آراء
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣
عند قراءتي مقال الزميل القدير جمال خاشقجي "خواطر شاب إخواني غاضب نجا من فض اعتصام رابعة" في ١٧ أغسطس ٢٠١٣، حسبت للوهلة الأولى أنني أشاهد أحد تقارير القناة التلفزيونية الإخبارية المثيرة للجدل أحادية الرأي التي عُرِفَ عنها عداوتها لمعظم دول العالم بسبب فبركتها للأخبار المُرَكَبَة وانفرادها باتجاهاتها المعاكسة.. طبعاً عرفتموها. للأمانة، مقال خاشقجي لا يدعو – على الأقل ليس بطريقة مباشرة – إلى مؤازرة "الإخوان"، ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي تعاطفه مع صور "ضحايا" ميدان رابعة العدوية، والغاز المسيل للدموع، وعنف الشرطي المصري الذي يطلق رصاص بندقيته من المباني المجاورة. للأمانة أيضاً، دعا خاشقجي إلى محاسبة قادة الإخوان المسلمين "الذين صنعوا وَهْمَ الصمود في اعتصام رابعة، كأداة للضغط السياسي، وأداروه باستخفاف بدماء المؤمنين بالقضية". ولكن في الوقت نفسه، رسم الكاتب صوراً حزينة للشهداء من الأطفال والنساء الذين قضوا في الأحداث بدون التنويه عن استغلالهم كدروع وأكفان بشرية لحماية قادة الإخوان الذين أباحوا حرق الأرض وما عليها خدمة لهذه "القضية". كنت أتمنى أن يذكر خاشقجي أن من ضمن "خواطر الشاب الإخواني" أن هذا الشاب قد تمّ غسل دماغه وإقحامه في إثارة الشغب، وإشعال الحرائق في المنشآت الحكومية والأهلية والمستشفيات وبنوك الدم، وأن الأوامر قد صدرت إليه ليعتدي على المساجد والكنائس ومراكز الشرطة في جميع الأراضي المصرية. كلمة السر في المقال…
آراء
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣
دعوة "إليكس فيشمان" المحلل العسكري في صحيفة "يديوعوت أحرنوت" الإسرائيلية ، الحكومة الإسرائيلية إلى "ترك العرب يتقاتلون، ليقتل واحد منهم الآخر، لأن أي تدخل إسرائيلي قد يعيد التفاف العرب مع بعضهم على عدوهم التاريخي". وتطرقه للعلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، ولـ"الفوضى" الاقتصادية والدستورية والنزاع بين المسلمين والأقباط، ومحاربة السلفيين لـ"الإخوان"، والأحداث في سيناء، حيث يحارب البدو قوات الجيش، وانشغال مصر بالمشروع الأثيوبي على مياه نهر النيل ، ومذابح القبائل في ليبيا، والأحداث في تونس بين السلفيين وقوات الأمن، والأحداث في الصومال والسودان" مختتماً المقال بعبارة: دعوهم (العرب) يقتلون أنفسهم بهدوء. هذه الدعوة يجب أن يقرأها عقلاء العرب بروية، ويستخلصون منها العبر، ذلك أن الانشقاق العربي الذي توسعت دائرته، وتعددت أشكاله، خير حصانة للوجود الإسرائيلي، بل والاجتراء الإسرائيلي على الحقوق العربية. في حقيقة الأمر إن الثورات العربية بدأت تأكل أصحابها أو بدأ أصحابها يأكلونها، ولم تلح في الأفق- حتى الآن- أية بوادر عن تبلور فكرة الدولة الديموقراطية الحديثة، مع التقدير أن هذا التحول يحتاج لبعض الوقت. فمصر غارقة في فوضى ومنازعات بسبب عدم قبول المعارضة وصول (الإخوان المسلمين) إلى سدة الحكم، وإنْ جاؤوا عبر صناديق الاقتراع؟ كما أن الحرب الإعلامية بين الطرفين (الحكومة والمعارضة) على أشدها. ولقد تجاوزت حدود المعقول في القيم الإعلامية، كما أن أوضاع مصر الاقتصادية مرتبكة، مهما…
آراء
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣
تعرضت فتاة مسلمة يوم الأحد الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم لاعتداء عنصري بسبب ارتدائها الحجاب، مما دفع عددا كبيرا من سيدات المجتمع السويدي غير المسلمات لإطلاق حملة باسم "احتجاج الحجاب" اشترك فيها سياسيون ومقدمو برامج تلفزيونية، وذلك من خلال نشر صور لهن في مواقع التواصل الاجتماعي وهن لابسات الحجاب تضامنا مع الفتاة، وكذلك من أجل حث الحكومة السويدية على ضمان حقوق النساء المسلمات في المجتمع السويدي. الحملة شهدت تلبية أكثر من 4 آلاف شخص للدعوة عبر موقع تويتر بعد يوم واحد من إطلاقها، وقام كذلك أكثر من 100 شخص في موقع إينستاغرام بنشر صور لهن ورؤوسهن مغطاة بالحجاب، فيما انضم أكثر من 8500 شخص بعد ظهر الثلاثاء إلى مجموعة تحمل اسم حركة "انتفاضة من أجل الحجاب" في موقع الفيسبوك. وقد استقبلت وزيرة العدل السويدية بياتريس اسك يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد يومين من إطلاق الحملة، ناشطات في تلك الحركة التي تمكنت بدورها من إقناع النساء السويديات بتغطية رؤوسهن بالحجاب، وذلك بهدف طرح مسألة وجود تمييز بنيوي، ولكي توصل رسالة للوزيرة بأن هناك شعورا لدى الحركة بأن هذا النوع من الجرائم يزداد تفشيا في ظل الحكومة الحالية. في ستوكهولم، حيث أقضي بضعة أيام برفقة زوجتي، يلفت نظرك عدد لا محدود من مظاهر التحضر والمدنية، ليس فقط في الطرق والمباني والمرافق، بل…
آراء
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٣
استاء بعض عشاق الفنان الكبير محمد عبده من ظهوره في فيديو كليب (وحده بوحده) بصورة يرون أنها لا تليق بمكانته الفنية، الكليب الذي كان (يحوس) الرقص الغربي بالأفريقي بالهندي كي يوصلك إلى التعبير السعودي الشهير (وحده بوحده) والذي يعني الرد على الفعل بمثله جاء ــ دون أن يقصد المخرج ــ ليجسد طريقة تعاملنا مع الأخطاء الواضحة حيث نخترع لها أعذارا وتخريجات بمختلف لغات العالم حتى يتمكن المخطئ من دفن خطئه تحت السجادة فتمر السنوات دون أن ننتبه الى أن السجادة أصبحت تغطي جبلا من الأخطاء. أمس فقط قرأت في الصحف عددا كبيرا من الأخطاء الفادحة التي كان يجب التعامل مع كل واحد منها بطريقة (وحده بوحده) ولكن المسؤولين عن مواجهتها سرعان ما رفع كل واحد منهم السجادة بطريقته كي يدفن الحالة الفاسدة جهارا نهارا دون أن يكترث بردة فعل الجمهور، تماما مثلما فعل محمد عبده، وسأذكر لكم ثلاث حالات فقط كي تتأكدوا من حجم البرود الذي تواجه به بلاغات الفساد. في الحالة الأولى نشرت «عكاظ» بلاغات صيدلي عربي حول المخالفات الجسيمة التي ترتكب في أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة المنورة والتي ادعى خلالها أن هذا المستشفى تسبب في وفاة 223 شخصا خلال عامين بسبب الأخطاء الطبية والإهمال، يبدو أن هذا الصيدلي اختلف مع إدارة المستشفى فقرر أن يفضح كل الممارسات الفاسدة…
آراء
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٣
«السبب الوحيد لنجاحكِ هو أنكِ ترتدين شَيلَة (طرحة) بينما أنا لا أرتديها»! كانت كلمات غاضبة وجهها لي زميلي السابق في أرامكو عندما احتفت إدارة أرامكو والصحف المحلية بحصولي على لقب «مستشار أمن المعلومات»، كأول سعودية تتخصص في هذا المجال. كنت غاضبة أيضاً، كيف تصدر هذه الكلمات من زميلي الذي عملت معه خمسة أعوام وكنت أكن له كل الاحترام، وبذلت له كل المساعدة عندما التحق جديداً بقسم حماية المعلومات. لم أفهم غيرة زميلي يومها إلا من أيام، حين قرأت خبر تأهل العداء السعودي يوسف مسرحي إلى نهائي ٤٠٠ متر في بطولة العالم لألعاب القوى متفوقاً على بطل العالم الحالي ومحققاً رقماً قياسياً سعودياً جديداً، وتأهل العداء السعودي عبدالعزيز لادان إلى نهائي ٨٠٠ متر في البطولة نفسها. كلا الخبرين مرّا بهدوء مقارنة بالزوبعة العالمية التي صاحبت اشتراك الرياضيتين السعوديتين وجدان شهرخاني وسارة عطار في أولمبياد لندن. وسط كل الزوبعات التي تثيرها أخبار «أول سعودية تصعد قمة جبل أو تهبط على الأرض بطائرتها، أول سعودية محامية، أول سعودية عضو مجلس شورى» لا تنال الأخبار نفسها هذا الاهتمام إذا كان صاحبها رجلاً! هل تعرف مثلاً اسم أول سعودي حقق ميدالية في الألعاب الأولمبية؟ إن إثم تضخيم أي إنجاز للمرأة تدفع ثمنه حواء أولاً، فالمبالغة ما هي إلا تقزيم لها وإيغار لصدر الرجل عليها. بودي…
آراء
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٣
حزامها يمتد من سوريا إلى ليبيا، وبينهما تونس ومصر واليمن والبحرين. ست دول عربية يلفها ربيع التغيير وينتظرها ظلام المستقبل. والربيع هنا ليس إيجابا أو سلبا، بل فصل مهم في تاريخ هذه الدول، ولا بد أن ينتقل إلى فصل آخر يليه. أقساها سوريا، وأكثرها إيلاما، أما البقية فتعيش حالة غليان يصعب معها أن نتنبأ كيف ستنتهي. خريطة الحدود والحكومات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تغيرت في كثير من مناطق العالم، وخريطة العالم العربي رسمت ما قبل ذلك، منذ «سايكس بيكو». فكيف يمكن أن تنتهي عليه سوريا، بعد أن أثبت أهلها أنهم يزدادون إصرارا على التغيير من أي شعب عربي آخر، رغم ضخامة الثمن الذي يدفعونه وطول زمنه؟ وليس طول الحرب الأهلية أو قصره سببا في التقسيم، بخلاف ما يقوله البعض، فالصومال مزقت إلى ثلاث دول ثم التأمت في دولة واحدة، لأن المجتمع الدولي رفض الاعتراف بتقسيم أمراء الحرب هناك. أما سوريا، فلا تزال دولة واحدة يتصارع فيها الفرقاء على الحكم، لكن من يدري إن تعقدت الخلافات الخارجية عليها قد ترتضي القوى الكبرى أخيرا حلا تقسيميا، أو يصبح التوزيع طائفيا وعرقيا أمرا جغرافيا واقعا، هنا تنتهي سوريا إلى دويلات، كما آلت إليه يوغسلافيا. وكما دمر نظام بشار الأسد الشرير سوريا، فإن الجماعات الجهادية المتطرفة قد توحد السوريين لمحاربتها، وتنتهي الحرب بإقصاء…
آراء
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٣
1 تعرفت البشرية منذ القدم على نوعين أساسيين من حملات الاستعداء والتأليب، يروم منها المستعدي ليس الإضرار بشخصٍ ما فقط، بل والانتفاع له من ذلك الإضرار، باعتبار أن «بضدّها تتميز الأشياء»! النوع الأول: ديني يستخدم أداة «التكفير»، والثاني: وطني يستخدم أداة «التخوين» للقضاء على خصومه. ولم يسلم من الخوض والتورط في حملات التأليب طوال التاريخ العربي الإسلامي، لا علماء الدين (العارفون بالله) ولا المثقفون والشعراء (إنسانيو المشاعر) ولا السياسيون (قادة الأمة) . كما لم يسلم من هذه الخصلة البشرية الوضيعة أيّ جنس أو دين من الشرق العاطفي أو من الغرب المستنير، بل إن أشهر حملتي استعداء يتداولها الخطاب الثقافي حتى اليوم هما حملتان غربيتان، الأولى محاكم التفتيش، وهي حملة دينية بدأت في القرون الوسطى واشتدت في القرن الخامس عشر الميلادي مع سقوط الأندلس وامتدت حتى عصور النهضة الأوروبية، والثانية هي المكارثية التي استخدم فيها النائب الأميركي جوزف مكارثي في العام ١٩٥٠ عصا الوطنية من أجل تصفية خصومه المنافسين له في الكونغرس، من خلال إلصاق تهمة الانتماء للشيوعية بهم... التي كانت آنذاك شماعة التخوين! ٢ مرّت المنطقة العربية خلال العقود القليلة الماضية بمجموعة من الأزمات التي سببت احتقاناً وتوتراً بين الناس، سواء أخذت تلك الأزمة لبوساً دينياً شرعياً أو لبوساً سياسياً وطنياً، وقد كاد بعض تلك الأزمات أن يصل حد المكارثية…
آراء
الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣
عندما تطالع فضائح بعض إخواننا في مواقع (كييك) وتسجيلاتهم التي تدعو للأسف تخبرنا أننا دخلنا الحضارة عبر الطريق المعاكس، وبالتالي تجد مِن أبناء جلدتنا مَن يسمون أنفسهم بأبطال ونجوم (كييك)، وعندما تدخل لتطالع هؤلاء الأبطال المظفرين لا تجد غير أناس يتفوهون بكلمات تافهة وتميل للسخرية بعيدة كل البعد عما تمثله أمتنا من حضارة وثقافة، وهؤلاء ليس لهم هم عدا الاستهزاء والفضائح ونشر الغسيل، والهدف منها جمع المتابعين والظهور للعالم ولو بالطريقة الخاطئة في سبيل الوصول للنجومية المزعومة، نعم لقد أبدع أبناؤنا بمقاطع تظهر التخلف واللامبالاة وفاحت رائحتنا للجميع لكنها هذه المرة بالصوت والصورة ولا أتمنى أن يكون هؤلاء سفراءنا الجدد. لا أعتقد أن النجاح والنجومية يمثله مقطع فيديو ركيك لا يتجاوز 35 ثانية بين الغنم أو بين الأصدقاء في حفلة شاي متواضعة في الصحراء وبعد عشر مشاهدات نطلق على أبطال المهاترات النجوم (خرفان مع صديقه تيسان)، في الزمن الجميل كان هناك صانع للنجوم وعندما يقدم هذا الصانع نجماً تجده يستحق هذا، أما اليوم أصبحت التقنيات الحديثة متاحة للجميع وهي الصانعة للنجوم والمشاهير لكنها قدمت لنا أناساً لا يتمتعون بأي نوع من الثقافة أو الإبداع وشهاداتهم العلمية بالكاد تكون الابتدائية ويصبحون بالمهاترات نجوماً، لا أعرف كيف أسمي هذه النجومية الكاذبة. صحيح أن النجاح والشهرة حق للجميع ولكن بهذه الطريقة التي لا…
آراء
الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣
كلمة خادم الحرمين الشريفين عن ما يجري في مصر ليست بمستغربة، فهي تعبّر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية، وتوضح في شكل مباشر موقف شعب المملكة وقيادتها لما تتعرض لها مصر من أزمة خطرة في تاريخها المعاصر، لقد عبر الملك عبدالله عن وقوف المملكة إلى جانب مصر حكومة وشعباً لما تتعرض له من مخططات مدمرة، قد تُدخل مصر في نفق مظلم وتصل إلى مرحلة الدولة الفاشلة الممزقة. كلمة خادم الحرمين الشريفين أتت في توقيت حساس في مسيرة الشعب المصري الذي تتكالب عليه قوى غربية لتدويل أزمته الداخلية، وهذا تطور خطر جداً، فالأزمة في مصر وصلت إلى مجلس الأمن، وقد تعاد مناقشتها مرة أخرى مع دعوات بعض الدول لاستخدام البند السابع كأجراء للتعاطي معها. والغرب في حقيقة الأمر أراد إشعال الأزمة الداخلية في مصر، فبعد إعادة الهدوء إلى ساحات الاعتصام التي أقامها أنصار الإخوان المسلمين، قام الغرب بالوقوف والمساندة مع هذه الجماعة وممارسة الضغوط على الحكومة المصرية، وهذا ما شجع حركة الإخوان المسلمين على محاولة جر البلاد في يوم الجمعة إلى فتنة بين أبناء الشعب المصري، وقد عبّر الملك عبدالله عن مخاطر الفتنة في مصر. موقف المملكة والذي عبر عنه قائدها سيحفظه التاريخ لها، وهذا ليس بمستغرب، وكلنا يتذكر موقف المملكة الداعم للشعب السوري بداية الثورة السورية والتي حذرت من دخول سورية…
آراء
الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣
حدث في مايو 1974، خلال زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون لمصر بعد قطيعة تجاوزت عشرين عاما، أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات نظم حفل عشاء فاخرا على شرف الرئيس الأميركي، وجاءت جلسة الدكتور علي السمان رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط حينذاك، بجوار ضابط كبير في المخابرات المركزية، ودار حوار دافئ في جو مفعم بالبهجة والتفاؤل، فإذا بالضابط الأميركي يقول لعلي السمان: أخيرا عدنا إلى القاهرة ولن نفقدها أبدا! وبالفعل لم تحاول الولايات المتحدة أن تخسر مصر من ساعتها، مهما دخلت العلاقات بينهما إلى مطبات وتناقضات تتصاعد حدتها أو تخفت، وقد ظل الطرفان حريصين على "شعرة معاوية" بينهما "في أشد الأوقات حرجا" كما يقول العرب في أمثالهم.. لكن يبدو أن شعرة معاوية مهددة لأول مرة بالقطع في الأزمة الحالية، بل إن الولايات المتحدة تمضي دون أن تقصد، إلى الطريق الذي مضى فيه جون فوستر دالاس وزير خارجيتها في خمسينيات القرن العشرين، والذي نتج عن سياساته أن غيرت مصر عبد الناصر اتجاه بوصلتها من واشنطن غربا إلى موسكو شرقا، وصارت لاعبا أساسيا في الحرب الباردة بين الكتلتين، بما كان عبد الناصر يملكه من كاريزما وأحلام وطنية، إلى أن عدل أنور السادات بوصلة مصر إلى واشنطن مجددا. لكن واشنطن في أزمة الدولة المصرية مع جماعة الإخوان، تكاد تدفع مصر للعودة إلى طريق عبد…
آراء
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣
لم ينسَ الكثيرون المقطع المصور على اليوتيوب لعضوي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين تهجما فيه على شاب سعودي في أبها بالاعتداء وصفعه دون معرفة الأسباب التي لا تبدو في ذلك المقطع واضحة، جاء بعده توجيه رئيس الهيئة الدكتور عبداللطيف آل الشيخ مشكورا بإعادة التحقيق فيه من قبل لجنة في الهيئة وعدم قبول نتائج التحقيق الذي أجراه فرعها في عسير، ولم يمر وقت كافٍ على ذلك حتى نقرأ عن اعتداء ثلاثة من منسوبي الهيئة بالرياض على مواطن في مؤسسته وتناقلته صحيفة "سبق" الإلكترونية مع بعض الصور المؤسفة التي صورت ما تعرض له المواطن من ضرب مبرح على جسده ووضع "الكلبشات" في قدميه أثناء الذهاب به إلى المستشفى نتيجة الاعتداء عليه في مركز الهيئة بعد اقتياده إليه، لأنه كان يصلي صلاة العشاء في المؤسسة مع موظفيه لتعذر ذهابهم إلى المسجد لعدم قربه من محل عملهم! بصراحة شديدة، أيا كانت الأسباب، فإن التهجم بالضرب على أي شخص أمر مرفوض رفضا باتا ولا يمكن قبوله، لأن المسألة تتعلق هنا بكرامة الإنسان سواء كان مواطنا أو مقيما، ثم إن عمل أعضاء الهيئة التوجيه والتبليغ وليس ضرب الناس بأيديهم وإجبارهم على اجتهاداتهم الشخصية بعنف، فهم موظفو دولة أولا وأخيرا، لا يجوز لهم استغلال سلطتهم ومكانتهم، وواجبهم خدمة المواطن والحفاظ على مصالحه وكرامته.. ولذلك فإن…
آراء
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣
تحيرني وتثيرني المواقف المتناقضة للدول الغربية، وكأن تلك الدول تسعى إلى صبّ الزيت على النار في مصر، عبر التدخل في شؤونها الداخلية، في تجاهل تام لسيادتها واستقلالها وإرادة شعبها. لا يقبل بإزهاق الأنفس البريئة إلا مُجرم، والعنف والتخريب مرفوضان، والإنسان له حق التظاهر السلمي والتعبير عن مطالبه. هذه أبجديات إنسانية معروفة لكل الحكومات والشعوب، لكن أخذ الأُمَّة نحو الفتنة تنفيذاً لرغبة «جماعة» فذلك مرفوض أيضاً! لن أقوم بجردة إحصائية للممارسات اللاإنسانية في بعض الدول الكبيرة عندما تتعرض لتظاهرات احتجاجية داخلية طابعها العنف والنهب والتخريب وشلّ البلاد. في صيف 2011 هاجمت السلطات الأمنية الأميركية المحتجين في حركة «احتلوا وول ستريت» في ما سمي بـ«ربيع أميركا» على غرار «الربيع العربي»، ورفضت مطالبهم وقمعتهم قمعاً وحشياً وأطلقت الرصاص الحي عليهم، وقُتل عدد منهم وجُرح العشرات في ظل تعتيم إعلامي ومساندة كبيرة للسلطات من الإعلام الأميركي، تحت ذريعة الحفاظ على «الأمن القومي». وتاريخ أميركا «الإنساني» دموي.. من فيتنام واليابان وحتى أفغانستان والعراق. وكذلك حدث الوضع نفسه في بريطانيا في آب (أغسطس) 2011 عندما مارست بريطانيا القمع نفسه تجاه الشباب المحتج بعد موجة غضب اجتاحت لندن، إثر وفاة الشاب مارك دوغان برصاص الشرطة، لتمتد الحركة الاحتجاجية إلى مدن بريطانية عدة من بينها ليفربول وبيرمنغهام وبريستول، ما دعا حكومة ديفيد كاميرون إلى مواجهة تلك الحركة برجال…