آراء

آراء

كائنات هلامية!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

(١) هل أنت كائن ديمقراطي؟! نعم، السؤال مُوجّه لك أنت يا مَن تقف عند علامة التعجب تلك! هل وُلدت ديمقراطيًّا، أم أنك وجدت المفردة "الديمقراطية" على قارعة الطريق، أو في إحدى الكتب وأعجبتك، أو صحوت من النوم -فجأة- ووجدت نفسك كائنًا ديمقراطيًّا، أم أنك تشكّلت معرفيًّا وتراكم لديك الوعي حتى أصبحت هذا الكائن الديمقراطي؟! الديمقراطية -هذه المفردة الساحرة والجذابة- ما الذي تعنيه لك: الأخذ، أو العطاء؟ أو الاثنين معًا؟ أن (تأخذ) حقوقك تعني: أن (تعطي) الناس حقوقهم.. هل هذا ما تفعله؟ أن يكون لصوتك قيمة يعني: أن يكون لبقية الأصوات (حتى التي لا تحب سماعها) قيمة.. هل هذا ما يحدث معك؟ (٢) هل الديمقراطية تهبط من السماء.. فجأة؟! لا.. إنها تنمو على الأرض. هل لديك -كفرد- الأرض الصالحة للحرث والزرع والسقاية؟ هل ستقبل الزهرة التي ستنمو أيًّا كان شكلها ولونها ورائحتها.. أم أن هنالك زهرة وحيدة وفريدة -تعجبك وحدك- تظن أن شجرة الديمقراطية ستنبتها لك حسب مواصفاتك وذوقك العام؟! (٣) أنا، وأنت، والكثير غيرنا، نعشق "الديمقراطية" هذه الكلمة الساحرة، ونظن أنها ستحل الكثير من المشكلات، لأننا -وببساطة- نرى المنجز منها لدى مجتمعات سبقتنا إليها. الديمقراطية: نتيجة.. وليست سببًا. صنعها تراكم معرفي، ووعي، وإنتاج، وفنون، وثقافة تحترم الإنسان أيًّا كان لونه ومعتقده وأفكاره المختلفة. فهل -أنت- بهذا الشكل؟ تحترم المختلف، وأفكار…

آراء

خصخصة «الربيع»

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

في خطابه الأخير عن سوريا وطلبه التفويض من الكونغرس الأميركي لتدخل عسكري هناك، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في إحدى الفقرات إلى أن آمال «الربيع العربي»، في إشارة إلى التغييرات التي شهدتها عدة جمهوريات عربية في 2011، أخرجت قوى تغيير ستأخذ سنوات طويلة لكي تستقر. وهو تسليم ضمني بما أصبح كثيرون يسلمون به، وهو أن الاستقرار ليس وشيكا، وقد يأخذ سنوات أو حتى عقودا؛ فالتغييرات التي حدثت أخرجت قوى متصارعة ستحتاج إلى وقت لكي تستطيع أن تصل إلى صيغة مشتركة لبناء مجتمعات جديدة مستقرة، وقادرة على الازدهار وتلبية حاجات مواطنيها. وحتى طلب التفويض أو الطرح المقترح للتدخل العسكري من جانب تحالف دولي تحاول واشنطن بصعوبة بناءه لتوجيه ضربات محدودة ردا على استخدام السلاح الكيماوي، هو عملية إدارة للصراع، أو احتواء له أكثر منها تفكيرا في اليوم التالي، أي في خطة تغيير للنظام أو ترجيح كفة على أخرى من أجل بناء شيء جديد على أنقاض شيء يدرك الجميع أن وفاته مسألة وقت، ولا أحد لديه خطة واضحة حول مستقبل سوريا، بينما تحولت الانتفاضة هناك من سلمية إلى مسلحة ثم أصبحت حربا أهلية بأبعاد طائفية في شيء لا علاقة له بأي ربيع. القوى المتصارعة هي السبب في كل هذه الفوضى ومشاهد عدم الاستقرار والظواهر الفريدة والنادرة التي أصبحت في بعض الأحيان عجيبة…

آراء

«اللص الظريف»!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

أبتسم وأنا أقرأ الخبر المنشور عن قيام السلطات المختصة في إحدى الدول الخليجية الشقيقة، بإيقاف أحد الأشخاص وتحويله إلى النيابة بتهمة تزوير صك لأرض تجارية بقيمة ملياري درهم! أتساءل: يا ترى هل النصاب (الرجل المقبوض عليه) يؤمن تماماً بالمثل السيئ الذي يقول: «إذا سرقت فاسرق جمل، وإذا عشقت فاعشق قمر». يقول صديقي الذي أخبرني بالمثل، إنه مثل شائع في إحدى دول الربيع العربي، لكنه لم يوضح لي في أي فترة تم تأليف المثل، وفي أي فترة تم تطبيقه، وفي أي فترة يتوقع أن تتم الاستفادة منه؟ أبتسم وأنا أقرأ الخبر وأتذكر تلك القضية التي كتبت عنها صحفنا المحلية قبل عامين تقريباً، عندما نظرت نيابة دبي قضية تزوير «بطاقة مواقف سيارات»، وحين تذهب إلى تفاصيل الخبر تجد أن المزور (بكسر الواو) لم يقم بتزوير بطاقة مواقف سنوية، أو بطاقة مواقف لدخول برج العرب، بل زوّر بطاقة «قوم بودرهمين»، التي توضع على زجاج السيارة، تحول بسببها إلى الجهات المختصة. «مليارين وريالين»، لو كنت قاضياً لطلبت من اللص في القضية الثانية أن يكرر هذه الجملة أربع مرات بسرعة، وإذا نجح فسأفرج عنه، وأعطيه من جيبي الخاص بطاقة مواقف صالحة للاستخدام لمدة عام قمري كامل! هناك قصة ترويها كتب الصالحين عن رجل ذهب لشراء صاع من التمر (ربما كان يريد أن يدفع به الزكاة)،…

آراء

الإمارات ومصر.. علاقات راسخة

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

لم تكن العلاقة يوما بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية علاقات عادية، بل تطورت عبر السنوات منذ حياة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان يؤمن رحمه الله بأهمية التعاون والتكامل والتعاضد بين العرب، وترسخ هذا التوجه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام. أمس الأول بدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارة رسمية لمصر التقى فيها الرئيس المصري وكبار المسؤولين، بعد ثورة 30 يونيو التي أكدت فيها الإمارات وقوفها مع إرادة الشعب المصري الشقيق، وأكدت نبذها لكل أنواع العنف والتطرف التي لم تجر وبالها على مصر وحدها، بل هددت أمن العالم العربي وأشاعت الفوضى في بعضه. زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر الشقيقة، سبقتها خطوات داعمة قدمت فيها الإمارات أروع وأقوى معاني الدعم الذي تحتاجه دولة شقيقة حين تمر بأزمة، وهو ما يمكن اعتباره مثالا للأخوة العربية، وفي وقت يستلزم فيه رد الجميل من أبناء الإمارات الذين لم ينكروا يوما فضل المصريين عليهم في التعليم والصحة ومجالات عديدة أخرى. وتضامن الإمارات مع مصر سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، يؤكد حرص الإمارات ودعمها لأمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، التي ترى أن…

آراء

معاقبة الضرب بالكيماوي أم مكافأته؟

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

مع أميركا أو مع سوريا، مع أوباما أم مع الأسد، مع الضربة العسكرية أم ضدها؟ أسئلة من هذا القبيل تتوالى هذه الأيام، وتذكرنا بتجارب سابقة، قاسية بتطرفها وبالانقسامات التي تزرعها. ما الحاجة إلى أميركا أو سواها إذا لم تكن أوضاعنا ذاتها هي التي تستدعي هذا وذاك إلى التدخل. في عام 1990 كان رفض التدخل يعادل الموافقة على أن يبتلع صدام الكويت، وفي عام 2011 كان يعني تفويض القذافي سحق الشعب الليبي. ومنذ عام 2011 أيضاً كان يجيز لبشار أن يقتل بما يناسب مزاجه حتى وصل إلى مرحلة إبادة الشعب بالغازات السامة. هذا هو الخيار إذاً بين مصيرين أفضلهما سيئ، لكن الآخر أكثر سوءاً ليس هناك عقل سليم يستسيغ التدخل الخارجي لتحديد مصائر الشعوب والبلدان والأنظمة. أما العقل الذي يتقبل أن يضرب نظام شعبه بالسلاح الكيماوي ولا يقر بضرورة ردعه ومعاقبته، فهل يمكن أن يكون عقلاً سليماً. لا شك أن مرحلة الحراك العربي لا تنفك تكشف لنا بعضاً من الكثير، الذي كان مدفوناً في أعماقنا حتى بتنا محكومين بتطرفين لا وسط بينهما، فكل شعب صار شعبين، ولكي يبقى الشعب واحداً يجب أن يزول الآخر، هذه خلاصة نصف قرن ونيف من الأنظمة والسياسات التي ولدت خطأ واستمرت خطأ وانتهت خطأ، فإذا بالشعوب تتخبط بالأخطاء من بعدها. أخيراً لاح التدخل الخارجي الذي طلبه…

آراء

حتى لا يكون “الخديج العربي”!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

نسبة مساحة إسرائيل المعترف بها دوليا وسكانها الثمانية ملايين تقريبا، شيء لا يُذكر أمام مساحة الدول العربية التي تُحيط بها في منطقة الشرق الأوسط، ولعدم وجود تعايش شعبي سياسي معها بسبب القضية الفلسطينية، وخوفها على "ديموقرادينيتها"، حيث عنصريتها للعرق الإسرائيلي واليهودية كدين وقهرها الاجتماعي للأقليات، فإن ذلك يُشكل لها تهديدا رغم امتلاكها لأقوى الأسلحة مع الحماية الدولية، ولا ننسى طموحها بإنشاء دولتها الصهيونية من الفرات إلى النيل وبعدها الهيمنة على العالم، لذا ليس هناك من أمن كامل يتحقق ولا طموح، وهي بين دول مستقرة أكبر منها، هنا نفهم لماذا فكر "برنارد لويس" البروفسور البريطاني الأميركي اليهودي وأحد المتحيزين لإسرائيل سياسيا بـ"الشرق الأوسط الجديد" وقدمه للإدارة الأميركية، والذي أقره شيوخها بالكونجرس ليكون ضمن استراتيجيات السياسة المستقبلية، بإعادة تقسيم ما تم تقسيمه استعماريا بعد الدولة العثمانية! وليس من شيء يحقق تفتيت "الكل" إلى "بعض" إلا الصراعات الداخلية، هذا ما خطط له حكماء صهيون في بروتكولاتهم وفيها صناعة الاضطرابات الداخلية والفوضى وانتشار الجرائم والفقر والجهل والحروب الأهلية، لأنها وسائل تساعد على إنهاك الدول وتسهيل السيطرة عليها، متخذين شعار الحرية السياسية طعما، فهي مجرد فكرة لا تقبل التطبيق في واقع متعدد يقصي بعضه بعضا، وفي ظلّ ذلك يعمل الحكم اليهودي على تقويته واستقراره، طبعا في إسرائيل. من هنا لا نتعجب حين نلقي نظرة سريعة…

آراء

«بص حضرتك؟!»

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

«العقل السليم في الجسم السليم»، «الرياضة هي الحياة»، «صحتك أولاً»، «امشِ.. قبل أن يمشون خلفك»، العبارات التي تحث على ممارسة الرياضة والاهتمام بالجسد أصبحت تملأ الدنيا، تراها في كل الإعلانات وتسمعها في كل الإذاعات وتقرؤها حتى على ظهر «باكيت الجكاير»! عشرات إن لم يكن مئات الحملات التوعوية في الجهات الناشطة اجتماعياً وعبر القنوات الفضائية سواء الرياضية أو العامة التي لديها برامج رياضية يتصل بها الجمهور، وتبدأ بعبارة الخبير الرياضي الشهيرة «بص حضرتك»! ولكن هب أنك قررت فعلاً أن تغير حياتك وتبدأ ممارسة الرياضة، هل قررت أن تبدأ بالانتماء إلى نادٍ رياضي/ صحي؟ ستصطدم بموضة أن جميع الأندية الجيدة قد أصبحت بطريقة ما تقع في المراكز التجارية، أي أن عليك أن «تكشخ» قبل وبعد التمرين، وتبحث عن موقف في المول وتقضي من 3-4 ساعات في أمور ثانوية، لكي تقوم بنصف ساعة تمرين، تريد ممارسة السباحة؟! جميل، ولكنك تعلم جيداً بأن المسابح التي تقع ضمن إطار الأندية الشهيرة ملأى بالـ«...»، ولا يمكنك إطلاقاً المخاطرة بالنزول إليها أمامهم «نصف ممتلئ»، البديل المسابح الموجودة في الفنادق، ولكنك أيضاً تملك بقايا تقوى وتضرك المناظر الصادمة هناك، وإجراءات الدخول للمسبح ما لم تكن مشتركاً أعقد من إجراءات استئجار غرفة. تريد ركوب الدراجة؟ جميل جداً ولكن الخيار لك، إذا قدتها في الشارع فستخالفك الشرطة، وإذا قدتها في…

آراء

أوباما لبشار: ويحلها الحلال

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

لكي يثبت الديموقراطيون للشعوب المتخلفة والأنظمة المستبدة أنهم يحتكمون في النهاية إلى رأي الشعب، ها هو الرئيس أوباما يعلن أنه يملك القرار لتنفيذ ضربة عسكرية في سوريا، لكنه يسعى للحصول على موافقة ممثلي الشعب في الكونجرس لتنفيذ قراره، لأن أمريكا ستكون أقوى في هذه الحالة، وأكد أنه في سبيل ذلك فليس مهما أن تكون الضربة يوم غد أو بعد أسبوع أو حتى بعد شهر. يا حلاوتك ــ يا فخامة الرئيس ــ فأنت قد أقمت القيامة منذ مساء الأربعاء وجعلت العالم يحسب الدقائق بعد تصريحك بعزمك على استخدام القوة التأديبية لردع نظام بشار عن استخدام السلاح الكيماوي (وليس التقليدي)، مع أنك تعرف جيدا العقبات التي قد تعترض قرارك، سواء في مجلس الأمن أو على مستوى الكونجرس، أو في الدول الحليفة الكبرى كبريطانيا، والآن تخرج علينا ــ ببساطة متناهية ــ لتقول إن الضربة قد تحدث بعد يوم أو أسبوع أو شهر، إنك تذكرنا بحالنا في العالم العربي الذي لا حساب ولا أهمية للوقت فيه، بل تذكرنا بأغنية لأحد أشهر مطربينا اسمها «في يوم.. في شهر.. في سنة». بكلامك هذا أنت تقول للعزيز بشار: لقد أكدنا لك أن الضرب لن تستهدف إسقاطك، والآن نؤكد لك أن لديك الوقت الكافي لترتيب أمورك كما تشاء لأننا ديموقراطيون جدا، ولن ننفذ قرارنا حتى يعود الكونجرس من…

آراء

عشر نصائح للتخلص من “ضجيج تويتر”

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

في الساعات الأخيرة من الليل، بعد يوم طويل من متابعة تويتر ورسائل "واتس أب" و"فيسبوك" و"انستجرام" والتعليقات على مواقع الإنترنت وغيرها، قد تشعر بأن الضجيح يملأ أذنيك، وبأن ذهنك تتصادم فيه الأفكار، تشعر بذلك بينما عيناك ما زالتا تلاحقان رسائل تويتر سريعا حتى تصل إلى آخر "التايم لاين" وتنام.. هذا الوصف ليس مبالغة كما قد يظنه من لم يبتل بهذا الإدمان. هذا الواقع هو وصف حقيقي لكثير من الناس اليوم. من يمكنه أن يلوم هذا الجيل العربي، ونحن نعيش في مرحلة صعبة من تاريخنا، حيث تزدحم القضايا في حياتنا، قضايا محلية وعربية ودولية، دماء وضحايا وآلام ومعاناة من جهة، وأمواج فكرية وثقافية وآراء متصادمة تحيط بنا.. في مقالات سابقة كتبت عن النظريات العلمية التي تؤكد أن هذا الضجيج المكثف له آثاره النفسية والذهنية السلبية، فهو يحول السائل العصابي في الدماغ إلى حالة من النشاط الزائد، التي يصعب التحكم بها، ويصعب بعدها الحصول على الهدوء والتخلص من هذا الإدمان. كيف يمكن فعلا التحكم في الضجيج الذي لا يقل إزعاجا عن صخب عشرات الناس عندما يتحدثون في نفس الوقت في غرفة واحدة؟ فيما يلي وصفتي لخفض الصوت وإعادة الهدوء إلى العقول: 1- في رأيي أن أصعب الآثار السلبية التي تنال المتابع العربي لتويتر هو ذلك الاستفزاز المتتابع من تغريدة إلى تغريدة من…

آراء

بين الأمس واليوم

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

هل تذكرون التقرير الذي قدمته جمعية حقوق الإنسان، والذي أشار بوضوح إلى عجز المرافق والأجهزة من القيام بدورها، ذلك التقرير الذي حمل عنوان (طموح قيادة وضعف أداء أجهزة)، وهو العنوان المختصر لتحديد مكمن الداء في العملية الإصلاحية، بدءا من الحقوق الفردية إلى الحقوق العامة التي يشترك فيها المجتمع. هذا التقرير وما حمله من ملاحظات يبدو أنه دخل إلى الأرشيف، بعد أن برأت الجمعية نفسها بتحديد مكمن الداء، ثم نسينا جميعا أهمية حل ومعالجة تلك القضايا من باب يكفيك أنك بلغت، ودع العجلة (تدردح). فإن أشار التقرير إلى العجز أو الضعف لكثير من الأجهزة الحكومية عن الوفاء بمتطلبات توجيهات القيادة العليا بحماية وصيانة حقوق الأفراد وتذليل الصعوبات التي تواجههم فقد قيل وعلم القاصي والداني. وها نحن، وبعد أن مضت سنتان على هذا التقرير ما زالت كل المعوقات حاضرة، وقد ذهبت بعض توصيات الجمعية (23 توصية) إلى أرشيف محكم، ولو أردنا تذكر بعضها (ونقارنها بالواقع) سنجد أن العجلة (تتدردح) على عادتها القديمة، بدءا من وجود التصنيف القبلي والمناطقي والفكري والطائفي كممارسات وسلوكيات مترسخة في القطاع الحكومي، فالوصايا قد أشارت إلى أهمية تمتع الناس بحقوقهم دون تمييز، ومعاقبة كافة أشكال التمييز. وثمة نقطة أخرى، وتتعلق بالحث على تعزيز مبدأ المشاركة والحرص على تدوير المناصب الحكومية وضمان وصول المؤهلين إليها، وكما لم تفعل هذه…

آراء

شموع ودموع

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

مدخل: (!) علامة التعجب ليست سوى شمعة، نغرسها في كعكة عيد الميلاد، لنحتفل ببقائنا أحياء في هذا العالم سنة أخرى! *** لا أحب عادة أعياد الميلاد ولا أحتفل بها، فالهدايا لا تثيرني، ما لم تكن كتاباً أو قلماً، والدعوات بالعمر المديد الذي يمتد إلى 100 عام لا تهزني، و«الجاتوه» لا يسيل له لعابي، وأفضّل عليه طبقًا من «الخنفروش» أو «الغريبة»، أمّا الأصدقاء فلا أحب أن يُظهروا لي المحبة في مواسم معينة، للحصول على رضاي، وربما للحصول على قطعة من «الجاتوه». ولأنني أعتقد أن الفرح كلما كان عفويًا كان أكثر صدقًا، أشعر بالريبة تجاه كل أنواع الاحتفالات التي تصاحبها كمية كبيرة من الصخب، والأغنيات الراقصة، والمفرقعات.. والنفاق بطبيعة الحال. لذلك عندما وصلتني رسالة إلكترونية من أحد الأصدقاء يبارك لي فيها عيد ميلادي، ويتمنى لي أن أعيش 100 سنة أخرى، وكأنه رجل أعمال يصرف الأموال والأعوام من جيبه، رددت عليه بأني «لا أريد أن أعيش أكثر من الحصة المخصصة لي من الحياة». لكن، بعد التفكير ملياً، اكتشفت أن عيد الميلاد هو بالفعل مناسبة خاصة، ليلة أحتفل فيها بنفسي. جميلٌ أن نحتفل بنا على سبيل التغيير، بدلاَ من أن نحتفل بالآخرين دائمًا، لذلك أرجوكم، لا تزاحموني، فقد قررت أن أخصّص هذه الليلة لي وحدي: سأعتمر قبعة الأطفال الأسطوانية وأغني لنفسي أغنيات مبتذلة وأشرب…

آراء

“حلوها” ما دام عند الحكومة فلوس!

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

واحدة من المشاكل الكبيرة والمزعجة والتي لا يمكن إيجاد حل لها بسهولة أو بسرعة في الكثير من المدن السعودية، وخاصة العاصمة الرياض وجدة والدمام، مشكلة عدم وجود مواقف للسيارات عند الكثير من المواقع المهمة وخاصة الإدارات الحكومية، التي تشهد يوميا حضورا كثيفا من قبل المراجعين. وهذه المشكلة واحدة من عدة مشاكل تؤكد غياب التخطيط السليم وغياب النظرة المستقبلية عند عدد ليس بقليل من تلك القطاعات والوزارات وجهات التخطيط والدراسات، إلا أن الملاحظ أن هذه المشكلة ظلت كما هي منذ عشرين سنة أو أكثر دون حل، على الرغم من أن أفكارا عديدة طرحت لحل هذه المشكلة منذ أن ظهرت على السطح، ومن تلك الحدود نقل مواقع تلك الإدارات التي تشهد أزمة في مواقف السيارات إلى أطراف المدن أو فتح فروع لتلك الإدارات في أكثر من موقع وأكثر من مدينة بدلا من حصرها في المركز الرئيس أو في مدينة واحدة، وكان هناك طرح آخر لحل تمثل في نزع ملكيات عقارات بقرب تلك الإدارات وتحويلها إلى مواقف، لكن كلا الفكرتين لم تنفذ، والسبب كما يظن البعض يكمن في عدم توفر المبالغ المالية، وأنه من المؤكد أن وزارة المالية لا يمكن لها أن توافق على مثل هكذا طرح، وهناك عجز في الميزانية لما يقارب العقدين. وبغض النظر عن مسببات عدم الأخذ ببعض الأفكار التي…