آراء
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
جدة تغرق في القمائم وهذه التقريرية ليست مبالغة بتاتا، إذ يستطيع أي مسؤول من الأمانة السير بقدميه في الأحياء الجنوبية أو المتوسطة أو الشمالية ليلحظ هذا. ولأن الواقع يكشف عن وضعه توالت تصاريح مسؤولي الأمانة بوعود قاطعة لإزالة هذا الوضع وأذكر أني كنت ضيفا مع الأستاذ داود الشريان في برنامجه الإذاعي (قبل أن يتحول إلى برنامج تلفزيوني) كنت ضيفا مع أحد المسؤولين بالأمانة الذي تم تعيينه خصيصا لغرض إزالة تكدس القمائم في هذه المدينة، ويومها قال ذلك المسؤول إن لم أقض على هذا التكدس خلال ستة أشهر فسوف استقيل وكنت متيقنا من عدم مقدرة الأمانة من إنجاز مشروعها فقلت لذلك المسؤول وإن لم تستطع فعل ذلك قال على الفور: سوف استقيل. واستمرت قمائم جدة ولا أعرف هل استقال ذلك المسؤول أم بقي في الأمانة مع بقاء القمائم. وبالأمس كشف وكيل أمانة جدة للخدمات عن توقيع تسعة عقود بقيمة مليار وثمانمائة مليون ريال لإزالة النفايات المتكدسة في أحياء جدة وكل الأماني أن لا تموت هذه الوعود بين القمائم المتكدسة والتي استطاعت هزيمة كل وعود الأمانة. وها نحن ننتظر الوعد الجديد الذي أعلنت عنه أمانة جدة. والمفرح أن جدة الآن تخضع لعملية جراحية عميقة في كل بناها التحتية ونلمح نقلة نوعية في شوارعها وجسورها وتمديدات الصرف الصحي والسيول وولادة مشاريع جديدة قد…
آراء
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
لكل حدث مخاتلته وغموضه، وإذا أخذنا أنموذج الهياج العربي الأخير ضمن الفرح والاغتباط بالمفاهيم التي تحولت إلى شعارات مثل الحرية والديمقراطية، فسنعثر على تهشم في أدوات القراءة التي يمارسونها باتجاه الحدث؛ إذ سرعان ما انضوت أسماء علمانية وليبرالية لتأييد الحدث المفاجئ والغامض والمباغت بذريعة التجرد والانتباه إلى أن الحرية ملك الجميع. لم يكن هذا التأييد بدعة عربية؛ بل تقع أحيانا لدى أسماء لها قيمتها كما حدث مع الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو الذي أيد الثورة الإيرانية، وحين تجلى له الوضع اعتزل الناس في شقته لفترة خجلا من الشامتين بموقفه؛ إذ كيف يؤيد حدثا أصوليا؟! كذلك الحال في المنطقة العربية؛ إذ كتب بعض المفكرين بعد الحدث مباشرة لتشخيص الحالة وتشجيعها، ومن هؤلاء المفكر اللبناني علي حرب في كتابه «ثورات القوة الناعمة في العالم العربي.. نحو تفكيك الديكتاتوريات والأصوليات» وذلك في عام 2011، وغاب عن ذهن حرب أن الأصوليات في زمن التركيب بتلك الفترة، لا في زمن التفكيك. تصح هذه المواقف المباغتة على أدونيس وموقفه من الحدث العربي؛ إذ كان مشجعا له في تونس، ومعارضا له بعد في القاهرة، ومن هنا كان انتباهه الأولي؛ إذ تحدث إلى قناة «العربية» رافضا تشجيع أي ثورة تلبس لبوس الدين وأنه سيقف ضد أي ثورة تخرج من الجامع، متسائلا عن رموز الثورات من العلمانيين؛ لماذا لا يفتتحون…
آراء
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
تغيرت الأجواء بالولايات المتحدة تماماً. فقد استدعى الرئيس الأميركي زعماء الكونجرس من إجازاتهم، وخاضوا أمام الإعلام وفي أجواء مفتوحة نقاشات هائلة يومي الثلاثاء والأربعاء. وستظل النقاشات دائرة حتى يوم 9/9 عندما ينعقد الكونجرس للتصويت. وما كان الموضوع الحزبيات ومن هو «ديمقراطي»، ومن هو «جمهوري»، بل صار التفوق الأخلاقي الأميركي، والمسؤولية الأميركية عن أمن العالم وسلامه وتوازناته. وقد بدا «الجمهوريون» متحمسين أكثر من «الديمقراطيين» للتدخل العسكري في سوريا، وطالبوا بأن تكون الضربة أكبر وأوسع. سافر الرئيس الأميركي إلى السويد، ليمضي بعدها إلى سان بطرسبيرج لاجتماع قمة العشرين، وليلتقي الرئيس الروسي بوتين. وقد يكون بين عوامل الحماس وشبه الإجماع أنّ الأميركيين أرادوا أن يذهب رئيسهم لاجتماع العشرين، وللقاء الروسي، ووراءه دعم كبير، يستطيع به أن يحقّق إنجازاً ملائماً من أجل هيبة أميركا، ودورها في العالم، سواء حصلت الضربة أم لم تحصل. لقد تغيّر الموضوع بالفعل، وما عاد الأسد ظاهراً ولا حتى الإيرانيين، والإسرائيليون هم الموضوع، بل صار الموضوع ماذا جرى لهيبة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، سواء في سوريا وأزمتها، أم في فلسطين، أم في النووي الإيراني. أتى أوباما إلى موضوع الضربة العسكرية للنظام السوري من المدخل الأخلاقي، ويبدو أنه يعرف الشعب الأميركي أكثر بكثير مما يعرفه الصحفيون والإعلاميون الأوروبيون وبعض الأميركيين. هؤلاء الإعلاميون عادوا للحديث الذي لم يتوقف عن تردد أوباما،…
آراء
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
الأخبار التي شغلت الرأي العام اليمني خلال الأيام الماضية تقول إن مراحل التفاوض بين الموقّعين على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قد وصلت إلى شبه اتفاق قد يصبح اليمن بموجبه دولة اتحادية بنظام رئاسي.. وقد جرى كل ذلك في الخفاء وتحت سقف سباق محموم ضد عقارب الساعة، للتوصل إلى مخرج للمأزق الذي أقحمها في دهاليزه بعض الساسة، بمحاولاتهم البهلوانية لاستخراج مكاسب تعود في أغلبها - للأسف الشديد - للأحزاب التي ينتمون إليها، وتناسوا المخاطر التي ستنتج عن هذه الأنانية المفرطة والممزوجة بابتزاز، صار يشار إليه بالبنان، من الذين صارت التقلبات في مواقفهم محل تندر وسخرية واستهتار من العامة.. كما أن الأحزاب، التي كان أحد أهم مطالبها من الحكم السابق إقامة نظام برلماني تفاديا لتكرار تركيز السلطات في يد رئيس الدولة، تنازلت عن هذا المطلب وصارت من المدافعين عن النظام الرئاسي مشيدين بحسناته ومزاياه، وفي ذلك دليل على تقلب المواقف بحسب الرغبات الذاتية وبلا قدرة ولا رغبة في الدفاع عنها وهو ما جعلهم يحتمون بالسرية والتكتم خوفا من التعرض للنقد. الكثير من الذين شاركوا في «المفاوضات» الجارية خارج أسوار الموفينبيك تبرأوا من التسريبات التي تملأ الصحافة اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعطي مؤشرا - وإن كان غير دقيق - عن رأي المتابعين للتطورات الحاصلة، فقد تشكل شبه إجماع حول الخلل البنيوي المرتبط…
آراء
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
يحكي أحد الزملاء أنه إبان الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت مُدرسة الصف الذي يتعلم فيه ابنه في بدايات المرحلة الابتدائية بتوزيع الطلاب إلى فريقين يمثلان الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وطلبت من كل فريق انتخاب مرشح عنهم، وأجرت بينهما مناظرة انتهت بأن قام الطلاب بالتصويت لأحدهما. في البلدان المتقدمة يتعلم الأفراد منذ الصغر مختلف أشكال المشاركة والتفاعل مع الشأن العام وآليات اتخاذ القرار، وإبداء آرائهم حول مختلف القضايا العامة. وبالإضافة عما ينتجه هذا التفاعل من حراك اجتماعي وسياسي ومشاركة عامة، فإن هذه الممارسة تقود للاحتكام إلى الحلول السياسية والتسويات حول مختلف أشكال الصراعات والتنافس بين مختلف القوى الاجتماعية. من هنا، فإنك لا تجد في مثل هذه الدول أي شكل من أشكال الاحتراب المباشر بين الأطراف المتصارعة مهما تباينت وجهات النظر بينها، وتعددت خلفياتها الأيديولوجية والسياسية، بل إنهم يحتكمون دوماً إلى التسويات السياسية كمخرج لمثل هذه الصراعات. أما في بلداننا العربية، فإنها تعيش حرمانا على الصعيد السياسي في مختلف المجالات، بل إنه يُنظر إلى المهتمين في المجال السياسي وشؤونه بأنهم يتدخلون في قضايا هي من اختصاص الحكومات فقط. كما أن الفضاء العام لا يهيئ أي مجال مناسب للحوار السياسي بين مختلف القوى الاجتماعية لبلورة وجهات نظرها، وفتح المجال أمام تسويات معينة تخدم الجميع، ولا بين هذه القوى والحكومات القائمة…
آراء
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
عاش المسيحيون في العالم العربي وبأعداد كبيرة وصغيرة، قروناً مديدة بسلام ووئام، دون أن يطالهم التضييق والتهديد بالقتل والتهجير الجماعي، كالذي يحاصرهم اليوم في دول عربية عديدة، ومنها العراق وسوريا ومصر ولبنان، حيث ترك الآلاف منهم هذه البلاد وهاجروا منها إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويأتي التعصب الديني والتمييز الطائفي، في مقدمة أشكال التضييق والتهديد، والذي يصل في أكثر من دولة ومن مناسبة، إلى حرق الكنائس ونهب المحال وقتل الأشخاص واختطاف رجال الدين. ولكن إنْ كان بعض المسلمين كثيراً ما يفعلون مثل هذا، وما هو أفظع بمسلمين مثلهم، لاختلاف سياسي أو مذهبي، ويفتي فيه بعض شيوخ الإرهاب أن من يقتل فرداً أو فريقاً من المغضوب عليهم، ينال الأجر العظيم، ويظفر بالشهادة والنعيم، فكيف ينجو المسيحي وبقية «أهل الكتاب»؟ فها هو العراق مثلاً، منذ أن خرج من كابوس صدام، يقترب من «سنة عاشرة تفجير»، حيث دارت عجلة التفخيخ والقتل يومياً منذ عام 2003، والتي اعتبرها بعض العرب وكثير من الإعلاميين من صور «المقاومة الوطنية الشريفة» ضد الاحتلال الأميركي، والتي حصدت من أرواح المسلمين العراقيين. وها هم كذلك أتباع جماعات الإرهاب ومن يواليهم في سيناء بمصر مثلاً، يقتلون الناس ويفجرون المركبات، ويُنزلون الجنود من الحافلات ويقتلونهم على الرصيف بدم بارد ودون رحمة، فيما يقول لهم فقهاء إبليس الذين يجيزون لهم هذه الفظائع إن…
آراء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
بالتأكيد، الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، فهي إن وجهت ضربة عسكرية لسوريا، فإنها ستفعل ذلك دفاعا عن مصالحها أولا، ثم ترسيخا لسطوتها على العالم بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل الذي ترى في استخدامه من قبل أي دولة في العالم أمرا يهدد السلم العالمي، بالنسبة للإنسان لم يعد مهما التأكد من موقف النظام السوري.. المهم هو أن يتأكد من صحة موقفه كإنسان يهمه أن تبقى للإنسانية حدودها الدنيا في هذا العالم العربي المتوحش!. *** إذا لم يتخذ الإنسان موقفا صريحا ضد استخدام أسلحة الدمار الشامل، فهذه الأسلحة غير التقليدية تهلك الأبرياء قبل الخصوم، ويدفع ثمنها عدد مرعب من المدنيين الذين لا شأن لهم بأطراف الصراع، فهو بالضرورة إنسان (كيماوي) وقلبه معبأ بغاز السارين. *** لا يوجد دواء للإنسان (الكيماوي).. يوجد مسكن سخيف لوخزات ما تبقى من ضميره، وهو أن يدعي بأن المعارضة السورية المسلحة هي التي استخدمت الأسلحة الكيميائية وليس بشار!.. هذه كذبة لطيفة يمكن أن يرد بها على الخصوم، ولكنه حين يخلو مع نفسه يدرك أن مثل هذه الأسلحة لا توجد إلا لدى جيوش محدودة في العالم، وأنه لا أحد في سوريا يمكن أن يفعل ذلك سوى بشار، ولا بد من معاقبته على هذا الفعل الشنيع، ولكنه يكابر حتى يمتلئ قلبه بالغازات السامة وتتبخر إنسانيته دون أن يشعر! *** من…
آراء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
ببرود شديد وهدوء عجيب وبساطة متناهية، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاروخا موجها لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحمل رأسا ناسفا لمصداقية ما قاله أمام لجنة مجلس الشيوخ لتبرير الحصول على موافقة لشن ضربة عسكرية يريد الرئيس أوباما توجيهها للنظام السوري بسبب استخدامه سلاحا كيماويا ضد المواطنين الأبرياء. لم يتردد بوتين ولم يحرجه وجود أوباما من القول عن كيري: (إنه يكذب، ويعرف أنه يكذب. إنه لأمر محزن). وعلى خلفية هذا الهجوم الصاعق انبرت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان متحدثتها جين ساكي لتقول إن الوزير كيري لم يذق طعم النوم بعد سماعه تصريح بوتين، وأن أشياء كثيرة صوبت تجاهه غير تهمة بوتين، لكن تأريخه كواحد من قدامى المحاربين شفيع بتوضيح حقيقته. والحقيقة يصعب علينا أن يصاب السيد كيري بالأرق في هذه الظروف الدقيقة؛ لأن الأرق أحد أهم أسباب عدم التركيز في اتخاذ القرارات، وإذا حدث ذلك لوزير الدولة التي تصر على إدارة العالم، فإن هذا العالم سيصبح أكثر خرابا مما هو عليه. تصوروا عندما يكون كيري سهرانا وجريحا محزونا بسبب هذه التهمة التي وصمه بها بوتين، وأراد أن ينتقم لنفسه بتمرير فكرة ما من شأنها تدمير كل شيء، وغلبت الكبرياء الأمريكية على منطق الحسابات والمماحكات التمثيلية بين الصقور والحمائم، وتناسوا كل ذلك ثأرا للمصداقية الأمريكية التي مرغها بوتين في الوحل، ثم…
آراء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
هل فعلاً يعيش العرب «فوضى خلاّقة»؟. وهل فعلاً هنالك أيادٍ خفية تلعب في مصائر الشعوب والحكام معاً في الوطن العربي؟. إن الأحداث القريبة منا تدل على ذلك؟. وتُدخلنا مدارات الدهشة!. مَن نُصدّق ومَن نُكذب؟ وهل القرار السياسي والعسكري فعلاً لم يعد في أيدي العرب ولو كانوا من أقوى الأقوياء في اللعبة السياسية؟. وهل ثورات « الربيع العربي» ما هي إلا « حُلم يقظة» استفاق منه العرب على حقيقة أن « الطغاة» السابقين (أهوَنَ الشرّين) كما نقول؟. وأن البلاد العربية التي «ضربتها» تلك الثورات عادت إلى الوراء ثلاثين أو ستين عاماً، كي تدخل متوالية جديدة، اعتقدت تلك البلاد أنها تخلصت منها؟. ويُصر بعض المفكرين العرب على وجود «فوضى خلاّقة» في العالم العربي عمادها الأيديولوجية وأطرافٌ خارجية – تماماً كما كانت « نظرية المؤامرة» التي أصابت العالم العربي في الثمانينات!، وأن الغرب والولايات المتحدة لا يعنيهما فرضُ الديموقراطية في هذا الجزء من العالم، بقدر ما يهمهما «تفكيك» المُفكك وتشتيت المُشَتت وخلق بؤر صراع داخلية لصالح الصهيونية!. وقد سقطت «عروشٌ» وقامت « عروش»، وانفضّت « تحالفات» وقامت « تحالفات» حتى بين الدول التي كنا نعتقد أنها «متضامنة»! الأمر الذي يزيد من دهشة المواطن العربي وحيرته. كما توجس البعض من « قدرة « الولايات المتحدة على خلق « شياطين» في العالم العربي يقضّون مضاجعَ…
آراء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
(ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر) أبي القاسم الشابي نقف على بابه. نخاف أن نفتح. نخشى أن نتقدم، لا نعرف ماذا ينتظرنا في الضفة الأخرى من حياتنا. بعضهم قد فتح الباب وانطلق وآخرون ما زالوا ينتظرون. إنه المجهول ما لا نعرفه عنه أكثر من ما نعرفه، إنها الرهبة من أشياء لا نعرفها، الخوف من غد و مما يحمله لنا الغد. لا نعرف ماذا ينتظرنا. الخطوة الثانية محسوبة، نلتفت ذات اليمين و ذات اليسار قبل أن نخطوها، نخشى أن نقع و لا ينتشلنا أحد، تقلقنا الوحدة و الغربة و المغامرة، و أن ينتهي بنا الطريق إلى لا مكان. في جعبتنا الكثير من الأحلام، أغلبها على قائمة الانتظار، و كم طالت انتظاراتنا!. هناك شيء يمسكنا و يحد من انطلاقتنا، لا نجد له تفسيراً مقنعاً، يطيل من جلوسنا. ننتظر التغيير أن يغيرنا و لا نبادر إلى أن نغير من أنفسنا. يقول ديباك شوبرا: ليس عليك أن تحمل أي أفكار، ماذا سيحدث هذا اليوم أو هذا الأسبوع؟ آمن بحكمة المجهول، إيمانك به يعني إنك على الطريق الصحيح!. لا بد أن تحدد مصيرك بنفسك و أن تواجه مخاوفك و تصارع التردد بداخلك. الحياة بحر عميق و طريقك طويل، لن يفيدك أبداً أن تقف على الشواطئ تنتظر و تناظر الأمواج. لذة العيش أن…
آراء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
تمضي الأمور في ما يبدو لمصلحة توجيه ضربة أميركية ضد نظام بشار الأسد، ولكن لا شيء مضموناً حتى تراه في هذا الزمن الصعب، فالغرب يمر بحالة «إدراك ديموقراطي» كبير، فما من زعيم هناك يريد أن يقدم منفرداً على عمل عسكري في ذلك الشرق الأوسط الذي لا تنتهي صراعاته من دون أن يشرك معه البرلمان أو الكونغرس، ربما هي حالة «ما بعد الحداثة» في التطور الديموقراطي الغربي، وقد يصنف فيها باحثون أمثال الكاتب الشهير فرانسيس فوكوياما كتاباً، ولكن بينما يحصل ذلك ويعيش الغرب لحظاته الديموقراطية فإن مزيداً من السوريين يموتون كل يوم. بقدر ما هي لحظة تاريخية للغرب يتخلى فيها عن آخر طبائعه الاستعمارية العتيقة، وشعوره بمسؤولية «الرجل الأبيض» حيال «السكان المحليين»، فإنها لحظة تاريخية لنا نحن العرب، نحصل فيها على كامل استقلالنا الذي ناضلنا من أجله وهتفنا مطالبين بـ«الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، فنتحمل أوزارنا وحدنا، ومسؤولياتنا الكاملة عن حل مشكلاتنا وصراعاتنا وحدنا، ربما ليس بعدُ تماماً، ولكننا في طريقنا إلى ذلك بعد 100 عام وأكثر من علاقة متداخلة مع الغرب، شكّلنا خلالها وبالشراكة معهم دولنا وحدودنا وأنظمة حكمنا ونخبنا السياسية، والآن نقف في هذا المنعطف التاريخي - عبارة تراثية عربية قديمة، ولكنها لم تكن صادقة مثل اليوم - نرى إعادة ولادة شرق أوسط جديد، فنشعر بالارتباك والحيرة، ننظر إلى…
آراء
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣
تلقيت الكثير من التعليقات على مقال الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان «كيف تتعامل مع حرامي الأفكار؟» فشعرت، من خلال الردود، بأن الكثير من القراء يدركون أن نسبة عالية من الناس تنطبق عليهم صفة «حرامي الأفكار»، بل إن بعضهم «انقرص»، كما نقول في اللهجة الدارجة من «س» من الناس، ولكن المؤلم حقاً أن السارق هو من يُحتفى به في الحفلات التكريمية، ويحصل على المكافآت وشهادات التكريم والتحفيز، إضافة إلى صورة شخصية مع المسؤول الأول، بينما صاحب الفكرة الأصلية (المبدع) يرجع من الاحتفال حاملاً على كتفيه حسرة وندامة، وفي يديه خُفَّا حنين. ولكن الأشد ألماً ومرارة أن يتكرر هذا الوضع ويزداد، فيتراكم الإحساس به من جهة، ومن جهة أخرى نكون قد لامسنا حد البلادة وعدم الاكتراث، فتتكرر الحالة وتدور مراراً وتكراراً وكأن الأمر طبيعي لا اعوجاج فيه. كثير من المؤسسات تنبهت لهذه المعضلة غير الأخلاقية، ودعوني، من فضلكم، أتحدث قليلاً وباختصار شديد عن مؤسستي (شرطة دبي)، فقد أولت شرطة دبي الأفكار أهمية قصوى، لأنها تعلم علم اليقين أنها وسيلة ارتقاء وتطوير، لذا نجد في الإدارة العامة للجودة الشاملة مركزاً متخصصاً في الأفكار والإبداع تقوده الأستاذة إلهام أهلي الحائزة على جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، وفي هذا المركز تنظيم وإنصاف، ومع ذلك فلا أقول إنها وصلت إلى حد الكمال، بل هي تحاول وتعمل…