداد نفوذها في المنطقة. القراءة المنقسمة لا تتوقف عند العرب، ولكنها تصل إلى شرائح إيرانية نافذة، بعضها يرى أن الصفقة القادمة تعني رفع الحصار عن إيران وقبولها في المسرح الدولي لاعبة مهمة تقرر مع غيرها مصير المنطقة، وتخرج الشعب الإيراني مما هو فيه من عوز اقتصادي يلامس جميع الشرائح ويهدد المجتمعات الإيرانية بانفجار من الداخل، وهو - تذهب هذه الرؤية للقول - انتصار للسياسة السابقة وتتويج لها وقطف ثمارها. وآخرون يرون أن هناك تفريطا إلى حد الخيانة قد ينسف الثوابت الإيرانية التي قامت…
آراء
الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣
هل العرب بحاجة إلى أنوار جديدة؟ هل هم بحاجة إلى جرعات فلسفية، لكي يشفوا من مرض عضال؟ السؤال بحد ذاته استفزازي، بل وأكثر من استفزازي، لأن كل علماء الأرض شرقا وغربا يقولون لك بأن سبب انحطاط معظم العرب والمسلمين ناتج عن ازدراء الفلسفة والفكر العقلاني. ربما كان ابن قتيبة أول عالم أصولي يهاجم الفلسفة اليونانية ويعيب على المعتزلة ومثقفي عصره عموما الانبهار بها والإغراق فيها. كان يعيب عليهم الإعجاب بأفلاطون وأرسطوطاليس وسواهما. وهو ما يعيبه علينا الإخوان الأصوليون اليوم. لماذا تنبهرون بديكارت وكانط وهيغل... إلخ؟ لم يتغير شيء ولم يتبدل منذ ألف سنة. أكاد أقول ما أشبه الليلة بالبارحة! بلى تبدل وتغير. رجعنا إلى الخلف أكثر. فالإمام الغزالي عندما تصدى للفلسفة كان يعرف ما هي بالضبط. كان متبحرا فيها قبل أن ينتقدها. أما شيوخ اليوم فلا يعرفون شيئا عن الفكر الحديث. وربما في حياتهم كلها لم يفتحوا كتابا لكانط أو ديكارت أو حتى مالبرانش. إنهم غاطسون كليا في مناخ العصور الوسطى. وبالتالي فأصوليو الأمس كانوا أكثر جدية من أصوليي اليوم بكثير. وهذا ما كان يردده محمد أركون في دروسه العامة مرارا وتكرارا. لحسن الحظ فإن فرنسا قررت الاعتراف بهذه الشخصية الفذة أخيرا. فسوف يدشنون باسمه مكتبة عامة في قلب العاصمة الفرنسية بتاريخ 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وهي أول مكتبة…
آراء
الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣
اعتاد المؤرخون العرب عندما يريدون القول إن هذا التصرف أو ذاك من جانب فرد أو جماعة غير معقول وغير مقبول بالطبع على القول إنه تصرف قرمطي. وهم يعنون بذلك الفرقة المنشقة عن الشيعة الإسماعيلية في القرنين الثالث والرابع للهجرة، والذين عاثوا في الأرض فسادا في سوريا والعراق، وكانوا يعتمدون إبادة الآخرين سواء أكانوا خصوما أم لا. كما كانوا يعتمدون ترويع الناس وصدمهم ليس في سفك دمائهم فقط؛ بل في ضرب مقدساتهم أيضا من مثل الإغارة على مكة في زمن الحج وذبح الحجاج وأخذ الحجر الأسود من الكعبة معهم. ورغم افتخارهم باحتقار عقائد العامة؛ فإنهم كانوا حريصين في حالة الحجر الأسود على عدم تدميره؛ بل عادوا فباعوه للخليفة العباسي - الذي أعاده للكعبة - بعشرة آلاف دينار! أول مرة خطر لي تشبيه تصرف بشار الأسد بتصرفات القرامطة، كانت عندما سمعته يقول عن خصومه في «14 آذار» إنهم منتج إسرائيلي (!). وهذا بعد مشاركته في قتل الرئيس الحريري والشهداء الآخرين، والإصرار على نشر الاضطراب في لبنان والعراق. وتذكرت وقتها تصرفات حافظ الأسد القرمطية في حماه وحمص وحلب، وهي نفس تصرفات ابنه منذ ثلاث سنوات. والعجيب والغريب أن الروس يقولون الآن، إنهم كانوا مع حافظ الأسد في حربه على شعبه عامي 1981 و1982 بحجة أنه كان يكافح الإرهاب الأصولي. وكنت قد سمعت من…
آراء
الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣
كانت جدتي تدهن بخل التفاح وزيت الزيتون كخليط تجميلي نفيس نقلته من جيل لجيل، وكانت تعتقد أن الفازلين هو الحل السحري، حتى لو جاءت لها جارة تشكو من الكآبة، فكانت تقدم هذا الدواء السحري مع جملة «هذا دواك.. وع الله شفاك»، ياما قامت بـ«سدحي» حين تشكو لها أمي من تكرار التهاب الحلق، فكانت «تمرغني» بكل ما أوتيت من فازلين، أو كما كانت تسميه «وزارين»، ولا تترك فيه مفصلاً ولا رباطاً إلا و«مرغته» بالفازلين. حين أطالع كثافة وجنون المنتجات التجميلية، أدرك أنها لم تترك خلية بالجسد إلا وركبت لها كريماً أو تركيبة خاصة، ولا شعرة إلا وأوسعتها حلولاً، ولا رمشاً معقوصاً ولا مفروداً إلا وركبت عليه مليون حكاية و«سالفة»، ولم توفر الشركات الصينية والتايوانية، التي يبدو أنها ذكّرتني بفازلين جدتي وأنا أكتب هذه السطور، أي أمر طبيعي أو طارئ في وجهة المرأة الشرق آسيوية إلا وأوجدت له مصانع ومنتجات كثيرة، كان أكثرها غرابة لي لاصقات من لون الجلد، تلصق على الجفن العلوي، لتستحيل العيون الضيقة لعيون أقل ضيقاً في ثوان. وكلما شاهدت بهذه البلاد عيناً دعجاء، أعرف أن اللاصقة التوسيعية ساكنة في الجفن العلوي. لكنه الطرد المركزي للبساطة الذي أحال العالم لكتلة من التفاصيل والتفاصيل والتفاصيل، من جعل «وزارين» جدتي صناعة تجميلية بائدة، وأتصور لو عاشت جدتي لزمن الفنانات حالياً، لَمَا…
آراء
الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣
قرأتُ مؤخّراً عن دراسة ألمانيّة توضّح أنّ كبار السن من الموظفين أكثر حيويّة ونشاط في مكان العمل من زملاؤهم الشباب بمعدلاّت ملحوظة، فهُم أكثر إرتياحاً في التعامل مع الآخرين، وأكثر ثقة في أنفسهم لما يملكون من خبرات وكفاءات حصلوا عليها خلال سنوات العمل، في حين أن الشباب أكثر قلقاً في العمل، فهم في تنافس دائم ومستمر مع أقرانهم لأجل الحصول على الترقية أو المشاريع المهمة، وهم أسهل في السقوط تحت طائلة الضغط والعصبيّة، ممّا يُقلّل بشكل كبير من كفاءتهم في العمل. ودائماً ما نسمع أن الشباب .. “شبابُ القلب” والروح، فإذا كنتَ تُريد أن تعرف العمر الحالي لقلبك فهنالك الكثير من الإختبارات التي تحدّد لك ذلك. فقد يزيد عمر قلبك عن عمرك الحقيقي إذا كنت تتّبع سلوكيّات يوميّة غير صحيّة، كالتدخين وعدم ممارسة الرياضة والإفراط في أكل الوجبات الدسمة. فنجِدُ ابن العشرين عاماً قلبُه في الخمسين، وابن الخمسين المُحافظ على نوعيّة غذائه والمُنتظم في ممارسة الرياضة لا يزالُ عشرينيّاً في القلب! علاقتنا مع قلوبنا علاقة عجيبة، هي علاقة عكسيّة ومتوافقة، متجانسة ومُتنافرة، فالقلب مصدر سعادتنا وتعاستنا أيضاً، نحملُ فيه كل ذكرياتنا وأفراحنا، ويُثقَلُ بهمومنا وأوجاعنا، ينفطّر حُزنا ويتراقص فرحاً، ينبضُ بالحب ويتدفّقُ بالكراهية، قُُلوبنا مُثقلة في أغلب الأوقات بكل هذا وأكثر. في كتب المساعدة الذاتيّة غالباً ما ينصحون القارئ بأن…
آراء
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
عبارة «الشتات السوري» قاسية ومؤلمة لكنها للأسف أصبحت حقيقة واقعة وقد يعتبر البعض ان استخدام هذه العبارة «مُبالغ فيه» إلا انه لا يمكن بسهولة إدراك حجم المأساة الإنسانية للاجئين السوريين إلا من زار المخيمات السورية في دول الجوار سواء في فصل الشتاء أو الصيف، وعرف جزءا بسيطا من حجم الكارثة الانسانية بكل معانيها في أوجه الأطفال والنساء والرجال الذين انتقلوا من جحيم الحرب الى جحيم المخيمات مهما كانت الدولة الراعية كريمة أو حنونة فالوضع أصعب من احتمال دول الجوار منفردة. في تركيا وحدها يوجد 22 مخيما للاجئين السوريين يتوزعون على 10 محافظات حدودية ويقطنها أكثر من 350 الف لاجىء، فيما يصل عدد اللاجئين الذين يتوزعون بين المدن التركية خارج المخيمات ما يربو على نصف مليون سوري، في شتاء العام ٢٠١٢ م زُرت مخيمات اللاجئين السوريين في انطاكية، وكان المنظر مؤثرا وصعبا ولا يمكن وصفه بسهولة لصعوبة التعبير عن حجم الكارثة الانسانية ، وقبل أسبوع زرت مخيمات اللاجئين السوريين في قضاء حرّان التابع لمدينة شانلي أورفة الحدودية وكانت الأوضاع أصعب خاصة أن المنطقة صحراوية وشديدة الحرارة في الصيف وقارسة البرودة في الشتاء. يقول السيد محمد عيسى وهو مواطن تركي من أصول عربية واقاربه من السوريين الذين يعيشون على خط الحدود السورية التركية : « قبل عام تقريبا وعندما قدم أقاربي هاربين…
آراء
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
تم تداول مقطع حديث لامرأة في متجر لملابس الأطفال تتسوق قبل ليلة العيد. فإذا برجل «الهيئة» يلازمه العسكري، يأمرها داخل المحل بغطاء وجهها. فإن كانت المرأة - وكما ظهرت - متلثمة بغطائها، فيكون الجزء المكشوف بقية من جبهة وأنف وفي الوسط العينان. فهل لو غطت المرأة كامل وجهها كانت سلمت من الانتقاد؟ وحتى هذه لا تضمنها مع رجال الهيئة إلا في حال الحجاب التام مع عباءة فضفاضة على الرأس. فإن صار نقاباً يسمح بظهور العينين، فعلى المرأة أن تراعي إخفاء الحواجب. وغير هذا الشكل المثالي بعرف الهيئة يكون عرضة لاعتراضهم، وللجدال المزمن الذي تسجله المقاطع والوقائع المكررة بين «حريم» السعودية ورجال الهيئة. وهي الأحاديث التي لا تخلو اجتماعاتنا نحن النساء - أو بعضنا على الأقل - من بعثها وتجديدها في كل مرة. فما إن تسرد إحدانا حكاية لها مع الهيئة، حتى تتفوق عليها الأخرى بحكايتها هي. فإن بدت الصورة وكأنها مسلية، فهي ليست كذلك عند معايشتها. وتهديد المرأة التي تناقش وتعترض بـ«إدخالها البوكس» أو السيارة الرسمية لرجال الهيئة. وإن خفّت وطأة هذا التسلّط مع تصوير الكاميرات ومساءلة المسؤولين. غير أن اللافت في مقطع العيد هذا هو انشغال المرأة بتلبية حاجات أطفالها. وهي مهمة محيّرة، وقودها صبر الأم وتركيزها لمعرفة المقاسات ومقارنة الأسعار، اختصاراً للوقت والجهد وثقل مشوار التبديل والتغيير في…
آراء
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
زادت جرعة الفضائيات التي تبث مواد لا تحترم عقل المشاهد ولا مشاعره ولا قيمَه؛ بسبب الاختلاف السياسي تارة، وبسبب الإثارة الإعلامية تارة أخرى، ولربما بسبب «التشفي» الذي برز بعد الأحداث الأخيرة في العالم العربي. ولقد شاهدتُ – عبر أدوات التواصل الاجتماعي – بثاً لقناة لبنانية يشرح طُرقَ المُعاشرة، مع وجود جمهور من الشباب من الجنسين في الحلقة. ولقد بالغ المذيعان ( مذيع ومذيعة) في شرح تلك الأوضاع وترديد كلمات لم تألفها الأذن العربية على الشاشات، خاصة وأن ما يقارب 65 في المئة من سكان العالم العربي من الشباب، ولا يجوز لهذه الفئة أن تسمع كلمات تخدش الحياء العام وتقاليد الأسرة العربية. إن الفائدة – لو كانت هنالك فائدة تُذكر من بث مثل هذه البرامج – تكون محدودة، ذلك أن الإنسان يتعلم مع التجربة والقراءة الخاصة مثل تلك الأمور، لكن الخسارة كبيرة عندما تغري تلك البرامج المراهقين والمراهقات بالقيام بأدوار لا يناسب سنهم فيقعون في الخطأ! ثم ماذا سيكون موقف الوالدين عندما يسألهما الطفل عن معنى تلك الأوضاع التي تُعرض بالصورة خلال حديث المذيعين؟ الشكل الثاني للفضائيات التي تلوث السماء العربية هي تلك الفضائيات الطائفية والمذهبية، والتي تبث من إيران ولبنان والعراق، والتي يخرج فيها «علماء» دين ومفسرون، يقومون باستخدام كلمات لا تليق بالخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، كونهم ليسوا…
آراء
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
جلست مساء أول أيام العيد أطلب الراحة بعد تعب السفر خلال النهار. التقطت جهاز الريموت كونترول أريد التقاط إرسال بضع قنوات أتنقل بينها لمتابعة أخبار هذه الدنيا. توقفت عند محطة «روسيا اليوم» الإنجليزية، ورحت أنتظر انتهاء ما حسبت أنه إعلان تجاري مصحوب بموسيقى ناعمة، حالمة، بدت لي رومانسية، كي أكتشف بعد أقل من دقيقة، أن الحالم هو أنا، لا القناة، فما أرى إعلانا بالفعل، لكنه يخص المحطة ذاتها وليس يسوّق لسلع محددة، بتعبير أدق هو تنويه يبلغ الجمهور أن القناة تخضع لصيانة مجدولة بين الثامنة من مساء ذلك النهار وحتى السادسة صباح الأربعاء، وفق توقيت غرينتش. وللتوثيق هنا نص التنويه: SCHEDULED MAINTENANCE GMT 8:PM – 6:00AM أفقت من المفاجأة لأواجه أخرى؛ إذ بدا لي الأمر غريبا، فلم أسمع من قبل أن محطة تلفاز عالمية يمكن أن تتوقف عن البث عشر ساعات، ربما أقل، أو أكثر، التزاما بجدول صيانة مسبق، ويبدو أن جو العيد اقتحم المشهد فتمتمت: يمكن الجماعة في موسكو معيدين اليوم. حسنا، الأفضل أن أسارع إلى وضع مسافة بين الجد والهزل. الواقع أن روسيا اليوم، الدولة لا القناة، موضوع جدير أن يوضع على الدرجة التي يستحقها من اهتمام خزانات التفكير في العالم العربي. ومع أن دوائر صنع القرار الرسمي تولي الشأن الروسي ما يستحق من متابعة، يبقى من الضروري…
آراء
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
- الفرح: لم يبقَ له مكان هناك، ربما تمر أعوام وأعوام قبل أن ينسى الناس هناك الكوارث.. وتنسى الأجيال.. ويعود الفرح لينثر حروفه بينهم، وإلى أن يحين ذلك اليوم فالطاغية مستمر بموسم دفن الفرح الذي بدأه ذات صوتٍ طالبَ بحقه. - الموت: صناعة امتاز بها الطغاة، ولكن شتان ما بين طاغية وآخر، أحدهم يزرع الموت في مساحة صغيرة، وآخر يكوّمه على امتداد وطن. وحين يئن الوطن الذي اعتاد أن يحتضن أبناءه، فمن لأبناء الوطن وقت يغصّون بلقمة عشقه وهو يجترع المواجع. - الأحبة: تشردوا هنا وهناك، وتنقلوا بين ثلاث قارات والرابعة على الطريق.. ما زالت حكاية التشرد في أوجها، وكل يوم تزداد اتساعا، أما صاحب المعزوفة الأليمة فلا يعرف إلا أن يدوزن آلة الدمار ليطلق تقاسيمه على إيقاع القصف فيما العالم يستمع إلى سيمفونيته "النشاز" ويتفرج على مسرح تناثرت على خشبته الأشلاء. - الهجرة: يدرك الجميع أنها شر لم يكن منه بد.. تهجر الكثير من البسطاء، وكثير غيرهم ينتظرون وما بعدهم وما بعدهم.. الغالبية لا ناقة لهم ولا جمل، وحده الكرسي يتشبث بالناقة والجمل حتى ولو تهدمت كل أركان الوطن على رؤوس من لم يجدوا دربا للهجرة. وبعضهم تنفس إذ تخيل أنه تخلص من المرّ ليكتشف أنه وقع في الأشد مرارة، فانكتمت الأنفاس ثانية.. وخيم الظلام. - الاغتراب: هو مرحلة…
آراء
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٣
لا شيء يتكرر على مسامع العرب والمسلمين منذ عقود طويلة أكثر فجاجة ومجاجة من قولين اثنين: في ذيول كل قمة عربية قولهم: (الأمة تمر بمنعطف تاريخي)، وفي رأس كل عيد قولهم: (عيد بأية حال عدت يا عيد). أما «المنعطف التاريخي» الشهير فله حديثٌ آخر. لكن حديثنا اليوم عن «العيد» الذي هلّ علينا بالأمس. كنت أسمع وأقرأ كثيراً ولسنوات طويلة أولئك الذين لا ينسون، وبقدرة مذهلة، تكرار بيت المتنبي القاتل للفرحة. ولا أخفي بأني في سنين مضت كنت أتفاعل مع تلك الروح النبيلة التي تريد تأجيل الفرح حتى تنجلي الهزائم والأحزان. وكنت أعدّ هذا من حياة القلوب الشهمة والنفوس الجبارة التي تستطيع أن تغالب فرحتها وتهزم ضحكتها إلى حين تكتمل لنا استحقاقات (الضحكة الكبرى)! وماذا بعد؟! إلى متى سنؤجل أفراحنا؟ إلى حين تنقضي هزائمنا وأحزاننا وأتراحنا، ومن قال إنها ستنقضي؟! بل من قال إن هناك شعباً أو أمة من غير أحزان؟! تنكّد عيد المتنبي بسبب موقف شخصي وطارئ وقع له في مرحلة من حياته، أما نحن فيريد هؤلاء المرددون لبيت المتنبي تنكيد عيدنا لكل الأسباب الشخصية والوطنية والإقليمية والدولية، الطارئة والمستديمة! إلى متى سنؤجل فرحتنا بالعيد؟! أتذكّر الآن كثيراً من أصدقائي الذين رحلوا عن هذه الدنيا وهم كانوا موعودين من أعضاء (نادي البيت القاتل للفرح) بأن الفرح المستحق والمباح سيحين قريباً...…
آراء
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٣
على هوامش القصة الخبرية حول مطاردة جندي البحث والتحري لعائلة سعودية لمجرد الاشتباه في محافظة أحد رفيدة والتي نشرت تفاصيلها هنا بـ"الوطن" ما قبل الأمس، سأكتب علامتي استفهام: الأولى: عن التأهيل الميداني وعن تراكم الخبرات ونوعية التدريب الذي (كان) عليه هذا الموظف الأمني حتى نحفظه ونحفظ حقوقه الشخصية من أن يرتكب خطأ فادحاً بلا قصد أو عمد وهو يؤدي مهمته الأمنية كمسؤول بحث وتحرٍ عن مخالفي القواعد والقوانين الأمنية. نحن نخطئ في حقه، أولاً، حين نعطيه الذخيرة الحية في سيارة (شاص) بات من العرف المجتمعي أنها في الظلام البهيم، وفي المكان المهجور، شبهة مكتملة يهرب منها الجميع: إذاً فكيف بامرأة مع ولدها اليافع وبناتها تحت وابل الرصاص الذي مزق أطراف السيارة. في المقابل، نحفظ أيضاً حقوق عائلة طاردتها سيارة صار في العرف أنها مشبوهة وكان من الممكن بكل بساطة: أن تكون في السيارة الأمنية أجهزة الإضاءة الأمنية المخفية التي يستطيع رجل الأمن بكل سهولة أن يضعها في المكان المناسب. لماذا كل هذا الرعب بينما الحلول لحفظ حقوق الطرفين أسهل مما نتوقع ومن هو الذي سيتوقف حينما يشاهد سيارة بهذه المواصفات تحديداً تطارده في منطقة مهجورة؟ علامة الاستفهام الأخرى تكمن في السؤال: ماذا لو كان المطارد من بين أعضاء جهاز (الهيئة) وماذا لو أن هذه القصة الفظيعة لإطلاق الرصاص على عائلة…