آراء
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
يروى أن كلبا قال لغزال: ما لي لا ألحقك وأنا من تعرف في العَدو والقوة؟ فقال له الغزال: لأنك تعدو لسيدك وأنا أعدو لنفسي. هذه القصة الجميلة التي رواها الشاعر الهندي الشهير أبو الحسن الندوي في كتابه «مختارات من أدب العرب» تلخص لنا حال الكثيرين في زماننا ممن يقضون معظم يومهم لاهثين وراء أعمال تهم الآخرين ولا تعكس بالضرورة قدراتهم الحقيقية. ويصف أبو الحسن هؤلاء بأنهم يتحدثون ويكتبون ويؤدون أعمالا إرضاء لزعيم أو وزير أو صديق أو حبا في الظهور: «وهذه كلها دوافع سطحية لا تمنح أعمالهم القوة والروح ولا تسبغ عليها لباس البقاء والخلود»، بل يعتبر أن الفارق بين هؤلاء ومن يؤدي عملا من أعماق قلبه وبكامل جوارحه بأنه «كالفرق بين الصورة والإنسان وكالفرق بين النائحة والثكلى». وربما هذا ما دفعه إلى أن يصف هؤلاء بأنهم كالممثلين الذين يؤدون دورا لا يعكس بالضرورة شخصياتهم الحقيقية. وحينما يتأمل المرء السلوكيات الشائعة في الأمم المتحضرة يجد أن كثيرا من الناس يختار عملا يعكس شغفه ويتماشى مع قدراته الحقيقية وهذا ما يجعله لا يكل ولا يمل مهما كانت عوارض الطريق. الأمر الذي يدفعنا للقول بأن القيادي الفطن هو من يضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى يفجر الجميع طاقاته بإتقان وتفان ويصبح كالغزال في رشاقة حركته وبلوغه لأهدافه. وكثيرا ما أتألم حينما…
آراء
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
ـ أحاول جاهداً إقناع صديقي أنه لا توجد وسيلة إعلام مستقلة ومثالية تماماً؛ حتى الكتاب والشيوخ والوعاظ ينتمون إلى أفكار يتبنونها ويدافعون عنها بقناعة. لكن مع الأحداث الكبرى كالثورات وخروج الملايين إلى الشوارع تجبر الوسيلة الناقلة للحدث على الحياد التام في النقل، وذلك لأن الصورة تصبح واحدة في كل الفضائيات، ولا يمكن تزويرها أو اختطافها لمصلحة جهة ما. ـ هناك هجمة شرسة على قناة العربية في تويتر، واتهامات إنشائية لها بأنها تقف ضد الدين والمسلمين في كل مكان، وازدادت هذه الحملة مؤخراً؛ لمجرد أنها قامت بتغطية عالية المستوى لثورة 30 يونيو 2013م ما جعل بعضهم يجعلونها سبباً رئيساً لإسقاط مرسي والجماعة. فهل العربية جهاز مخابرات؟!! ـ لا أظن أن العربية هي من قامت بإخراج المصريين من منازلهم إلى ميدان التحرير احتجاجاً على الرئيس المخلوع مرسي فهذا فوق طاقتها، وهي أيضاً لم تعطهم حصص تقوية في أخطاء مرسي والجماعة؛ من يقول هذا الكلام يمتهن كرامة ووعي المصريين الذين خرجوا ليحولوا دون مزيد من خراب بلدهم. ـ العربية غطت ثورة 30 يونيو التصحيحية مثل القنوات المصرية والأجنبية تماماً ولم تخترع أعداداً للثوار من عندياتها، ولم تدفع مالاً لثلاثين مليوناً كي يخرجوا إلى الشوارع، ولم تختلف الصور التي نقلتها عن بقية الصور المنقولة في فضائيات العالم؛ فلماذا هذه الهجمة إذاً؟ مجرد سؤال، وأرجو…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
لا بد أن الذين انتخبوا الدكتور محمد بديع، مرشدا عاما لجماعة الإخوان، في يناير (كانون الثاني) 2010 يندبون حظهم الآن، لسوء ما فعلوه، ويتمنون لو عاد بهم الزمان، ليصححوا خطأهم، ويُبعدوا هذا الرجل عن الجماعة، لولا أن الزمان، كما نعرف، لا يعود، ولولا أن «لو» هذه، تفتح عمل الشيطان.. لا أكثر! ولا بد أن هؤلاء الذين يندبون حظهم، هم أنفسهم، كانوا قبل عام بالضبط من الآن، وتحديدا يوم انتخاب «مرسي» رئيسا لمصر، يفركون أيديهم، فرحا، وبهجة، وسرورا، واستبشارا، لأن واحدا منهم، قد وصل إلى السلطة أخيرا، وأخيرا جدا، وبعد نضال من الجماعة كلها، دام 83 عاما، منذ نشأتها على يد حسن البنا، عام 1928 إلى أن تخلى مبارك عن الحكم، في 2011. لا بد، إذن، أنهم عاشوا لحظة الفرحة هذه، بمثل ما عاشوا ويعيشون لحظة التعاسة في وقتنا الراهن، غير أن الأمور، تقاس، كما قيل، بخواتيمها. وسوف يأتي يوم، يقال فيه، عن محمد بديع، المرشد العام الثامن للجماعة، إنه إذا كان قد صعد بجماعته، إلى ذروة الحكم في مصر، فإنه هو نفسه قد هوى بها إلى سابع أرض، وكأنه، بحق، رجل الصعود المتألق، ثم السقوط المدوي معا! ولو أن أحدا سأل، عما إذا كان في إمكان بديع، منذ اللحظة الأولى، أن يؤمِّن صعود الإخوان، فسوف يكون الجواب، أن هذا كان…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
دون الالتفات الى النسب المئوية التي تتناقلها وسائل الإعلام على لسان عدد من المسئولين عن إدارة لقاءات الموفمبيك، فليس هناك ما يشي الى أن القضايا الرئيسة التي ستحدد مصير البلاد شمالاً وجنوباً قد تم التطرق إليها بل وأزيد ان كل من يدعون تمثيل الطيف الوطني لم يقدموا سوى صيغ مبهمة، وليست العبرة بما يريد البعض أن يبيعه من وهمٍ لتبرير وجوده ومشاركته. لقد عاش اليمنيون عقودا طويلة في ظل شعارات المنجزات والتنمية والدولة الحديثة، وحين أفاقوا وجدوا أن أوهامهم لم تكن سوى عبارات تطلقها وسائل الإعلام دون سند على أرض الواقع.. فلا بنية تحتية ولا تواجد لطبقة متوسطة ولا شعور بوجود دولة حازمة وقادرة.. تلاشت الطبقة المتوسطة وانحدر منتسبوها الى هوة سحيقة من الفقر والعوز، وانهارت البنية التحتية المتهالكة تحت وطأة الإهمال والفساد المفزع، وغابت سلطات الدولة عن أغلب أرجاء البلاد إلا في كشوفات المرتبات الشهرية التي صارت تُدفع بصعوبة بالغة. لم يتبدل الحال منذ بدء الفترة الانتقالية، وصار كلُ سوءٍ يقعُ وكل فسادٍ يتزايد وكلُ انهيار أمني، يُحال الى مخرجات الموفمبيك وما يتصور الكثير من المشاركين في لقاءاته بأنه مستقبل اليمن الجديد كيفما كان.. وهنا أرى أن الاوهامَ تتكرر، ولكن ثمنها هذه المرة سيكون مدمّراً ما لم يرتفع الذين يملكون حقاً مفاتيح الحلول الى مستوى أرفع مما يقبعون فيه…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
لا شك أن صدمة عنيفة سوف يجدها المرء حينما يقرأ تقريرا بأن نسبة الإلحاد في بلادنا تصل إلى 5% وهي النسبة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن معهد غالوب الدولي. وبعد أن تزول صدمة المفاجأة يمكنك تكذيب هذه النسبة لأسباب عديدة قد يكون أهمها أن هذا المعهد ليس هو ذاته المعهد الشهير في واشنطن ومن هذه المغالطة المبدئية يمكن تتبع بقية المغالطات وأولها معرفتنا بأنفسنا إذ لا يمكن أن يكون بين كل مائة مواطن خمسة ملاحدة. ثم من أين استقى المعهد معلوماته عن وجود هذا العدد المهول الذي يصل تعداده إلى ما يقرب من المليون ملحد، فهذا العدد يستوجب أن استبانة وزعت على ملايين من المواطنين حتى تصل نتيجة الاستفتاء إلى وجود مليون ملحد، فإن قيل حدث هذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو افتراء يدحضه الواقع، إذ أن المستخدمين للإنترنت في المملكة يقدرون بثلاثة عشر مليون مستخدم بينما عدد سكان المملكة ما يقارب 19 مليون نسمة وإذا أضيف لهم الوافدون يكون التعداد في حدود الـ28 مليونا، فكيف استطاع المعهد تحديد نسبة الـ 5% من السعوديين تحديدا بهذا يسقط الادعاء على مستوى الأرقام. ثم ماذا قصد المعهد بالإلحاد؟ هل قصد به إنكار وجود الله عز وجل أم قصد به اللادينيين أم قصد العصاة أم قصد الانتماء إلى أفكار يتم التعبير…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
أحياناً يبحث الصحافي عن قصة فلا يجد، ولكني كنت وما أزال مؤمناً أن هذا غير صحيح، أفضّل كصحافي أن أعترف بعدم رغبتي في الكتابة، ولا أقول بعدم وجود ما أكتب عنه، فحيثما ينظر الصحافي الحقيقي فثمة ما يمكن أن يكتب عنه وينقله للقراء. مثلاً من حولنا بارجات حربية هائلة، وسفن وطائرات، لا نسمع عنها إلا عند حصول مواجهات عسكرية أو مناورات، ويتذكرها الإعلام عندما تكون هناك تهديدات وتصعيد بالمنطقة، ولكنها عند غياب كل ما سبق تستمر في الإبحار والتجوال من حولنا، في الخليج العربي، وبحر العرب وبعيداً حتى المحيط الهندي. على متنها آلاف من جنود ومهندسين وأطباء، وكل ما يحتاجونه لتسيير هذه المدن الأمريكية التي تعوم من حولنا، فكيف هي الحياة عليها؟ هذا ما أجابت عنه الصحافية فضيلة الجفال في كتابها «أيام مع المارينز»، التي ستصدر طبعته الثالثة قريباً عن دار مدارك، والذي كان في أصله تحقيقات مطولة نشرتها في صحيفتها «الحياة»، ثم جمعتها وزادت عليها من فكرتها المزدحمة بالأسماء والأحداث، فسجلت فيه بعين الصحافي المراقب تفاصيل الحياة على هذه البارجات والسفن وطائرات الهليكوبتر في ساعات الراحة والانتظار، ثم كيف تنتفض الحياة عندما يتلقون توجيهاً لمهمة، تصف الممرات الطويلة في البارجة، والسلالم اللولبية، الطعام والترفيه والسينما والرياضة والمستوصف، بل حتى عندما يفقد البحارة أعصابهم ويختصم اثنان منهم، فلاحظت أن ثمة…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
بعد تسعة أشهر على توليه منصبه، مُنح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، بتعجّل استند إلى خطابات بليغة عن خططه لتغيير العالم. وكان لم يفعل شيئاً بعد. أما اليوم، وهو لم يفعل شيئاً بعد خمس سنوات، فيستحق جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، كونه تمكن من خداع الجميع بلغته الراقية التي تتلاشى بمجرد خروجها من فمه ولا يبقى منها سوى أضغاث وعود، وبقدرته على تلبس الأدوار وإقناع السامعين بجديته، لينتهي الأمر كأنه لم يكن بعد تركه خشبة «المسرح». كان نصيب الشرق الأوسط من «حرفة» اول رئيس اميركي أسود كبيراً. فهو اغدق عليه الآمال بمستقبل ابيض ناصع، يحب فيه الجميع بعضهم بعضاً ويتعايشون في سلام ابدي ونيات صافية. حتى ان الذين استمعوا الى خطابه «التاريخي» في القاهرة حلموا بأنه سينقلهم الى كوكب مختلف، ليس فيه اسرائيل الغادرة الحاقدة التي يعرفون، ولا حروب ولا دمار ولا جيوش، وأيضاً لا جوع ولا عوز ولا ديون. كان عند العرب مشكلة كبرى يريدونه ان يساعد في حل عادل لها. اليوم تعج دنياهم بالمشكلات المعقدة والدامية وبالتدخلات، فيما هو ينتقل إلى دور المتفرج. وبين الحين والآخر يرسم خطوطاً حمراً، ليتبين لاحقاً انه لا يميزها عن باقي الألوان. ظن الفلسطينيون مثلاً انه جاء إلى البيت الأبيض أخيراً رئيس سيضغط على إسرائيل لإجبارها على القبول بدولتهم، فإذا بهذه الدولة…
آراء
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
كان من ضمن الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة (2010 ــ 2014) أن يكون معدل البطالة المستهدف هو 5.5%، ومع أننا الآن في منتصف 2013، ولم يبق على نهاية الخطة سوى عام ونصف تقريبا، إلا أن معدل البطالة الذي تتداوله وسائل الإعلام ــ استنادا إلى معلومات المرجعيات الرسمية ــ هو 12.1%، أي أعلى من ضعف النسبة المستهدفة في الخطة، فهل يمكن تخفيض معدل البطالة خلال هذا الوقت القصير؟ بالتأكيد، فإن سؤالا كهذا يمكن وصفه بأنه سؤال عبثي ولا يجب أن يطرح لأن إجابته بديهية جدا، وهي: لا وألف لا. لأننا إذا كنا لم نصل إلى نصف المستهدف خلال ثلاثة أرباع مدة الخطة، فمن المستحيل أن تتحقق معجزة خلال الفترة المتبقية، وإذا أردنا أن ننزع رؤوسنا من التراب لو مرة واحدة وننظر إلى ما نفعله بجدية وشفافية وتجرد ونواجه أنفسنا بشجاعة، فلا بد أن نعترف أننا نتخبط في كثير من جوانب خططنا الخمسية، إما في جانب النظرية والأهداف، وإما في جانب التطبيق، والنتيجة تراكم المشاكل واستفحالها وضياع الوقت وإهدار الموارد. لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بنهاية العام الماضي أكثر من 600 ألف من أبناء وبنات الوطن، هذا إذا لم يكن العدد أكبر مع تحفظ بعض الجهات على الأرقام. وخلال الفترة الماضية بدأت الحملة الكبرى لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة المخالفة لأنظمة الإقامة…
آراء
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
في خامس كل يوم من رمضان تتجدد ذكراك أبا يارا مواطناً صالحاً يفتقده الوطن بشعور أم ثكلى.. واليوم لانزال نكتب عنك ونفتقدك بمرارة الباحثين عن أنموذج ثوري يمثل طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم. مثلما سافرت اليوم نحن أجيال الشباب نسافر عشرات من الآلاف، اليوم نتغرب في شتى أصقاع البلاد مثلما اغتربت ولأجل الهدف، نصنع من ذواتنا طاقات نرفع بها همم وطن تعاهدنا على حبه وعشقه والموت من أجله والغيرة الشديدة عليه، نحن اليوم شباناً وشابات مسافرون تتغير نظرتنا للحياة في اليوم في كل لحظة عبث وفي كل فرصة جدية.. نتعلم كثيراً، تعتصرنا الغربة بمزيد من الألم والشوق لوطننا مثلما اشتقت إليه ذات يوم.. كتبوا كثيراً عنك أيها المواطن البار غازي بعد موتك، نعم المواطن الأنموذج الصالح من أجل دينه ووطنه، كأنما يوم موتك يوم إعصار سنوي يثير في كل عام مزيداً من الجلاء حول أنموذج المواطن الذي جاء من الغربة ثائراً تكنوقراطياً من أجل بلد فتي مُنْتَشٍ بطرب الشباب وريعان العمر ظل يرقب طويلاً عودة الغائب، سائلاً كم مقدار الجزاء والعطاء. فكنت ياغازي المواطن المعطاء بلا إدخار، والمسؤول الشريف بكل اقتدار، والسفير السعودي الأصيل، والشاعر الشهم والأديب العريق، ماذا علني أقول عن «سحيم» تلك الوصية التي تركتها في أحضان باريس، منذ رحيلك لاتزال كلمات صديقك المخلص أحمد بن دهمان تزيدها بريقاً يوماً…
آراء
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
عندما اكتشفت السيدة إليزابيث ويب العاملة في مدرسة ثانوية بمدينة سياتل أن محتويات سيارتها قد نهبت ووجدت فيها هاتفا جوالا يعود للسارق قررت أن تسلك مسارا مختلفا لا يؤدي إلى الاستعانة بالشرطة والقضاء، فقد اتصلت بالشاب البالغ من العمر 19 عاما وأبلغته ووالديه بأنها لن تتسبب في عقابه إذا وافق على رد المسروقات والاعتراف بما سرقه من سيارات الحي ثم الاعتذار لأصحابها، وفعلا اقتنع الشاب وذهب معها برفقة شريكه إلى المنازل للاعتذار عن سرقة محتويات 13 سيارة وإعادتها لأصحابها، وبذلك عادت المسروقات وسلم الشاب من العقوبة وارتاح ضميره وقامت السيدة إليزابيث بما تعتقده صحيحا في التعامل مع شاب مراهق ربما تجرفه العقوبة إلى التهور وإدمان السرقة. وفيما لو أردنا مقاربة ما قامت به السيدة إليزابيث من واقع ثقافتنا المحلية، فإنها أرادت للشاب أن يقوم بـ«إبراء ذمة» بإعادته للمسروقات، ثم الحصول على «العفو» بعد الاعتذار للمتضررين، بمعنى أنها ربطت إبراء الذمة بالاعتذار وشرط الحصول على العفو الاختياري وبمحض إرادة أصحاب الحق. وأصدقكم القول إنه بعد قراءتي تلك القصة في إحدى الصحف لا أدري كيف قفزت إلى ذهني فجأة محاولة المقارنة بين إبراء ذمتهم وإبراء ذمتنا، وإذا أردتموها «على بلاطة» بين ذمتهم وحساب إبراء الذمة لدينا، وهل نحتاج إلى إعادة النظر في هذا الاختراع العجيب من ناحيتي، أحترم أي رأي يختلف معي،…
آراء
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
الرطب وصل باكراً هذا العام، هو فعل في أعوام سابقة، ولم ينتبه الرأي العام أو إعلامه، وحدهم «الشيبان» والخبراء كانوا يعرفون أن هذا «اللون» غير طبيعي. وعرفنا - بفضل من الله ثم بفضل الإعلام والاتصال السريعين - أن هناك طريقتين لإنزال الرطب الملوّن قبل أوانه، الأولى بإشعال النيران تحت النخلة فترتفع درجة الحرارة فيتم طبخ الرطب أسرع، والثانية ما يسمى بـ«الطبخ بالكبريت»، ولا أعرف تفاصيله، لكني رأيت صوراً على الإنترنت لأحواض يقال إن فيها مادة الكبريت «ربما حمض الكبريت» يوضع فيها البسر فينضج خلال دقائق، قاتل الله كل مَن يفعل ذلك. الهدف بالطبع مادي بحت، فنزول الرطب مع إطلالة الشهر الكريم يجعل الناس تدفع فيه الغالي والثمين. ولارتباط الرطب الطازج تحديداً بروحانية الإفطار وطقوس رمضان، يدفع حتى محدود الدخل وضعيف الحال أي ثمن للحصول على هذه المتعة الوجدانية، وهنا أحسب الجريمة مضاعفة وتجب مضاعفة عقوبتيها. أي جريمة غذائية هي جريمة خيانة عظمى، لأمانة الله، وعهد خلقه، ونظم وقوانين ولاة آمر الناس، وعندما يتعلق الأمر بالرطب والتمر في المملكة فأعتقد أن الجريمة تأخذ بُعداً أعمق وأسوأ، فالتمر والرطب على كل مائدة وله مكانة وجدانية أصيلة، فهو مذكور في القرآن غذاء لمريم البتول - عليها السلام -، والنخل من أشجار الجنة ولا توجد مائدة تخلو منه، طعام الفقير وحلوى الغني، وهو من…
آراء
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
عزيزي المعتدل، أو من يسعى إلى الاعتدال والوسطية في آرائه ومواقفه، أقول لك: تماسَك وتشبّث بمبدئك. فالواقع المحيط والمحتقن والمتشظي بين الطرفين، أو التطرّفين، سيسعى بكل قوة ودناءة أحياناً لإفقادك توازنك المحمود والمحسود على كرسي الوسطية والاعتدال. سيتهمك هؤلاء بأنك مع أولئك، ويتهمك أولئك بأنك مع هؤلاء، وأنت لست مع هؤلاء ولا أولئك، أنت مع الحق والصواب أيّاً كانت جهته. الإسلامي سيشنّع عليك ويسخر من اعتدالك بقوله: هذا صراع بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل. والليبرالي سيردّد عليك أيضاً الشعار الإمبريالي المناقض لليبرالية: إذا لم تكن معي فأنت ضدي. لا ترضخ ولا تستجب لهذه التهديدات الإقصائية، فالإقصاء لم يعد حكراً على طائفة واحدة كما كان يُشاع، بل حتى الفئة التي كانت تشنّع على الأولى إقصائيتها، عندما حمي الوطيس وفاحت الأخلاق الحقيقية، أصبح كلا الطرفين يغرف من المنبع التصنيفي/الشمولي نفسه. عزيزي المعتدل/ إذا قلتَ: «لستُ إخوانياً ولكن ...» سيسخر منك أعداء الإخوان، لأنهم بإقصائيتهم لا يريدونك أن تعبّر عن رأيك في ما بعد (لكن)، مهما كان رأيك شرعياً أو دستورياً أو حتى ثقافياً. هم لا يريدون منك (لكن) ولا ما بعدها، يريدون منك فقط أن تشاركهم في حفلة الشتم واللعن المكارثية، من دون رأي منك، وهم كانوا قد سمحوا لأنفسهم قبل عام مضى أن يكتبوا: «لستُ ضد الإخوان ولكن.. أنا ضد…