آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
سأنصف معالي الشيخ الدكتور، عبداللطيف آل الشيخ، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن قلت إن ظهوره التلفزيوني مع الأخ، علي العلياني في برنامج (يا هلا) كان أجرأ وأمتع مقابلة شاهدتها لمسؤول من العيار الثقيل. كان معاليه واضحاً مباشراً وشفافاً مع الجمهور الذي يحاول ردم ثغرات وكسور في جسر العلاقة بين المجتمع وبين الهيئة. وفي المقابلة نفسها لم يهرب معالي الشيخ من السؤال الجريء: عن الحرس القديم في جهاز الهيئة ومدى انتشاره وتغلغله ضد أي فكرة إصلاح أو تطوير في أداء هذه المهمة الإنسانية السامية. لكن الجواب المطلق بالنفي أو التقليل لا يشرح الجواب على أن في هذا الجهاز من يسبح ضد حتى رئيسه ومن المقربين لمكتبه في الجهاز العلوي فكيف ببقية الآلاف في مئات مراكز الهيئة المختلفة. إذا كان، وكما قال معالي الرئيس، يكتشف أن أقرب المقربين إليه قد (سجَّل) عليه عشرات المكالمات في عيب أخلاقي شنيع لا يتعارض مع خلق المسلم فحسب، بل يتنافى جذرياً مع الكلمات الأربع في اسم الهيئة. فكيف يؤتمن مثل هذا أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ثم يصبح اسماً رفيعاً في ذات الجهاز وهو لا يترفع عن رذيلة التجسس؟ في السؤال الثاني، يتحسر معالي الشيخ على قصة أخرى لموظف رفيع في ذات الجهاز متورط في دعوة السذج، كما قال معاليه، للمجيء…
آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
لا أجد أي لوم أو حرج على مثقف أو كاتب أو أي أحد من عامة أفراد المجتمع في القول أن عدداً من المنتسبين إلى العلم الشرعي أو الدعوة أو ممن يحتلون المناصب الدينية ممن قد ينامون في عصر، ويتحدثون بلغة خارج أطار العصر، أنهم في الحقيقة قد يسهمون ويخدمون الإسلام والدين والدعوة، وذلك بعدم ظهورهم من تلقاء أنفسهم في القنوات الفضائية وطرح آرائهم الغريبة والشاذة عليها بين الفينة والأخرى، فيستريحون وينشغلون بما هو أجدى وأكثر نفعاً من ظهورهم الإعلامي، ويريحون الأمة والمجتمع من آرائهم الشاذة، وما يترتب عليها من آثار سلبية ومضرة في الداخل والخارج، فهم بدلاً من نشر وطرح قيم وروح الإسلام في شكل حضاري، بحيث يكون قادراً على مواكبة الحداثة والتطوير والانسجام مع الحياة العصرية ومتغيراتها والبحث عن حلول لكثير من قضايا ومستجدات وتحديات حياة مسلمي القرن الـ21، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بالخروج من الرؤية التقليدية وضرورة إعادة قراءة التراث ونقده نقداً منطقياً، وأن يدركوا أن ما يستجد في حياتنا من تساؤلات لا يمكن أن نجد لها حلاً بالعودة إلى أن نقول: «واجتهادات موغلة في ظرفها التاريخي والزماني والمكاني»، إن هؤلاء المشايخ أو الدعاة يسهمون، سواء بعلم أم بجهل من خلال تلك الآراء والاستنتاجات العلمية التي يفاجئون القاصي والداني بها والتي عبر عنها الإمام الغزالي بأنها…
آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
في هذا المقال أستعرض وجهات نظر إسرائيلية عن المنطقة بتصرف، وهي حصيلة قراءات لعدد من الدراسات والمقالات، والغرض من ذلك التعرف على رؤية العدو الإسرائيلي ونظرته إلى التحولات والتطورات في المنطقة، فإلى بعض ما قرأت: “يتبدل المحيط الإستراتيجي الذي تعمل فيه إسرائيل، إلى درجة التهديد بانهيار أجزاء كبيرة من المنظومة التي اعتمدت سياستها عليها، مثل غياب أو خفوت أكثر اللاعبين ثقلا في العالم العربي، وحدها السعودية بقيت تعمل بإصرار على صد إيران، وهي قادرة على أن تكون معادلا لتركيا”. إن الضعف العربي الراهن أصبح على نحو غير متوقع مشكلة لإسرائيل! ويزيد احتكاكها بالقوى الإقليمية التي تحاول أن تُعمق تأثيرها في المنطقة. وعلى هذه الخلفية تصبح السعودية دولة قريبة جدا من قراءة الخريطة الإقليمية ووضع أدلة العمل الإستراتيجي. في الجانب الآخر تقرأ إيران الخريطة من جانبها، على أن الجهد السعودي لصدها يمتد من اليمن مرورا بالعراق ومصر، ثم إلى لبنان. وكانت اللحظة التي غيرت طبيعة الاحتكاك هي تدخل الرياض غير العادي والمباشر لحماية البحرين. كلما تدخلت إيران في حلبات أخرى أو عمقت تدخلها في حلبات قائمة اقتربت من “شد زائد”. إنتاج إيران الخام أقل من إنتاج الأرجنتين أو جنوب أفريقيا، وأي تدخل إقليمي بقدر واسع يُضر باقتصادها. إلا أن طريقة عمل إيران تعتمد على توابع من غير الدول، وعلى أنصار محليين،…
آراء
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
موظفو القطاع العام يعانون من التجميد الوظيفي على المرتبة نفسها التي قد تمتد إلى أعوام طويلة، يفقد الموظف فيها علاوته السنوية، ويقف راتبه على آخر درجة وصل إليها في سلم الوظائف المدنية، ولكن هناك مفارقات عجيبة في هذه القضية، فمثلاً تجد موظفاً عُيّن قبل أعوام في إحدى الوزارات، وآخر بدأ عمله في وزارة أخرى بعده، تجد أن ترقية أحدهما لا تقارن بترقية الآخر، فقد وصل إلى مراتب عليا في السلم الوظيفي، وقد يكون يحمل شهادة دراسية أعلى من زميله في تلك الوزارة الأخرى، إلا أن هذه المقاييس لم تشفع له في الترقية النظامية التي يستحقها كل أربعة أعوام، بل قد تمتد أعوام الخدمة في المرتبة نفسها إلى أكثر من 10 أعوام، هناك وزارات لديها هذه المشكلة منذ الأزل، وهناك وزارات أخرى الترقية فيها سريعة وميسرة، كما هو الحال مثلاً في وزارة المالية والأجهزة التابعة لها، وهل هذه الأفضلية بسبب صلاحياتها النافذة في موازنات الوزارات الأخرى والوظائف التي توافق عليها المالية للأجهزة الحكومية الأخرى التي تعاني من موازناتها وبخاصة في وظائف ترفعها إلى وزارة المالية كل عام؟ فكم مرة نسمع أن المالية لم توافق على مطالب الوزارات الأخرى في عدد الوظائف المطلوب استحداثها، وبما أن القرار بيد المالية فهي صاحبت القرار النهائي في ذلك وبخاصة في الوظائف المعتمدة لها، فهي لا…
آراء
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣
أكتب عادة عن الإعلام الرقمي، وأعرف أن بعض القراء سيستغربون من هذا المقال، لأنه خارج عن الموضوعات التي أتناولها عادة. أرجو اعتبار هذا التغيير مجرد استراحة "أقل ثقلا" (وقد تكون أكثر فائدة لبعض القراء) من موضوعاتي المعتادة بمناسبة أجواء الإجازة والعيد. قررت قبل فترة قصيرة، أن أبدأ ريجيما غذائيا يقضي على بعض الكيلوجرامات الزائدة والخارجة عن السيطرة في مختلف أنحاء جسمي الذي كان رشيقا في يوم من الأيام البائدة، ومن ذلك اليوم وكلما تحدثت مع أحد أخبرني أنه هو (أو هي) أيضا يقوم بريجيم، وتبدأ قصص النجاح والفشل وأسرار التغلب على نداءات المعدة الطماعة تنهال من كل صوب وجانب. حتى أدعم طموحاتي بالانضمام لرابطة "النحفاء" قمت ببعض البحث في الدراسات النفسية بشكل خاص والتي تتحدث عن أهم التوصيات العلمية لريجيم ناجح. معظم هذه الدراسات تعتمد على قاعدة معلومات أمريكية حكومية غريبة من نوعها اسمها "السجل الوطني للتحكم في الوزن" والتي تضم أسماء آلاف الناس الذين فقدوا أكثر من 23 كيلوجراما وحافظوا على أوزانهم الجديدة لمدة تزيد عن خمس سنوات. من خلال مناقشة الأفراد المدرجين في هذا السجل، توصل الباحثون لعدد من التوصيات الأساسية: 1- "أحدث تغييرات جذرية" فبعض الناس يظنون أن إجراء تغييرات محدودة على نظامهم الغذائي سيكون أسهل في التطبيق، بينما الباحثون يقولون بأن العكس هو الصحيح وأن التغييرات…
آراء
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣
بفارغ الصبر، ينتظر أهالي المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة موسم رمضان والحج ليكتسبوا منها، إما من خلال الأنشطة التجارية الخدماتية الموقتة أو الوظائف التي تطرحها مؤسسات الطوافة ومكاتب خدمات الحجاج وشركات القطاع الخاص، فضلاً عن أن الكثير من الأفراد يعملون لأنفسهم، وليس تحت مظلة أية مؤسسة حكومية أو أهلية، كما يحدث مع أصحاب السيارات الخاصة. والحج محرك اقتصادي كبير لقطاع الخدمات والتجزئة، ويدر دخلاً كبيراً للعاملين فيه. وموسم الحج من أكثر المواسم التي تخلق فرص عمل موقتة، لكون الاستعداد له يأتي منذ وقت باكر، ويمتد العمل فيه إلى قرابة 90 يوماً، وعلى رغم زيادة عدد المؤسسات الخدمية وزيادة فرص العمل، إلا أنه للأسف الشديد بقي قطاع سوق العمل في موسم الحج غير منظم وفوضوي وعشوائي، ولا يستند إلى أي معايير مهنية، سواء في التوظيف أم حتى في اختيار العاملين، وأدت هذه العشوائية إلى انصراف الكثير من السعوديين من هذه الأعمال الموقتة، ودخول العمالة المقيمة والمخالفة لنظام الإقامة في كل تفاصيل أعمال الحج، ودفعت المؤسسات الخدمية إلى القبول بهؤلاء، لأنهم يعملون بمرتبات أقل وساعات أطول، كل هذه الوظائف الموقتة التي تُعلنها خلال موسم الحج وفوضى توظيف المقيمين والمخالفين، تحدث أمام أعين المسؤولين في وزارة العمل وإدارة الجوازات، فكيف بالله عليكم وافد يحمل إقامة نظامية، ويعمل تحت كفالة مؤسسة، يعمل في…
آراء
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣
* خلال زيارتي لمصر هذه المرة لفت نظري في الطائرة قلة عدد الركاب، لا سيما في مقاعد رجال الأعمال والدرجة الأولى. أمر يراه كثيرون طبيعيا في مثل هذه الظروف التي تمرّ بها مصر والمنطقة. فكما يقال «رأس المال جبان» يخشى الاضطرابات ويهرب من علامات الاستفهام. وحقا، الصحف المصرية كانت من جهة ممتلئة بالحديث عن «نصر أكتوبر»، لكنها من جهة ثانية وفي الوقت عينه، منشغلة بملفات عن عنف المظاهرات المحسوبة على الإخوان. * هبطت الطائرة التي أقلتني من جدة إلى القاهرة في المطار عند الساعة الثامنة إلا ربعا. وكنت قد تبلغت بوجود حظر التجول منذ السابعة، ولكن يجري استثناء القادمين والمغادرين إلى المطار. ولدى الخروج من مبنى المطار، بعد إنهاء الإجراءات الروتينية، كان ملاحظا أن نقاط التفتيش في الطريق نشطة، ومدرعات الجيش وآليات نقل الجنود تساند رجال الشرطة والأمن في مهام حفظ الأمن والنظام. * داخل القاهرة لاحظت أن الشوارع الرئيسة شبه فارغة، والانتقال في الشوارع الخلفية محدود للغاية، ولكن ثمة حافلات صغيرة (ميكروباص) تنتقل في الحارات الجانبية لتلافي الإغلاق، وغالبا ما يلجأ إليها أولئك الذين علقوا في أماكن عملهم أو زيارة الأهل والأصدقاء. كذلك المتاجر مغلقة منذ وقت مبكر. * في الصباح الباكر حضر الرئيس الانتقالي - أو المؤقت - المستشار عدلي منصور مراسم الاحتفال بـ«نصر أكتوبر» بحضور وزير الدفاع…
آراء
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
قبل 22 عاماً، وفي تلك «الصنادق» المؤقتة، التي وضعت لكي تستوعب العدد الكبير من الطلبة مع أشقائهم الذين قدموا من الكويت للالتحاق بمدرستنا، كانت قمة المتعة هي قدوم ضيف من الخارج أثناء الحصة لكي يقوم بإيقاف فاصل الملل، وعندما يشح الضيوف يقوم «كبار القوم» في الصف بالاتفاق مع أحد الطلاب «العاطلين» في الخارج، لكي يأتي في منتصف الحصة بأي حجة كانت، لكي نحصل على دقائق مستقطعة كنا نراها أثمن من أن تضيع في حصة تاريخ أو جغرافيا، ومازلت أذكر ذلك اليوم الذي اتفقنا فيه مع أحد الأغبياء من «الشفيطة»، الذي لم يجد حجة يبرر بها دقاته على باب صفنا حين فتح له المعلم، سوى أن يقول له: اشتقت إليك! لقد درستني منذ خمس سنوات وفكرت في أن أجيء للسلام عليك! مازلت أعرف أن الشاب كان نصاباً، وقد جاء بالاتفاق معنا، وأخذ عمولته من «قواطي الغره» مقدماً، إلا أنني لا أستطيع نسيان ذلك التعبير الذي ارتسم على وجه المعلم في ذلك اليوم، ولن أستطيع نسيان ذلك الالتماع في عينيه، ومحاولته التماسك ألا ينفجر باكياً أمام حفنة الطلبة الأوغاد، كل ما فعله هو تنهيدة من أعماق سنين التعب أتبعها بقوله: مازال في الرجال وفاء! مر علينا يوم أمس، الخامس من أكتوبر، الذي يحتفل فيه العالم كله باليوم العالمي للمعلم، وكأن الأيام تواطأت…
آراء
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
كنت في تركيا، الأيام الثلاثة الماضية، ضمن مشاركتي في منظمة الحوار العربي - التركي الوليدة، فتركيا أصبحت شأنا عربيا، والعرب صاروا شؤونا تركية كذلك. ولم يكن غريبا أن أقرأ في الصباح التالي عن مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد لمحطة «هالك» التركية. الأسد هدد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأنه سيدفع الثمن لاحقا لدعمه من سماهم بالمتعصبين والإرهابيين. وأنا أتفق مع الأسد أن أردوغان سيدفع الثمن لكن لسبب آخر، لأنه لم يتبنَ سياسة تدخل أوسع في سوريا. فقد بلغت الحرب في داخل جارته الجنوبية حدا يهدد أمن تركيا، وليس مصالحها فقط. ومع هذا اكتفت الحكومة في أنقرة بالتهديد الكلامي، والقليل من الدعم للثوار. وأصبح في سوريا ثلاثة احتمالات سيئة وخطرة على الأتراك.. الأول، أن يهيمن المتطرفون مثل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» المحسوبين على «القاعدة»، حينها ستكون تركيا هدفا لهم، لكونها خطا أول لحلف «الناتو»، وقاعدة للأميركيين. أهداف أولى دائما لتنظيم القاعدة. الثاني، أن ينتصر النظام الذي سيدعم الجماعات المعارضة المتطرفة مثل حزب العمال الكردستاني، المسؤول عادة عما يقع من عمليات إرهابية ضد الحكومة التركية. وهناك علاقة قديمة ووثيقة بينه وبين نظام الأسد الذي احتضنه لثلاثين عاما، ويستخدمه حاليا لمحاربة الأكراد السوريين وغيرهم. الثالث، غرق سوريا في الفوضى والحرب الأهلية، هنا كلا الاحتمالين سيحدثان معا، «القاعدة» والعمال الكردستاني سيستهدفان تركيا. إن سياسة…
آراء
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
ـ كثرة المنادين بالفضيلة والخائفين عليها لا يعني أننا مجتمع فاضل فعلاً؛ بل يعني أننا نبحث عن هذه الفضيلة والمثالية المتخيلة بمنتهى الجدية ولكننا لم نجدها كاملة وفقاً لما نتخيله عنها حتى الآن، وكلما غابت جد البحث وتكاثر المنادون في كل مكان؛ ننسى وربما نتناسى أنه لا يوجد فضيلة كاملة. ـ غزارة التعليم الديني ليس معناه أيضاً أننا نعيش في مجتمع فاضل؛ بل يعني أننا نحاول استكمال نقص بشري طبيعي نلمسه ونعاني من أعراضه الفتاكة، ونظن لقصورنا أن سده يمكن أن يأتي عن طريق مخرجات هذا التعليم الديني، وأنه لا بد أن يفي بالغرض في سعينا الدؤوب إلى هذه الفضيلة المتخيلة والمكتملة الأركان كما نتوهم. ـ إذاً نحن لا نختلف كثيراً عن الفيلسوف الحالم أفلاطون في نظرته إلى الحياة؛ هو الآخر بحث في أحلامه عن مدينة فاضلة يسكنها الفلاسفة، وظن أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً؛ لقد كان أفلاطون مثل بعض مطاوعتنا تماماً مع فارق الفهم واتساع الأفق والرشد الكبير! ـ المحصلة النهائية لفكرة الفرز أن أفلاطون مات دون أن يتمكن من جمع الفلاسفة في مدينته المستحيلة/ الفاضلة، وسيموت بعض مطاوعتنا، هداهم الله، دون أن يتمكنوا من حشر الناس أجمعين في فضيلتهم المتخلية والمكتملة الأركان. ـ أما السبب فهو بشري بحت؛ فالناس يخطئون ويصيبون في كل…
آراء
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
يتهيأ الساسة في صنعاء لإعلان بدء أعمال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي تستمر لمدة شهر حسب دليل المؤتمر، ثم تصدر القرارات التي يتمنى المتفائلون من اليمنيين أنها ستحمل بشائر عهد جديد دعامته العدالة والمواطنة المتساوية، لكن الوقائع تشير إلى صعوبة تحقيق هذه الآمال بسبب عوامل عدة أهمها على الإطلاق ضعف الإرادة السياسية وتقديم الخاص والحزبي على العام والوطني. لم يعد مجديا في هذه اللحظة الفارقة تناول الأسباب التي أحدثت الفجوة بين المجتمعين في فندق الـ«موفنبيك» وبقية مكونات المجتمع التي لم تشارك في المؤتمر، ولا مفيدا الحديث عن عوامل الإحباط التي جعلت المؤتمر والمشاركين فيه محل سخرية المواطنين.. ستكون هذه القضايا متروكة للمؤرخين والمهتمين بتسجيل الأحداث، لكن من الضروري التأكيد على أن الأسباب والعوامل التي أعاقت تحويل المؤتمر إلى مؤسس لدولة حديثة وأربكت خطواته ما زالت قائمة، وتنتظر بعض القوى الفرصة للانقضاض على السلطة كبديل للفشل الذي تعمد البعض إلحاقه بالحوار والعبث بقيمته المعنوية والتاريخية. قد يكون الحديث مكررا عما كان يجب أن يفعله أصحاب القرار، ولكن الأهم هو الحديث عما يجب أن يفعلوه في قادم الأيام بعد أن صار واضحا أن هناك قوى من مصلحتها بقاء الأوضاع في حالة من الغموض والارتباك حتى تتمكن من ترتيب أوراقها وخلق وضع غير مستقر ولا مفهومة خطوطه، وربما إعادة تحالفاتها…
آراء
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
في أُسبوع واحد أنجز «الجهاد» العظيم عدة إنجازات كبرى لجهتي القتل والتخريب: قتل عشرات المسيحيين في كنيسة بباكستان، وحوالي المائة في هجوم على مجمع تجاري بكينيا، وتفجير الناس بالسيارات في العراق، والاشتباكات بين «الجهاديين» في سوريا، وقتل عشرات من رجال الأمن والجيش باليمن! وقد دفعت هذه الإنجازات الفظيعة مجلة «الإيكونومست» إلى وضع «الوجه الحاضر للإرهاب الإسلامي» على غلافها لهذا الأُسبوع، كما كانت قبل أربعة أسابيع قد وضعت الوجه الحاضر للإرهاب البوذي في المكان نفسه. وعنْونَتْ على الصفحة ذاتها قبل شهرٍ ونصف الشهر، عندما استخدم الأسد الكيماويَّ ضد شعبه مخاطبةً أوباما: اضربوه بقسوة! والحال أنه في الحالات الثلاث، ما ضرب أحدٌ أحداً عقاباً أو استتابةً، ولا يزال القتل جارياً في سائر الحالات! الأسد، شأنه في ذلك شأن شارون والقذافي وصدّام والأسد الأب وبينوشيه.. إلخ، ما كان منتظراً منه غير ذلك. فقد قال قبل أشهُر لوزير لبنانيٍّ حليف له إنه مستعد لتسليم سوريا إلى معارضيه كما استلمها أبوه، أي سبعة ملايين من السكان، والبلاد اليوم 24 مليون أو أقلّ بالنظر لما قتل الرجل وخرّب من أجل البقاء في السلطة! وقبل عامين رفع أنصار الأسد الشعار: الأسد أو تخرب البلد! وقد نفّذوا ما هدّدوا به. لقد تبين أنّ ما يُسمَّى الصحوة عندنا، حدث في سائر الديانات وبخاصة اليهودية والبروتستانتية ثم الهندوسية والبوذية. وجيل…