أخبار
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٣
في روايته العظيمة والتنبؤية «1984»، عرض جورج أورويل رؤيته لما يمكن أن يبدو عليه الاستبداد إذا ما ذهب إلى أبعد مدى منطقي له. الحكومة – في صورة الأخ الأكبر – ترى وتعرف كل شيء. يعيد الحزب كتابة الماضي ويتحكم في الحاضر. ويظهر المهرطقون على شاشات التلفزيون، بحيث يمكن أن يدينهم العامة. وتروج وزارة الحقيقة لثلاثة شعارات للحزب هي: الحرب سلام الحرية عبودية الجهل قوة علاوة على ذلك، فإن رواية «الدائرة» الجديدة لديف إيغرز، تشتمل على ثلاثة شعارات قصيرة منسوبة لأورويل، وفيما لا أملك رؤية خاصة بشأن ما إذا كانت رواية «الدائرة» تحذو حذو «1984» أم لا، أعلم أنه قد ينتهي الأمر بكل جزء من هذا الكتاب لأن يكون تنبؤيا. موضوع رواية إيغرز هو ما يمكن أن يبدو عليه فقدان الخصوصية إذا ما ذهب لأبعد مدى منطقي له. لا ينصب تركيزه على حكومة، وإنما على شركات التكنولوجيا التي تنتهك خصوصيتنا بشكل يومي. «الدائرة»، كما ترون، هي إحدى شركات «وادي السيليكون»، مزيج شرير من «غوغل» و«فيس بوك» و«تويتر»، والتي يتناول إيغرز ثقافاتها – المجانية وإدمان العمل والصداقة الزائفة – بمبالغة نسبية فقط. تتمتع «الدائرة» بقوة ضخمة لأنها قد أصبحت البوابة الرئيسة لشبكة الإنترنت. وبفضل احتكارها النسبي، فهي قادرة على جمع أكوام من البيانات عن كل شخص يستخدم خدماتها – وكثيرون ممن لا…
آراء
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
دول ما عرف بالربيع العربي تشهد انحداراً نحو الفوضى، فهذه الثورات لم تقدها معارضة قوية في تلك الدول، فلا أحزاب معارضة حقيقة موجودة في تلك الدول قبل التغيير، معظم تلك الأحزاب كانت مكملة للأنظمة السابقة في لعبة الانتخابات التي تجري في تلك الدول، وكلنا يتذكر النتائج المعروفة سلفاً لتلك الانتخابات التي يفوز بها الرئيس بنسبة لا تتغير دائماً، في ظل هذا الفراغ السياسي في تلك الدول مع تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد فيها لم يكن أمام شعوب تلك الدول العربية إلا أن تعبر عن معاناتها من خلال خروج الجماهير للشوارع وإسقاط تلك الأنظمة، لكن هذه الحركة الجماهيرية للأسف افتقدت إلى الرؤية والوضوح في أهدافها، فهي تفتقر إلى الخبرة السياسية وانعدام القيادات، وراهن كثير أن هذا هو ديدن الثورات في كل دول العالم، فهي تحتاج إلى الوقت لتصل بدولها إلى الشكل الديموقراطي الذي يقود إلى الاستقرار ودولة المواطنة. لكن في منطقتنا الوضع خطر وقابل للانفجار والوصول إلى الفوضى غير الخلاقة، وهذا ما تشهده دول ما يعرف باسم الربيع العربي، فعالمنا العربي لا يوجد به إرث سياسي حقيقي يمكن الاتكاء والاستفادة منه في الخروج والتوافق على ما بعد التغيير فقط، هناك جوانب مضيئة في مصر ما قبل ثورة 52 أو في العراق الملكية وسورية ما قبل الانقلابات العسكرية، في تلك الدول كانت…
آراء
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
(١) كنتُ طفلاً عندما سمعتُ لأول مرة أغنية تقول كلماتها: "خليجنا واحد/ مصيرنا واحد/ طريقنا واحد/ وشعبنا واحد" ذاكرتي، وقراءاتي البسيطة أخبرتني عن (جزيرة العرب) العمق والتاريخ والجغرافيا.. أكثر من (الخليج) الساحل/ الأطراف. قلت لكم سابقاً: يمكنك بالأغاني، والإعلام المكثف، أن تلغي مصطلحًا وتؤسس لمصطلح جديد.. يتحوّل المتن (جزيرة العرب) إلى الْطَّرَف (الخليج).. المهم في النهاية أن "خليجنا واحد، وطريقنا واحد". (٢) كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وأحببت كلماتها الركيكة! الأحداث التي مرت على المنطقة أسقطت الكثير من الأغاني: "بلاد العرب أوطاني" سقطت مع دخول أول دبابة عراقية إلى الجهراء الكويتية في عام ٩٠. أناشيد الصحوة والجهاد أصبحت مُطاردة -هي ومن يرددها- من أغلب حكومات العالم. وحدها "خليجنا واحد، طريقنا واحد" ما تزال تملأ الأجواء بإيقاعها الراقص، وتُبث على كافة الموجات. (٣) كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وكبرت أحلامي: وما أزال أتساءل عن مصير "مصيرنا" الواحد، وأبحث عن "طريقنا الواحد"؟ أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بعملة واحدة تشكل اقتصاداً ضخماً ومؤثراً في العالم. أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بمشروع قومي واحد يأخذنا إلى المستقبل. أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بجيش واحد يحميه من البحر إلى البحر. (٤) يا سادتي.. أنا المواطن الخليجي محمد الرطيان الشمري.. مللتُ من الأغاني، وأريد أن أرى "طريقنا الواحد" الذي تعدني فيه هذه الأغنية منذ…
آراء
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
أدخل «النمر» الفرنسي جورج كليمنصو دمشق، بقلمه الأحمر، في خريطة «لبنان الكبير» الذي اعتزمت فرنسا إنشاءه بعد الحرب العالمية الأولى. فأثار فزع بطريرك الموارنة يوسف الحويك والسياسي اللبناني إميل إده الزائرين له. وقالا: «دمشق مدينة إسلام ومسلمين. ولا يمكن قبولها في لبنان». كان ريمون إده عميد حزب «الكتلة الوطنية» الماروني ينسى أنه روى لي ما جرى لأبيه وللبطريرك، فيكرر الحكاية كلها. التقيته في باريس. ولعله كان يعتقد أنه يغيظني، بمعرفته بأني سوري. أحببت ريمون إده. وتعودت على «قفشاته». فقد كان ظريفا. خفيف الظل. ونفى نفسه من لبنان إلى باريس خلال الحرب الأهلية. فلم يكن يطيق سطوة النظام السوري الذي احتل لبنان ثلاثين سنة. ولم أكن لأشعر بغضاضة، وأنا ابن دمشق، لو رأيتها داخل خريطة لبنان! فهذا العالم العربي كله هو وطني. ومن «سوء الحظ» أن الجنرال غورو عندما احتل سوريا ولبنان، اكتفى بسلخ سهل البقاع ومدن السنَّة الساحلية (بيروت. صيدا. طرابلس) من سوريا الطبيعية (الشام). وضمها إلى لبنان الصغير «لتكبيره». فقد كان لبنان مقصورا، إداريا، على الجبال العالية، في معظم العهد العثماني. لست مؤرخا. إنما أستعين بالتاريخ، ليس لأنه بات في صميم فن الرواية الصحافية (المقالة/ الريبورتاج). لكن أيضا لتعريف العرب، بمن فيهم السوريون، بما طمسته معظم الأنظمة (الاستقلالية)، من تاريخهم السياسي الحديث. أمة بلا ذاكرة سياسية، هي شعوب هائمة.…
آراء
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
أثار انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية ثم انفتاحه على الحوار مع أميركا، فتحادُثه ورئيسها باراك أوباما هاتفياً، حماسة باحثين اميركيين لدرس تطور أوضاع هذه الجمهورية منذ قيامها، وذلك لمعرفة ما حققته من نجاح، ولاستشراف إمكان توصلها وواشنطن إلى إنهاء القطيعة المزمنة بينهما وإلى حل المشكلات الكبيرة التي رافقتها. ماذا جاء في دراسات هؤلاء؟ جاء فيها أن إيران تحوّلت من الدفاع إلى الهجوم منذ عام الغزو الأميركي للعراق. فهي رحَّبت به، بل استدرجته عبر حلفائها الشيعة، كما يتردَّد في أوساط عراقية عدة، لأن الراحل صدام حسين الذي غزاها وحاربها تسع سنوات كان عدواً مميتاً، ولأن انهيار نظامه أراحها وفتح في الوقت نفسه أمامها الباب لاحداث نقلة نوعية في أمنها القومي. ذلك أنه كان بعد انهيار الإتحاد السوفياتي التهديد الرئيسي لها. وقيامُ عراق موالٍ لها أو على الأقل محايد من شأنه ضمان الأمن القومي الإيراني. الغزو الأميركي المذكور أعلاه خلق فراغ سلطة في العراق عجزت القوات التي نفذته عن ملئه. ذلك أن إيران إستبقته بدعم الشيعة العراقيين المؤيدين لها وبمساعدتهم على تأليف ميليشيات خاصة بهم. وقد قام هؤلاء عندما حاربت القوات الأميركية الإنتفاضة السنية عام 2007 بملء الفراغ. ولم تمانع الإدارة الأميركية في ذلك. إذ أنها كانت تواجه تهديدين واحد سني وآخر شيعي. وكانت خطتها التخلّص من الحرب مع…
آراء
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
قال المسؤول الروسي للزائر: «روسيا ليست مغرمة بالنظام السوري. روسيا تدافع عن أمنها ومصالحها واستقرار الشرق الأوسط. المسألة أبعد من تسهيلات بحرية وبيع أسلحة أو مناكفة الأميركيين. سورية ليست بعيدة عنا وإذا سقطت في أيدي الجهاديين ستنتقل هذه الموجة إلى محطة أخرى. لا الشرق الأوسط يحتمل قيام وضع ليبي في سورية ولا نحن نحتمل. لهذا لم نسمح أن تتكرر في مجلس الأمن «الخديعة الغربية» التي حصلت في الموضوع الليبي. حسابات الصين ليست بعيدة عن حساباتنا أيضاً». استنتج الزائر أن «الخيط الإسلامي» حيوي لفهم موقف روسيا في سورية. حيّر موقف موسكو من زاروها محاولين إقناعها بتغيير موقفها. لم تتجاوب مع النصائح ولم تستوقفها الإغراءات. لعبة السلاح الكيماوي أكدت صلابة الموقف الروسي. قلبت مسار الصراع. نجحت موسكو في تقديم ملف الترسانة الكيماوية السورية على ملف الأزمة نفسها. عزفت على وتر يعني إسرائيل وأميركا وبدت إدارة أوباما راغبة في الانعتاق من الالتزامات والتهديدات فانخرطت في لعبة الرئيس الوافد من الـ «كي جي بي». ويقول كثيرون إن موسكو تعرف تماماً من استخدم الكيماوي. لكنها لو سلمت بمسؤولية النظام لكان عليها الموافقة على قرار دولي يجيز ضرب دمشق أو يفسح المجال لضربها. لهذا كان لافروف شديد الوضوح مع وليد المعلم: «الضربة آتية ولتفاديها سلموا الأسلحة الكيماوية». ولم يكن أمام سورية غير الموافقة. بعد مناورة الكيماوي…
آراء
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
عندما وضع مؤسسو «تويتر» موقعهم للمرة الأولى على الإنترنت كانوا يهدفون في الأساس إلى خلق منصة اجتماعية تنافس ما سبقها من أدوات التواصل الاجتماعي. كان حلمهم كبيراً، لكنه محدود التوجه. كانت الرسالة التي تظهر لك على الموقع - في السنوات الأولى من عمر «تويتر» - قبل كتابة أية تغريدة تقول: ماذا تفعل؟ «?what are you doing» وكان المطلوب منك دائماً الإجابة عن هذا السؤال. كانت فكرة الموقع في بداياته هي كتابة يومياتك وحركاتك وسكناتك لتبقى على اتصال دائم بأصدقائك الذين يتبعونك وتتبعهم. كانت الفكرة بسيطة وغير معقدة وعبقرية في الوقت ذاته، فإبقاء أصدقائك وعائلتك في أجوائك اليومية بكلمات قصيرة لا يتجاوز مجموع حروفها 140 حرفاً، ومن خلال هاتفك النقال، كان فتحاً في أساليب التواصل الاجتماعي والاتصال الإلكتروني لم يكن مطروحاً من قبل، لكن الفكرة الرئيسة تغيرت مع مرور الزمن وبدأت تتشعب وتتخذ أشكالاً أخرى، حتى أجبر العاملون في الموقع في النهاية على إلغاء الرسالة الأوتوماتيكية التي كانت تظهر لك قبل كتابة التغريدات، لأنها لم تعد تعبّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الموقع. بالنسبة للسعوديين، كان استخدامهم لـ«تويتر» في البداية خاضعاً للفكرة الرئيسة للموقع، لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، إذ تحول الموقع إلى مجلس كبير يمارس فيه السعوديون العديد من النشاطات الاجتماعية والإعلامية والسياسية والدينية والثقافية. حوّل السعوديون «تويتر» إلى حياة…
آراء
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
لماذا لم ينف حزب الله صحة مشاهد الفيديو لعناصر مفترضين منه يعدمون جرحى سوريين في القصير؟ انتظر كثيرون أن يبادر الحزب ويعلن موقفا من الصور التي راجت لكن، لم يعلق أحد. فالصور القاسية التي لا تاريخ واضح لها تظهر جنودا بشارات الحزب الصفراء وبلهجة لبنانية وهم يرمون بالجرحى على الأرض ويعدمونهم برشاشات أوتوماتيكية. اللقطات بدت حقيقية للغاية وهنا قوتها وفظاعتها في آن، فهي بددت آخر ما تبقى من أوهام حيكت حول حزب الله، فها قد ظهرت عناصره يقتلون جرحى لا حول لهم ولا قوة فيما قائدهم يحثهم على فعلة القتل هذه بعد أن لاحظ ترددا لدى البعض بقوله إنهم يفعلون ذلك تحت طائلة «التكليف الشرعي». انكفأ كثير من الإعلام خصوصا اللبناني عن تناول الصور فيما ضجت صفحات «فيس بوك» و«تويتر» بسعار كلامي ما بين مصدق ومكذب. استكان البعض إلى خاطرة أن الحزب سيبادر ويعلن أن هؤلاء ليسوا مقاتليه وأن الصور التي انتشرت لا تمثل ما كان يفاخر به من أخلاقيات، وحاول صحافيون وناشطون الدفاع عن الحزب بأن تلك ليست ممارساته حتى خلال قتاله الإسرائيليين. مرت ساعات وأيام ولم يعلن الحزب موقفا ولم يثر الشريط في كل الدائرين في فلكه الكثير من القلق أو حتى الشعور بضرورة النفي أو التعليق. بل إن بعضا ممن يدعمون الحزب قالوا على صفحاتهم الاجتماعية إن…
آراء
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
البطالة والاسكان هما أكبر تحديان يواجهان اي اقتصاد، وهما ايضا يواجهان الاقتصاد السعودي كأكبر التحديات التي تعمل الحكومة على حلهما. ولا يمكن للحكومة حلهما الا بتعاون القطاع الخاص، وتعاون المواطنين أنفسهم في التأقلم مع السياسات والحلول التي تقدم. لم يحدث أي تحسن يذكر على معدلات البطالة حسب بيانات مصلحة الاحصاءات العامة الأخيرة، وهي تتحدث عن نحو 629 ألف عاطل عن العمل، بينما يتجاوز هذا الرقم 1.5 مسجلين لدى برنامج حافز. وحسب بعض أعضاء مجلس الشورى هناك أكثر من 150 ألف وظيفة شاغرة في القطاعات الحكومية. ويجدر التنويه أن نسبة البطالة بين الاناث هي الأعلى وهي من يرفع من مستويات هذه الأرقام. فالاحصاءات العامة تقول ان أكثر من 34% من العاطلين هم من الاناث، و برنامج حافز يقول ان 85% من المتقدمين للبرنامج هم من الاناث. اذا فالخلل واضح حيث يتمثل في صعوبة توظيف مزيد من الاناث، وهو خلل هيكلي له عوامله الدينية والاجتماعية التي تجعل من الصعوبة القضاء أو خفض نسبة البطالة وخصوصا بين الاناث ما لم يتكاتف المجتمع بكل أطيافه. وبالنسبة للشاغر في اروقة وزارة الخدمة المدنية فإن من الصعوبة تحديد علاقتها بسوق العمل، خصوصا للداخلين الجدد للسوق (بين عمر 20-29 عاما) وهي الفئة التي تشكل أكبر نسبة من العاطلين حيث تشكل 72.6% من اجمالي العاطلين. ان ارتفاع نسبة…
آراء
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
ليس لدى الناس وقت للتأمل والمقارنة. لذلك، كلما وقع حدث مثل خطف رئيس الوزراء الليبي، قال البعض، سقى الله الأمن أيام القذافي. البعض يترحم على صدام حسين. والإندونيسيون يقولون، إن السلع كانت أرخص أيام سوهارتو. صحيح. لكن منذ سقوط سوهارتو إلى اليوم، أصبح نصف السكان في عداد الطبقة المتوسطة، ولا يزال نصفهم الآخر يعيش دون دولارين في اليوم. السبب مرحلة الخواء والفساد زمن سوهارتو. ليبيا اليوم دولة مضطربة ومتدهورة بسبب معمر القذافي. هو من ألغى الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية. جماهيريته كانت ظالمة لا آمنة، وفارغة وخاوية ولا يمكن أن تأتي بعدها دولة بل الخراب الذي نراه. الديكتاتور العربي يمضي السنوات في إقامة دولة لا يمكن أن تحكم إلا بطريقته. لذلك لم يذهب ديكتاتور وبقيت الدول من بعده. إذن الديكتاتور يمضي أيامه في عدم وجود المؤسسات التي تتكون منها الدول: القضاء والتعليم والأمن والجيش. يعتبرها جميعا أعداء مباشرين له. هل سمعت عن القضاء في سوريا؟ وفي كم اتجاه أرسل صدام حسين الجيش؟ وصاحب الخيمة في ليبيا جعل خيمته المؤسسة الوحيدة المعروضة على الداخل والخارج. خيام ولجان ومحاكم ثورية.. أجلكم الله. طبعا ليبيا ستكون كما هي اليوم. كان الزميل محمود شمام يتحدث بعد اندلاع الثورة عما سيفعل هو ورفاقه في ليبيا، وكنت أقول له غدا تذهب ولن تجد في انتظارك ليبيا…
آراء
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
مفارقة عجيبة أن أشاهد فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور "وجدة"، عن حلم فتاة سعودية صغيرة في أن تمتلك دراجة وأنا أسكن وأعيش في هولندا بلد 13 مليون دراجة هوائية، حيث الكثير من المفارقات والاختلاف بين الثقافة العربية السعودية والثقافة الغربية الهولندية، وإن كانت ليست مجال الحديث هنا. تدور أحداث الفيلم حول الممثلة السعودية الصغيرة "وعد" التى تسعى إلى تحقيق حلمها وامتلاك دراجة وتسعى جاهدة لامتلاكها.. كتَبَت وأخرجت الفيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور.. وإن كانت وجدة في نهاية الفيلم، قد امتلكت الدراجة، فإن مشهد قيادتها دراجتها في الشارع الضيق متجهة إلى الطريق السريع في نهاية الفيلم عندما كانت على مفرق طرق، إشارة ورمز واضح إلى أن المرأة السعودية ستتجه إلى طرق أقوى وأصعب، وتواجة كثيراً من التحديات حتى تحصل على حقوقها، وهذا ماهو دائر الآن على الساحة السعودية، لكنه قد يزادد ويكبر مع الجيل القادم. المخرجة السينمائية السعودية المتميزة هيفاء المنصور ـ والتي حظى فيلمها وجدة على قبول منقطع النظير في كل دور العرض السينمائي ـ.. وهو الفيلم الذي مُثل وصُور في أحياء الرياض بتصريح وموافقة من الحكومة.. وقد سنحت لي الفرصة وشاهدته هنا في لاهاي بهولندا وكانت فرصة أن أرى وأسمع ردود الأفعال الأجنبية وصدى الفيلم لديهم. إن فيلم وجدة يحمل رسائل مهمة وكثيرة تخص المرأة السعودية ووضعها الاجتماعي والاقتصادي،…
آراء
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
حان الوقت، ليس الآن بل منذ زمن طويل، كي يتبنى مجلس الشورى موضوع قيادة المراة للسيارة كقضية عامة تستحق أعلى درجات الاهتمام بعد أن وصلت بنا الأمور إلى ما وصلت إليه! فهذا الموضوع الذي ظل المجتمع يلوكه على مدى عقود طويلة من الزمن أصبح ملفاً محرجاً للمملكة أمام العالم أجمع. ففي كل مؤتمر عالمي أو ندوة أو مناقشة ذات علاقة بشئون المرأة يُثار هذا الملف، باعتبار أن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يميز ضد المرأة في هذا الشأن! وكلما أثير هذا الموضوع تعالت التعليقات المتهكمة على المجتمع السعودي حتى أصبحنا موضع سخرية حتى من المجتمعات المتخلفة التي تنتشر فيها الأمية وكل المظاهر الأخرى للتخلف. أصبحنا، في هذه المؤتمرات والمنتديات، محاصرين بالانتقادات من الجميع، وصار همنا هو تلفيق الأعذار للدفاع عن وضع مخجل لا يمكن الدفاع عنه.. لقد حشرنا أنفسنا في ركن وأمامنا كل العالم في الركن الآخر!؛ نرفع أصبع الاتهام لكل مجتمعات الدنيا ونقول لهذه المجتمعات: كلكم «غلط» ونحن «الصح» الوحيد!، وعندما يفحموننا بالحجج ننكس رؤوسنا ونقول: ولكن مجتمعنا «غير»! مجتمعنا لم يصل إلى ما وصلته المجتمعات الأخرى في العالم من الوعي، ولو سمحنا لنسائنا في القيادة فسوف تنطلق «الوحوش الذكورية» إلى الشوارع وتفتك بهن!؛ مع ملاحظة أن هذه «الوحوش الذكورية» هي الوحيدة في العالم التي تتلقى كماً…