آراء
الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣
ليس مستبعداً أن يفتتح سيف القذافي كلامه اليوم بتلويح سبابة يمناه، كما لوحها ذات يوم مهدداً الليبيين، في وجوه القضاة ليطعن بشرعية المحكمة، وربما اعتبرها فرصة للشماتة بمن يحاكمه فيسخر من وضع ليبيا الراهن، زاعماً أنها لو لم تثر على حكم أبيه، لكان حالها أفضل مما هي عليه الآن. يعلم الجميع أن الحكم بين الناس بالعدل من متطلبات المجتمع الفاضل، والقاضي العادل يحرص على ضمان أقصى درجات العدالة، حتى لو كانت صورة المتهم في أذهان أغلب الناس مرتبطة بأقسى أشكال الظلم. كما هو معلوم، في بريطانيا، على سبيل المثال، ينصح القاضي هيئة المحلفين بتجنب مطالعة التغطية الصحافية المثيرة لأي قضية منظورة أمامهم، حتى لا تتأثر رؤيتهم لأي من أطرافها، ومن ثم قرارهم. بالتأكيد، ضمن ذلك السياق، جرى ضمان حقوق سيف القذافي وفق ما يمليه القانون. الاختبار الذي يمكن أن يواجه هيئة المحكمة، وربما مجمل الليبيين، هو مدى قدرة الصبر عندهم إزاء الواقف أمامهم في قفص الاتهام إذا راح يكيل التهم للكل، ومن ثم يستغل أوجه معاناة الليبيين الراهنة لأسباب عدة أبرزها التسيّب الأمني، والتراجع الاقتصادي، والفساد المالي، فيستحضر أباه من القبر المجهول ليتحدث بلسان ابنه، كي يسمع من يتابعون المحاكمة كلاما يذكّر بما كان الأب يلقي من دروس التوبيخ، وأحياناً التحقير، بحق شعب ظن واهماً، كما قال لمراسل «بي بي…
آراء
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣
لعل الكثير من القراء يعرفون أنني سبق لي أن عملت وأقمت في دبي في منتصف القرن الماضي، بعد أن عُينت مديراً للإذاعة المحلية في المنطقة، وكان قد ساورني الشعور بأن الوقت قد حان لقيام أحد ببذل جهد ضروري لتقديم مجلد يضم قصصاً أبدعها مؤلفون من المشيخات، التي تُشكّل اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد شعرت أنني باعتباري مديراً لمحطة الإذاعة المحلية، يتعين عليّ أن أحاول تجميع مجلد من هذه القصص وترجمتها بشكل مناسب إلى الإنجليزية، بما يظهر في نهاية المطاف أنه على هذه الأرض الطيبة يوجد مبدعون يتمتعون بموهبة يتعين أن تظهر ذاتها. ومن الغريب أنني بينما كنت أفكر في هذا الأمر المتعلق بتقديم مثل هذا المجلد، طرأ على ذهني فجأة ودونما جهد عنوان محتمل لمثل هذه المجموعة، وهو "في صحراء خصبة"، وحدثت نفسي بأننا جميعاً لدينا في أعماقنا المادة الخام التي يمكن أن تحول إلى ما يسمى بالثقافة. وفي بعض الأحيان تأخذ شكل ما يعرف بالثقافة، بينما فكرة الثقافة في ذاتها، على نحو ما، معروفة عند العرب وغير معروفة في بعض أجزاء العالم الأخرى. ومن المثير للاهتمام أنه في الثقافة على نحو ما تطورت في العالم الإسلامي، فإن فكرة كتابة قصة قصيرة عن أحداث لم تحدث في الحقيقة، لم ينظر إليها باعتبارها شيئاً يمكن تحويله إلى ثقافة. وكان التاريخ…
آراء
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣
قبل أن أنغمس في الحديث عن ( ميدالية فلسطين ) التي شُرّفتُ بها الجمعة الماضية، أود أن أعلن عن تشرفي بإهداء هذه الميدالية إلى: أطفال الانتفاضة الفلسطينية. بمنأى عن التواضع والتزهّد، الذي لا طاقة لنا بأكثره، فإن كل واحد منا يفرح أن يُحمد على ما عمل وأن يُقدّر لقاء ما صنع. كما يسعده أن تلتفت إليه دولة لتمنحه وسامها. لكن حين يكون التكريم من (فلسطين) فإنه يصبح ذا معنى آخر وذا طعم مختلف. لم يكن الجهد الذي بذلناه، زملائي وأنا، في العام ٢٠١١ م من أجل حشد الدعم للتصويت على منح فلسطين عضوية «يونسكو» جهداً هيّناً أو بسيطاً خصوصاً أنه كان ضد قوى عظمى ومتنفذة تسعى لإفشال التصويت، لكن بالمقابل أيضاً فإن ميدالية فلسطين ليست هينة! لن أستعيد أجواء تلك الأيام الشاقة، فقد كتبت عنها في حينها أكثر من مقالة، واستعدنا بعضها في صالون الرئيس محمود عباس، الجمعة الماضية. لكني، بعد شكر الرئيس أبي مازن والسفير إلياس صنبر وزملائه، لم أوفر ولن أدخر أية فرصة مواتية دون التلويح بيد الامتنان والشكر إلى شباب الانتفاضة الفلسطينية الذين كانوا أيضاً سبباً للخطوات التي تخطوها فلسطين للخروج من المنطقة المظلمة. هذا الإمتنان للانتفاضة لا يتعارض مع دعم الجهود الديبلوماسية لإحلال السلام (إن حلّ !؟) ، فاسرائيل التي تعلن بوداعة متناهية ترحيبها بمبادرات السلام…
آراء
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣
لماذا يتأخر العرب؟ سؤال أشغل المثقفين العرب على مدى عقود، عقدوا من أجله المؤتمرات، وكتبوا على شرفه الكتب والمقالات، وما زال العرب في مؤخرة الركب! حتى تفتق ذهن أحدهم فكتب: «المشكلة ليست في العرب، فنحن نعتنق أكمل الأديان، ونؤمن بأنبل الصفات كالشرف والكرم والنخوة، ونقدم العائلة على النفس، بينما ضيع العالم كل ذلك، لذلك على العالم أن يتغير من أجلنا لا العكس». ذكرني كلامه بقصة الرجل الذي كان مسافراً مع قافلة، وتعبوا تعباً شديداً في الطريق، وعند توقفهم للراحة في واحة خضراء، صمم أن يمكث هناك بدلاً من المسير معهم، قائلاً: «سأنتظركم هنا فحتماً ستعودون». لا هم عادوا ولا هو عاش بعد جفاف مياه الواحة. العالم اليوم هو تلك القافلة التي تحث المسير نحو الأمام، يتغير ويتكيف مع متطلبات العصر، فلا شيء له دوام مهما أثبت نجاحه عند من كان قبلنا، والعرب هم ذلك الرجل الذي صادف واحة خضراء في مسيره، فآثر الراحة والسكون اللذين أوردهما الفشل على المشقة التي ستورده النجاح! يصمم العرب على أننا بثباتنا على موروثنا الثقافي والأخلاقي نتميز على الأمم التي ضيعت ماضيها، وستضيع بذلك مستقبلها، لكن معطيات هذا الثبات تظهر العكس! سأعطي مثالاً بسيطاً، أنا فيه أول المذنبين، هو احترام الوقت. في العالم المتقدم هناك وقت محدد لكل شيء، مواعيد بالدقيقة وليست بالساعة، بينما العرب…
آراء
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣
انا من الذين يصدقون كل ما قاله الجيش الحر عن معلولا وبراءته من الاعتداء على اي شخص من سكانها واي موقع ديني فيها . وقد سبق لي أن شرحت في اكثر من مناسبة حقائق ما حدث فيها ، واكدت أن جيش وطيران السلطة هو الذي قصف مواقعها الدينية والأثرية ودمرها. لكن هذا لا يعفيني من قول بعض الملاحظات حول الإطار السياسي ، الداخلي والدولي ، الذي وقعت فيه احداثها . من المعروف ان الاسد كان يختنق بجريمة الكيماوي التي اراد بها قلب موازين القوى الداخلية لصالحه ، لكنها أدت إلى عكس ما اراده وأثارت عليه العالم ، بمن في ذلك بعض حكام طهران : شركاؤه في الحرب ضد سوريا ، وكذبة موسكو ، الذين يدافعون عنه ويديرون سياساته الخارجية وعلاقاته الدولية، بعد ان صار لافروف وزير خارجيته الحقيقي، وبوتين عرابه الرئاسي وحامي مافياته خارجيا وداخليا . في مأزق النظام ، الذي اضمر علامات على موته وادى إلى ردود افعال وحشود عسكرية لا قبل له بها ، كان من الضروري ان يفتعل حدثا خطيرا يعيد الصدقية لأكاذيب نشرها ، مارست تاثيرا جديا على الرأي العام العالمي ، وجعلته يقاوم ضربه ويرفض عملا عسكريا ضده، لو وقع لكانت فيه نهاية الاسد وعصاباته. والآن : اي موقع في سوريا يمكن ان يستثير المشاعر…
آراء
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣
فجأة، ودون مقدمات، أصبحت السعودية مرشحة لنيل إحدى جوائز الأوسكار، طبعا في بلد ليس فيه دور سينما ويتكبد قسم من الناس فيه مشقة السفر إلى دول الجوار من أجل دخول السينما يعتبر مجرد التفكير بالترشح للأوسكار إنجازا يفوق الخيال.. أليس كذلك؟، ولكن هذا ما فعلته بنت البلد المخرجة السينمائية هيفاء المنصور، حيث تم ترشيح فيلمها لأوسكار فيلم أجنبي، وقد صورت المنصور فيلمها بالكامل في الرياض، متجاوزة كل المصاعب والعراقيل التي يمكن أن تصاحب تصوير أي فيلم سينمائي في ديارنا، ومن هنا يتضح حجم الإنجاز السينمائي والثقافي. ولكن مع كل اعتزازنا وتقديرنا للجهود الرائعة التي بذلتها المخرجة وفريق العمل، إلا أننا نظن بأن المصلحة العامة تقتضي أن لا يفوز فيلم (وجدة) بالأوسكار!. أولا، إذا فاز فيلم سعودي بالأوسكار ونحن ليس لدينا حتى دور سينما، فستكون كبيرة بحق الجائزة وبحقنا أيضا، وسيفتح هذا الحدث المجال لنقاشات تجلب الصداع المجاني حول سبب عدم السماح بافتتاح دور سينما خاضعة لرقابة وزارة الثقافة والإعلام، في الوقت الذي يشاهد فيه الناس الأفلام السينمائية عبر الفضائيات والإنترنت دون رقابة!، باختصار، نحن لا نستطيع أن نحدد سببا مقنعا لحظر السينما سوى أننا لا نريدها وهذا بالنسبة لنا كافٍ جدا، ليست أكبر همومنا يا أخي.. لدينا مشاكل أكبر؟.. هل وقفت على السينما؟!. ثانيا، الفيلم يتحدث عن قصة طفلة سعودية…
آراء
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣
أكثر ما يصدم في هذه المرحلة العربية أن مفاهيم الإلغاء والإقصاء والإبادة انزلقت من اللاوعي إلى الوعي، ومن المظنون إلى المصرَّح به بصيغة وقحة أو بأخرى. وعدا ما يُسمع مباشرة أو تأتي به الفضائيات أو ما يُكتب، تزخر صفحات ما يسمى «التواصل الاجتماعي»، خصوصاً في البلدان المصطرعة، بـ«تغريدات» أقرب إلى زئير الوحوش المفترسة، و«بوستات» كأنها دعوة إلى إعدامات جماعية، حتى أصبح ذلك «الإعلام الجديد» الذي عزي إليه الفضل في انتفاضات التغيير، إعلام «التقاتل الاجتماعي». أصبحت التطبيقات العربية لهذا «التواصل - التقاتل» محط اهتمام الدارسين المنكبِّين على معاينة التصدعات بين فئات المجتمع، وقياس منسوب الحقد والكراهية، ورصد الانحدار المريع في لغة التخاطب، واستكناه المكتوم والمظنون في الذاكرات منذ عشرات ومئات السنين عن مظالم وانكسارات أو خرافات تاريخية، وبالتالي خروجه إلى العلن في ساحات الانتهاك العلني المتبادل للخصوصيات والمقدسات موثقاً بالصورة وبأصوات همجية القرن الحادي والعشرين. لكن المسألة ليست إعلاماً فحسب، إنها واقع معاش تجهر فيه فئات اجتماعية أنها لم تعد تستطيع التعايش مع فئات أخرى، وتتراشق باتهامات أهونها ارتكاب «أخطاء» في حق الآخر، وأفظعها عدم ممانعة زاول الآخر واختفائه بأي طريقة وأي ثمن. «اطردوهم، طاردوهم، اقتلوهم، اذبحوهم، دمروا بيوتهم...»، هكذا يعبر أبناء البلد (ولا نقول الوطن) الواحد عن تمنياتهم لمن يفترض أنهم الشركاء في العيش. بل إن فنانة سورية لم تتورع…
آراء
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣
هل تعرف حالة الهدوء الغريبة تلك؟! عندما تولج المفتاح في باب بيتك فتستشعر بأن حالة غريبة من الصمت تحيط بالمكان! هل حدث مكروه؟! تدخل إلى المنزل فترى أن أخواتك قد قمن بتنويم الصغار باكراً وإنهاء توضيب المنزل! كل شيء في مكانه وكل شيء جاهز! تماماً مثل ليلة العيد! تسألهن بمكر هل ستأتي من تخطبني؟ فينظرن لبعضهن نظرة (أحمق آخر لا يعرف الذي يجري) .. أمام التلفاز تكون (الفوالة) جاهزة وأقداح الشاي والقهوة مُهيأة.. الإجراءات الأمنية مشددة بقطع جرس الباب وكوابل التليفون، ووضع جميع الأجهزة على الوضع (هزاز) .. تعرف حينها أن الأمر لا يتعدى برنامجاً جماهيرياً آخر.. لاكتشاف مواهب أجيال الربيع العربي! حاولت مجرد محاولة على سبيل (الاستظراف) أن أقوم بتغيير قناة التلفاز مع بداية البرنامج الشهير.. ولولا رحمة الباري والزر السحري المسمى (recall) لكنت تقرأ عموداً آخر مكان هذا العمود، يثني فيه رئيس التحرير على مناقب الكاتب الراحل، وكيف أنه دفع حياته ثمناً لحرية الكلمة، وأن المسيرة تتواصل مهما حدث.. الهدوء لم يشمل منزلنا فقط بل تعداه للفريج والمدينة والجيل.. اضطررت مكسور الجناح (بالمعنى الحرفي لا المجازي) أن أشاهد قيء المواهب الحديثة.. ولن أعلق عليها فللجمهور حق التصويت طبعاً بما يشاء.. ولكن ما (يبعط) العين و(يحرق) القلب، هو تسخير تلك الإمكانات والدعايات الضخمة للبرنامج على كل قنوات تلك المجموعة…
آراء
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣
فلسف الأب المواجهة مع إسرائيل. ففبرك نظرية «للتوازن الاستراتيجي» مع إسرائيل. وأرسى لتنفيذها صناعة الأسلحة الكيماوية. فأجل حرب تحرير الجولان. فلا مقاومة. ولا ممانعة. ولا رصاصة، إلا عندما يكتمل الاكتفاء الذاتي: قنبلة كيماوية، في مقابل كل قنبلة نووية إسرائيلية. طوَّر الابن الصناعة الكيماوية. فكسب بشار سمعة وشهرة أكبر منتج للسلع السامة المحرمة. أرسى مبدأ «الموت بالجملة». برأ إسرائيل. واتهم 23 مليون سوري بالتآمر على النظام. فاختصر الأعمار بالموت الزؤام. صار أمام السوريين خياران أحلاهما مرّ: الموت البطيء بصواريخ بشار المدمرة للحياة والمدن. أو الموت السريع السهل بكيماوي النظام. سارين بشار «شغل الوطن». يجربه المواطن المحظوظ مرة. فلا يحتاج لتجربته بالمرة. سارين بشار دوخة في الرأس. «كركبة» في البطن. رغوة زَبَدٍ على الفم. شهيق. زفير. هوب.. هوب. ينتهي التمرين بشلل العضلات. وتشنج أعصاب الرئة. وغيبة عن الوعي. تمهد للموت «الرحيم» اختناقا. أغلق طبيب العيون المستشفى الذي لم يعد له لزوم. ووسَّع المقبرة. فتح صيدلية مجانية، لتوزيع غازات مخففة. غاز الموتار وغاز لاكريموجن. حرر بشار الاقتصاد. فموَّل السوريون موتهم بأنفسهم. من كل مائة ليرة يؤديها دافع الضرائب، تذهب سبعون ليرة لجيش النظام. ولطائفة النظام. ولرشوة حزب النظام. وعائلة النظام. وأولاد عمومة وخؤولة النظام. ولشبيحة النظام. ولأجهزة التعذيب. والتصفية. والاغتيال، في أقبية النظام. أفاق العالم على مجزرة الكيماوي. تطلع مذهولا إلى الشاشة. من…
أخبار
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣
نظمت جائزة خليفة التربوية يوم الاثنين التاسع عشر من رمضان أمسية رمضانية بعنوان:(نحو مبادرات أفضل لتوظيف تقنيات متطورة في التعليم)، تحدثت فيها قيادات تربوية وأساتذة مختصين في التربية والتعليم والإعلام وشرفني أن كنت متحدثا في تلك الليلة عن تجربتي في التعلم الذكي. وقد عرض المتحدثون في تلك الأمسية تجارب مؤسساتهم في نظام التعلم الذكي وما يمتاز به هذا النمط من التعليم وآثاره الإيجابية على الطلاب، وأشاروا إلى مايواجهونه من صعوبات قد تكون طبيعية في ظل مشروع جديد شأنه كشأن غيره من المشاريع. وقد ذكر بعضهم مقارنات بين التعليم التقليدي والتعليم الذكي ومانحتاجه في هذا العصر من مواكبة للثورة التقنية جعلت الطفل يتلاعب بالتقنية بين كلتا يديه. وكشفوا أيضا عن الخطوات المتقدمة التي وصلت لها بعض المؤسسات التعليمية في التعلم الذكي وكذلك ما وصلت إليه مدارس أبوظبي في جاهزية البنية التحتية وتطورها. هذا النوع من التعليم يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليه ومناقشة جميع ما يتعلق به، ذلك أنه صار من أنواع التعليم التي تتسابق الدول على تنفيذها وإقرارها في المدارس والجامعات، ولايخفى على القارئ أننا في أشد الحاجة إلى النهوض بالتعليم كحقل تنعكس بتطوره مختلف جوانب الحياة. وهنا في دولة الإمارات نلحظ أنّ وزارة التربية والتعليم تسير وفق خطوات متقدمة نحو تعميم هذا النمط التعليمي في مختلف المؤسسات التعليمية…
آراء
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
المنتمون إلى جماعة الإخوان ليسوا كلهم من نوعية محمد بديع، أو محمود عزت، أو محمد البلتاجي، أو.. أو.. إلى آخر القائمة التي تضم عقولا متحجرة، وأفكارا متشددة، وأشخاصا لا يرون في مصر إلا الجماعة وفقط.. والغريب أن المعتدل في هذه الجماعة الإخوانية إما أن يخرج منها، ولا يطيق البقاء فيها، وهو ما فعله رجال من أمثال كمال الهلباوي، أو محمد حبيب، أو ثروت الخرباوي، أو مختار نوح، وغيرهم طبعا، وإما أن يتحول عن اعتداله إلى تشدد مقيت، لدرجة أنه يزايد على المتشددين أنفسهم في تشددهم.. وليس أقرب إلى هذا المثال الأخير، من عصام العريان، الذي كنا نعرفه في ما قبل ثورة 25 يناير (كانون الثاني) رجلا معتدلا في أفكاره، مرنا في مواقفه، سمحا في التعامل مع الآخرين خارج «الإخوان»، فإذا به بعد وصول «الإخوان» إلى السلطة، وتحديدا طوال العام الذي قضاه مرسي في الحكم، شخص آخر تماما، وإذا به ملكي، كما يقال، أكثر من الملك ذاته، إلى الدرجة التي راح معها كثيرون يشفقون عليه، ويتساءلون في حسرة عما أصابه، فكشف فيه عن وجه لم نكن نراه، ولا كنا نتوقعه! وأغلب الظن أن هذا التحول قد أصاب العريان في اللحظة التي قررت فيها الجماعة حرمانه من رئاسة حزب «الحرية والعدالة» ذراعها السياسية، وهو موقع كان سيجعله خلفا لمرسي الذي كان أول…
آراء
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
رغم الإحباطات، يلوح في آخر النفق اليوم ضوء يؤذن بقرب نهاية نظام الأسد. فقد سرَّعت جريمة الألف والأربعمائة سوري الذين قتلوا خنقا بالغاز في ضواحي العاصمة دمشق في أفول النظام. وما مشروع تجريده من سلاحه الاستراتيجي عمليا إلا تجريده من الحكم تحت عنوان أوسع اسمه الحل السلمي. ومنذ أسبوعين تقريبا والحديث يتردد همسا عن حل سلمي يقضي بخروج بشار الأسد في نهاية العام الحالي، أي قبل موعد الانتخابات بخمسة أشهر. إقصاء الأسد يقال إنه صدر عن الروس بعد جريمة الكيماوي التي دفعت بالأميركيين لأول مرة نحو التهديد باستخدام العصا الغليظة، العقوبة التأديبية، وبسببها توجد اليوم جبهة دولية مستعدة للمشاركة في أي حل عسكري. سوريا تتعقد، وكما يقال «اشتدي أزمة تنفرجي». نحن أمام اشتباك يزداد تعقيدا، السياسي مع الدبلوماسي المتعدد الأطراف والأدوار، الروسي مع الأميركي من جهة، والرئيس الأميركي مع الكونغرس من جهة أخرى، وهناك إشكالات الرأي العام في أوروبا، وبريطانيا تحديدا، الرافض لأي عمل عسكري. وهناك أيضا الضغوط العربية. فقد ولدت جبهة عربية ثلاثية فاعلة، من السعودية والإمارات والأردن، نشط مسؤولوها في رحلات مكوكية من موسكو إلى باريس ولندن. ولا ننسى أن أوباما النائم استيقظ، ووعد لأول مرة منذ توليه الرئاسة، باستخدام القوة. ثم فاجأتنا روسيا بعرضها أن يتخلى الأسد عن مخزونه الكيماوي الضخم، الذي كان ينكر وجوده أصلا. هذه…