آراء
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣
«إخواني السعوديين أنتم أهلنا وحبايبنا وعلى رأسي، بس حبيت أوضح لكم قبل العيد، الإمارات سبع إمارات مش بس دبي، انتشروا في أي مكان غير دبي، خلونا نتنفس». رسالة وجهها أحد الإخوة الإماراتيين للسعوديين قبل العيد، عبر موقع التواصل «كيك»، و«انتشر» بعدها هاشتاق «انتشروا» في «تويتر» للتعليق على الرسالة التي ذكرتني طرافتها بلازمة «انتشروا» للفنانة المصرية نعيمة الصغير في فيلم «العفاريت». كانت تعليقات السعوديين تدور في دائرة الخجل: (فشلتونا، معاه حق، ما ألومه)، وتعليقات الإماراتيين في دائرة الإحراج: (العين أوسع لكم من الدار، أنتم أهل المكان، العيد ما يحلا إلا بكم). وبين الخجل السعودي والإحراج الإماراتي، أعلنت صحف إماراتية عن إشغال فنادق دبي ١٠٠ في المئة في احتفالية «العيد في دبي»، معظمهم من دول الخليج وفي مقدمهم السعودية طبعاً. وكنت حاولت الحصول على تذاكر على أحد خطوط الطيران الاقتصادي للذهاب إلى دبي في أول أسبوع من العيد لأجد أن سعر التذكرة ذهاب فقط يراوح بين ١٢٠٠ و١٤٠٠ ريال، أي أغلى بأربع مرات من الأيام العادية. مِن الآخر، السعوديون لن يوقفهم شيء عن قضاء العيد في الإمارات ودبي تحديداً. لن أكتب عن «لماذا دبي؟» فقد سبقني الكثير، لكن سأكتب عن «ما حول دبي» وهي أماكن تستحق المشاهدة، علَّ المقالة تسهم في تخفيف زحمة العيد! أقرب إمارة لدبي هي «الشارقة»، أخذنا الصديق العزيز…
آراء
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣
في البحرين عادة جيدة، هي المجالس الرمضانية، حيث لكل عائلة مجلس كبير يستقبلون فيه ضيوفهم في ليالٍ محددة طوال الشهر الكريم، فيمضون وقتهم بعد صلاة التراويح في مجلسهم أو يزورون مجالس غيرهم . في مجلس رمضاني سمعت حديثاً بين رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان ومواطن بحريني عن «أيام زمان» في أحياء البحرين القديمة، كان الحوار حول من بقي في «فريج العمامرة»، الذي نشأ فيه مُحاور رئيس الوزراء، ومن انتقل، وما حصل في تلك الأيام، كان في الحديث قدر هائل من الاشتياق الرومانسي لتلك الأيام والأماكن القديمة، وهي حالة أراها تتكرر حيثما جلست مع رجالات ذلك الزمن القديم في بلادي، «والبحرين أيضاً باتت بلادي بحكم القرابة والحب»، فلماذا هذا الاشتياق لتلك الأحياء القديمة ونحن من ضاق بها، وتخلى عنها؟ ضقنا من أزقتها الضيقة، وأسقفها العالية، وأبوابها الخشبية، بعدما تمثلت لنا الحداثة والتطور في المباني الإسمنتية الحديثة، في أحياء ذات طرق فسيحة، بدون شجر أو ظل، بعيداً عن وسط المدينة القديم الذي كانت مبانيه تحن لبعضها بعضاً فتنشر ظلالاً في الطرقات، ونسمات باردة تنعش النفس، وسدرة خضراء شامخة وسط الحي يجلس تحتها بائع الثلج وزجاجات الكوكاكولا والفانتا المسقعة. حوار رئيس الوزراء والمواطن فيه الجواب، إنه افتقادنا لعلاقة جميلة لا تعوضها أجمل المباني وأوسع الطرق، إنها «الجيرة» أن تخرج من بيتك نحو…
آراء
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣
طوال عقد من المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، كانت الدول الغربية تتحدث عن سعي الجمهورية الإسلامية إلى إبرام صفقة كاملة تتضمن انتزاع اعتراف دولي بنفوذها ودورها الإقليميين، وأن الغرب لن يخضع لهذا الابتزاز الذي تمارسه، ويُفضل أن يحصر التفاوض بالملف النووي الذي يقلقه مع إسرائيل، رابطاً مسألة تخفيف العقوبات المتدرجة على الاقتصاد الإيراني أو إلغائها بحل هذه المشكلة. اليوم، وبعد التغيير الذي حصل في إيران مع مجيء رئيس «معتدل»، صار المطلب الإيراني المعلن إجراء مفاوضات نووية منفصلة تماماً عن الأوجه الأخرى للسياسات الإيرانية في المنطقة، مثلما يوحي به كلام روحاني في مؤتمره الصحافي الأول بعد توليه منصبه، وإبداء استعداد بلاده لإجراء مفاوضات «جادة وجوهرية» حول هذا الملف «تزيل المخاوف لدى الطرفين»، وقبولها أيضاً بحوار مباشر مع الولايات المتحدة إذا أثبتت الأخيرة «حسن نواياها». لكن هل يعكس هذا تغييراً فعلياً في المواقف الإيرانية أم أنها السياسات نفسها بأسلوب مختلف وتعابير أكثر قابلية للتأويل؟ الأرجح أن القيادة الإيرانية التي تعود الكلمة الفصل فيها إلى الولي الفقيه وليس للرئيس، رأت أن السبيل إلى الخروج من الضيق الاقتصادي المتزايد الذي يضغط على موارد طهران ويقلص قدرتها على مواصلة تمويل أتباعها وحلفائها في المنطقة، يتطلب مخاطبة الغرب بلهجة مختلفة وتقديم بعض التنازلات الشكلية هنا وهناك من دون تغيير جوهري، والإيحاء بأنها باتت جاهزة لمراجعة…
آراء
الأربعاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٣
ما أن امتلأت معظم الميادين وكثير من الشوارع بعشرات الملايين المؤيدين لتفويض مؤسسات الدولة لمواجهة العنف والإرهاب، حتى خرج مئات من أعضاء جماعة «الإخوان» لقطع الطريق عند النصب التذكاري في شريان شديد الحيوية شرق القاهرة والتحرش بقوات الأمن والاعتداء على الأهالي. بدأت تلك العملية في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة 26 يوليو الذي دخل التاريخ مثله مثل اليوم نفسه قبل 57 عاماً عندما استجاب الرئيس جمال عبد الناصر لإرادة الشعب وأعلن تأميم شركة قناة السويس العالمية. ويجمع بين 26 يوليو في عامي 1956 و 2013 أنه يوم تجلت فيه الإرادة الشعبية واضحة لا لبس فيها وقوية يصعب كسرها. وعبرت هذه الإرادة عن أغلبية شعبية هائلة في الحالتين رغم الاختلاف الكبير بينهما زمناً وسياقاً. ومثلما كان حضور هذه الأغلبية ضامناً لانتصار الإرادة الشعبية على الاستعمار عام 1956، يمثل وجودها الآن وتجسدها على الأرض حماية من شبح الحرب الأهلية الذي بدا لكثيرين أنه خيم على سماء مصر في لحظات عدة بين انتفاضتي 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013، سواء حين اشتد الاستقطاب المصنوع بشأن قضية هوية مصر، أو عندما تفاقم الانقسام المترتب على سياسة الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة «الإخوان» وخاصة عقب الإعلان الدستوري الصادر في 21 نوفمبر 2012. وفي وجود هذه الإرادة القوية يبدو مغالياً بل مفارقاً للواقع، الجدل المثار…
آراء
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣
«إننا نقول لهذه الأحزاب التي نعتقد بكفرها، إن الساعة التي تختارونها، لتكون ساعة وجودكم، ستكون ساعة دفنكم. ودفعكم إلى المقابر...». هذا الكلام ليس لأسامة بن لادن. أو لنائبه أيمن الظواهري... هذا الكلام الخطير لحسن نصر الله قبل أن يصبح أمينا عاما لحزب الله (1992)، مخاطبا الأحزاب السياسية اللبنانية. حسن نصر الله من جيل جديد من رجال الدين المتسيسين، عند السنة والشيعة. جيل نَبَتَ غالبه في الفقر المدقع. ووجد في الإسلام «الجهادي والتكفيري» رسالته التي يوجهها إلى العالم! ما أحلى لبنان! هناك دولتان. جمهورية الطوائف. ودولة الطائفة. طوائف تحلم بالديمقراطية والأمن والسلم. ودولة الطائفة تحلم بفرض عنف الدولة الدينية على بلد فيه 17 دينا. وطائفة. ومذهبا!. مَلَّ حسن نصر الله الفقر. فلاذ بالدين. سافر من «الكرنتينا» أفقر أحياء بيروت، إلى حلقات الدراسة حول الأضرحة المقدسة في الطرق. تتلمذ على الخميني وبطانته. تعلم كيف يجعل من الدين لهبا طائفيا يحرق ويحترق. تصالح صدام مع الشاه. فطارد الخميني اللاجئ إلى النجف وكربلاء. عاد حسن نصر الله مع زميليه صبحي الطفيلي. وعباس الموسوي إلى بيت الطائفة في لبنان. استجابوا لنداء «الفقيه» الذي أقام دولة دينية في إيران. فأسسوا حزبا له في لبنان، بعد انسحابهم من تنظيم «أمل» الطائفي الذي أسسه موسى الصدر. ثم سيطر عليه المحامي والبعثي السابق نبيه بري، بدعم من الأسد الأب…
آراء
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣
هل هناك رابط ما بين قتال الجيش المصري مع جماعات "جهادية" في سيناء وقتال الجيش التونسي مع جماعات مماثلة في جبال الشعانبي؟ في الظاهر نعم، في التفاصيل لا. أو هذا على الأقل ما توفره المعطيات الراهنة. لكن، لا بأس بمتابعة الظاهرة في أماكن أخرى: ففي اليمن لا تزال الحرب على "القاعدة" مستمرة رغم الضربات التي تعرض لها التنظيم على أيدي الجيش والمواكبة الأميركية الفاعلة. وفي ليبيا بلغت خطورة "القاعديين" أقصاها بعد انسلال هؤلاء في نسيج التيار الإسلامي وميليشياته والوجود القوي الذي تأمن لهذا التيار بفعل الثورة، التي أطاحت بالنظام السابق، ونشرت الأسلحة على نحو لم يشهده أي بلد من قبل، بل تخطت الحدود لتصل إلى كل مكان، بما في ذلك مصر وتونس. نأتي إلى سوريا، حيث استغلت الجماعات "الجهادية - القاعدية" الصراع الدامي الذي افتعله النظام. ويتفق الخبراء على أن هذا النظام هو الذي أشرف على نشاط الإرهابيين المتسللين إلى العراق بدءاً من منتصف عام 2003، وهو الذي استفاد إلى أقصى حد من عودتهم إلى سوريا، إذ إنهم باتوا يشكلون اختراقاً خطيراً لمناطق سيطرة معارضيه، وقد شاركوا منذ أوائل 2013 في القتال ضده ليكسبوا تعاطف الثوار، ثم قعدوا يوطدون سيطرتهم، وإنشاء "إماراتهم" والتحكم بالحياة اليومية للناس. عودة إلى سيناء، فالمواجهات هناك اندلعت بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وما هي إلا…
آراء
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
من حق السعوديين أن يتساءلوا بغضب أين يذهب راتبهم الشهري؟ ولماذا لم يعد يكفي؟ نفسه قصير ينتهي قبل أن ينتهي الشهر، وكلما حاولوا أن يرفعوا بعضاً من القرش الأبيض لليوم الأسود، اكتشفوا أن اللون الأسود أصبح يغلب على كل حياتهم، وهذه الحال منذ أكثر من عقدين، والحقيقة هناك أسباب عدة جعلت السعوديين لا يستطيعون الإمساك بالراتب حتى لا يتبخر أو يطير، من جهة سلوكيات الأفراد تغيرت مع نمط الحياة المعيشية ومتغيرات العصر، أما من ناحية مؤسسات الدولة فقد أصبحت بطيئة في تقديم الخدمات الرئيسة التي تهم المواطنين، لهذا تحمل الكثير منهم وأصبح يبحث عن هذه الخدمات خارج إطار مؤسسات الدولة، أو عن طريق الواسطات وكذلك لدى القطاع الخاص. حينما تسأل سعودياً أين يذهب راتبك؟ يعطيك أكثر من إجابة، يقنعك بها أنه بالفعل لا يبقى شيء ليدخره لمستقبل أسرته، القسم الأكبر من راتب السعوديين تلتهمه أقساط إيجار المنزل الذي ينمو بشكل لافت وسريع من دون تحرك من السطات الأمنية والاجتماعية، وأسعار العقار ملتهب بشكل مخيف ومجنون، ولا أحد قادر على السيطرة عليه، مع أن الحلول كثيرة إلا أنها وللأسف حلول طويلة المدى من 30 إلى 50 عاماً مقبلة، هذا يعني أن كل الموجودين الآن يجب طحنهم بالكامل حتى نخلق جيلاً جديداً يتوافق مع رؤية وتطلعات سياسة الإسكان ومعالجة الفقر، والمؤسسات الحكومية…
آراء
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
عندما تنظر للإحصاءات عن النمو "الخرافي" لاستخدام التكنولوجيا في أوساط الأطفال والمراهقين، وعندما نلاحظ بأنفسنا التعلق غير العادي للأطفال بأجهزة الآيباد واللابتوب والتي صارت من الأساسيات في كل منزل، ندرك أن "التعليم التقليدي" بالشكل الذي يقدم حاليا في مدارسنا في مأزق حقيقي، لا تحسد عليه المؤسسات التعليمية. رغم نداءات لا حد لها من الكتاب والمتخصصين تنادي التعليم بأن يطور نفسه في مواجهة التحديات الجديدة ومتطلبات السوق المهنية، إلا أنه حتى الآن استطاعت وزارة التربية والتعليم أن تحافظ بصمود على كلاسيكياتها مع تغييرات محدودة، لا يمكن لأحد أن يدعي أنها تلبي هذه الاحتياجات، أو أنها تمثل استجابة حقيقية لما يحصل في العالم من حولنا بعد الثورة الرقمية. ما زال هناك جدل ووعود حول التحول من الكتاب المدرسي الورقي إلى المادة الإلكترونية، وبالرغم من أن هذا التحول يبدو بديهيا من حيث التكلفة وسهولة تعامل الطالب وسهولة التنفيذ ووجود نماذج عالمية كثيرة، إلا أنه ما زال مشروعا يسير ببطء من عام إلى عام دون إنجاز فعلي على الأرض حتى الآن. ولكن هذا الطلب صار قديما، فالواقع الجديد أن الكتاب المدرسي بصيغته الإلكترونية فقد أيضا جاذبيته، وصار التحول إليه خطوة من الماضي، لأن الدراسات والأرقام تؤكد أن عادات النشء صارت تتحول بسرعة للانجذاب للتطبيقات والفيديو والمؤثرات الصوتية والبرامج التفاعلية السريعة والألعاب. لهذا كله، هناك…
آراء
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
يموج الشرق الأوسط بعنصريات ومماسات مختلفة يكتسيها التطرف خلقتها ظروف تاريخية وجغرافية جعلت هذه البقعة في منتصف العالم ملتقى لآيديولوجيات متشابكة وقضايا معقدة تتدلى نهاياتها المتداخلة في الشوارع العربية وكأنها خيوط رفيعة «ملضومة» لا تكاد تحرر أحدها حتى يتشابك ويتعقد العشرات غيره. إلا أن هذه الخيوط الملضومة يزداد تعقيدها وتتيبس كتلتها عند تدليها في شوارع منطقة الخليج العربي، هذه الشوارع التي تشترك مع بقية المنطقة الشرق أوسطية في مشاكلها وعنصرياتها وتطرفاتها، ثم تزيد عليها بروحها الخليجية الخاصة المتجذرة في عادات وتقاليد هي بحد ذاتها وحدة معقدة من خيوط رفيعة بالية أكل الدهر عليها وشرب. ومما زاد خيوطها الملضومة بلة أن اكتشفت هذه الدول بحر السائل الأسود تحت أراضيها، وبين يوم وليلة، تحولت الأراضي الصحراوية القاحلة إلى مدن حديثة يانعة، تزهو شوارعها بالسيارات الحديثة وتتزين عواصمها بالعمارات الشاهقة وتتغنج مناطقها بالفلل الراقية، ولكن يا ترى هل تغيرت مع هذه التغيرات المفاهيم؟ هل استطاع السائل الأسود أن يشتري القدرة على تجديد الفكر، أن يوفر اللين المطلوب لتطويع وتطوير العادات، أم أنه جف عند سواحل نفوس لم تبحر مراكبها في يوم؟ قد يكون هذا الكلام قاسيا، وقد يتهم صاحبه بالتشهير، إلا أن الخطوة الأولى باتجاه أي تغيير تتأتي من مواجهة النفس، من قراءة الماضي وتداعياته لمعرفة الكيفية التي سيسير بها المستقبل. وليكون الكلام…
آراء
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
هناك الكثير من الأسر التي توفر العاملات للعمل في المنازل، ثم يحملونهن الكثير من المهام التي يجب ألا تفرض عليهن أصلاً، ومن إحدى سلبيات هذه الظاهرة تساهل بعض الأهالي في الاعتماد على العاملة المنزلية في رعاية الأطفال وتربيتهم وتدبير شؤونهم حين انشغال الأبوين، أو في أوقات غيابهما عن المنزل. إذا كان من الواجب على الأبوين اللذين ينتظران مولوداً أن يبحثان في الكتب والمؤلفات التربوية الخاصة بالأطفال، وعن البرامج التثقيفية لأجل النجاح في مواجهة هذه المرحلة من حياتهما، فلا ننسى أن العاملات يأتين من ثقافات مختلفة، فضلاً عن أنهن غالباً غير مؤهلات علمياً وتربوياً للعناية بالأطفال وتربيتهم، إضافة إلى أن الطاقة التي يستهلكها العمل في المنزل وكثرة المهام الموكلة إلى العاملة تصعب عليها نفسياً تقبل سلوكيات الأطفال أو التعامل معهم بعطف ورحمة، وعلى وجه آخر قد ينتج لدينا هذا التساهل والتعامل السيء سلوكيات وطباعاً سيئة، وأخطرها بناء الأطفال على النمط الكسول والاعتمادي، فالعاملة التي تعتني بالطفل ولا تمتلك الوعي، أو لا تُعطى الحق في توجيه سلوكياته الخاطئة وتقويمها، تتسبب سلباً في نشأته كشخص اعتمادي على من يسدد عثراته من دون أن يسعى بنفسه للقيام على ذاته، أو تصحيح أخطائه، بينما هو يعبث ويفعل ما يشاء وقد تلازمه هذه المشكلة حتى الكبر. يجب أن يكون وجود العاملة في نطاق الخدمة فقط، وبعيداً…
أخبار
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
· هذا الشعور بمجانية الدم المراق شديد المضاضة، تضغط وطأته على الروح أكثر في رمضان. في سوريا.. بينما الحرب في الداخل تحرز قذيفةً أو تخسر خطّة، فإن رقم القتلى هو الذي يتقدم فقط. ترى السوريين يستقبلون أول الصيام بتطاير أشلائهم، يخرج الواحد كما لو أنه لن يعود، وإن عاد فقد يرجع وقد التهمت شظيّةٌ عارضة شيئاً من جسده. تنعقد المجالس الدولية المرة بعد الأخرى، والرقم يزيد، وزراء الخارجية يتبادلون غضب الكلام والرقم يزيد. الجثث المحصودة وحدها تمضي قدماً. أما في مخيّمات اللجوء فرمضان يأتيهم وشروخ الحاجة والمهانة تتفاقم وتهرس كبرياءهم.. حيث يصير لكل معونة رغيفٍ أو شربة ماءٍ أو لحاف حكاية تقصم الظهر. تمدّ عائلةٌ يدها بحرقة، بينما تتناقل الصحف والشاشات تقارير عن بيع الأطفال وسماسرة الزيجات بالقاصرات وغير القاصرات. · وهناك في مصر يدخل رمضان، ولا أحد يعرف كم زمناً يكفي لتبرأ القلوب والأعين من مرأى أولئك الشباب الذين قذف بهم مجرمٌ، مغسول العقل والضمير، من فوق خزان المياه، معتقداً في فعلته الانتصار للدين.. دين الحزب. كلّما أعادوا بثّ تلك اللقطة الوحشية تُغمض عينيك كأنك تهرب من سماع طقطقة عظامهم ورؤوسهم وهي تتشدّخ على سطحٍ صلب. تتساءل كيف يمكن للإنسان البسيط، ذلك الذي بالأمس يضحك ويبكي ويحب ويحنّ ويتألم ويؤمن أن يصبح غولاً بلا أية رحمة في لحظة هياج…
آراء
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣
لم تعد هناك خطوط حمراء، ولا حد أدنى من البلطجة التي يمكن أن تحتمل. بدأها عام 2005 بقتله رفيق الحريري، ولن يختمها ضد رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم. لقد تغيرت صورة حزب الله في العالم العربي، وفي لبنان أيضا. كذب على العالم أنه حزب مقاومة ليصبح اليوم ميليشيا بلطجة. لا ننسى أنه قبل ثمان سنوات عجز كثيرون عن تصديق أن حزب الله شارك في اغتيال عشرين شخصية لبنانية، كجزء من وظيفته ميليشيا للنظامين السوري والإيراني. ولم يصدق البعض تورط الحزب في القتال في سوريا قبل أن يعترف نصر الله بلسانه، أنه أرسل آلافا من شبابه للموت دفاعا عن مقامات الرئيس السوري بشار الأسد. ثم أكمل نشاطه بجرائم خطف وعنف ضد سوريين ولبنانيين داخل لبنان. الآن، وبسبب صفحته السيئة، لم يعد أحد يشكك في أنه من أطلق الصواريخ التي قصفت محيط مقر رئيس الجمهورية. أصبح الحزب المدجج بالسلاح مشكلة كل اللبنانيين، لا فريق 14 آذار، أو السنة، أو نصف المسيحيين، أو بعض الشيعة. وبدل أن يرد على خطاب رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، بخطاب مثله، قصف قصره بالصواريخ، لأنه تحدث عن الخطايا الثلاث التي يمارسها الحزب، خرق الدستور وازدواجية السلاح والتورط في الحرب السورية. الرئيس سليمان في خطابه أحرج حزب الله عندما كاشف الشعب اللبناني أن ممارساته بلغت حدا لا يمكن السكوت عليه.…