آراء

آراء

شبابنا وسارقو الأمل والمستقبل

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

وما شاهدته بالأمس في جازان (مثالاً) بصحبة صديق غارق في بواطن هذه القضية، ليس إلا نموذجاً من كل شوارعنا التجارية في مهازل التستر التجاري تحت أوراق النظام والقانون. تسيطر جنسية بعينها على مواد البناء وأخرى من جيرانها على البلاط وثالثة من الجيران ذاتهم على المستلزمات الصحية. جنسية آسيوية شهيرة تمتلك فوق التسعين من النسبة المئوية لتجزئة المواد الغذائية. أخرى بعينها تسيطر على القرطاسيات واللوازم المدرسية، وسأكتفي هنا من التوصيف لأن المسألة واضحة لكل مواطن يدفع رياله في السوق اليومي. والجواب الحزين أننا منذ عقود ثلاثة ونحن نحاول بالإنشاء والتعبير كسر هذا التستر التجاري الذي يمتص سوقنا المحلية ويسرق المواطنة من مئات آلاف الشباب، ولك من الحساب المؤكد أن حجم التحويل الخارجي يزداد في العام الواحد بعشرة مليارات ريال عن سابقه. وفي جولة الأمس، استوقفني شاب سعودي حاول دخول عالم مواد البناء واستثمر فيها نصف مليون ريال، وبعد عامين يقول لي بالأمس إنه يتمنى الخروج منه بنصف رأسماله. يعترف أنه لن يستطيع المنافسة في بطن هذا (الكارتيل) لأنهم يحاصرونه بكل الطرق والوسائل. كيف قتل هؤلاء لدى شبابنا روح المنافسة؟ الجواب البدهي الأول هو في يوم العمل المفتوح، فنحن قد نكون البلد الوحيد على وجه الأرض الذي تستطيع فيه شراء (البلاطة) عند العاشرة مساء وتشتري فيه لمبة الإضاءة بعد منتصف الليل. البلد…

آراء

الكيماوي السوري والإنجاز الانتحاري

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

يأبى مراقبون كثيرون طرح السؤال عن أسباب استخدام النظام السوري للكيماوي بهذه الكثافة والهول في الأسبوع الماضي. فمن وجهة نظر هذا الفريق، فإن أفعال النظام الأخرى طوال عامين ونصف العام لا تقل هولًا وفظاعة وإجراماً. ومع ذلك، ما الذي دفعه -وهو في حالة مقبولة خلال الشهور الأخيرة- إلى الضرب بالكيماوي الآن، وبخاصة أن وسائله الأخرى ليست أقل هولاً ونجاعة. وإذا كان الرهان على قتل أكبر عدد ممكن من الناس في مساحة محددة، فإن النتيجة هذه (1300-1400 قتيل) كان يمكن تحقيقها بدون الكيماوي في أربعة أو خمسة أيام! ويذكر مراقبون آخرون، عرب وأجانب، لذلك عدة احتمالات تتجاوز التعجب والاستغراب. وأول هذه الاحتمالات عجز النظام السوري وداعميه من «حزب الله» والعراقيين والإيرانيين عن إنجاز تقدم حقيقي في ريفي دمشق الشرقي والغربي. إذ خلال الشهور الأربعة الماضية أحرز النظام تقدماً في ريف حمص، وفي حمص نفسها، وفي وادي النصارى المُحاذي والمتداخل مع الساحل العلوي. لكنه ما استطاع التقدم في ريف دمشق رغم الجهود الجبارة. فحتى حي القابون والسيدة زينب، وفيهما من المقاتلين ألوف وألوف من سوريا ولبنان والعراق واليمن (الحوثيين) ما أمكن لهؤلاء جميعاً التقدم فيهما. والمعروف أن ريف دمشق الشرقي مُحاذ للحدود اللبنانية، وكذلك جزء من الغربي. وهذا يعني أن الإمداد سهل، وأن المقاتلين عندهم دوافع دينية وحوافز. فقد زعم لهم الأمين…

آراء

يا الله ما لنا غيرك!

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

الضربات العسكرية المحدودة أصبحت سمة لرؤساء أمريكا الديمقراطيين الذين لا يفضلون عادة خوض الحروب الحقيقية، كلينتون وجه ضربة محدودة للسودان معاقبة لها على احتضانها بن لادن، كما وجه ضربة محدودة أخرى للعراق عقابا لصدام حسين بسبب تقارير عن محاولته اغتيال الرئيس بوش الأب، والضربة المحدودة التي سيوجهها أوباما لبشار الأسد قد لا تقضي عليه، بل على العكس من ذلك قد تدعم موقفه وتحشد أنصاره من حوله، فكما يقال الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك، وبشار يحتاج ضربة تكسر ظهره ورقبته الطويلة!. ** رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة بريطانيا في ضرب سوريا، وقد اتخذوا هذا الموقف لعدة أسباب، أهمها أنهم لم يعودوا يثقون بنوايا حكومتهم بعد أن كذبت عليهم بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق، فكذب الحكومة عند الإنكليز له ثمنه الشعبي مهما طال الزمان، وكذلك ثمة اعتبار آخر مهم وهو أن الإنكليز يشعرون بأن سوريا ــ وفقا للقسمة الاستعمارية القديمة المتجددة ــ من نصيب فرنسا، لذلك يحرص الفرنسيون أكثر من الإنكليز على الذهاب مع الأمريكان، وهم يحملون خرائطهم القديمة كي يسهل رسم الخرائط الجديدة. ** بغض النظر عن حجم الضربة العسكرية المرتقبة، فإنه من المهم تشجيع جنود بشار على التخلي عنه في هذا المرحلة، مثل هذا الأمر سوف يساعد على تقليص الخسائر التي يمكن أن تتكبدها سوريا في حال اتساع…

آراء

اليمن: المخرج من مأزق القضية الجنوبية

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣

توقع الجميع أن تكون الفترة الانتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعامين تنتهيان، حسب نصوصهما، في 21 فبراير (شباط) 2014، مدخلا لحل جميع القضايا التي أدمن اليمنيون محاولات فك طلاسمها وإيجاد الحلول لها، وتوقع البعض أن يصبح ما يعرف بـ«مؤتمر الحوار الوطني الشامل» ساحة لطرح الأفكار الجادة والرؤى الواقعية وابتكار المخارج السلمية والمقبولة من أصحاب الشأن. قبل بدء أعمال اللقاءات تجاهل معدوها أهمية التهيئة السليمة التي دعا إليها الكثيرون من قادة الجنوب الذين أدركوا أنها قد تسهم في دفع القوى الحقيقية للمشاركة اللقاءات، وطرح ما يرونه سبيلا للخروج من الكارثة التي صنعتها حرب صيف 94 وما تلاها من أعمال تعسفية جعلت المزاج في الجنوب كارها وناقما ليس على الذين قادوه إلى الوحدة على غير هدى ومن دون بصيرة، وإنما على الوحدة نفسها.. لكن العناد والركون على الضغط الخارجي والتأخير في انطلاق لقاءات الـ«موفنبيك» دفع إلى التعجل من دون إعداد بحجم الحدث. أثرت هذه المخاوف في لقاء جمعني بسفير غربي معتمد في صنعاء، وحذرته من الدخول في أعمال الحوار قبل استنفاد سبل التواصل مع القادة الجنوبيين الفعليين في الداخل والخارج، وعجبت من تبريره بأنه من الممكن المضي في الحوار وإن تغيبت القوى الحقيقية، وأنه من الممكن خلال هذه الفترة استمرار المساعي، حتى لا يضيع الوقت - حسب تعبيره - وهو…

آراء

قل لهم عن الحلم يا مارتن

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

«أقول لكم يا أصدقائي، بالرغم من الصعوبات والإحباطات، مازال لديّ حلم...» مارتن لوثر كنج وأنا أكتب هذه الكلمات كان يصادف الذكرى الخمسين لخطاب مارتن لوثر كنج، هذه الخطبة التي صنفت كأهم الخطب الأميركية في القرن العشرين. أمام أكثر من ربع مليون شخص من مناصري الحقوق المدنية، قرأ الخطبة وارتجل النهاية وقال جملته المشهورة التي أصبحت مقرونة به: «لديّ حلم». في ذلك الوقت كان يحلم بالمستقبل وبحياة أفضل. تحدث عن المساواة والعدل بين جميع فئات المجتمع. أراد أن تصل رسالته ولو عن طريق الحلم!. في عام 1964 أي بعد سنة من خطبته المشهورة صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وبدأ عصر جديد ينبض في هذه الدولة العظمى، وبسبب دعوته إلى اللاعنف نال مارتن لوثر كنج جائزة نوبل للسلام في نفس هذه السنة وهو في الخامسة والثلاثين ليصبح أصغر من حظي بهذا الجائزة العالمية. ظل يتحدث ويحلم إلى أن اغتيل بعدها بأربع سنوات في ولاية تينسي على يدي أحد المتطرفين الذين يؤمنون أن الحياة خلقت لهم وحدهم وعلى طريقتهم. كان يملك الكثير من الخيارات لإيصال رسالته وحقوق مناصريه واختار اللاعنف وقدم حياته ثمناً لمبادئه. كان متيقناً أن العنف لا يحل القضايا. كان هو وكلماته في قلب المعركة ولم يؤذِ أحداً، ولم يطالب بالسلطة، بينما نجد اليوم بعض الجماعات تقتات بالعنف وتدفع…

آراء

اليوم التالي بعد سقوط الصواريخ على دمشق

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

إذا لم يسقط النظام بعد أيام من ضرب مقاره الأمنية ومفاصله العسكرية فهذه مشكلة، أما إذا تهاوى بسرعة وتقدم الثوار نحو العاصمة ودخلوا القصر الجمهوري وأعلنوا سقوط نظام بشار الأسد من على عتبات مجلس الشعب السوري فهذه مشكلة أيضاً! كيف ذلك؟ الحل الأسلم للأزمة السورية كما يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الأممي الأخضر الإبراهيمي هو التفاوض والحل السلمي، أن يتوجه بشار الأسد أو من يمثل نظامه إلى جنيف، وكذلك المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني، ويجلسا على طاولة واحدة، ويتفقا إما على أن ينقل الأول السلطة للثاني أو المشاركة معاً في مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة، فسلام ووئام بين الإخوة، حافزهم في ذلك الحرص على سلامة «الدولة» وتماسكها، فلا تنهار أجهزتها البيروقراطية ولا الأمنية، إنما يعمل الجميع بعد ذلك بإخلاص وتفانٍ لإصلاح حقيقي يرضي كل أبناء الشعب السوري الواحد... ما سبق أمنيات ليس لها موقع في سورية الحقيقية اليوم، لقد انهارت الدولة، وثمة ثورة حقيقية هناك ترفض كامل النظام وكل ما يمت إليه بصلة، ثم متى اختار العربي حلاً معتدلاً لأزماته خارج قاعدة «كل شيء أو لا شيء»؟ الجميع يتحدثون عن ضربة «محدودة في الزمان والمكان»، كما يستخدم السياسي الأميركي عبارة «معاقبة» الذي ارتكب جريمة استخدام السلاح الكيماوي المحظور دولياً وليس «إسقاطه»، وثمة فارق بين…

آراء

تركيا وتصفير العداد!

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

بعض الإعلام المصري في الأسابيع الأخيرة غاضب من التصريحات التركية تجاه مصر، خصوصا تصريح رئيس وزراء تركيا السيد رجب أردوغان تجاه الشيخ الطيب شيخ الأزهر، حيث انتقد الأول موقف الأخير الإيجابي من التغيير في مصر. ليس هذا فقط وراء الغضب، بل مجموع حصيلة الحراك التركي الرسمي تجاه أحداث مصر الأخيرة التي أثارت الكثير من التساؤلات. المراقب يقف محتارا حول مجمل موقف تركيا الرسمية، بعد أن كان الأصدقاء الأتراك يقولون - محقين - إن تجربتهم ليست للتصدير، وإنهم فقط يزرعون حديقتهم حسب اجتهادهم، ومن يعجبه الناتج عليه أن يجتهد في حديقته الخاصة بزرع يناسبه! كان الحديث منذ سنوات في أنقرة يتوجه لتصفير عداد المشكلات العالقة مع الجوار الإقليمي، وكانت تلك السياسة مرحبا بها من كثيرين على أنها موضوعية وحصيفة. تطور الأحداث لم يترك مرحلة التصفير تستقر لتؤتي ثمارها، موجة «ربيع العرب» أربكت ذلك التوجه، ولما قربت الاضطرابات من سوريا زادت تركيا طوعا أو كرها غوصا في مشكلات الإقليم. التداخل مع المعضلة السورية، ومن ثم التطلع لدور في كل من تونس ومصر، بعد ربيع العرب، عطل الإيجابية التركية، بل تحولت إلى نقيضها، فقد رحب الأتراك كما رحب كثيرون بالتغيير في تونس ومصر، ولكن أصحاب السلطة الجدد في كلا البلدين العربيين لم يستمعوا إلى ما قيل إنه نصائح تركية لما أسرع لزيارتهم أردوغان،…

آراء

حصاد الممانعة البائس

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

في التردّد والتمهّل الغربيّين، من انتظار تقرير المفتّشين إلى ما عبّر عنه تصويت مجلس العموم البريطانيّ، تقيم التجربة العراقيّة في مكان عميق. يصحّ هذا على عدم استيفاء الشروط التي تسمح بشنّ حرب مغطّاة قانونيّاً صحّته على النتائج التي انتهى إليها العراق بعد حرب 2003، حيث لم تقلع الديموقراطيّة فيما نشبت النزاعات المذهبيّة واستقرّت بلاد الرافدين في أحضان إيران. لقد فعلت ذاكرة العراق فعلها لجهة التوصّل إلى دروس وعِبَر يبقى من المبكر الجزم في تفاصيل التعلّم منها. هذا في ما خصّ أحد طرفي النزاع. أمّا الطرف المقابل، أي النظام السوريّ وجوقة الممانعين، فتُظهرهم التصريحات والإطلالات التلفزيونيّة على أنّهم لا يستندون إلى أيّة ذاكرة تاريخيّة يستمدّون المعاني منها. لا بل يلوح أنّ التعرّض لـ «العدوان»، وهو تعرّض جوهريّ لا يتغيّر، ولا يتغيّر المعتدون فيه ولا الضحايا، هو وحده تلك الخلفيّة «التاريخيّة» التي يُبنى عليها! فإذا حصل بعض الهبوط الاضطراريّ إلى الواقع، تمّ الاستشهاد بمحطّات هي إمّا هزائم مطنطنة (1967 عربيّاً أو 1982 لبنانيّاً) أو انتصارات مزعومة مطعون بصورتها النقيّة هذه (حرب السويس في 1956 أو حرب تمّوز في 2006). وما أزمة العلاقة بالماضي، بموقعنا منه وموقعه منّا، غير تعبير عن أزمة العلاقة بالحاضر، وفي القلب منه مسألة الحرب التي تكثّف تلك العلاقة. فإذا امتدّت الحيرة حيال الضربة الغربيّة بين إضعافها نظام الأسد…

آراء

أسباب تقدّم اليابان

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

وصلتني قبل أيام رسالة إلكترونية عابرة، لكنها مهمة وتُلخص أسباب تقدم اليابان كالتالي: 1- في اليابان تُدرَّس مادة اسمها (طريق إلى الأخلاق) من الصف الأول الابتدائي. يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس. 2- لا يوجد رسوب – إلى ثالث متوسط – لأن الهدف هو التربية وبناء الشخصية وليس التعليم والتلقين. 3- اليابانيون – على الرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم – ليس لديهم خدم، الأب والأم هما المسؤولان عن البيت والأولاد. 4- الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين. 5- الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة. 6- مديرو المدارس يأكلون أكل التلاميذ – قبلهم بنصف ساعة – للتأكد من سلامته. 7- عامل النظافة في اليابان يُسمى (مهندساً صحياً) براتب من 8000-5000 دولار أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خطية وشفوية. 8- يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة. 9- وإذا ذهبت إلى مطعم بوفيه في اليابان ستلاحظ أن كل واحد لا يأخذ من الأكل إلا قدر حاجته. 10- معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوانٍ في السنة. قد نحتاج إلى مساحة أكبر لشرح هذه الأسباب وتعليلها! أو لعمل مقاربات عربية لها! لكننا نعتقد أن المسألة…

آراء

السبت الحزين: لماذا يكره طلابنا مدارسهم؟

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

هل بإمكاني ككاتب (سنوي) أن أستعيد من الأرشيف نفس المقال الذي أكتبه في مثل هذا اليوم من العام على أبواب اليوم الأول من العام الدراسي؟ نعم، سأعترف بصراحة أنني أكرر ذات مقالي بذات الفكرة عن المساء الكئيب الحزين في وجوه آلاف الأطفال والشباب عن (غد) المدرسة والجامعة. أكررها لسبب بسيط منذ سنوات: لأن بيروقراطية المدرسة ورتابتها تكرر نفسها كل عام دون جديد. دون أن نتدارك لندرك العلة الدائمة في السؤال: لماذا يكره أطفالنا المدرسة؟ كل ما تغير في المقال والفكرة هو (اليوم) في رأس العنوان حين يصبح السبت الحزين بدلاً من الجمعة، متبعاً لقرار تغيير الإجازة الأسبوعية. كيف ابتدأت لدي فكرة سنوية للعنوان بعاليه؟ الجواب يعود إلى منتصف العام 2008 حين نشرت مجلة (المعرفة)، المطبوعة الأساسية الرسمية لوزارة التربية والتعليم تحقيقاً رشيقاً طويلاً عن نماذج من هذا العالم لعلاقة الطلاب بمدارسهم بمعيار النسبة المئوية للحب أو الكراهية. وخذ من المدهش في المفارقات التي تقرؤها في ذلك التحقيق الجميل هذه المعلومات المثيرة: في اليوم المفتوح، ليوم السبت من الإجازة الأسبوعية في كوريا الجنوبية، يعود للمدرسة أكثر من 70% من الطلاب في تفضيل للمدرسة على الإجازة، ويطلب معظم هؤلاء الطلاب الانتظام في برامج التأهيل البدني والنفسي الشاق ليوم هو أشبه بالمعسكر، ولكنهم يرون فيه متعة تفوق متعة الأيام الدراسية الخمسة السابقة. في…

آراء

روسيا وأمريكا : حلفاء للبيع !

السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣

الدب الروسي مرة أخرى يبيع حلفاءه لخصومة بسعر مخفض !، فعل ذلك بكل برود سيبيري في العراق، ويوغسلافيا، وليبيا وفي العديد من الأماكن في هذا العالم ..وها هو يفعلها مرة أخرى في سورية. في كل مرة تبدو روسيا وكأنها ستقف مع حليفها إلى الأبد، تتشدد في موقفها كي ترفع سعر الحليف. يبدأ المحللون بالحديث عن عودة الحرب الباردة، ويتخيل الناس أن خرتشوف سيعود مرة أخرى كي يضرب بحذائه على منصة الأمم المتحدة، وما أن تدخل البوارج الأمريكية منطقة النزاع حتى تطلب روسيا من رعاياها مغادرة المكان، ويهرب الدب الروسي من صوت الانفجارات إلى أي كهف جليدي ليعد حصيلته من الدولارات ويتمتم : (كان حليفا جيدا ) ! . لعبة النسر والدب أضحت مع مرور الزمان واضحة القواعد والقوانين، يتبنى الدب حليفه الديكتاتور في سن مبكرة تساعده على أن يكون ديكتاتورا مثاليا قادرا على سحق شعبه، و شتم الغرب والاستهزاء ليل نهار بتحليق النسر الأمريكي من حوله، يبيع الدب الدبابات، وأسلحة الدمار الشامل للديكتاتور الذي يعطيه الثمن من قوت الشعب المقهور، طبعا بعد عام أو عشرة أعوام .. يفشل الشعب في العثور على قوت يومه ويتذمر ثم يغضب، فيزود الدب الديكتاتور بأجهزة للقمع والتلصص مقابل ديون بعيدة المدى، يحتج النسر على القمع ويعلن مساندته الكلامية للشعب، فيزود الدب الديكتاتور بصواريخ باليستية…

آراء

الرقص على السُّلم

الجمعة ٣٠ أغسطس ٢٠١٣

أقرب تشبيه مرّ بخاطري حينما طلب مني الزملاء في صحيفة الشرق المساهمة في ملف (التحولات وتأثيرها على الوعي العربي)، أنه (الرقص على السلم) بكل ما يعنيه من رمزية. لعلي أستطيع بضمير مرتاح أن أصف ما يدور حولنا بأنه (أكبر تضليل إعلامي) جرى على المواطن العربي، ونتيجته استباحة كل هذه الدماء الزكية التي تسيل على مذبح هذا التضليل. التضليل الإعلامي من الكثافة إلى درجة أنه أنتج لنا عقلا (نخبويا) مشوشا، وعقلا (جماهيريا) تائها في الظلام! كلاهما أعمى! يقول لنا التضليل إننا لا نعرف على سبيل الدقة من أرسل أبخرة الموت إلى أهلنا في الغوطتين في دمشق! لا واشنطن ولا موسكو تقرران من الفاعل! بقي أن يقرر المتابع أن من فعل ذلك هم أهل الغوطتين! حيث استنشقوا عنوة الأبخرة القاتلة ظنا منهم أنها رياحين دمشق! ولا نعرف على وجه اليقين إن كان قد بقي في مصر (إسلام) فهناك من يمطرنا بالقول إن (الإسلام) و(الإخوان) صنوان، فإن زال سلطان الإخوان في مصر، اختفى -والعياذ بالله- الإسلام! لقد استولى بعضهم على إسلامنا حتى لم يعد لديهم فرق بين شهوتهم للدنيا، وتدين الجماهير الأصيل الباقي. القتل أمام المساجد أصبح لهوا، فها هم المصلون يُصلون في مساجد طرابلس وهم أنقياء ومعبدون بالشواظ، وها هو نفس الفعل في مساجد ودور العبادة في العراق. في ليبيا وفي تونس…