آراء

آراء

لبنان: الحرب الأهليّة التي لا تمضي

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

هناك، بين الروائح العفنة الكثيرة في لبنان، رائحة تتأتّى عن موقف اللبنانيّين من الماضي، ماضي الحرب الأهليّة وماضيهم فيها. فهذا الأخير ليس فقط لا يمضي، بل هو يبقى مشروعاً أمثل للمستقبل. هكذا يراه الجميع كلٌّ من موقعه. يقال هذا الكلام وفي البال ثلاثة «احتفالات» أخيرة بذكرى أحداث ثلاثة تعاقبت في 1982: مقتل الرئيس المنتخب بشير الجميّل، ومذبحة مخيّمي صبرا وشاتيلا، وتأسيس «جبهة المقاومة الوطنيّة» ضدّ الاجتياح الإسرائيليّ. لقد كان اغتيال بشير حدثاً مؤلماً بالتأكيد، يندرج في الجهد المتواصل الذي رعاه النظام السوريّ للحؤول دون قيام سلطة مركزيّة في بيروت، ولتصفية القادة اللبنانيّين التي بدأت بكمال جنبلاط ووجدت تتويجها برفيق الحريري. لكنّ هذا لا يلغي أنّ بشير، مثله مثل سائر القادة اللبنانيّين، كان زعيماً طائفيّاً وميليشيويّاً، صعد إلى الرئاسة في الحرب الأهليّة وبسببها، ولم يتحقّق طموحه إلاّ بعد أن لوى الاجتياحُ الإسرائيليّ عنق الديموقراطيّة اللبنانيّة الهشّة. وهذا ما غاب عن بشيريّي 2013 الذين ظلّوا يتحدّثون كما لو أنّهم في 1982. وما من شكّ في أنّ مذبحة صبرا وشاتيلا كانت إحدى أبرز محطّات التلاقي، في التاريخ اللبنانيّ الحديث، بين وحشيّة القتل، وسفالة الاعتداء على المدنيّين بعد ترحيل مقاتليهم، واستعداد الحدّ الأقصى للتعاون مع الإسرائيليّين. لكنْ ما من شكّ أيضاً في أنّ تلك المذبحة توّجت مذابح كثيرة امتدّت لعامين، أنزلها لبنانيّون بلبنانيّين وفلسطينيّين،…

آراء

«إخوان».. و«إخوان»

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

حيرة حول موضوع مهم تتمثل في سؤال: لماذا هذا الموقف المصري الرسمي والإعلامي - بشكل عام - غير المتعاطف مع الثورة السورية، بل في بعض الأوقات، بعض المتحمسين المصريين لا يتأخرون عن الجهر بمعاداتها؟ ذلك موقف حيرني، وإن عرضناه على العقل، تبين سريعا خلل الموقف. إن افترضنا أن الحكم المصري الحالي هو نتاج سلسلة من الأحداث الثورية، تبدأ بثورة «25 يناير (كانون الثاني)» 2011، وما بعدها «30 يونيو (حزيران)» 2013 وتوابعهما، فإن الافتراض العقلي يقول إنه معادٍ بالضرورة للاستبداد! وإن كان كذلك، فهو إذن مع المطالبين برفع الاستبداد، وهي مطالب الشعب السوري في الأساس! أليس الموقف المتردد أو الملتبس أو حتى المعادي يصح أن يكون مثار تساؤل؟ يرى البعض في محاولة تفكيك هذا الموضوع من أجل فهمه، أن أهل مصر أو قل نخبتها قد لدغوا من ممارسات «إخوان مصر» في السنة الماضية التي كادت تأخذهم إلى الشمولية السياسية بلا رجعة، ويرون بالتالي أن السيناريو الأكثر ترجيحا أن يكون الإخوان في سوريا هم القادمين إلى الحكم هناك، إذا ما سارت الأمور على ما يتصور كثيرون، وبالتالي، فإنهم يتخوفون من أن ينال إخوتهم في سوريا ما نالوه من مرارة في زمن حكم «الإخوان»، فهناك «إخوان»، وهنا «إخوان». من هنا يمكن تفسير التردد، بل والإعلام المضاد، إلى درجة أن بعض فصائل الثورة السورية…

آراء

كلفة بقاء بشار!

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

بمناوراتها غير المقنعة باتت روسيا «العظمى» تلعب سياسة دولية بالطريقة الإيرانية السمجة، فهي تفاجئ العالم الأسبوع الماضي بمبادرة بدت جدية، تستند إلى القانون الدولي ومجلس الأمن لتجريد النظام السوري من السلاح الكيماوي في مقابل منع حرب كانت تلوح في الأفق، موقف متفق مع مسؤولية «دولة عظمى»، فإذا بها تتردى بعد أيام، فتخرج في صورة حكومة ديكتاتور صغير يجيد الكذب والمناورة. الإيرانيون أجادوا هذه السياسة، فهم يدعون جيرانهم إلى الإخاء والتعاون ثم يتآمرون عليهم، يتحدثون عن تحرير القدس ثم يحتلون لبنان، أما الروس فيتحدثون عن إنقاذ المنطقة والعالم من سلاح بشار الكيماوي، وهم في الحقيقة يريدون إنقاذ بشار وإطالة عمر نظامه، يخربون علاقتهم مع دول العالم بكل بلطجة.. المهم عندهم أن يبقى بشار! ليس مهماً أن نعرف ما الفائدة العائدة عليهم من ذلك، فهذه مشكلتهم، أما مشكلتنا فهي كيف سنعيش بجوار بشار لو نجح الروس في خداع الأميركيين أو تآمروا معهم هم والإيرانيين وعقدوا صفقة خلف ظهر الشعب السوري ودول الخليج، أو حتى «طفشوهم» فيبتعدوا عن سورية وكل المنطقة. في النهاية، وبعد رحيل أميركا وابتعاد الغرب عن الحالة السورية، سنبقى نحن في السعودية والخليج وتركيا والأردن ولبنان والعراق، ووسطنا نار مشتعلة في قلب شرقنا الأوسط، تغذيها الكراهية والطائفية والظلم وتداخلاتنا الإقليمية، فما هي كلفة ذلك؟ يجب ألا نستبعد افتراض استمرار الحرب…

آراء

من الذي قضم التفاحة؟

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

«الحدس غير حياتي، والتحضير والعمل الجاد مهم لتنفيذ هذا الحدس» تيم كوك في مؤتمر شركة أبل لعام 2013 لإطلاق الإصدار الجديد لــ «آي فون» وقف تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة على المسرح بكل فخر وتواضع! وكالعادة كان الحضور مبكراً بانتظار الحدث الأهم في هذا العالم التقني المتغير كل يوم. بدأ الإعلان وتحدث تيم كوك عن الشركة وإنجازاتها وكان يحوم في المكان شبح المؤسس «ستيف جوبز» بقميصه الأسود وإبتسامته القصيرة الجادة، كأنه يحتفل معهم ويشاركهم إنجازاتهم ويقول لهم: لقد تركتكم ولم أترككم! وأنا الذي قضم التفاحة. إنجازك يبقى بعدك ويسافر العالم بالنيابة عنك ومهما حاول الفريق الجديد وضع بصماتهم تبقى بصمتك حاضرة في كل الأمكنة، أنت مرحلة مهمة إذا أردت أن تكون كذلك، الاختيار بيدك والطريق أمامك، ستبقى إذا أردت أن تبقى. كان تيم كوك مقنعاً في حديثه وبصماته واضحة ولا أعرف الكثير عن الأمور الإدارية والمالية في الشركة لكن لدي إحساس أن هذا الرئيس التنفيذي الجديد سيترك بصمته على هذا الشركة الأبرز عالمياً. «إن بناء السمعة يستغرق 100 عام، إلا أن تشويهها يستغرق 5 دقائق فقط. إذا فكرت في هذا الأمر ملياً فستغير الكثير من تصرفاتك» وارن بوفت جدلية المنصب الجديد وإدارة المؤسسات والشركات الكبرى المهمة مستمرة وتتطلب خبرات وأشخاص مؤهلين وأحياناً يوكل الأمر لأشخاص مغيبين في السابق، وبجهد مميز…

آراء

مَواطن الجَمال

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣

لُقبَ أرسطو بـ "المُعلّم الأول" لأنه لم يترك باباً في العلوم الإنسانية والطبيعية إلا وطرقه. بدءاً بالفلسفة مروراً بالفلك وانتهاءً بالأحياء والكائنات. ولكنه رُغم براعته في الفلسفة، إلا أنه كتب أشياء تُعد مضحكة في علوم الفلك والطبيعة. وعرف أيضاً بأنه كان ينزِعُ إلى هدم نظريات مخالفيه ليثبت صحة نظرياته وأفكاره، فعلى سبيل المثال، أصر على دحض نظرية فيثاغورث القائلة بأن الشمس هي مركز نظامنا الكوني، وافترض بأن الأرض من تتبوأ ذلك المكان. ولهذا قال عنه الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون إن أرسطو يسير على الطريقة العُثمانية، حيث لا يستطيع أن يحتفظ بالحكم إلا إذا قَتَل جميع إخوته. أي إلا إذا أثبت بأن رأي المُخالفين له خطأ لا يحتمل الصواب، ورأيه صواب لا يحتمل الخطأ. ونتاجاً لهذه الطريقة الفكرية، وقع في أخطاء علمية لا حد لها، لأنه كان أولاً، معتداً برأيه أشد الاعتداد، وثانياً، غير منفتح على فكرة التنوع الفكري التي تُعد إحدى نواميس الحياة، والتي تُقِرّ بأنه ليس بالضرورة أن تكون الآراء الأخرى صواباً أم خطأً، بل قد تكون وجهات نظر أخرى تُسلط الضوء على الحقائق والأفكار الإنسانية من مناظير مختلفة. وقد أدى اضمحلال هذه الفكرة الحضارية في أي أمة عبر التاريخ إلى انزوائها في أركان الجهل وانخراطها في مغارات الظلامية والدوغمائية الفكرية (أي التعصب لفكرة معينة) وبالتالي، غياب التعددية والاختلاف…

آراء

«القانون لا يحمي الـ …!»

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

يستحق الدكتور جمال السميطي، مدير معهد دبي القضائي، الشكر والتقدير على طرحه الجريء والصريح والبعيد عن المجاملات لموضوع حقوق العامة على الإنترنت، فعباراته في لقائه مع «الإمارات اليوم» كانت واضحة ومباشرة، بلا عبارات: قد يكون.. وهناك ثغرة.. ولكن.. ويمكن أنه.. وربما. فأولاً وبكل وضوح «الجهل بالقانون لا يعفي المخالف من العقوبة»، يعني سالفة «والله ما كنت أدري»، و«محد قالي»، و«كنت مسافراً يوم طلع القانون»، لن تعفي المخالفين من المساءلة، لقد ذهبت تلك الأيام التي كنت تتطلع فيها إلى عيني والدك القويتين وأنت تحمل جرة مكسورة من العهد العباسي أهداها له زعيم أفغاني، وتقول ببراءتك «والله هي طاحت!»، فيحتضنك بحنانه وهو يقول «فدوه».. «إذا التقطت صورة لشخص ونشرتها، ولو كانت صحيحة»، من دون رضاه، ففي ذلك انتهاك للخصوصية، وعقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات ونصف المليون درهم، بحسب الدكتور جمال. وصدقني فإنك لن تكون سعيداً بأن تجرب أن تكون صورة خاصة بك، أو ذكرى عزيزة، أو مناسبة عائلية، موجودة على النت. أمر مؤلم فعلاً، لكن وسائل الإعلام الاجتماعي، وقلة معرفة الناس بحقوقهم القانونية، وجهلهم بها، أدت إلى تنمر بعض السفهاء وتماديهم في التعدي على خصوصية وحقوق الآخرين، بقي أن نسأل: هل يمكن تقديم الشكاوى بأثر رجعي؟! ثم أين سيذهب نصف المليون درهم؟ في جيب صاحب الصورة أم في جيب الواقف خلفه…

آراء

الذكرى الثالثة لرحيل أركون

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

قبل ثلاث سنوات بالضبط غادر هذا العالم واحد من أبرز المفكرين في تاريخ الإسلام في العصر الحديث. كان يريد تحرير المسلمين من الأفكار الانغلاقية القديمة والتصورات اللاتاريخية التي يشكلونها عن تراثهم، عن الذات وعن الآخر. كان يريد تحريرهم من الجمود التاريخي الطويل وإلحاقهم بركب الحداثة الدينية والفلسفية. كان يعرف أن التحرير الفكري هو المقدمة التمهيدية الأولى للتحرير السياسي. لا سياسة تحريرية دون فكر تحريري. وأعتقد شخصيا أنه كان يعتبر أن زمن السياسة لم يحن بعد. قد يستغرب البعض هذا الكلام ويستنكرونه بقوة. لا ريب في أن السياسة السياسوية أو الإجرائية البرغماتية اليومية ضرورية للناس وسوف تستمر. ولكن السياسة بالمعنى النبيل والعالي للكلمة، السياسة بمعنى فتح الأبواب الموصدة واستشراف الآفاق البعيدة، لم يحن أوانها بعد. ينبغي تعزيل الأرضية وتفكيك الانغلاقات التراثية أولا قبل أن نحصد ثمار ذلك سياسيا. وهذا ما فعله طيلة حياته كلها. لم يكن صاحب «نقد العقل الإسلامي التقليدي» يحلم بإحداث إصلاح جزئي أو ثورة مصغرة في تاريخ الفكر العربي الإسلامي. كانت طموحاته أكبر من ذلك بكثير. كان يذهب إلى جذور الأشياء وأسسها العميقة. كان يعرف أن تحرير الحاضر لا يمكن أن يتم إلا بعد تحرير الماضي، بل والماضي البعيد. فعقدة العقد الموجعة انعقدت خيوطها في الماضي ولا بد من فكها أو تفكيكها إذا ما أردنا تحرير الحاضر المكتوي…

آراء

عقلية لصوص الفكر

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

حين يسطو أحدهم على جهد فكري لغيره، وينسبه إلى نفسه، فإن التبرير بحسن النية ينتفي هنا، ما دام السارق لم يشر من قريب أو بعيد لصاحب الفكرة أو المادة المسروقة، كما في حالة سطو أحد الصحفيين على مقال منشور في "الوطن" للزميل الكاتب سعود البلوي، فالسطو حدث عن عمد وإدراك بالفعل، ظناً من الفاعل أن بعد المسافات لن يكشف السرقة. الجميل في الزميل سعود، أنه أصر على متابعة القضية ليس من أجل نفسه وإنما من أجل ردع كل من يمكن أن تسول له نفسه القيام بفعل مماثل، فالمسألة ليست فردية بقدر ما هي مسألة حقوق فكرية لا بد من العمل على حمايتها في مختلف القضايا المرتبطة بها كما أخبرني في اتصال هاتفي بيننا الأسبوع الماضي كان هو المبادر فيه بروحه الجميلة، وعرجنا خلال الحديث على موضوع السطو المشار إليه. إشكالية الملكية الفكرية؛ أنها مصطلح ما زال مبهماً لدى الكثير من الناس، لذلك فإن نشر ثقافة الملكية الفكرية وقوانينها على المستوى المحلي والعربي بات ضرورياً جداً عبر توظيف وسائل الإعلام بأنواعه لعل تلك الثقافة تصبح بديهية لدى الجميع، فالمشكلة تتخطى عامة الناس إلى النخب، فمن كان يتخيل أن ناقداً أكاديمياً من الجزائر يسرق أجزاء كثيرة من كتاب نقدي للدكتور عبدالله الغذامي، ويضمنها في كتاب له فاز فيه بالدورة الرابعة (2008 –…

آراء

مصر والعرب بعد سقوط الاستبداد والإسلاميين

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

لقد سقط الإسلام السياسي سقطة مروعة، ليس في مصر وحسب، بل في تونس واليمن وليبيا والجزائر. وبالطبع فإن المشهد العام في العالم العربي واحد بعد الثورات، لكن المتغيرات المحلية تبرز هذا البعد أو ذاك في كل حالة ضمن المشهد العام. فعلى سبيل المثال احتاج الأمر إلى الجيش في مصر لإزالة «الإخوان» من السلطة، لكنه لو لم يتدخل لسقطت سلطة «الإخوان» في فوضى شعبية عارمة خلال أشهر تؤدي إلى غرقهم في المشهد. وفي اليمن شارك «الإخوان» التيارات السياسية الأخرى في التمرد على حكم علي عبد الله صالح. لكنهم - مثل مصر - أرادوا التخلي عن هذه الشراكة بعد إقصاء صالح في حل سياسي جرى التفاوض عليه مع رعاة المبادرة الخليجية. بيد أن الذي يوشك أن يحل محل نظام صالح، ليس الإسلام السياسي الإخواني، بل الفوضى العارمة الحافلة بالمذهبيات والانفصاليات والقبليات. وفي تونس تتهادى حركة النهضة باتجاه السقوط غير المدوي. وفي الجزائر ضاع الإسلام السياسي منذ سنوات بين الجيش وكوادر حزب جبهة التحرير والأصوليات المقاتلة. وما كان الإسلاميون الحزبيون أقوياء أو راجحي الكفة في ليبيا وسوريا. لكن القوة النسبية التي أكسبتهم إياها الثورات، توشك أن تضيع بين المسلحين ونوافر المحليات والعلاقات الدولية. فالأمر في كل الحالات يتراوح ظاهرا بين السقوط السريع أو السقوط البطيء، لكنه سقوط لا مرد له ولا مخرج منه.…

أخبار دبي، عاصمة الاقتصاد الإسلامي؟ – د. سيّد فاروق

دبي، عاصمة الاقتصاد الإسلامي؟ – د. سيّد فاروق

الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣

أن لمساعي دبي الرامية إلى أن تغدو عاصمة الاقتصاد الإسلامي أهمية أكبر مما قد يتخيلها البعض، إذ أن الاقتصاد الإسلامي لا ينطوي على التمويل الإسلامي وصناعة الدجاج الحلال فحسب؛ بل يتكون من صناعات تقدر بمليارات الدولارات، وسيكون لها أثرٌ هائل على التجارة الدولية برمّتها. وفي حال إن تم المضي قدماً بهذا المجال وفقاً لاستراتيجية محكمة ومدروسة، فإن دبي تمتلك إمكانيات هائلة للعب دور محوري في هذا المجال يفوق التخيلات. وخلافاً للتوقعات، فإن هذه الإمكانيات لا تتعلق بشكل رئيس بمدينة دبي بحد ذاتها، بل أنها تعتمد بشكل أساسي على مكانة دبي الاقتصادية ومتانة شبكتها التجارية التي تمتد إلى مختلف أنحاء العالم. ومع تجاوز عدد المسلمين حول العالم الـ 1.6 مليار نسمة، وتزايد أعدادهم بمعدلات تعادل ضعف تزايد سكان العالم، أدركت الشركات العاملة في مختلف القطاعات، من الصناعات الغذائية والتمويل إلى شركات الأزياء والسياحة، أن قيمة سوق المنتجات الاستهلاكية الإسلامية تصل إلى 4.8 تريليون دولار. ومع ذلك، فإنه ليس بسوق متجانس يسهل الوصول إليه، وذلك نظراً لتعدد المعايير المتبعة، فضلاً عن تفاوت التفضيلات الثقافية واختلاف الاقتصاديات المصنّعة لتلك المنتجات. ففي الوقت الراهن، تبقى التشريعات المتعلقة بالمأكولات الحلال رهناً للتشريعات المحلية في معظم الأحيان، ويتحكم بها أكثر من 300 جهة مانحة للتراخيص في مختلف أنحاء العالم. قد تتساءلون: وما علاقة هذا بإمكانيات دبي…

آراء

دوبامين..

الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣

غيرليندي كالتنبرونز، نمساوية (42 عاماً)، أول امرأة تعتلي 14 قمة عالمية. وخلال المغامرات واجهت مخاطر جمة، وعلى الرغم من أن الكثير من عشاق التسلق أحجموا عن المهمة، إلا أن هذه المرأة أصرت على ذلك، لانها «تشعر بالأمان التام» وهي تتسلق القمم. تقول غيرليندي، التي كانت تعمل ممرضة، إنها تحلم من صغرها بمعانقة القمم، حيث تجد الحرية في التركيز، فنذرت نفسها للعمل الذي تمارسه بشغف، وهنا يكمن سر التميز، فالكل يستطيع أن ينجح، لكن القليل يتميز! السؤال: لماذا تخاطر هذه المرأة بحياتها هكذا؟ يجيب على هذا السؤال لاري زفايفل، المختص في علم الأحياء العصبي، ويقول: مجازفة شخص لتحقيق إنجاز ما ترجع إلى إفراز هرمون الدوبامين في الجسم، الذي يمنح الجسم نوعاً من الشعور بالارتياح لحظة الإنجاز، وكلما كانت المهمة أخطر زاد إفراز الدوبامين، ويختلف الإفراز من شخص إلى آخر، ولهذا تجد من يخاطر وترى من يتراجع. اللحظة الأشد رعباً في حياة غيرليندي كانت في عام 2007 عندما ذهبت إلى النيبال لتسلق قمة «دولاغيري»، إذ حدث انهيار جليدي مفاجئ جرفها وهي في خيمتها، وتقول عن ذلك: «عندما توقفتُ لم أعرف اتجاه جسمي، لقد كان الظلام حالكاً، لكنني قلت لنفسي: حسناً، على الأقل أستطيع التنفس، خرقت الخيمة بسكين صغيرة وتمكنت من الخروج من بين الثلوج بصعوبة شديدة، لكنّ الصدمة التي أقَضّتْ مضجعي كانت…

آراء

أوباما والأسد اشتريا سلعة ثمينة هي.. الوقت

الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣

أرسلت أسلي أيدينتاسباس، الكاتبة التركية الشابة ذات الأعصاب الفولاذية والمعرفة الواعية بسياسة الشرق الأوسط، رسالة من إسطنبول إلى مدونة مؤسسة «هوفر» التي من المقرر أن تنشرها في وقت لاحق من الشهر الحالي. ينبئ عنوان الرسالة عن مضمونها: «أين ذهب الأميركيون؟ من الذي دعا الروس إلى العودة؟». لقد أنجز جون كيري وسيرغي لافروف المهمة، بعد أن أوجدت مساعيهما الدبلوماسية، المليئة بالتحولات والمفاجآت والتقلب الأميركي المذهل، مخرجا من مأزق حرج لبطلين دراميين في هذه المسرحية السورية، هما باراك أوباما وبشار الأسد. بالنسبة لأوباما، جاءت مهلة التأجيل بعد أن أدت به جميع الخيارات إلى نفق مظلم. اذ انه هدد بقصف سوريا من دون أن يكون عازما على ذلك. وأراد أن يورط الكونغرس في اتخاذ القرار بأمر الضرب، ولكن هزيمته بدت مؤكدة في الكونغرس. ومع انه ظل يبحث عن حلفاء خارجيين لكنه كان دائما وحيدا، وكان يجد التهرب المعتاد داخل مجالس منظمة حلف شمال الأطلسي. تدور حرب مروعة في سوريا منذ ثلاثين شهرا، وأخيرا اتخذ أوباما موقفه، ووضع خطا أحمر بسبب أحداث عنف ضارية وقعت في يوم واحد، في 21 أغسطس (آب)، عندما ضربت صواريخ تحمل غاز الأعصاب (السارين) ضواحي الغوطة في دمشق. لم يفلح التجاهل الحميد لسوريا: فإما أن تنفذ ضربة «صغيرة للغاية» ضد سوريا - بحسب تصريحات كيري - أو يكون هناك…