آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
أحياناً يستطيع شخص متنفذ أو دائرة حكومية أو متنطع في الاحتساب أن يشعرك بالغربة وأنت في وطنك وبين أهلك. هذا النوع من الإحساس بالغربة محبط وخانق لدرجة قد تجرفك إلى اللؤم العاطفي وتجعل الشيطان يجرك إلى السب واللعن، قبل أن تثوب إلى رشدك وتستعيذ بالله من نزغات الشياطين. هذا الشعور اللئيم ما يلبث أن يزول في اليوم نفسه أو اليوم التالي، بعد أن يغرب ذلك المسؤول أو المتنطع أو الدائرة الحكومية عن ذاكرتك وتعود إلى الوجوه والأماكن المألوفة لك والغالية عليك. ليس في الإحساس بهذا النوع من الاغتراب جفاء حقيقي للوطن وساكنيه، لكنه اغتراب سلبي عاطفي مؤقت، ما تلبث الإيجابيات أن تطفئه. المسألة تختلف إذا واجهت هذا التنغيص في بلاد أخرى، ليست هي بلادك وليس أهلها أهلك. في هذه الحالة تتراكم كل منغصة جديدة فوق أخرى، لأنك في الأصل تشعر بالغربة هناك قبل أن تزيدك المنغصات شعوراً أكثر بالاغتراب. الوطن بمعناه الاجتماعي والتربوي هو ما تستوطنه من الأرض، حدوداً ولغة وتاريخاً وعادات وأعرافا، وهو التراب الذي خلقت منه وتعود إليه إلى جانب أهلك الأولين. الفرق كبير بين أن تعيش معززاً مكرماً في وطنك الأصلي أو أن تعيش أيضاً معززاً مكرما ً في بلاد غير بلادك، وهذا الفرق هو ما يجعلك تتفانى في حب الوطن. يتضاءل هذا الفرق حين تحصل على…
آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
عندما دعتني السفارة اليابانية في الرياض لزيارة اليابان قبل سنوات، حرصت على أن أضمن برنامج الزيارة لقاء مع مطور البوكيمون، لسببين الأول هو اهتمامي القديم والذي ربما لمسه من يتابع مقالاتي هنا بالألعاب الإلكترونية وشخصيات الرسوم المتحركة، والآخر هو الضجة التي أثيرت قبل أعوام في السعودية ومفادها أن شخصيات هذه اللعبة الإلكترونية والرسوم المتحركة ما هي في حقيقتها إلا جزء من الحرب على الإسلام. بدأت القصة قبل أكثر من عقد من الزمان وفيما قبل زمن «الإعلام الاجتماعي»، إذ كان الفاكس هو البديل في صناعة الشائعات بينما يقوم الواتس أب اليوم بهذه المهمة، فعمد أحدهم إلى طباعة فاكس قال فيه إن لعبة «بوكيمون» التي شاعت وانتشرت حول العالم وتجاوزت في إيراداتها شخصيات ديزني فهددت الهيمنة الأمريكية على عقول الأطفال بهيمنة يابانية، فزعم أنها مؤامرة يهودية، وأن مطورها يهودي، وأن «بوكيمون» تعني: «أنا يهودي»، وكلمة «بكاتشو» معناها: «كن يهودياً»، وكلمة «تشارمند» معناها: «الله ضعيف»، ومضى صاحب الفاكس الذي لم يعرفه أحد حتى اليوم يفبرك ترجمات لكل شخصيات اللعبة من لدن عقله الضعيف. انتشر الفاكس وقتها في مجتمع ضعيف الثقة بنفسه، سريع التصديق لنظريات تآمر العالم علينا، فانبرى كتاب الأعمدة يحذرون، والمشايخ يفتون، صودرت ألعاب «بوكيمون» ومجلاته وكتبه وبطاقاته، وتحولت إلى العالم السري والبيع من تحت الطاولة . لذلك حرصت على زيارة مطور…
آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
في الأشهر الماضية، قبل مجلس الشورى وللمرة الأولى مناقشة العريضة التي تطالب بقيادة المرأة للسيارة في السعودية، وتضمنت 3000 توقيع من المواطنين والمواطنات من مختلف المناطق، وعادت قضية القيادة إلى ساحة الحراك من جديد، بخاصة بعدما كشف مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أنه تم إبلاغ أعضاء الهيئة بمنعهم ملاحقة سيارات تقودها «نساء». هذا التصريح يأتي في إصلاح الطريقة التي يفكر بها العامة، وأعني من الناحية الدينية بصفة أن جهاز الهيئة يتمثل واجهة الإصلاح السلوكي والأخلاقي لأفراد المجتمع بحسب ما يرون، إضافة إلى أن مسألة التطبيع بدأت تتحرر نسبياً من بعض المعوقات التي كانت تغذي هذه الأزمة سلباً، إذ إنها كانت نتيجة جدل تياراتٍ فكريةٍ تتحدث عن منع المرأة من القيادة باسم الدين أو التقاليد أو المتحدث باسم حقها الإنساني. فالطور الذي أعنيه أن القضية تطورت من كونها شأناً اجتماعياً بحتاً، لكي تنتقل إلى حال أفضل، تجعلها تستظل بحماية مؤسسة من أهم مؤسسات الدولة، خصوصاً أن هذه المؤسسة تساند الشرطة في الناحية الأمنية. وما زلنا نتأمل أن يُتخذ القرار المناسب، لحسم هذه القضية ودعم حق المرأة فيها، وأعتقد أن المجتمع أصبح جاهزاً لتقبل هذا الأمر، ربما تحدث بعض الإشكالات، لكن اتخاذ الآلية المناسبة لتطبيق القرار ستساعد في زوالها، وقد يرى البعض أن التشدد الحاصل…
آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
«مرحبا أيها العالم.. ها نحن نغرد من دون قيود من إيران». لم يكد يحتفي الإيرانيون بالسماح لهم باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» بعد أربع سنوات من الحظر حتى انقلبوا خائبين، إذ سريعا ما انتهت فسحة الحرية الإلكترونية وعادت إيران إلى حظيرة المنع محافظة على موقعها المتقدم في لائحة الدول العدوة للإنترنت. لكن ما الذي جرى خلال تلك الساعات القليلة التي ضج فيها الإيرانيون بانتصار نسبوه لفريق الرئيس الجديد حسن روحاني الذي كان وعد بتخفيف القيود على الإنترنت في حملته الانتخابية؟ هل حقا كان رفع الحظر المفاجئ نتيجة خطأ تقني كما أعلن رسميا، أم كان تجربة تعمدها النظام لاختبار ردة فعل الرأي العام واستطلاع ماذا يمكن أن يقول الإيرانيون في حال عادت لهم حريتهم الإلكترونية المسلوبة على نحو ما ذكرت صحف غربية نقلا عن مصادر إيرانية؟ أم هو فشل فريق روحاني في تخفيف القيود على الإنترنت؟ في إيران اليوم رئيس جديد يحاول أن يقدم نفسه أكثر انفتاحا عن سلفه، وعبر أكثر من مرة عن رغبته في إفساح المجال لحريات إلكترونية أكبر. هذا ما يعكسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف النشط على «تويتر» و«فيس بوك».. وللحقيقة فإن النظام الإيراني حاضر على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمنع شعبه عنها، فها هو المرشد الأعلى علي خامنئي ينشر مواقفه وفتاواه والمديح الذي يكيله…
آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
ـ أنتمي إلى جيل الطباشير المبارك الذي لم يسمع عن الوطن إلا من خلال مادة الجغرافيا فقط؛ حتى إذاعة الصباح في المدرسة كانت تتكلم عن أحزان الأمة وويلاتها في كل مكان، وكانت تغفل عن قصد أو غيره الحديث عن الوطن، ومكتسباته وأهله الطيبين! ـ عرفت أشياء كثيرة عن سجون عبدالناصر، وعن حمزة البسيوني وشمس بدران وصلاح نصر، وعن الشهيد سيد قطب، وكنت كأقراني أحفظ عن ظهر قلب قصيدة «أبتاه ماذا قد يخط بناني» لهاشم الرفاعي سماعاً من أساتذتي الذين كانوا يرددونها أمامنا في كل حصة تقريباً وإلى حد الملل. ـ في المقابل لم أقرأ قصيدة واحدة لحمزة شحاتة أو غازي القصيبي أو عبدالله الثبيتي رحمهم الله إلا في وقت متأخر جداً، ولم أعرف إلا النزر اليسير عن بلادي التي هي قبلة العالم، التي هي على النقيض تماماً من كل هذا الوجع والمعتقلات وسحق الإنسان والآدمية الذي كان يقدم لنا في المدرسة!! ـ عرفت تضاريس وادي بانشير في أفغانستان بامتياز، ولم يتبرع لي أحد بوصف وادي العقيق في المدينة المنورة أبداً، أما حصيلتي المعرفية عن سير أحمد شاه مسعود وحكمتيار وبرهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وعبدالله عزام؛ فقد كانت ترجح بكفة كل من أعرفهم من المشاهير في وطني، وفي الأوطان العربية الشقيقة! ـ قُدر علينا كجيل أن نتناول هذه…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
عندما أزيح الرئيس المصري" الإخواني" من السلطة، قال بعض مُناصريه وبينهم علماء معروفون: إنّ إخراج الرئيس الشرعي من السلطة، هو كمن يهدم الكعبة حجراً حجراً! وكان المعتصمون بميدان مسجد رابعة العدوية يرفعون شعاراتٍ أكثرها انتشاراً: الشرعية والشريعة، أو الشريعة والشرعية. وفي كلتا الحالتين، أي هدْم الكعبة، وربط الشريعة بشرعية مرسي، تصريحٌ من هؤلاء بأنّ إزالة الإخوان من السلطة فيه إضرارٌ كبيرٌ بالدين باعتبار أنهم يمثّلونه في السلطة، ويريدون تطبيق شريعته. والواقع عكس ذلك تماماً، بمعنى أنّ هؤلاء الحزبيين اتخذوا الدين وسيلةً لبلوغ السلطة والسلطان، فأضرُّوا بذلك بالدين والدولة، كما سنحاول أن نوضح. وفي شهور العام 2013 تدرَّجَ الأمين العام لـ"حزب الله" في تعليل التدخل في سوريا. فقال في البداية إنه يتدخل لحماية شيعة لبنان القاطنين على الحدود بين سوريا ولبنان. ثم قال إنه يريد بتدخُّله حماية المزارات المقدَّسة (الشيعية) في سوريا من تخريبات المتطرفين. وانتهى أخيراً إلى أنّ "التكفيريين" السُنة يقتلون الشيعة بسوريا ويوشكون أن يهدّدوا الشيعة جميعاً خارج سوريا، ولذلك لابد أن يُقاتَلوا قبل استفحال شرورهم! وقد رأينا له صورةً تليفزيونيةٍ مع خامنئي قال بعدها ما معناه أنّ المرشد أفتى وأمر ولذا فهو مستعدٌّ للذهاب بنفسه إلى سوريا، بل وهو مستعدٌّ لمجادلة من يجادلُهُ أمام الله يوم القيامة! وبذلك فإنّ هؤلاء الحزبيين في لبنان والعراق واليمن وإيران يذهبون إلى…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
لا يمكن المزايدة على مدى تمسك مواطني دول مجلس التعاون بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقدرتهم على الحفاظ على تعاليم الشريعة ومبادئ السنة المطهرة السمحة. والدليل على ذلك استمرار نهج الأجداد والآباء وعدم تزحزحهم عن مواقفهم الأصيلة تجاه هذا الدين العظيم، ومدى صيرورته لبناء حياة كريمة وعادلة وقويمة لهذا المجتمع، وهو أمر كان شأنه محليا لم يتدخل فيه أي أجنبي. في ذات الوقت لم يتأثر هذا المجتمع بكل الدعوات الشرقية والغربية، كما حاول البعض «تخويف» ولاة الأمر في هذه الدول منها!. إذ لا توجد لدينا خلايا ولا أحزاب لا شيوعية ولا ماركسية في الوقت الذي تلاشت فيه دعوات القومية بعد سقوطها في التجارب العربية. في العصر الحديث، وبعد زهاء ستين عاما من تغلغل بعض «الدعاة» المؤَدلجين الحاملين لأفكار «سرية» خفية لم يعلنوا عنها في حينه!. بعد ما نالهم من إقصاء وإبعاد في بلدانهم، وبعد أن استغلوا خلو الساحة من المعلمين والموجهين في المنطقة في الخمسينات والستينات، تغلغلوا في المؤسسات التعليمية والجامعات، مُبدين قيم التسامح والطيبة والتقى، مع التأييد التام للأنظمة القائمة على مبادئ الدين والسيرة الحسنة. حيث رأت فيهم الأنظمة رادعا مهما لما كان يَشغل بالها من تقدم أوراق القوميين في السماء العربية أو «مشاغبات» بعض الحركات الشعبية المناهضة للوجود الأجنبي في المنطقة. فاستأنست الأنظمة آنذاك لليد «المخملية» واللسان «العسل» لهؤلاء…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
حسن روحاني، الرئيس الإيراني الجديد، مستمر يوزع هداياه، (تصريحاته الوردية). قال شعرا في السعودية، إنها بلد صديق وعزيز، وإنه ينوي التفاوض على المشروع النووي بما يطوي الخلاف مع القوى الغربية، وراغب في إصلاح ما أفسده سلفه الرئيس نجاد مع العالم، وتبرأ من نفيه المذبحة النازية لليهود، وهنأ الإسرائيليين بعامهم اليهودي الجديد! إيران الروحانية ربما مجرد حلم شاعري في رأس الرئيس الجديد، أو أنها مشروع دعائي خبيث هدفه تمكين إيران من إنجاز ما تبقى من ملفاتها وبسببها أصبحت محاصرة، يريد رفع العقوبات الاقتصادية، وفك الحصار عن حلفائه مثل الأسد السوري وحزب الله وحماس. سبق لمحمد خاتمي، الذي رأس إيران، أن وعد بإصلاح ما أفسده أربعة رؤساء حكموا الجمهورية الإسلامية، عاشت خلالها توترا مع جيرانها والغرب. أدبيات خاتمي الداعية للحوار والتصالح كانت معروفة قبل تقلده الرئاسة، وفي الأخير انتهت رئاسته بشكل مذل له وأتباعه، وتحولت إيران إلى دولة يحكمها الحرس الثوري الشرس مع القوى الدينية المتطرفة. تلاه أحمدي محمود نجاد الذي رفع لواء إيران القوية، ووسع نفوذ الحرس الثوري فتغلغل في العالم العربي وباكستان وأفغانستان. نجاد رفض الضغوط الدولية، وسرع في مشروع السلاح النووي، لكنه اختتم رئاسته وبلاده تنتج ثلث ما كانت تبيعه من بترول، وتناقصت مداخيلها، وحوصر نفوذها في اليمن ولبنان وسوريا وغزة والسودان. لا نستطيع أن نقول روحاني الذي يجلس…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
كان من المفترض أن الأربعاء 18 سبتمبر (أيلول) هو موعد تقديم التقارير النهائية من فرق العمل، التي اجتمعت في فندق الموفينبيك بصنعاء لستة أشهر متواصلة مدفوعة الأجر، وتبدأ بعدها أعمال الجلسة الختامية لإقرار التقرير النهائي، لكن الأمر على الأرض لم يجرِ كما خطط له الخبراء الدوليون المقيمون في اليمن منذ ما يناهز السنة محاولين التوصل إلى صيغة يرضى عنها جميع الرواد اليوميين للمنتجع الواقع في شمال شرقي العاصمة، وكان واضحا أنهم يتعاملون بمفردات لا تنسجم مع الواقع اليمني ولا تستوعب المزاج السائد في الشارع. منذ الوهلة الأولى لانطلاق اللقاءات، التي فرضت أجندتها لجنة فنية شارك فيها الموقعون على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مضافا إليهم عدد من الوافدين الذين لا يمثلون شأنا حقيقيا على الأرض، كان واضحا أن العناد وتغييب القوى الجنوبية القادرة سيمثلان العقبة أمام مساعي إحداث اختراق في الصف الجنوبي للتوصل إلى اتفاق يفرضه قسرا المجتمع الدولي وإن لم يكن مقبولا لأصحاب القضية.. وتخلت اللجنة عن صلاحياتها الأصيلة واستسلمت لتعليمات ورغبات كانت تأتي من خارجها. برهنت الأشهر الستة الماضية أن الأحزاب اليمنية مصابة بحالة من الترهل والخمول الفكري وعدم القدرة على الابتكار، وينطبق التوصيف ذاته على الساسة الذين عاشوا المشهد شمالا وجنوبا لعقود طويلة جعلت من العسير عليهم المجيء بمخارج واقعية لمعضلات بأبعاد مختلفة وتعقيدات مركبة وكانت المحصلة أن…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
سأعود لأكتب، وأكرر ما كتبته هنا العام الماضي وما كتبته قبل ثلاث سنوات، بمناسبة اليوم الوطني، لأن الحالة ما زالت قائمة، والفكرة ما زالت قابلة للتنفيذ، والأمل في التجاوب معها والأخذ بها ما زال قائما فقد قلت: "إنه بمناسبة اليوم الوطني أقترح أن تسعى الدولة في يوم الوطن ـ من كل عام ـ إلى تحديد هدف معين وتطلب من الشعب تحقيقه خلال عام، ومن ثم عندما يأتي اليوم الوطني من العام المقبل لنحتفل كلنا باليوم الوطني وبتحقيقنا ذلك الهدف الذي يصب في مصلحة الوطن" لم يكن من الأهداف التي أحلم أن نحققها بمشاركة شعبية، أن نكون دولة صناعية أو زراعية، وإن كان هذا الحلم مشروعا لكنه حتما لا يتحقق في عام واحد، بل كنت أفكر في أشياء بسيطة لكنها مهمة، مثل: أن نلتزم بأنظمة السير، ونحول عبارة: "القيادة فن وذوق وأخلاق" إلى واقع نمارسه، لأن ما يحدث في شوارعنا أقرب ما يكون إلى عبارة القيادة: "فوضى ونحاسة وقلة حياء". كنت أحلم أن يكون الهدف لعام واحد مثلا ألاّ نرمي الأوساخ من سيارتنا ولا من محلاتنا ولا من بيوتنا، وأن نضعها في الأماكن المخصصة لها لنوفر مليارات الريالات التي نعتمدها سنويا للنظافة، ونستثمرها في بناء حدائق ونوافير مياه في شوارعنا. كنت أحلم بأن يكون أحد الأهداف التي نرسمها ونحددها ونعمل على…
آراء
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
تماماً مثل أمتنا المثخنة بالجراح، كان قَدَر الشعب الكوري بعد الحرب العالمية الثانية، أن يتم تقسيمه لمناطق نفوذ بين القوى العظمى.. الفرق الوحيد أن «سايكس ــ بيكو» الخاصة بنا أنتجت 22 بلداً عربياً.. بينما «سايكس ــ بيكو» الخاصة بهم أنتجت بلدين فقط.. ربما لضيق المساحة! شمال شبه الجزيرة الكورية يذكرنا بحقبة الظواهر الصوتية لدى شعوب أخرى.. جيش قوي وبلد منهك و«بوكيمون» ورث كروموسومات العظمة، لا يعرف متى يقرر أن يدمر العالم بصواريخه النووية. في الجنوب بلد «واقعي»، وحكومة تعاملت مع متغيرات ومتناقضات السياسة الدولية بحكمة، وفهمت مبكراً أن الاقتصاد والتطوير والبحوث والصناعة، هي التي تصنع القوة وليس العكس.. ففاجأت العالم بأن أصبحت أحد أقوى الاقتصادات فيه، وصدّرت للعالم أفضل السفن والسيارات والإلكترونيات، رغم قلة الموارد. تتمتع كوريا الجنوبية بعلاقات جيدة مع جميع دول العالم، عدا الجار الشمالي متغير المزاج.. ولها علاقات متميزة جداً مع دول الخليج.. واستثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك تعاون في مجالات عدة، خصوصاً في المشروعات الاستراتيجية بعيدة المدى. يحدثني أحد الزملاء، الذي زارها في زيارة رسمية يقول: كنا في اجتماع، وكان هناك نوع من الجليد بيننا وبين الجانب الكوري النشط، فأحببت أن أتحدث مع المسؤول الكوري في مجال آخر قبل الحديث في العمل، سألته عن كمّ النشاط والاستثمار والحركة لدى كوريا الجنوبية، رغم تهديدات كوريا…
آراء
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣
اتفقت مع الزملاء في «عكاظ» بأن تبقى هذه الزاوية على نظام الدوام القديم (من السبت إلى الأربعاء) من باب محاربة كل جديد!، لذلك يسرني أن أبلغكم ــ أيها القراء الأشاوس ــ أننا (فاتحين يوم السبت)!. ** قراء السبت، إما (مواصلين من الجمعة) بعد أن قهروا خيول السهر، وإما مستيقظين من النوم عصرا والشرر يتطاير من أعينهم، وإما من الفئة النادرة التي تصحو السبت لتفضي يومها الجميل بينما القوم في سبات عميق!، على أية حال نحن نرحب بهم جميعا، ونؤكد لهم أننا اتخذنا هذا القرار حرصا على مصلحة المواطن وحماية لتراثنا الأصيل وتطبيقا لنظرية أبو بكر سالم: (الزمن ما تغير بس أهل الزمن متغيرين)!. ** يسعدني أيضا بهذه المناسبة أن أنقل لكم آخر مستجدات قضية البقدونس، حيث تم تغريم الشركة المنفذة لمستشفى الولادة في حائل، والتي قام عمالها بزراعة البقدونس والكوسة وبقية الخضروات في أرض المشروع الحكومي مبلع أربعة آلاف ريال فقط لا غير ــ بحسب ما ذكرت الصحف، تخيلوا.. حفلة كوميدية من المخالفات الواضحة أقلها منع هؤلاء العمال لمراقبي الأمانة من دخول المشروع بأربعة آلاف ريال..يا بلاش، عموما نطمئنكم بأن الخضروات التي تم إنتاجها في مستشفى الولادة (الذي لم يولد حتى الآن) تم تحويلها إلى المختبرات للتأكد من مدى خطورتها على المستهلكين الذين كانوا يشترونها من سوق الخضار، وأما مصدر…