آراء

آراء

من يحمي المبلغين عن الفساد؟

الجمعة ٣٠ أغسطس ٢٠١٣

أكد المدير الإقليمي لمنظمة الشفافية الدولية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد/ كريستوف ويلكي في حديث لـ"الوطن": "أن الخطوات التي اتخذتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) لتفعيل مشروع قانون حماية المبلغين عن مخالفات الفساد تقصر كثيراً عن المعايير الدولية". ولم يبين السيد "ويلكي" جوانب النقص في مشروع قانون حماية المبلغين عن الفساد، ولكن كما يبدو لي من تصريحه أنه يقصد بأن هناك فراغا تشريعيا وقانونيا بخصوص حماية المبلغين والشهود في قضايا الفساد. قبل الخوض في نقاش هذه المسألة، أجد من الضروري الرجوع أولاً إلى تنظيم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" بهذا الخصوص، فقد نصت الفقرة (12) من المادة (3) على قيام الهيئة بـ:" توفير قنوات اتصال مباشر مع الجمهور لتلقي بلاغاتهم المتعلقة بتصرفات منطوية على فساد، والتحقق من صحتها واتخاذ ما يلزم في شأنها. وتحدد اللوائح التنفيذية لهذا التنظيم الآلية والضوابط اللازمة لذلك". ووفقاً لنص الفقرة السابقة من تنظيم الهيئة، فإن نزاهة تضمن سرية البلاغات والشكاوى الواردة إليها، بالإضافة إلى عدم الإفصاح عن شخصية المبلغين كنوع من الحماية لهم، وليس هذا فحسب، بل هناك مكافآت مالية للمبلغين لتحفيز الناس للكشف عن حالات الفساد، والمساعدة في تتبع وضبط مخالفاته للحيلولة دون تجذر الفساد وتغلغله في المجتمع، وبهذا الخصوص نصت المادة (13) من تنظيم الهيئة على أن: "تعد الهيئة قواعد لحماية النزاهة تشتمل…

آراء

الدولة الإسلامية الحديثة في مؤتمر عمان

الجمعة ٣٠ أغسطس ٢٠١٣

عقدت مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن مؤتمرها لهذا العام حول «مشروع دولة إسلامية حديثة قابلة للاستمرار ومستدامة». وقد حضره مائة عالم من 33 دولة عربية وإسلامية، إضافة لعلماء مسلمين من ديار غير إسلامية، وألقي فيه زهاء الأربعين بحثا ودراسة، حاول فيها المنتدون تحديد معالم الدولة الإسلامية الحديثة القابلة للاستمرار. وفضلا عن العنوان الذي يليق بمؤتمر للتنمية المستدامة، وليس بالدولة (الإسلامية) المستدامة، هناك التلخيص لبحوث المؤتمر الذي وضعته سكرتارية المؤتمر ووزعته على الأعضاء المشاركين، والذي يحمل العناوين التالية: الدولة في الإسلام «مدنية» (التي يحكم فيها المؤتمنون من أهل الاختصاص) - ورفض الادعاء باحتكار الدين - ورفض الفتنة المذهبية والطائفية - ودور المؤسسات الدينية في تحقيق الوئام - ورفض التكفير – ونبذ العنف - ودور منظمات المجتمع الأهلي ومساعدة اللاجئين. والواقع أن هذه الموضوعات جميعا ذات معنى اجتماعي وثقافي جيد وودود ولائق. إنما لا علاقة لها بموضوع المؤتمر باستثناء العنوان المقرر أن الدولة في الإسلام مدنية، بيد أن الاشتراطات التي أحاطت به أضاعت معناه تماما. فهناك القول إن المؤتمنين على الحكم فيها هم أهل الاختصاص كل في مجاله بالاعتماد على الدستور واحترام القانون والمساواة بين المواطنين من كل الأطياف العرقية والدينية، بما لا ينافي المبادئ العامة للدين الإسلامي! ثم إن الأمة هي مصدر السلطات إنما «بإذن الله»، و«لا يحدها إلا المصلحة…

آراء

من مرشدهم إلى أفكار “قطبهم”

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣

ما إن اعتقل المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر الأسبوع الماضي حتى سارعت "الجماعة" لتعيين مرشد موقت ريثما يتبين لها وضع المرشد المعتقل. ليظهر الإخوان المسلمون وكأنهم لا يستطيعون العيش من غير مرشد يوجههم ويعلمهم كيف يتحركون ويفكرون، وربما يخطط لهم عن بعد، وما عليهم إلا التنفيذ لإكمال مشروعهم في تحويل مصر إلى كتلة من الفوضى إلا إذا عادوا إلى سدة الحكم. المشروع الإخواني القديم الذي تكلل بالنجاح يوم استلموا السلطة في أكثر من دولة عربية بدأ يتراجع بعد أن اكتشفت الشعوب أن هؤلاء المتحدثين باسم الدين ليسوا إلا ثلة من المتسلقين، استغلوا الإسلام مدخلا للوصول إلى الجماهير، وظلوا ينادون بذلك متوارين تحت الستار الديني حتى جاءتهم الفرصة الذهبية التي أهدروها، فسقطوا شر سقطة، ووضعوا أنفسهم بعد اعتمادهم العنف وسيلة للعودة في ورطة كبيرة، ويبدو أن عدم قدرتهم على استخدام وسيلة أخرى بعد انكشاف الأقنعة لن يقودهم إلا إلى استمرار العنف. منذ تأسيس "الجماعة" وهدفها معروف، ورغم أنها شهدت منعطفات لعل أهمها ما صنعه "سيد قطب" بأفكاره التي أصدرها في مؤلفات، ومنها أفكار مسروقة كما في حكاية "الحاكمية" التي نادى بها أبو الأعلى المودودي لكن "قطب" وظفها بما يخدم غاية الإخوان في الوصول إلى السلطة. وإلى ذلك فقد وضع أفكاراً أخرى كانت مبرراً للكثير من أعضاء الجماعة خصوصاً الموجودين في…

آراء

تأديب الأسد قد يقضي عليه

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣

بين تأديب النظام وتغييره الفارق كبير جدا، في لغة البيانات الصحافية، والإجراءات القانونية. ما سيحدث قريبا ضد نظام بشار الأسد لن يزيد على عملية محدودة. الهدف منها أن يعيد النظر في موقفه، ويمتنع عن استخدام الغازات والكيماوي من الأسلحة المحرمة دوليا. صحيح أن الضربة صفعة محدودة، إلى درجة لن تضطر الرئيس السوري بشار الأسد إلى تغيير غرفة نومه، لكن تداعياتها لاحقا خطيرة، ودلالاتها مهمة. هذا هو أول هجوم عسكري دولي ضد الأسد بعد سبعة وعشرين شهرا من الاقتتال. أهم دلالاتها موقف موسكو، فقد أعطى حليف الأسد الدولي إشارات غير مسبوقة بالموافقة ميدانيا على الهجوم، وإن لم يتخل عن لغته الدبلوماسية الناهية. موقف روسيا يشبه موقفها قبيل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. حينها اعترضت على الغزو لكن رفعت يدها، معلنة أنها لن تتدخل عسكريا لحماية صدام. الأمر نفسه مع سوريا، وهذا تطور ميداني مهم، لأن روسيا خلال العامين الماضيين دأبت على التهديد بأنها لن تقف متفرجة في حال ضرب حليفها السوري. إن كانت القراءة صحيحة للموقف الروسي، فإننا أمام تبدل مهم في الحرب السورية في أعقاب التقارب السعودي الأخير مع الروس. حيث نلاحظ أن الروس ينسحبون من سوريا بهدوء. أولا، بدأوا في تقليص عدد خبرائهم العسكريين، ومن ناحية ثانية يتجه الروس إلى التخلي عن سوريا كقاعدة بحرية لبوارجهم في البحر…

آراء

كل واحد حر في عياله

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣

الجريمة البشعة التي حدثت في محافظة شرورة وذهبت ضحيتها أسرة كاملة مكونة من أربعة أبناء وأمهم لن تكون الأخيرة، ولا يجب أن نتوقع عدم تكرارها لدينا؛ لأننا مجتمع بشري كأي مجتمع آخر، فيه كل أنواع العلل النفسية والأمراض العقلية، وفيه الأزمات العائلية والضغوط الاجتماعية، وكل مشاكل الحياة التي يتعرض لها البشر، لكن الفرق المهم بيننا وبين الآخرين أننا نستمر في مشاهدتنا لمشاكل مفجعة تتكرر أمامنا دون أن نبادر كغيرنا لوضع أنظمة وقوانين وقائية تحد من وقوعها وتحاسب المتسببين فيها. كم مرة سمعنا عن أب عذب أطفاله حد الموت، وكم سمعنا عن حوادث تعنيف أسرية تصل بضحاياها إلى مشارف الموت، ومع ذلك يظل الأب أو عائل الأسرة هو المسؤول عنها حتى لو كان مختلا بكل المقاييس ولا يحتاج إلى لجنة طبية لإثبات اختلاله المؤكد. الأب الذي قتل أسرته كاملة في شرورة أكد شهود العيان أنهم لاحظوا تصرفات غير سوية بدرت منه خلال اليومين الماضيين، إذ كان يعامل أطفاله بقسوة وعنف، كما أنه صعد في إحدى الصلوات إلى المنبر وأطلق عبارات غير مفهومة، لكن السؤال لماذا لم يبلغ عنه أحد ليمنع تلك المأساة؟؟ الجواب بسيط، فالقاعدة السائدة لدينا: كل واحد حر في عياله، وبعض الناس يتحاشون التبليغ عن أي مخالفة أو جريمة على وشك الحدوث خشية التورط في مساءلات وتبعات معقدة، أي…

آراء

(علمي.. أدبي.. مقص..!!)

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣

كان الجميع يحترمونه بشكل استثنائي في الفريج.. حين تقام مناسبة معينة، فهو أول من توجه إليه الدعوة.. حين تصادف سيارتك سيارته في تقاطع داخلي، فعليك أن تقف، لأن الواجب يحتم أن يمر هو أولاً.. حين يغيب الإمام يدزه الشيبان من الخلف ليتقدم.. حين يموت أحد الجيران تقوم الجموع بمساعدته للنزول إلى اللحد مع إخوان الفقيد.. حين نجلس على (الدكة) ويمر فنحن لا نكتفي بالسلام أو رد السلام، بل نقف جميعاً دون أن ننظر في عينيه.. هو ليس أعلى منا شأناً.. أو أقوى منا نسباً.. ولا يمتلك ثروة كبيرة.. وليس ابن أحد الهوامير.. ليس عضواً في شركة عقارية.. ولا في محفظة أسهم، وليست لديه ابنة جميلة.. كل ما في الأمر أنه على عكس جميع أبناء الفريج خريج (علمي).. بينما تقضي الأعراف الاجتماعية بأن أي شخص يحترم نفسه، ويريد الحفاظ على عائلته من الحسد، عليه ألا يختلف عن عوام السكان، ويلتحق بـ(الأدبي) لكي لا يكون قليل الأدب! لهذا كنا جميعاً ننظر إليه تلك النظرة بما تحمل من تقدير وتبجيل.. إنه خريج (علمي).. أي أنه (عالم) إلا ربعاً.. وربما (عالم) ونص! * * * ذكرت نشرة أخبار الساعة، الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، أن عدد الخريجين في الأقسام الأدبية في المدارس، بلغ أربعة أضعاف خريجي الأقسام العلمية تقريباً.. أي…

آراء

لماذا استخدم النظام السلاح الكيماوي؟

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

ثمة جواب بسيط ومباشر عن هذا السؤال هو باختصار: لأن الإجرام هو جوهر وروح النظام الأسدي، الذي حكم سوريا بمعادلة قالت بكل صراحة: أحكمكم أو أقتلكم. واليوم، وبما أن الأسدية لم تعد قادرة على حكمهم، فإنها تقتلهم. هذا الجواب لا يمكن أن يشكك في صحته إنسان يتابع ما جرى في سوريا منذ خمسين عاما إلى اليوم، رأى خلالها كيف رفض قادة نظامها إجراء أي مراجعة لسياساتهم الأمنية/ العسكرية، رغم اتضاح خطئها وقصورها عن معالجة الواقع منذ بدء انتفاضة الشعب السوري منتصف شهر مارس (آذار) من عام 2011. تمسك قادة السلطة بإجرام الأسدية لأنه يعبر عن طبيعتهم، والدليل ما قدمه هؤلاء من دعم مطلق لبشار بدل الانقلاب عليه، وتأييد نهجه الانتحاري عوض العمل على تغييره بما لديهم من خبرة في الحكم، وما يلاحظونه من اختلاف بين الثورة وأي وضع سبق للنظام أن واجهه قبلها. سار هؤلاء وراء رئيسهم الأحمق دون اعتراض أو تردد، وها هم يواصلون سيرهم وراءه نحو الهاوية، رغم أنهم تولوا السلطة قبل ولادته بزمن طويل، وتعاملوا خلال خمسين عاما مع ملابسات الواقع السوري ومشكلاته. إلى ما سبق، هناك أيضا جواب غير مباشر يتعلق بالوضع الراهن الذي بلغه الصراع ضد الأسدية، التي بادرت قبل ثلاثة أشهر إلى شن هجومها الاستراتيجي الخامس ضد الشعب والجيش الحر، وسط تطبيل إعلامها وتزميره،…

آراء

حجر الزاوية يسد الطريق!

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

كما هو متوقع وصلت وزارة الإسكان إلى النتيجة الحتمية التي لا مفر منها وهي أن ملف الأراضي البيضاء هو حجر الزاوية في جهودها الساعية لحل مشاكل الإسكان، ولو تم تكليف أي جهة حكومية أخرى أو مؤسسة خاصة أو شركة عالمية أو جامعة أو حتى مخلوقات فضائية بالبحث عن حل لأزمة الإسكان في السعودية فإنها ستجرب كل الأفكار الموجودة في هذا الكون ثم تعود لتضع نفس حجر الزاوية المتعلق بمعضلة الأراضي البيضاء، بدون تحريك هذا الحجر سوف تبقى الزاوية مختلة ويستمر الحال مائلا وتتفاقم المشكلة مع مرور الزمان حتى يصبح الحل ضربا من ضروب الخيال.. فهل يقبل عاقل أن يتحول حجر الزاوية إلى حجر عثرة في طريق المستقبل!. ** كشفت تقارير صحفية ألمانية استندت إلى إحصاءات رسمية للشرطة الألمانية في برلين أن الدبلوماسيين السعوديين احتلوا المركز الأول بلا منازع في المخالفات المروية!، حيث ارتكب ممثلونا في ديار الألمان 2099 مخالفة منها 19 مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء و248 مخالفة تجاوز السرعة القانونية و1832 مخالفة ركن السيارة في أماكن ممنوع الوقوف، وقد حل الدبلوماسيون الروس في المركز الثاني بفارق كبير عن دبلوماسيينا الأفذاذ حيث ارتكب هؤلاء 977 مخالفة ثم حل في المركز الثالث أبناء عمومتهم الجورجيون في المركز الثالث برصيد 618 مخالفة.. مبروك المركز الأول يا شباب!. ** نفت شرطة الرياض وجود حساب…

آراء

مأزق أحزاب «الإخوان» في الحكم

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

تاريخ جديد لمنطقة الشرق الأوسط تكتبه الأحداث والتفاعلات الجارية في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وإنهاء حكم جماعة «الإخوان» بعد انتفاضة 30 يونيو الشعبية الكبرى. وكما يحدث عادة في حالة أي زلزال كبير، لا تقتصر ارتداداته على المكان الذي يقع فيه بل تنتشر في الأرجاء المحيطة به. وكان فشل تجربة جماعة «الإخوان» في حكم مصر زلزالاً كبيراً من النوع الذي تترتب عليه بالضرورة ارتدادات تؤثر في مستقبل المنطقة. فلم يكن مرسي مجرد رئيس فاز بصعوبة شديدة في انتخابات أُجريت في ظروف غير طبيعية وفشل في مهمته فثار الشعب عليه وعزله، فقد أسقطت انتفاضة 30 يونيو جماعة «الإخوان» التي سعت إلى الهيمنة على الدولة مستغلة وجود مرسي في قصر الاتحادية الرئاسي. وهذه الجماعة هي المركز الرئيسي لتيار «الإخوان» الذي نشأ في مصر عام 1928 وانتشر خارجها. فهي تعتبر «الجماعة الأم» بالنسبة إلى مختلف جماعات «الإخوان» وأحزابهم في كل مكان، سواء التي تنضوي تحت لافتة «التنظيم الدولي للإخوان» بصورة علنية أو ترتبط به فعلياً. ومن الطبيعي أن تكون جماعات «الإخوان» وأحزابهم في العالم العربي هي الأكثر تأثراً بارتدادات الزلزال الذي ضرب مركزهم في مصر، وخاصة تلك التي وصلت إلى السلطة وتقود ائتلافات حكومية في تونس والمغرب أو تشارك في السلطة وتوجهها من وراء ستار في ليبيا واليمن. لكن أثر هذا…

آراء

«مالك ومال السيسي؟»

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

نشرت «الحياة» في العدد الصادر يوم (السبت) ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١٣ خبراً بعنوان: إمام يتسبب في عراك مصلين بعد دعائه على «السيسي».. و«الشؤون الإسلامية» تحقق، جاء في نص الخبر: «تسبب إمام جامع الفردوس في حي النهضة (شرق الرياض) أمس، في نشوب عراك بين مصليين أحدهما «مصري الجنسية» والآخر «سعودي»، بعد أن دعا الإمام في خطبة الجمعة على وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي، بقوله: «اللهم اجتث بشار والسيسي». وقاطع المصلون المصريون الخطبة بصوت عالٍ، ليسألوا الخطيب بقولهم: «أنت مالك ومالنا؟». كيف فهم المصلون قصد أشقائنا المصريين مع أو ضد السيسي؟ لِمَ لا يكون ضد التدخل في ثورتهم حتى لو من القريب؟ خصوصاً من أفراد لا تتعدى تجربتهم السياسية توقيع المعاريض! لم أستوعب أن الفيديو المسجل للعراك بالأيدي كان في مسجد إلا عندما سمعت المؤذن يقيم الصلاة، ويكبر الإمام بعده تكبيرة الإحرام. كيف تحولت مساجدنا إلى ساحة معارك سياسية حزبية وتمكن تنظيم ديني مقبل من خارج الحدود في بسط نفوذه على أفراد شعب آخر وتغييبهم، حتى أصبحوا ينافحون عنه بشراسة أكثر من أفراد الوطن الذين خرجوا منه؟ هل هي الإقصائية المقيتة التي تمارس ضد من يختلف عن فكرهم في أرض الوطن، وتمددت لتمارس قسراً ضد الآخر ممن يستضيفهم الوطن؟ ذكر الزميل ياسر الغسلان رأية في مقالته «عقال في فردوس الرياض» عن…

آراء

المسرح السعودي.. مطلوب حيا

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

يقول الأديب والمسرحي المعروف جورج برنارد شو: "النوم ضرب من النقد، خاصة في المسرح"، هذا يعني أن نوم الجمهور وهو يشاهد مسرحية، يقدم أهم رسائله النقدية تجاه ما شاهد، كذلك الحال حين يصمت النقد عما يقدمه المسرح السعودي، على الأقل هذا ما أفعله كمتخصصة فيه، فهل ما يُقدم على الساحة من فن درامي ومسرحي سعودي يستحق الوقوف النقدي عنده، إذ الأعمال لا تخرج غالبا عن فئتين، الأولى التجريب وفي معظمه "تقليد" أو "خلط بين المدارس الدرامية" !! وهذه الفئة تحسب التجريب مجرد تقديم خلطة رمزية "خلطبيطة" والسلام، ولا يُستثنى من ذلك إلا أقل القليل من المسرحيين السعوديين. أما الفئة الثانية، فهم من يقومون بممارسة "الخبل المسرحي" ويقدمه بعض المنتجين فيما يعرضونه من مسرحيات خلال فترات الأعياد، خاصة المسرح النسائي، فلا نص ولا فكرة ولا مضمون ولا هندسة للوعي! فقط "تهريج" يستغل تعطش الناس إلى شيء في حياتهم هو "المسرح". والمؤسف أننا نرى بعض النجوم من الفن الخليجي والعربي يقدمون أعمالا على مسرحنا مقابل المادة، ويتبجحون بأنهم يفعلون ذلك لتأسيس المسرح السعودي، ولهؤلاء أقول "المسرح السعودي في غنى عنكم"، لأن ما يقدمونه لا يختلف عما يقدمه المهرجون في السيرك، فهؤلاء النجوم أنفسهم يرفضون رفضا شديدا أن يقدموا الأعمال التي ينفذونها على مسرحنا في بلادهم، لأنها متواضعة، فهل الجمهور السعودي يستحق هكذا…

آراء

«التسونامي» المصري

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣

تثير الأوضاع في مصر جدلاً واسعاً، ناتجاً من إرباك كبير واختلاط في المفاهيم. وإذا كان الانقسام الذي تعيشه مصر وبقية العرب، حيال ما يجري في مصر من سمات المراحل الانتقالية التي تعقب الثورات الكبرى، فإن الكثيرين قد يرون أن الأوضاع تسير نحو الأسوأ ونحو مزيد من التردي، لكن ماذا لو كان الأمر على العكس من ذلك؟ لننظر إلى الأمر ثانية: هل كان تحرك الجيش المصري انقلاباً عسكرياً؟ في الظاهر، قد تنطبق مقاييس الانقلاب العسكري على تحرك الجيش المصري، لكن الاتكاء على المقاييس (الشكلية) قد يكون مضللاً للفهم. فإلغاء التمرد الشعبي من التحليل، قد يكون مهيناً للعقل أكثر من أي شيء آخر. فنزول ملايين من المصريين في الشوارع، لا يمكن تفسيره على أنه رغبة في الاستمتاع بيوم مشمس. ولا مؤامرة تحركها أصابع خفية. فخلال عام واحد، وسع الأداء السيئ للإخوان المسلمين في الحكم، من مساحة الناقمين عليهم إلى خارج خصومهم السياسيين المعلنين، لتصل إلى المواطن العادي. قد تكون المواجهات بين الأهالي ومتظاهري الإخوان دليلاً شاخصاً على رفض شعبي عميق لهم. والتساؤل عما يدفع مواطنين عاديين للإقدام على مواجهة الإخوان والاشتباك معهم وتقديم الضحايا، لا يمكن أن يفسر بالتفسيرات السهلة، مثل التخوين والتآمر والجهل وغيرها. فالناس لا تقدم على التضحية إلا عندما تستشعر خطراً حقيقياً يمسها في الصميم. هل يمثل عزل رئيس…