آراء

آراء

نصرالله: «السيد» الذي فقد ظله ومصداقيته

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣

لأول مرة يقول حسن نصرالله أنه سيتحدث كشيعي. قال ذلك يوم الجمعة الماضي. تكلم قبل هذا الوقت كثيراً عن الطائفية، واعترف بأنها داء يهدد المنطقة. لكنه كان يتحدث عن الموضوع من مسافة، وبلغة يغلب عليها الوعظ أحياناً، والتهديد أحياناً أخرى. يوم الجمعة اختار أن يتحدث عنه من خلال انتمائه المذهبي. السمة الثانية لحديث نصرالله أنه قرن فيه بين انتمائه المذهبي، وتحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر. أما السمة الثالثة فهي أنه لم يتطرق إلى سورية. تجاهلها تماماً كما فعل في خطابه السابق. بهذه السمات الثلاث يتبين أن حديث نصرالله كان حديث دفاع عن شيء ما، وحديث تبرير لشيء ما. وعندما تجتمع صفة الدفاع إلى صفة التبرير في الحديث يصبح من الواضح أن ما يخفيه هذا الحديث لا يقل أهمية عما يفصح عنه. كان نصرالله يدافع بشكل خفي، غير مباشر، عن اصطفافه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب، وعن مشاركة قوات حزبه إلى جانب قوات النظام في تدمير المدن السورية. هو يدرك أن هذه المشاركة وذاك الاصطفاف نسفا ادعاء المقاومة الذي يتلفع به الحزب من أساسه. ولأن مشاركة الحزب كانت بتوجيه وتمويل إيرانيين، وبالتالي ضمن الإستراتيجية الإيرانية، كان لا بد أن يدافع نصرالله في خطابه عن إيران أيضاً. ولأن منبع هذه المشاركة طائفي في أصله وفصله، كان لا بد…

آراء

(‬في‭ ‬ظلال‭ ‬ليلة‭ ‬القدر‭ …‬)

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣

يتذكر‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يصلي‭ ‬في‭ ‬مسجد ‭ )‬سلمان‭ ‬الفارسي‭ (‬‭ ‬، في‭ ‬منطقة‭ ‬المطينة‭ ‬بدبي‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭ ‬تلك‭ ‬الزحمة‭ ‬الخرافية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬المسجد‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬لجمال‭ ‬صوت‭ ‬إمامه،‭ ‬كان‭ ‬المصلون‭ ‬يغلقون‭ ‬الشوارع‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمسجد‭ ‬لكثرة‭ ‬توافدهم‭ ‬عليه،‭ ‬وكنا‭ ‬بسبب‭ ‬إيعاز‭ ‬من‭ ‬الضمير‭ ‬نلحق‭ ‬بهم‭ ‬بعد‭ ‬قضاء ‭ )‬أنشطتنا‭ ‬الرمضانية‭ .( ‬عند‭ ‬دوار‭ ‬السمكة،‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عنه‭ ! ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ذلك ‭ )‬البيك‭ ‬أب‭( ‬ الشهير‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬الركعة‭ ‬الرابعة‭ ‬لينزل ‭ )‬كنافة‭ ‬ناعمة‭ (‬لجميع‭ ‬المصلين،‭ ‬سامعين‭! ‬(كنافة‭ ‬ناعمة‭) (‬بلس‭ ‬بلس‭(‬ ‭ ‬ ،مب‭ ‬كرتون‭ ‬همبة‭ ‬خايسة‭ ‬ولا‭ ‬رطب‭ ‬ما‭ ‬حد‭ ‬لقح‭ ‬نخلته‭ ‬تقول‭ ‬زبيب‭ ‬محترق‭! ‬ لا‭ ‬وبعدين‭ ‬يطرش ‭ )‬اصنع‭ ‬جميلاً‭ ‬ولو‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬موضعه،‭ ‬فلن‭ ‬يضيع‭ ‬جميل‭ ‬حيثما‭ ‬زرعا )‭! ‬ جائت‭ ‬أيام‭ ‬وذهبت‭ ‬أيام‭ ‬ودخل‭ ‬لاعبون‭ ‬جدد‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬وواجه‭ ‬المسجد‭ ‬منافسة‭ ‬من‭ ‬مسجد ‭ )‬شيرزاد‭( ‬ في‭ ‬الطوار،‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬مسجد ‭ )‬بوخاطر‭( ‬ في‭ ‬الشارقة،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬يقال ‭ )‬يبندون‭ ‬الدوار‭ ( ‬لكثرتهم‭ ‬أثناء‭ ‬صلاة‭ ‬التهجد،‭ ‬ثم‭ ‬دخل‭ ‬مسجد ‭ )‬الدليمي‭( ‬ في‭ ‬عجمان‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬المنافسة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬أوبشن ‭ )‬صوته‭ ‬حلو‭ ‬وما‭ ‬يطول‭ ‬،‭( ‬ومازالت‭ ‬المساجد‭ ‬تزيد‭ ‬ومزامير‭ ‬داوود‭ ‬الرائعة‭ ‬تصدح،‭ ‬ويمتلئ‭ ‬المسجد‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬بحسن‭ ‬الأداء‭ ‬برواده‭ ‬من‭ ‬إمارته‭ ‬ومن‭ ‬الإمارات‭ ‬المحيطة‭ ‬به،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬هناك‭ ‬ورشة‭…

آراء

اليمن: قراءة في أوراق مكونات الحوار حول القضية الجنوبية

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٣

أخيرا، تقدمت المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني برؤاها لحل القضية الجنوبية، مما سيشكل مدخلا للتفاوض الحقيقي حول النتيجة النهائية التي سيتمخض عنها لقاء الـ«موفنبيك».. لكن الجميع يعلم أن المكونات الرئيسة (فصائل الحراك الجنوبي الموجودين في صنعاء، المؤتمر الشعبي، الإصلاح، الحزب الاشتراكي، أنصار الله) هي التي ستحسم الأمر خارج الـ«موفنبيك». اتسمت رؤى المكونات الرئيسة - عدا الحراك - بالغموض وتكرار النصوص، مما يجعل الأمر ملتبسا ومتروكا للتأويلات وللمساومات وحتما للابتزاز، وفي يقيني أن كل القضايا التي طرحت لا يمكن الانتهاء من دراستها والتفاوض (لا الحوار) عليها، خلال الأسابيع الستة القادمة، إذ من المفترض انتهاء المؤتمر في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، وسييجري ترحيلها إلى فترات لاحقة، كما عودنا الساسة في عدم الحسم وترك الأمور إلى اللحظات الأخيرة، مما يتيح للقوى الخارجية، كل حسب تأثيرها، أن تملي ما تراه صالحا لها أولا ولليمن، وهو ما لن يتماشى مع الواقع الداخلي وتناقض مصالح وغايات الممسكين بالسلاح.. ولعل الجميع يستذكر حجم الآمال التي وضعها الكثيرون على التدخل الخارجي وما آلت إليه الأمور بعدها في كل من العراق وليبيا على وجه التحديد. ممثلو الحراك الجنوبي الحاضرون تقدموا برؤيتهم التي تستند إلى رغبة تسيطر على مشاعر أغلبية الجنوبيين، وتؤكد «مشروعية حق شعب الجنوب في استعادة دولته»، ثم تحدثت عن المبادئ الأساسية للكيان الجنوبي المستقل وعلاقته مع…

آراء

لا حل ولا سلام في تقسيم سورية

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٣

كم مرة هذا العام بدا الغرب وكأنه على وشك التدخل الحاسم ضد النظام السوري ووضع حد لحربه على شعبه؟ وكم مرة تحدث قادته عن عزمهم على تسليح المعارضة بسلاح نوعي يمكنها من حماية شعبها وحسم المعركة التي طالت؟ مرات عدة، ثم ما لبث أن تراجع وعاد إلى أسطوانة أن إرسال السلاح سيؤدي إلى مزيد من معاناة الشعب السوري، أو أنه يمكن لهذه الأسلحة أن تقع في اليد الخطأ ما سيشكل تهديداً للمنطقة، فما الذي يحصل؟ هل ثمة مَن ينشط كلما استيقظ الضمير الغربي فينصحه بما يعيده إلى حالة اللامبالاة التي يبدو أنها الأصل؟ هل هي نظرية «اتركوهم، دعوهم يقتلون بعضهم بعضاً ففي النهاية سيكون هناك منتصر؟». هل هي إسرائيل؟ حسناً، كأني أسمع مَن يقول: «ها أنت تعود لإلقاء اللوم على إسرائيل كي تهرب من الإشارة إلى تقصير العرب ودول المنطقة المتضررة (أو التي يفترض أنها متضررة من تردي الأوضاع عند أشقائهم السوريين)، ولكن إسرائيل مهمة ومؤثرة، وبخاصة في واشنطن التي ما إن تبدأ في الحديث عن عزمها على إرسال أسلحة نوعية أو حتى التدخل، وقد صرح أوباما بذلك مرات عدة، حتى يخرج مسؤول ما ويعدد أسباباً تنصح بعدم التدخل، مثل ارتفاع الكلفة التي تصل إلى بلايين عدة، وضرورة حشد عشرات الآلاف من الجنود ومئات الطائرات، كما ورد في تقرير قدمه…

آراء

من يستطيع وقف ارتفاع أسعار السلع؟

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٣

لم يمر أي شهر رمضان منذ سنوات طويلة إلا وكانت شكوى الصائمين مواطنين ومقيمين وزائرين من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية، مما دفع بعض الوسائل الإعلامية إلى نشر المعاناة وتحليل أسبابها من قبل بعض الكتاب. ويجزم بعض الكتاب وشريحة كبيرة من المستهلكين بأن السبب الرئيسي هو استغلال التجار للمواسم التي يرتفع فيها الطلب على بعض السلع والخدمات مما يدفع التجار إلى رفع الأسعار، ويعيد بعض التجار ذلك إلى أسباب خارجة عن إرادتهم، حيث ترتفع بحجة ارتفاع الأسعار دولياً. وهو مبرر يرفضه المستهلكون، وأنا شخصياً غير مقتنع به، لأن الأسعار الدولية يُعلن عنها قبل شهور من استيراد البضائع ولا يمكن أن تكون في أيام، وعلى وجه الخصوص السلع المستوردة من خارج البلاد. ويلجأ بعض التجار إلى تسعير المخزون في مخازنهم والمستورد بالأسعار القديمة بالأسعار الجديدة للواردات الجديدة والتي لم تصل بعد. وإذا افترضنا حسن النية من التجار المستوردين فإن التهمة الحقيقية هي على تجار التجزئة الذين يبالغون في أرباحهم على حساب المستهلك فقط، وأنا شخصياً أعتقد أن المشكلة الأساسية في ضعف الرقابة على تجار التجزئة. وفي غياب الوازع الديني (مخافة الله). يمارس بعض التجار سلوكهم غير الأخلاقي برفع الأسعار، وهذه قضية قديمة وليست مرتبطة فقط بشهر رمضان، وإنما هي مرتبطة بالمواسم سواء كانت الإجازات الرسمية أو شهر رمضان وشهر ذا الحجة.…

آراء

تعال نُشاهد “خواطر”

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٣

جاءني أثناء الثورة الليبية ابني سعيد، وقد كان يبلغ حينها ثمانية أعوام، وقال لي بلغة طفولية بريئة: "هل استطاع الثوار القبض على القذافي أم لا!" دُهشتُ وضحكت من سؤاله، فلا أذكر أنني شاهدتُ الأخبار في حضوره. وعموماً فإنني لا أشاهد القنوات الإخبارية إلا قليلاً؛ لأنني أرفض إدخال طاقتها السلبية إلى منزلي. سألته كيف يعرف عن القذافي وعن الثوار؟ فقال لي إنه يسمع بعض زملائه يتحدثون عنه. فسألته وكيف عرف زملاؤه القذافي؟ فقال: "لا أدري، أظن أن آباءهم يخبرونهم" . وعندما أتصفح الجرائد لا أكاد أجد مقالاً يتحدث في شأن غير شؤون الحروب والثورات والخلافات السياسية والطائفية والأيديولوجية العربية أو العالمية. ثم عندما أختلط بالجيل الجديد، وأقرأ تعليقاتهم في تويتر ورسائلهم التي تصلني من خلال مختلف وسائل التواصل، لا أجدهم مهتمين بتلك المشكلات والقلاقل التي تضج بها المنطقة؛ فأتساءل: لمن يكتب أولئك الكُتّاب إن كان الشباب، وهم الأغلبية في المجتمعات العربية، لا يهتمون بتلك القضايا؟ وأتساءل مرة ثانية: ولمن يقرأ هؤلاء الشباب إن كان جُلّ ما يُنشر اليوم لا يُلبّي حاجاتهم الفكرية ولا يُجيب عن أسئلتهم التنموية المُلِحّة؟ صحفنا وقنواتنا العربية لا تختلف كثيراً عن الصحف الأجنبية في الغرب، فهي أيضاً تهتم بالشأن السياسي بشكل رئيس، ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم لديهم مجلات وقنوات لعالم الطبيعة والحيوان، وأخرى للرياضة، وأخرى للعلوم،…

آراء

أوكازيون الكلام

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٣

شهر رمضان، كغيره من المواسم والمناسبات، أصبح مجالا للتنافس في التصريحات بين كثير من الإدارات، فما إن تقترب بدايته حتى تنطلق إشارة السباق بين المسؤولين الذين تستهويهم المشاركة الدائمة في ماراثون التصريحات التي تتراوح بين التأكيد والجزم، أو الوعود القاطعة باستحداث خدمة جديدة أو تطوير خدمة قائمة، أو إنهاء مشكلة تتكرر أو التشديد على الالتزام بتعليمات قديمة لم يلتزم بها أحد، وعلى هذا المنوال، نشاهد تنافسا محموما تمتلئ به وسائل الإعلام يوحي للمجتمع بأن كل شيء سيكون على ما يرام، ليكتشف بعد الأيام الأولى من الشهر أن أوكازيون الكلام قد انتهى إلى أقل القليل مما قيل، أو إلى لا شيء. ولو حاولنا الرجوع إلى أرشيف التصريحات مع اقتراب رمضان خلال الأعوام الماضية لوجدنا أن الواقع يستنسخ نفسه كل مرة من حيث زحمة التصريحات، وكذلك يكرر نفسه من حيث عدم إنجاز ما تضمنته، فلا مشكلة ولا حرج لدى من يريد التصريح طالما أنه لا حساب على الكلام ولا متابعة أو «جردة» في نهاية موسم التصريحات لبحث أسباب عدم تنفيذها ومساءلة الذين أطلقوها عن تلك الأسباب. إننا، باستعراض سريع لعينة من تلك التصريحات على سبيل المثال وليس الحصر أو التخصيص أو التركيز المقصود على جهات بعينها دون أخرى، لوجدنا ــ مثلا ــ أن وزارة التجارة تعلو نبرة تصريحاتها قبل رمضان بأن أسعار…

آراء

حزب الله: التنظيم الإرهابي المدلل!

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٣

ما كادت دول الاتحاد الأوروبي تصدر قرارها باعتبار «الجناح العسكري» في حزب الله تنظيما إرهابيا، حتى سارع الطرفان (الاتحاد الأوروبي والحزب)، كل على طريقته إلى التقليل والتهوين من شأن ذاك القرار: ممثلة الاتحاد الأوروبي في بيروت طافت على كل من يريد الاستماع ومن لا يريد من حزب الله وغيره لتخبرهم أن القرار لا يعني الكثير، وأن لبنان لن يتضرر أبدا وسيظل شريكا مهما للاتحاد. وللبرهنة على عدم أهمية القرار فإنها لم تكتف بعدم تضرر لبنان رغم أن الحزب يحكمه الآن، بل أخذت على المعارضة اللبنانية عدم تشكيلها حكومة «وحدة وطنية» مع الحزب الآن فورا. وكانت قد أظهرت انزعاجها قبل شهور عندما تفككت حكومة ميقاتي التي كان الحزب قد شكلها في مطلع العام 2011! وعندما تشارك حزب الله والجيش اللبناني في إنهاء «المجمع الأمني» لأحمد الأسير في صيدا، سارعت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا أيخهورست إلى زيارة مخابرات الجيش بالمدينة، رغم اتهام نواب صيدا وأهلها لذاك الجهاز بانتهاكات واسعة فيها! أما إجابة حزب الله عن القرار فقد كانت من ثلاثة أجزاء: التهوين من شأن القرار والقول إنه سيرتد على أصحابه - رغم نفي أن يكون هناك فرق بين الجسم السياسي والجسم العسكري للحزب، وهذا صحيح، لأن قيادة الحزب واحدة وهي تمارس الأعمال العسكرية والأمنية والسياسية - وأخيرا مطالبة الاتحاد الأوروبي…

آراء

التغير المناخي: الحلول العلمية والعملية ‏

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٣

رغم الجهود الحثيثة لتحقيق التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه ما زال اقتصاد هذه الدول يعتمد بشكل كبير على استهلاك النفط والغاز الطبيعي مما يؤدي إلى زيادة في انبعاث الغازات الدفيئة ‏في الهواء، وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون. تساهم الغازات الدفيئة في ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض ومنعها من المغادرة إلى الفضاء مما يساعد على تسخين جو الأرض. كما تؤثر هذه الغازات على نوعية الهواء الذي نتنفسه مما يؤدي إلى مشاكل تؤثّر على الصحة العامة. لقد حذرت مؤخرا الأمم المتحدة من انبعاثات الغازات الدفيئة وشدّدت على أن مستوى ثاني أكسيد الكربون – الغاز الأهم ‏بالنسبة للغازات الدفيئة - تخطى مستوى 400 جزء من المليون لأول مرة منذ أكثر من أربعة ملايين سنة. وتأتي هذه القراءات لتُشير إلى إمكانية حدوث آثار سلبية على سلامة الإنسان وعلى الرعاية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. هذا وتؤكد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي بأن الفرصة ما زالت قائمة لمنع حدوث أسوأ التأثيرات للتغير المناخي إذا تكاملت الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر وتفاعلت كل المؤسسات، حكومية كانت أو من القطاع الخاص، لوضع حد لمخاطر التغير المناخي. ونظرا لما تم رصده من قبل العلماء حول العالم من مؤشرات تدل على زيادة تأثير الغازات الدفيئة، قامت الدول والحكومات حول العالم بوضع التغير…

آراء

أين تصوم رمضان هذا العام؟

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٣

عدت اليوم من جنوب أفريقيا، ولعلي سأشعر بالندم غداً عندما تحين الرابعة والنصف عصراً هنا في البحرين، ولما يحِنْ وقت الإفطار الذي سيكون بعد ساعتين من ذلك الوقت، ودرجة الحرارة من حولي تقترب من الأربعين. ولكني أرشح دربان وبقية مدن جنوب أفريقيا الكبرى للجمع فيها ما بين رمضان والإجازة الصيفية، وهذا للسعودي الذي يحتمل الابتعاد عن مكة والمدينة في رمضان، وهؤلاء قلة باستثناء المبتعثين والدبلوماسيين، الذين تحكمهم ظروف الدراسة أوالعمل بالبقاء خارج الوطن، معظم أصدقائي الذين كانوا خارج السعودية قبيل شهر رمضان سارعوا بالعودة للوطن، فلا مكان يعدل الصيام في مكة والمدينة أو قريباً منهما، شخصياً أنوي قضاء العشر الأواخر في المدينة المنورة في رحاب الحرم النبوي، وإخواني وأخواتي، وحيث مرتع الصبا وذكريات الأحبة، ولا أحبة أذكرهم في رمضان قدر والدي ووالدتي رحمهما الله. أما جنوب أفريقيا فهي، إضافة إلى طقسها الشتوي الرائع والمعتدل ونهارها القصير، فيها نحو 4 ملايين مسلم يشكلون بعضاً من نسيجها الأصلي المشكّل من الأفارقة والبيض، فمساجدهم في كل مكان، وأطعمتهم وأكلهم الحلال، وإذاعات إسلامية تبث القرآن الكريم والأدعية بأصوات محلية، وأكثر من ذلك أن أهلها يحبون المسلمين العرب، يكفي أن تقول إنك من المدينة المنورة أو مكة المكرمة، وسوف تجد احتفاء منهم غير مسبوق. المسلمون هناك جاء بهم المستعمر الأبيض قبل 400 سنة من شرق…

آراء

الحبيب يحبُ الجديد ..!

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٣

يقول الدكتور راغب السرجاني عن (فكرة) قبل أن تكون قصة حفر الخندق: أخذ المسلمون الأمر بمنتهى (الجدية)، وبدأوا يفكرون في الأزمة القادمة بـ(إيجابية)، وكان أول ما فعلوه تكوين (مجلس الشورى) .. وهكذا تكون البداية الصحيحة، مجلس من المهاجرين القرشيين والأنصار الأوس والخزرج، وغيرهم من القبائل المختلفة، بل إن فيهم من ليس عربياً أصلاً مثل بلال الحبشي وسلمان الفارسي، رضي الله عنهما، وهنا تتجلى عظمة الدين الإسلامي. ونلاحظ هنا كيف تتراكم الخبرات داخل الأمة الواحدة نتيجة تجميع كل العناصر والقبائل والأجناس والبلاد تحت راية واحدة. وسلمان الفارسي وفي المشاركة الأولى له مع صفوف المسلمين، لم يشعر أبداً أنه غريب، هذه هي دولته، وهذه هي أمته، وهذا دينه، فقال: يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا. سمع رسول الله وصحابته الفكرة، فأعجبتهم، وعلى الفور ظهر الحسم وعدم التردد، فأخذوا قرارهم مباشرة بالبدء بحفر الخندق. يضيف د. السرجاني بقوله: إن هذه المهمة كانت مهمة مستحيلة فعلاً، مستحيلة بكل المقاييس، إذ إن عملاً كهذا لو تم في زمننا هذا في أسبوعين لاحتاج إلى أكثر من مئتي رافعة أثقال، وآلاف المعدات الإلكترونية، وعشرات سيارات النقل الكبيرة، كما يحتاج إلى إدارة هندسية كاملة، ومجموعة من الاستشاريين المتخصصين في الحفر، ولكي نعرف صعوبة هذا المشروع، من الممكن أن نقارنه مثلاً بمشروعات مترو الأنفاق…

آراء

«الإخوان» والسفارة السعودية!

الخميس ٠١ أغسطس ٢٠١٣

بعد تنحي الرئيس مبارك في 25 يناير (كانون الثاني) وجدت السعودية نفسها وجها لوجه مع الرأي العام المصري الغاضب، ومن دون سبب حقيقي، بل مجرد شائعات ملخصها أن السعودية تضغط لإرجاع مبارك، أو إخراجه من مصر، والأمر نفسه طال دولة الإمارات. وتصاعد التحريض ضد السعودية، حتى انتهى الأمر بالتظاهر أمام سفارتها في القاهرة، وحينها قيل إن هذا شباب مصري غاضب، وتمت تسوية الأمور من خلال وفود مصرية رسمية وشعبية في حينها. واليوم يقوم «الإخوان»، وبعد سقوط حكمهم، بتسيير مسيرات ضد السفارة السعودية مرة أخرى، وكذلك ضد سفارة الإمارات، بحجة أن السعودية والإمارات تتدخلان في مصر! وبالطبع فإن السعودية والإمارات لا تتدخلان في مصر، بل تتعاملان مع القاهرة وفق القنوات الرسمية، وكما فعلت السعودية، مثلا، مع نظام مرسي، فهمّ السعودية والإمارات هو استقرار مصر الذي ينعكس على المنطقة ككل، ومن يتدخل في الشأن المصري الآن هو الغرب، في محاولة لتحقيق مكاسب لـ«الإخوان»، ومرسي، وليس الرياض أو أبوظبي. والقصة هنا هي أن من سير المظاهرات اليوم ضد السفارة السعودية، أو الإماراتية، هو نفس من سير المظاهرات ضد سفارتيهما بعد تنحي مبارك، وحاول شغل الشباب، والقوى السياسية، في مصر حينها تارة بوهم الطرف الثالث، وتارة بالعدو الخارجي، كما حرض المصريين حينها ضد العسكر، من أجل أن يتسنى له شغل الجميع، والاستفراد بهم، حيث…